الباحث القرآني

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ﴾ - قراءات

٧٣٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ‹يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُواْ فِي السَّلْمِ كافَّةً›، كذا قرأها بالنصب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٦٩. وهي قراءة متواترة، قرأ بها نافع، وابن كثير، والكسائي، وأبو جعفر، وقرأ بقية العشرة: ﴿فِي السِّلْمِ﴾ بكسر السين. انظر: النشر ٢/٢٢٧، والإتحاف ص٢٠١.]]. (٢/٤٩٠)

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ﴾ - نزول الآية

٧٣٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ادخلوا في السلم﴾، قال: يعني: أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٠.]]. (٢/٤٩١)

٧٣٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ‹يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السَّلْمِ كافَّةً›، كذا قرأها بالنصب، يعني: مؤمني أهل الكتاب؛ فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أُنزِلت فيهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٦٩.]]. (٢/٤٩٠)

٧٣٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سَلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي ﷺ قاموا بشرائعه وشرائع موسى ﵇؛ فعَظَّموا السبت، وكرهوا لُحْمان الإبل وألبانها بعد ما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنّا نَقْوى على هذا وهذا. وقالوا للنبي ﷺ: إنّ التوراة كتابُ الله؛ فدَعْنا فلْنَعْمَلْ بها. فأنزل الله تعالى هذه الآية[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٦٧. وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه موسى بن عبد الرحمن الثقفي، نسبه ابن حبان إلى وضع الحديث، والراوي عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي ضعيف واهٍ. ينظر: العجاب ١/٢٢٠، ٥٢٩.]]. (ز)

٧٣٣٤- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- قال: ﴿ادخلوا في السلم كافة﴾، يعني به: أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٠.]]. (ز)

٧٣٣٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عطاء- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾، قال: نزلت في ثعلبة، وعبد الله بن سلام، وابن يامين، وأسد وأسيد ابْنَيْ كعب، وسَعْيَةَ بن عمرو، وقيس بن زيد، كلهم من يهود، قالوا: يا رسول الله، يومُ السبت يومٌ كُنّا نُعَظِّمُه، فدعنا فلْنَسْبِتْ فيه، وإنّ التوراة كتابُ الله، فدَعْنا فلنقُمْ بها بالليل. فنزلت٧٦٠٧٦١[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٩-٦٠٠.]]. (٢/٤٩١)

٧٦٠ انتَقَدَ ابنُ كثير (٢/٢٧٣) ذِكْرَ ابن سلام في قول عكرمة، مستندًا لمخالفته الدلالات العقلية، فقال: «وفي ذكر عبد الله بن سلام مع هؤلاء نَظَر؛ إذ يَبْعُد أن يستأذن في إقامة السبت، وهو مع تمام إيمانه يتحقق نَسْخَه ورفعَه وبطلانَه، والتعويضَ عنه بأعياد الإسلام».
٧٦١ عَلَّق ابنُ عطية (١/٥٠٥) على قول ابن عباس والضحاك بقوله: «فـ﴿كافَّةً﴾ على هذا لأجزاء الشرع فقط، وللمخاطبين».

٧٣٣٦- عن مُقاتِل بن حَيّان -من طريق معروف بن بُكَيْر- أنّه قال: عبد الله بن سلام ومؤمنو أهل الكتاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٤).]]. (ز)

٧٣٣٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾، وذلك أنّ عبد الله بن سلام، وسلام بن قيس، وأُسَيْد وأَسَد ابنا كعب، ويامين بن يامين، وهم مؤمنو أهل التوراة؛ اسْتَأْذَنُوا النبي ﷺ في قراءة التوراة في الصلاة، وفي أمر السَّبْت، وأن يعملوا ببعض ما في التوراة، فقال الله ﷿: خُذُوا سُنَّةَ محمد ﷺ وشرائعه، فإنّ قرآن محمد يَنسَخُ كُلَّ كتاب كان قبله، فقال: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٩.]]٧٦٢. (ز)

٧٦٢ اختُلِف في مَن المخاطب بذلك؛ فقال قوم: جميع المؤمنين بمحمد. وقال آخرون: المخاطب مَن آمن بالنبي من بني إسرائيل. وقال غيرهم: هم أهل الكتاب. وجَمَع ابنُ جرير (٣/٦٠٠) بين الأقوال باندراجها تحت عموم الآية، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -جَلَّ ثناؤه- أمَر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها، وقد يدخل في الذين آمنوا المُصَدِّقُون بمحمد ﷺ وبما جاء به، والمصدقون بمَن قبله من الأنبياء والرسل وما جاءوا به، وقد دعا الله ﷿ كِلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده، والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك؛ فالآية عامَّةٌ لِكُلِّ مَن شَمِلَه اسمُ الإيمان، فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض». وكذا ذكر ابنُ تيمية (١/٤٨٧) أنّه لا منافاة بين الأقوال؛ إذ الجميع مأمورون بما في الآية.

﴿فِی ٱلسِّلۡمِ﴾ - تفسير

٧٣٣٨- قال حذيفة بن اليمان، في هذه الآية: الإسلامُ ثمانيةُ أسهم. فعَدَّ الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعمرة، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وقال: قد خاب مَن لا سهمَ له[[تفسير الثعلبي ٢/١٢٦، وتفسير البغوي ١/٢٤٠.]]. (ز)

٧٣٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ‹يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السَّلْمِ كافَّةً›، كذا قرأها بالنصب، يعني: مؤمني أهل الكتاب؛ فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أُنزِلت فيهم. يقول: ادخلوا في شرائع دين محمد، ولا تَدَعُوا منها شيئًا، وحسبكم بالإيمان بالتوراة وما فيها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٦٩-٣٧٠.]]. (٢/٤٩٠)

٧٣٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ﴿السِّلم﴾: الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (١٩٤٧).]]. (٢/٤٩٢)

٧٣٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: ﴿السلم﴾: الطاعة[[أخرجه أبي حاتم ٢/٣٧٠ (١٩٤٦).]]. (٢/٤٩١)

٧٣٤٢- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٦).]]. (ز)

٧٣٤٣- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نجيح- في قول الله ﷿: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾، قال: يعني: في الإسلام جميعًا[[تفسير مجاهد ص٢٣١، وأخرجه ابن جرير ٣/٥٩٥ من طريق النَّضْر بن عربي بلفظ: ادخلوا في الإسلام. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٤٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح- في قول الله ﷿: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾: ادخلوا في الإسلام كافة، ادخلوا في الأعمال كافة[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠١، كما أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (١٩٤٨) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح بلفظ: في أنواع البر كلها.]]. (ز)

٧٣٤٥- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- قال: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾: في الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٤٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾، قال: ادخلوا في الإسلام[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٨٢، وابن جرير ٣/٥٩٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٤٧- قال قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿فِي السِّلْمِ﴾، يعني: الموادَعة[[أخرجه أبي حاتم ٢/٣٧٠ (١٩٤٩).]]. (ز)

٧٣٤٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾، يقول: في الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٦، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٤٩- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)

٧٣٥٠- وطاووس، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٥١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾، يقول: ادخلوا في الطاعة[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٦، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٦).]]. (ز)

٧٣٥٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾، يعني: في شرائع الإسلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٨٠.]]. (ز)

٧٣٥٣- عن سفيان الثوري: في أنواع البِرِّ كلها[[تفسير الثعلبي ٢/١٢٦.]]. (ز)

٧٣٥٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾، قال: ﴿السلم﴾: الإسلام[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٦.]]٧٦٣. (ز)

٧٦٣ اختُلِف في المراد بالسلم؛ فقال قوم: معناه: الإسلام. وقال آخرون: بل معناه: ادخلوا في الطاعة. واختلف القراء في قراءة ﴿السلم﴾؛ فمنهم من قرأ بالكسر، ومنهم من قرأ بالفتح بمعنى: المسالمة والصلح، ومن قرأوا بالكسر اختلفوا؛ فمنهم مَن وجَّه المعنى إلى الإسلام، ومنهم مَن وجَّهه إلى الصلح. ورَجَّح ابنُ جرير (٣/٥٩٧-٥٩٩) قراءة الكسر مستندًا إلى اللغة، فقال: "لأنّ ذلك إذا قُرِئ كذلك، وإن كان قد يحتمل معنى الصلح، فإنّ معنى الإسلام ودوام الأمر الصالح عند العرب أغلبُ عليه من الصلح والمسالمة، وينشد بيت أخي كندة: دَعَوْتُ عشيرتي للسِّلم لَمّا رأيتهم تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا بكسر السين، بمعنى: دعوتهم للإسلام لَمّا ارتدوا، وكان ذلك حين ارْتَدَّت كندةُ مع الأشعث بعد وفاة رسول الله ﷺ". ورجَّح (٣/٥٩٨-٥٩٩) توجيه المعنى إلى الإسلام، وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والضحاك، وابن زيد، وعكرمة، وطاووس، مستندًا إلى الدلالات العقلية بما مفاده الآتي: أنّ الآية في خطاب المؤمنين؛ فإن كانوا المؤمنين بمحمد ﷺ فلا معنى لأن يُقال لهم: ادخلوا في صلح المؤمنين؛ لأنّ المسالمة إنما يؤمر بها من كان حربًا بترك الحرب. وإن كانوا المؤمنين بِمَن قبل محمد ﷺ فهؤلاء إنّما دعاهم الله إلى الإسلام لا الصلح، بل ولم يؤمر المؤمنون قط بالابتداء بالدخول في المسالمة، وإنّما قيل للنبي أن يجنح للسلم إذا جنحوا لها، أما أن يَبْتَدِىء بها فلا. وجَمَعَ ابنُ تيمية (١/٤٨٧) بين القولين، فقال: «وكلاهما حقٌّ؛ فإنّ الإسلام هو الطاعة».

﴿كَاۤفَّةࣰ﴾ - تفسير

٧٣٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿كافة﴾: جميعًا[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٢، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (١٩٥٠) من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك.]]. (٢/٤٩١)

٧٣٥٦- عن مجاهد -من طريق النَّضْر بن عَرَبِيٍّ- ﴿ادخلوا في الإسلام كافة﴾: جميعًا[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٢.]]. (ز)

٧٣٥٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾، قال: جميعًا[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٥٠).]]. (ز)

٧٣٥٨- عن عكرمة، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٥٠).]]. (ز)

٧٣٥٩- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿كافة﴾، قال: جميعًا[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٨٢، وابن جرير ٣/٦٠١-٦٠٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٥٠).]]. (ز)

٧٣٦٠- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿في السلم كافة﴾، قال: جميعًا[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠١، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٥٠).]]. (ز)

٧٣٦١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿في السلم كافة﴾، قال: جميعًا[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٠٢، وابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٥٠).]]. (ز)

٧٣٦٢- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق معروف بن بُكَيْر-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٦).]]٧٦٤. (ز)

٧٦٤ ذكر ابنُ تيمية (١/٤٨٧) أنّ هناك من جعل المعنى: ادخلوا كلكم. ثم رجَّح القول بأنّ المراد: جميعًا، مستندًا إلى الدلالات العقلية، فقال: «وهذا هو الصحيح؛ فإن الإنسان لا يُؤْمَرُ بعمل غيره، وإنما يُؤْمَر بما يَقْدِر عليه. وقوله: ﴿ادخلوا﴾ خطاب لهم كلهم، فقوله: ﴿كافة﴾ إن أريد به مجتمعين؛ لَزِم أن يترك الإنسانُ الإسلام حتى يسلم غيرُه، فلا يكون الإسلام مأمورًا به إلا بشرط موافقة الغير له، كالجمعة، وهذا لا يقوله مسلم. وإن أريد بـ﴿كافة﴾ أي: ادخلوا جميعكم؛ فكلُّ أوامر القرآن كقوله: ﴿آمنوا بالله ورسوله﴾ [النساء:١٣٦]، ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ [البقرة:٤٣] كلها من هذا الباب». وبنحوه قال ابنُ كثير (٢/٢٧٣-٢٧٤).

٧٣٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً﴾، يعني: في شرائع الإسلام كلها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٨٠.]]. (ز)

﴿وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ﴾ - تفسير

٧٣٦٤- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ﴾، يقول: خطاياه[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٨٢، وابن جرير ٣/٥٩٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٣٧٠ (عَقِب ١٩٤٧).]]. (ز)

٧٣٦٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ﴾، يعني: تزيين الشيطان؛ فإن السُّنَّة الأولى بعد ما بُعِث محمد ﷺ ضلالةٌ من خطوات الشَّيْطان[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٨٠.]]. (ز)

﴿إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ ۝٢٠٨﴾ - تفسير

٧٣٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾، يعني: بيِّن[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٨٠. وقد تقدم تفسير آخر الآية بأوعبَ من ذلك عند قوله تعالى: ﴿يا أيُّها النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة:١٦٨].]]٧٦٥. (ز)

٧٦٥ ذكر ابن عطية (١/٥٠٦) أن قوله:﴿مبين﴾ يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون بمعنى: أبان عداوته. الثاني: وأن يكون بمعنى بان في نفسه أنه عدوّ، لأن العرب تقول: بان الأمر وأبان بمعنى واحد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب