الباحث القرآني

﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ﴾ أي: نفس نعمته، ﴿كُفْرًا﴾ فإن كفار قريش أنعم الله - تعالى - عليهم بمحمد - عليه الصلاة والسلام - وغيره من النعم، فكفروا ذلك، فسلبت منهم فبقوا مسلوبي النعمة، حاصلًا لهم الكفر بدل النعمة، وقحطوا وأسروا وقتلوا، أو بدلوا شكر نعمته كفرًا بأن وضعوه مكانه، ﴿وأحَلُّوا قَوْمَهُمْ﴾: الذين اتبعوهم، ﴿دارَ البَوارِ﴾: الهلاك، ﴿جَهَنَّمَ﴾ عطف بيان، ﴿يَصْلَوْنَها﴾: يدخلونها حال، ﴿وبِئْسَ القَرارُ﴾ أي: بئس المقر جهنم، ﴿وجَعَلُوا لله أندادًا﴾ أمثالًا، ﴿لِّيُضِلوا﴾ الناس، ﴿عَن سَبِيلِهِ﴾ عن دينه، والإضلال نتيجته فجعل غرضًا مثل لدوا للموت، ﴿قُلْ تَمَتَّعُوا﴾ بلذاتكم، ﴿فَإنَّ مَصِيرَكم إلى النّارِ﴾ والأمر للتهديد، ﴿قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا﴾ أي: ليقيموا ﴿الصَّلاةَ ويُنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناهم سِرًّا وعَلانِيَةً﴾ منصوبان بالظرفية، أي: وقتي سر وعلانية، أو على المصدر، أي: اتفاقهما أو على الحال، أي: ذوي سر وعلانية، ﴿مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ﴾ فيشتري المقصر ما يتدارك به تقصيره، ﴿ولا خِلالٌ﴾ لا مودة، يعني مودة تكون بميل الطبيعة لكن مودة المتقين لما كانت لله تنفعهم. ﴿اللهُ﴾ مبتدأ، ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ﴾ خبره ﴿وأنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمَراتِ﴾ أي: بعضها، ﴿رِزْقًا﴾ مفعول له أو حال أو مصدر، فإن أخرج بمعنى رزق، ﴿لَّكم وسخَّرَ لَكمُ الفلْكَ لِتَجْرِيَ في البَحْرِ بِأمْرِهِ﴾ بإرادته، ﴿وسخَّرَ لَكم﴾ لأجل انتفاعكم، ﴿الأنْهارَ وسخَّرَ لَكم الشَّمْسَ والقَمَرَ﴾ سراجًا ونورًا وحسبانًا وغير ذلك، ﴿دائِبَيْنِ﴾ وهو مرور الشيء على عادة مطردة، يعني: يجريان لمصالح العباد دائمًا، ﴿وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ﴾ لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله، ﴿وآتاكم مِن كُلِّ﴾ من تبعيضية، ﴿ما سَألْتُمُوهُ﴾ بلسان القال والحال، ﴿وإن تَعدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوها﴾ لا تطيقوا عدها فضلًا عن القيام بشكرها، ﴿إنَّ الإنْسانَ لَظَلُومٌ﴾ على النعمة بترك شكرها، ﴿كَفّارٌ﴾ لها وقيل: يشكر غير منعمه ويجحده.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب