الباحث القرآني

﴿وإلى ثَمُودَ﴾ أي: إلى قبيلته ﴿أخاهم صالِحًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا الله ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكم بَيِّنَةٌ﴾ معجزة ﴿مِن ربِّكُمْ﴾ على صدقي ﴿هَذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكم آيةً﴾ استئناف يبين البينة وإضافة الناقة إلى الله؛ لأنها جاءت من عنده بلا سبب معهود، فإنها خرجت من الصخرة يوم عيدهم بمحضرهم حين سألوا تلك المعجزة وعهدوا أن يؤمنوا به بعد ما تظهر، ونصب آية على الحال والعامل معنى الإشارة ﴿فَذَرُوها تَأْكُلْ في أرْضِ اللهِ ولا تَمَسُّوها بِسُوءٍ﴾ من الضرب والطرد والأذى ﴿فَيَأخُذَكم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ جواب للنهي ﴿واذْكُرُوا إذْ جَعَلَكم خُلَفاءَ مِن بَعْدِ عادٍ﴾ في مساكنهم ﴿وبَوَّأكُمْ﴾ سكنكم ﴿فِي الأرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِها قُصُورًا﴾ تبنون القصور من سهولة الأرض مما تصنعون منها من اللبن والآجر ﴿وتَنْحِتُونَ الجِبالَ بُيُوتًا﴾ كانوا يثقبون في الجبال ويسكنون في الشتاء فيها لتنعمهم، ونصب بيوتًا على الحال المقدرة، لأن الجبل ما كان بيتًا في حال النحت، أو تقديره من الجبال بيوتًا ﴿فاذْكرُوا آلاءَ اللهِ ولا تَعْثَوْا﴾ العثي: أشد الفساد ﴿فِي الأرْضِ مُفْسدِينَ﴾ أي: لا تبالغوا في الفساد في حال فسادكم ﴿قالَ المَلأ﴾ الأشراف ﴿الَّذِينَ استَكْبَرُوا﴾ عن الإيمان ﴿مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ استُضْعِفوا﴾ أي: الرعايا ﴿لِمَن آمَن مِنهمْ﴾ بدل من للذين بدل البعض؛ لأن ضمير منهم راجع إلى للذين فإن المستضعفين كثيرون والمؤمنون أربعة آلاف ﴿أتَعْلَمُونَ أنَّ صالِحًا مُرْسَلٌ مِن رَبِّهِ﴾ قيل قالوه على الطنز والسخرية. ﴿قالُوا إنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ عدلوا به عن مثل نعم إشارة إلى أن إرساله معلوم مسلم إنما الكلام في الإيمان به ونحن مؤمنون ﴿قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كافِرُونَ﴾ فما سلموا إرساله الذي ادعوا ظهوره ﴿فَعَقَرُوا النّاقَةَ﴾ نحروها وكلهم راضون بنحرها فأسند الفعل إلى جميعهم ﴿وعَتَوْا﴾ استكبروا ﴿عَنْ﴾ قبول ﴿أمْرِ ربهِمْ وقالوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا﴾ من العذاب ﴿إنْ كُنْتَ مِنَ المُرْسَلِينَ فَأخَذَتْهمُ الرَّجْفَةُ﴾ الزلزلة فإنه كان عذابهم صيحة من السماء وزلزلة من الأرض تقطعت قلوبهم في صدورهم ﴿فأصْبَحُوا في دارِهِمْ﴾ أرضهم ومسكنهم ﴿جاثِمِينَ﴾ خامدين ميتين ﴿فَتَوَلّى﴾ أعرض ﴿عَنْهم وقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أبْلَغْتُكم رِسالَةَ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكم ولَكِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِينَ﴾ خاطبهم به بعد هلاكهم كما خاطب نبينا - عليه الصلاة والسلام - قليب بدر بقوله ”هل وجدتم ما وعد ربُّكم حقًا“ قيل: ويجوز أن يتولى عنهم ويقول ذلك حين مقدمة نزول العذاب وهذا كما قال بعضهم في الآية تقديم وتأخير. ﴿ولوطًا﴾ أي: أرسلنا، أو واذكر لوطًا ﴿إذ قالَ﴾ ظرف على الأول وبدل من لوطًا على الثاني ﴿لِقَوْمهِ أتَأتونَ الفاحِشَةَ﴾ تلك الفعلة القبيحة ﴿ما سَبَقَكُمْ﴾ استئناف مقررة للإنكار ﴿بِها﴾ الباء للتعدية ﴿مِن أحَدٍ﴾ من زائدة للاستغراق ﴿مِنَ العالَمِينَ﴾ من للتبعيض أي: ما فعلها أحد قط قبلكم ﴿إنَّكُمْ﴾ الهمزة للإنكار ﴿لَتَأْتُونَ الرِّجالَ﴾ من أتى المرأة إذا غشيها ﴿شَهْوَةً﴾ للاشتهاء أنكر أن يكون الحامل على هذه القباحة مجرد الشهوة، أو حال أبي: مشتهين غير ملتفتين إلى سماجتها ﴿مِن دُون النساءِ﴾ المخلوق لكم ﴿بَلْ أنتمْ قَوْمٌ مُسْرِفون﴾ إضراب على الإنكار إلى الإخبار عن طريقتهم وعادتهم كأنه قال: بل أنتم قوم لكم الإسراف في الأمور كلها وهو الباعث لكم إلى تلك القبيحة ﴿وما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلا أنْ قالُوا أخْرِجُوهم مِن قَرْيَتِكُمْ﴾ أي: قال بعضهم لبعض: أخرجوهم في مقابلة النصح والإرشاد ﴿إنَّهم أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ من دبر الرجال والنساء قيل قالوا سخرية ﴿فَأنْجَيْناهُ وأهْلَهُ﴾ فإنه ما من أحد سوى أهل بيته ﴿إلّا امْرَأتَهُ﴾ فإنها تستر الكفر ﴿كانَتْ مِنَ الغابِرِينَ﴾ الباقين في ديارهم فهلكت ﴿وأمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ نوعًا من المطر وهو حجارة ﴿فانْظُرْ﴾ يا محمد ﴿كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُجْرِمِينَ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب