الباحث القرآني

﴿وإذْ تَأذَّنَ﴾ عطف على إذ أنجاكم أي: أذن وأعلم، ﴿رَبُّكُمْ﴾: فقال، ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ﴾: يا بني إسرائيل نعمتي فأطعتموني، ﴿لَأزِيدَنَّكُمْ﴾: في النعمة، ﴿ولَئِن كَفَرتمْ﴾: نعمني، ﴿إن عَذابِي لَشَدِيدٌ﴾، لمن كفر نعمتي، ﴿وقالَ مُوسى إنْ تَكْفُرُوا أنْتُمْ ومَن في الأرْضِ جَمِيعًا فَإنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ﴾، عن خلقه وشكرهم، ﴿حَمِيدٌ﴾، مستحق للحمد في ذاته وإن لم يحمده الحامدون، ﴿ألَمْ يَأتِكم نَبَأُ الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾، من الكفار كلام مستأنف من الله تعالى أو من تمام كلام موسى والأول أظهر فقد نقل أن قصة عاد وثمود ليست في التوراة، ﴿قَوْمِ نُوحٍ وعادٍ وثَمُودَ والَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ﴾ أي: بعد هؤلاء من الأمم المكذبة، ﴿لاَ يَعْلَمُهم إلا اللهُ﴾: لا يحصي عددهم لكثرتهم إلا الله تعالى ولهذا قال بعض السلف: كذب النسّابون، ﴿جاءَتْهم رُسُلُهم بِالبَيِّناتِ﴾: المعجزات الواضحات، ﴿فَرَدُّوا أيْدِيَهم في أفْواهِهِمْ﴾، أي: الكفار عضوها من الغيظ أو أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وإلى ما نطقت ألسنتهم به من قولهم: ﴿إنا كفرنا بما أرسلتم به﴾، أي: هذا جوابنا ليس عندنا غيره أو وضعوا أيديهم على أفواههم كما يفعل ذلك من غلبة الضحك، أي: ضحكوا وتعجبوا ووضعوها عليها مشيرين للأنبياء بالسكوت أو أخذ الكفار أيدي الرسل ووضعوها على أفواه الرسل ليسكتوهم أو الرسل لما أيسوا منهم، وضعوا أيديهم على أفواه أنفسهم، وسكتوا ووضعوا الكفار أيدي أنفسهم على أفواه الرسل، ردًّا أو تكذيبًا لهم، أو منعًا لهم من الكلام، أو سكتوا عن الجواب يقال للرجل إذا أمسك عن الجواب: رد يده في فيه، ﴿وقالُوا إنّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ﴾، على زعمكم، ﴿وإنّا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونَنا إلَيْهِ مُرِيبٍ﴾: موقع في الريبة، ﴿قالَتْ﴾: لهم، ﴿رُسُلُهم أفِي اللهِ﴾، أي: في تفرده بوجوب العبادة له، ﴿شَكٌّ﴾: فاعل الظرف، ﴿فاطِرِ السَّماواتِ والأرْضِ﴾: لا يستحق العبادة إلا من ابتدعهما من غير مثال سبق، ﴿يدْعُوكُمْ﴾: إلى طاعته، ﴿لِيَغْفِرَ لَكم مِن ذُنُوبِكُمْ﴾، أي: بعض ذنوبكم الذي يُكَفَّر بالإيمان فإن المظالم لا يُكَفَّرُ بالإيمان للذمي خصوصًا، وقيل من صلة، وقيل بمعنى البدل، ﴿ويُؤَخِّرَكم إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾: فلا يعاجلكم بالعذاب، ﴿قالُوا إنْ أنْتُمْ إلّا بَشَرٌ مِثْلُنا﴾: فمن أين لكم المتبوعية، ﴿ترِيدُود أنْ تَصُدُّونا﴾: تمنعونا، ﴿عَمّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾: حجة ومعجزة ظاهرة دالة على فضلكم وصحة دعواكم كأنهم اقترحوا آيةً أظهر مما جاءوا به من المعجزات، ﴿قالَتْ لَهم رُسُلُهم إن نحْنُ إلا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾: في الجنس والصورة، ﴿ولَكِنَّ الله يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ﴾، فاختصنا بالنبوة والمتبوعية من فضل الله، ﴿وما كانَ لَنا أنْ نَأْتِيَكم بِسُلْطانٍ إلّا بِإذْنِ اللهِ﴾ أي: ليس هذا في وسعنا بل شيء يتعلق بمشيئة الله تعالى وإذنه، ﴿وعَلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾ فنحن نتوكل عليه في الصبر على معاداتكم، ﴿وما لَنا﴾: وأي عذر لنا في، ﴿ألّا نَتَوَكَّلَ عَلى اللهِ وقَدْ هَدانا سُبُلَنا﴾: طرق الرشاد، ﴿ولَنَصْبِرَنَّ﴾ جواب قسم محذوف، ﴿عَلى ما آذَيْتُمُونا وعَلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ﴾ ونحن متوكلون ومن توكل على أحد فليتوكل على الله لا على غيره أو فليثبت المتوكلون على توكلهم فإنه إذا قيل للمتوكل توكل فمعناه اثبت.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب