الباحث القرآني
﴿وَقَالَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ﴾ - تفسير
٣٩٦٠٣- عن عقبة بن عامر، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «إذا جَمَع اللهُ الأوَّلين والآخرين، وقضى بينهم، وفرغ مِن القضاء؛ يقول المؤمنون: قد قضى بيننا ربُّنا، وفرغ مِن القضاء، فمن يشفعُ لنا إلى ربِّنا؟ فيقولون: آدم، خلقه الله بيدِه، وكلَّمه. فيأتونه، فيقولون: قد قضى ربُّنا، وفرغ من القضاء، قُمْ أنت فاشفع إلى ربِّنا. فيقول: ائتوا نوحًا. فيأتون نوحًا ﵇، فيدلهم على إبراهيم ﵇، فيأتون إبراهيم ﵇، فيدلهم على موسى ﵇، فيأتون موسى ﵇، فيدلهم على عيسى ﵇، فيأتون عيسى ﵇، فيقولُ: أدلُّكم على العربيِّ الأُمِّيِّ. فيأتوني، فيأذنُ اللهُ لي أن أقوم إليه، فيثور مجلسي مِن أطيب ريحٍ شَمَّها أحدٌ قطُّ، حتى آتي ربِّي، فيُشفِّعَني، ويجعل لي نورًا مِن شعر رأسي إلى ظُفْر قَدَمَيَّ. ويقول الكافرون عند ذلك: قد وجد المؤمنون مَن يشفع لهم، ما هو إلا إبليسُ، فهو الذي أضلَّنا. فيأتون إبليس، فيقولون: قد وجد المؤمنون مَن يشفع لهم، قُمْ أنت فاشفع لنا، فإنّك أنت أضللتنا. فيقوم إبليس، فيثور مجلسه مِن أنتن ريحٍ شَمَّها أحدٌ قطُّ، ثم يُعَظَّمُ لجهنم، ويقولُ عند ذلك: ﴿إنّ اللهَ وعدكُم وعْد الحقِّ ووعدتُّكم فأخلفتُكم﴾» الآية[[أخرجه الدارمي ٢/٤٢١ (٢٨٠٤)، وابن جرير ١٣/٦٣٠-٦٣١، ويحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٦٧-، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/٤٩٠-. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٧٦ (١٨٥١٠): «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (٨/٥٠٧)
٣٩٦٠٤- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- في هذه الآية، قال: خطيبانِ يقومان يوم القيامة: إبليسُ، وعيسى ابنُ مريم؛ فأمّا إبليسُ فيقومُ في حزبه، فيقول هذا القول، وأَمّا عيسى ﵇ فيقول: ﴿ما قُلتُ لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربَّكم وكنتُ عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلمّا توفيتني كُنتَ أنت الرقيب عليهم وأنتَ على كل شيء شهيدٌ﴾ [المائدة:١١٧][[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٢٩-٦٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٠٥- عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- قال: إذا كان يومُ القيامة قام إبليسُ خطيبًا على منبر مِن نار، فقال: ﴿إنّ اللهَ وعدكُمْ وعْد الحقِّ﴾ إلى قوله: ﴿وما أنتُم بمصرخيَّ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٠٦- عن محمد بن كعب القُرَظِيِّ -من طريق ابن المبارك، عمَّن ذَكَره- في قوله: ﴿وقال الشيطانُ لمّا قضي الأمر﴾ الآية، قال: قام إبليسُ يخطُبُهم، فقال: ﴿إنّ اللهَ وعدكُم وعْد الحقِّ﴾ إلى قوله: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣١.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٠٧- قال مقاتل: يُوضَع له منبر في النار، فيرقاه، فيجتمع عليه الكفار باللّائِمَة[[تفسير الثعلبي ٥/٣١٣، وتفسير البغوي ٤/٣٤٤.]]. (ز)
٣٩٦٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقال الشيطان﴾، يعني: إبليس[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
٣٩٦٠٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: قال خطيب السَّوْء الصادق إبليس -أفرأيتم صادِقًا لم ينفعه صِدْقُه؟!-: ﴿إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٣.]]٣٥٥٤. (ز)
﴿لَمَّا قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ﴾ - تفسير
٣٩٦١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لما قضي الأمر﴾ يعني: حين قُضِى العذاب، وذلك أنّ إبليس لَمّا دخل هو ومَن معه على أثره النار. قام خطيبًا في النار، فقال: يا أهل النار: ﴿إن الله وعدكم...﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]٣٥٥٥. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ﴾ - تفسير
٣٩٦١١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الله وعدكم﴾ على ألْسِنَة الرسل ﴿وعد الحق﴾ يعني: وعد الصِّدق أنّ هذا اليوم كائن، ﴿ووعدتكم﴾ أنّه ليس بكائن، ﴿فأخلفتكم﴾ الوعدَ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ﴾ - تفسير
٣٩٦١٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كان لي عليكم من سلطان﴾ يعني: مِن ملك في الشِّرك، فأُكْرِهكم على مُتابعتي، يعني: على ديني، إلا في الدعاء، فذلك قوله ﷿: ﴿إلا أن دعوتكم﴾ يعني: إلا أن زَيَّنتُ لكم، ﴿فاستجبتم لي﴾ بالطاعة، وتركتُم طاعة ربِّكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
٣٩٦١٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: ﴿وما كان لي عليكم من سلطان﴾ أقهركم به، ﴿إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي﴾ قال: أطَعْتُمُوني[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٣.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٩٦١٤- عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ مِن الناس مَن يُذَلِّلُه الشيطانُ كما يُذَلِّلُ أحدُكم قَعُودَه مِن الإبل[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٨/٥٠٨)
﴿فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ﴾ - تفسير
٣٩٦١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلا تلوموني﴾ باتِّباعكم إيّاي، ﴿ولوموا أنفسكم﴾ بترككم أمرَ ربِّكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
٣٩٦١٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فلا تلوموني ولوموا أنفسكم﴾ حين أطَعْتُمُوني[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٣.]]. (ز)
﴿مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ﴾ - تفسير
٣٩٦١٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾ قال: ما أنا بنافعِكم، ﴿وما أنتم بمصرخي﴾ قال: وما أنتم بنافِعِيَّ[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦١٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿مّا أنا بمصْرخكُم﴾ قال: بمُغيثكم، ﴿بمصرخيَّ﴾ قال: بمُغيثِيَّ[[تفسير مجاهد ص٤١١ أوله، وأخرج آخره ابن جرير ١٣/٦٣٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٩)
٣٩٦١٩- عن عامر الشَّعبِيِّ -من طريق داود بن أبي هند- في قوله: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾: ما أنا بمغيثكم، ﴿وما أنتم بمصرخي﴾: وما أنتم بمُغِيثِيَّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٠.]]. (ز)
٣٩٦٢٠- عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- قال: ﴿وما أنتُم بمصرخيَّ﴾، قال: بناصِرِيَّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٢١- عن محمد بن كعبِ القُرَظِيِّ -من طريق ابن المبارك، عمَّن ذكره- في قوله: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾ يقولُ: بمُغْنٍ عنهم شيئًا، ﴿وما أنتُم بمصرخيَّ﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٤٥٤-٤٥٦ (٢٥١)- مطولًا، وابن جرير ١٣/٦٣١.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٢٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿مّا أنا بمصْرخكُم﴾، قال: ما أنا بمُغيثكم[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٣٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٥٠٩)
٣٩٦٢٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- قال: ما أنا بمُنجيكم، وما أنتم بمُنجِيَّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٣.]]. (ز)
٣٩٦٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾ يقول: ما أنا بمُغِيثكم، ﴿وما أنتم بمصرخي﴾ وما أنتم بمُغِيثِيَّ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
٣٩٦٢٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ما أنا بمصرخكم﴾: ما أنا بناصركم، ولا مغيثكم، ﴿وما أنتم بمصرخي﴾: وما أنتم بناصِرِيَّ، ولا مغيثي لما بي[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣٣.]]. (ز)
﴿إِنِّی كَفَرۡتُ بِمَاۤ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ﴾ - تفسير
٣٩٦٢٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿إنِّي كفرتُ بما أشركتمُون من قبلُ﴾، قال: شِركُة عبادتِه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٢٧- عن عطاء بن دينار الهُذَلِي: أنّ عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير، يسأله عن مسائل، ومنها العبادة. فقال: والعبادة: هي الطاعة، وذلك أنّه مَن أطاع الله فيما أمره به وفيما نهاه عنه فقد أتَمَّ عبادة الله، ومَن أطاع الشيطان في دينه وعملِه فقد عبد الشيطان، ألم تر أنّ الله قال للذين فرَّطوا: ﴿ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان﴾ [يس:٦٠]، وإنّما كانت عبادتهم الشيطانَ أنّهم أطاعوه في دينهم، فمنهم مَن أمرهم فاتخذوا أوثانًا أو شمسًا أو قمرًا أو بشرًا أو ملكًا يسجدون له مِن دون الله، ولم يظهَر الشيطانُ لأحد منهم فيَتَعَبَّد له، أو يسجد له، ولكنهم أطاعوه، فاتخذوها آلهة من دون الله، فلما جُمِعوا جميعًا يوم القيامة في النار قال لهم الشيطان: ﴿إني كفرت بما أشركتمون من قبل﴾[[أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ١/٣٤٦-٣٤٧ مطولًا.]]. (ز)
٣٩٦٢٨- عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- قال: ﴿إنِّي كفرتُ بما أشركتمون من قبلُ﴾، قال: بطاعتكم إيّاي في الدنيا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٢٩- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق ابن المبارك، عمَّن ذَكَرَه- في قوله: ﴿إني كفرتُ بما أشركتمون من قبلُ﴾، قال: فلمّا سمعوا مقالته مَقَتُوا أنفسهم، فنُودُوا: ﴿لمقتُ الله أكبرُ من مقتكُم أنفُسكم﴾ الآية [غافر:١٠][[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٤٥٤-٤٥٦ (٢٥١) مطولًا-، وابن جرير ١٣/٦٣١.]]. (٨/٥٠٨)
٣٩٦٣٠- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿إنِّي كفرتُ بما أشركتمون من قبلُ﴾، يقولُ: عَصَيْتُ اللهَ فيكم[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيدٍ، وابن المنذر.]]٣٥٥٦. (٨/٥٠٩)
٣٩٦٣١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إني كفرت﴾ يقول: تبرَّأْتُ اليومَ ﴿بما أشركتمون﴾ مع الله في الطاعة ﴿من قبل﴾ في الدُّنيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ ٢٢﴾ - تفسير
٣٩٦٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الظالمين﴾ يعني: إنّ المشركين ﴿لهم عذاب أليم﴾ يعني: وجِيع[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠٣.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.