الباحث القرآني

ثم قال: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾، وصِلة هذه الآية بالتي قبلها هو أن الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين يشبهون المنافقين، والمنافقون هم الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فمن اتخذهم فقد شابه المنافقين، والمنافقون ليس لهم حظ في الآخرة إطلاقًا؛ لأنهم في الدرك الأسفل من النار، حلول فيه، يحلون فيه ولا يخرجون منه. والدرك بمعنى المكان الأسفل الذي ليس دونه شيء، ﴿الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾، ولا يعني هذا أن غيرهم لا يكون فيه، لكن هم فيه يقينًا، وأما غيرهم فيحتمل أن يكونوا فيه، وأن يكونوا فيما فوقه. ﴿وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾، ﴿لَنْ تَجِدَ﴾ الخطاب لمن؟ إما للرسول صلى الله عليه وعلى وآله وسلم، وإما لكل من يصح توجيه الخطاب إليه. وعندي قراءة: ﴿فِي الدَّرْكِ﴾، ﴿فِي الدَّرَكِ﴾ ، يعني فتح الراء بدلًا عن سكونها، وهي قراءة سبعية. ﴿فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ أي: لن تجد لهم من يمنع العذاب عنهم وينصرهم في هذه الحال. * في هذه الآية الكريمة: دليل على أن المنافقين من أهل النار؛ لقوله: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ﴾. * وفيها أيضًا: أن النار دركات، والدرك كما قلنا المكان المهلِك، فكل مكان أنزل مما فوقه حسب شدة العقوبة. * وفيها أيضًا: أن هؤلاء المنافقين في الدرك الأسفل منها، وهل يعني هذا أن غيرهم لا يشاركهم؟ لا، قد يشاركهم، لكننا نجزم بأن المنافقين في الدرك الأسفل، وأما من سواهم فلا نعلم؛ قد يكونون فيه، وقد لا يكونون فيه. * ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه لا ناصر للمنافقين، في الدنيا قد ينتصرون بسبب التمويه والخداع، لكن في الآخرة لن ينتصروا ولن يجدوا من ينصرهم؛ لقوله: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب