الباحث القرآني
ثم قال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾ [النساء ١٣٧].
كم حصل منهم من إيمان؟
* طلبة: مرتين.
* الشيخ: مرتين، والكفر؟
* الطلبة: ثلاثة.
* الشيخ: ثلاثة؛ هؤلاء آمنوا، دخلوا في الإيمان، لكن الإيمان لم يستقرّ في قلوبهم فارتدوا والعياذ بالله، ﴿آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا﴾؛ لأن الإيمان لم يستقر في القلب، ولو استقر الإيمان في قلوبهم ما كفروا، لكن لم يستقر والعياذ بالله، كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة ٨]، ﴿ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا﴾ شوف التذبذب، بعد أن كفروا أول مرة بعد الإيمان آمنوا، وبعد ذلك كفروا وازدادوا كفرًا -نسأل الله العافية- لتلاعبهم بالدين، صار الكفر الأخير أشد مما قبله؛ لأنهم متلاعبون متذبذبون، فهم لا يستقرّون على قرار، قال تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾ هذا خبر (إن) إن الذين كفروا ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ﴾.
و﴿لَمْ يَكُنِ﴾ هنا فعل مضارع منفي، واللام في قوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ تسمى لام النفي أو لام الجحود؛ وهي زائدة على قول بعض النحويين، وغير زائدة على قول آخرين، فالذين قالوا: إنها زائدة قالوا: التقدير: لم يكن الله يغفر لهم، والذين قالوا: غير زائدة، قالوا: إن ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ على تقدير الإرادة؛ يعني لم يرد لغفرانهم؛ وأيًّا كان ففي قوله: ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ تيئيس لهم من المغفرة والعياذ بالله، وأنهم سيبقون على كفرهم إلى يوم يلقونه.
﴿وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾ ﴿سَبِيلًا﴾ يعني طريقًا، إلى الخير أو إلى الشر؟ إلى الخير، لا يمكن أن يهديهم الله سبيلًا إلى الخير، وفي الآية التي في آخر السورة: ﴿وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [النساء ١٦٨، ١٦٩] قال ذلك في الذين كفروا وظلموا.
فهؤلاء الذين حصل لهم ذلك قد سدّ الله عنهم باب المغفرة وباب الرحمة؛ باب المغفرة في قوله: ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾، وباب الرحمة في قوله: ﴿وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾.
* طالب: هل يؤخذ من هذه الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾ فائدة أخرى هي الإيمان يزيد وينقص؟
* الشيخ: ربما يؤخذ منه أن الإيمان يزيد وينقص، قلنا: ﴿آمَنُوا﴾ أي: اثبتوا على الإيمان، وحقّقوا الإيمان.
* الطالب: يعني يزيد في الإيمان؟
* الشيخ: نعم.
* طالب: الضلال البعيد يعود على كل من كفر بهذه الأربع، أو بواحد منها؟
* الشيخ: الضلال البعيد يعود على كل من كفر بالأربع أو بواحد منها؛ لأن الذي يؤمن ببعض ويكفر ببعض كالذي كفر بالكل كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء ١٥٠، ١٥١].
* طالب: شيخ، قال بعضهم: إن المسلم إذا ارتدّ يستتاب، فإن تاب ثم ارتد..
* الشيخ: ما وصلنا إلى الأحكام.
* طالب: شيخ، الله جل وعلا أطلق اسم الكفر على من كفر به، وقلنا: يا شيخ، إن من كفر بالله يتضمن الكفر بصفاته جل وعلا، وكثير يا شيخ من الناس من يكفر بصفات الله جل وعلا، فهل يصح إطلاق اسم الكفر..؟
* الشيخ: الكفر بصفات الله نوعان: كفر تكذيب، وكفر تأويل.
يعني: بمعنى أدق إنكار صفات الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: إنكار تأويل، وإنكار تكذيب؛ أما إنكار التكذيب فإنه كفر؛ لأنه تكذيب للخبر مثل: أن يقول في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه ٥] قال: إن الله لم يستوِ على العرش، هذا كافر مرتدّ؛ لماذا؟
* طالب: أنكر الاستواء.
* الشيخ: لأنه كذب الخبر. أما إذا قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ استوى لكن بمعنى استولى، فهذا إنكار تأويل؛ هذا لا يكفر إلا إذا أوّل تأويلًا لا يستقيم إطلاقه، فهمت؟
* طالب: هل يلزم من إرسال الله عز وجل الرسول أن ينزل عليه كتاب؟
* الشيخ: إي نعم، الدليل يا جماعة قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة ٢١٣]. أيضًا آية أخرى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ﴾ [الحديد ٢٥].
* طالب: قال الله عز وجل: ﴿لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾. وقال في آية أخرى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر ٥٣] كيف (...)؟
* الشيخ: سيأتينا إن شاء الله، ما ذكرنا الفوائد.
* طالب: هل الرسل الذين يُنزل الله عز وجل عليهم الكتب كلمة الرسالة هنا تتضمن الأنبياء؛ أي أن كل نبي ينزل بكتاب أيضًا؟
* الشيخ: ليس الظاهر، الظاهر أن الأنبياء لا ينزل عليهم الكتب، إنما الكتب للرسل فقط؛ لأنهم هم المكلّفون بإبلاغ الخلق رسالة ربهم.
* الطالب: الراجح في التفريق بين الرسول والنبي يا شيخ؟
* الشيخ: إي نعم، بينهما فرق.
* الطالب: ما الراجح فيه؟
* الشيخ: لكن كل ما ذكر بلفظ النبي في القرآن فهو رسول.
* طالب: قلتَ -حفظك الله-: إن شريعة من كان قبلنا هي شريعة لنا ما لم يرد نص في ذلك..
* الشيخ: ما لم يرد شرعنا بخلافه، نعم.
* الطالب: هل يدخل في ذلك صيام يوم ويوم؟
* الشيخ: يوم ويوم؟
* طالب آخر: صوم يوم، وإفطار يوم.
* الشيخ: صوم يوم، وإفطار يوم، هذا أقرّه الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٠٥٢)، ومسلم (١١٥٩ / ١٨٩)، واللفظ للبخاري من حديث عبد الله بن عمرو.]].
* الطالب: لماذا لم يفعله ﷺ؟
* الشيخ: هذا أنت تعلم -بارك الله فيك- أن الرسول ﷺ إمام الأمة، وسلطان الأمة، وأمير الأمة، ويشتغل بأشياء كثيرة أهم من هذا، أحيانًا تمر به الجنازة، وهو عند أصحابه يتكلّم معهم، ولا يقوم مع الجنازة، مع أن اتباع الجنائز من أفضل الأعمال، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يراعي مصالح أخرى أفضل مما يقول: إن هذا أفضل شيء.
* طالب: بارك الله فيكم، بعض أهل العلم يقول: إن كل اسم ختم بـ(إيل) معناه عبد الله؛ جبرائيل، فهل هذا القول صحيح؟
* الشيخ: والله هكذا قالوا، والله أعلم؛ يعني لغة عبرية الظاهر.
* طالب: الكروبيون (...)؟
* الشيخ: ما أدري والله، قيل: إن الكروبيين هم حملة العرش؛ وهم الذين ذكر الله: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ يعني ومن كان حول هؤلاء هم الكروبيون، فالله أعلم.
* طالب: جزاكم الله خيرًا، إذا كان رجل يصلي، ثم ترك الصلاة، ثم يصلي (...)؟
* الشيخ: ما جاءت الفوائد.
* طالب: شيخ، بالنسبة لجنس المعاصي هل يتفاوت مثلًا الشرك، والبدعة، والمعصية؟
* الشيخ: إي، ما فيه شك، يتفاوت.
* الطالب: هل مثلًا الإنسان عنده بدعة خفيفة؟
* الشيخ: الشرك: أكبر، وأصغر، البدع أيضًا: بعضها مُفسّق، وبعضها مُكفِّر.
* الطالب: يعني خفيفة مثلًا..؟
* الشيخ: إي نعم، ما فيه شيك، نعم، تختلف. (...)
* * *
انتهينا إلى قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا﴾.
* من فوائد الآية الكريمة ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾: أن المتذبذب بين الإيمان، والردة يكون مآله أن يزداد كفرًا؛ لقوله: ﴿ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾ وذلك -والله أعلم- أن الإيمان لم يدخل قلبه.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن من العلماء من استدل بهذه الآية على أن من تكررت رِدّته لم تُقبل توبته، قالوا: لأن الله قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾. فهل هذا الاستدلال صحيح؟
قد يقول قائل: إنه ليس بصحيح؛ لأن آخر أمر هؤلاء أيش؟ أن ازدادوا كفرًا، ولم يذكر الله توبتهم؛ فإذا قارنّا هذا بقوله تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر ٥٣].
قلنا: هذه الآية تقضي على ما ذكره هؤلاء العلماء الذين قالوا: إن من تكررت ردته لا تقبل توبته؛ لأن الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾.
وإن قال: إننا لا نقول: إنها لا تقبل توبته؛ لأنه لو تاب لن تقبل، لكننا نقول: إنه بعيد أن يتوب؛ ولهذا كان أمر هؤلاء أن يزداد الإنسان أيش؟ كفرًا، فنحن لا نقول: إنه لو تاب لم تُقبل؛ لكن نقول: يبعد أن يتوب، بل آخر أمره أن يزداد كُفرًا؛ وبناءً على هذا نقول: إذا ظهر من هذا الذي تكرّرت رِدّته، إذا ظهر منه الإيمان الصحيح، والاستقامة، وصلاح الحال؛ فإننا نقبل منه، وما ذاك على الله بعزيز.
وهذا هو الأصح: أن من تكرّرت ردّته يجب أن نتأنّى في قبول توبته، حتى نعرف أيش؟ صدق توبته، وصلاحه، واستقامته، وأنه تاب توبة نصوحًا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على القدرية، والرد على الجبرية؛ الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، وأن فعله لا يُنسب إليه إلا مجازًا؛ فالردّ عليهم من قوله: ﴿آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾ فأضاف الأفعال إلى من؟ إليهم.
وفيه ردّ على الجبرية؛ لأن الجبرية عندهم: أن العبد ليس له فعل اختياري، الجبري يقول: العبد ما له فعل اختياري، مجبر على العمل كتحرّك الساقط بالرياح؛ فلما قيل لهم: كيف يكون ذلك، والله تعالى يُثيب الطائع، ويُعاقب العاصي، أيّ حكمة في إثابة الطائع، وعقوبة العاصي، والكل منهم يفعل الفعل بغير اختياره؟
قالوا: لا نتحاج على الله، يفعل الله ما يشاء، والظلم تصرف الفاعل بغير ملكه، والكل ملك لله، فإذا تصرف في ملكه بما شاء، ولو بتعذيب المطيع، وتنعيم العاصي فهو ملكه.
وبناءً على ذلك: نفوا الحكمة في أفعال الله، وقالوا: ليس لله حكمة في أفعاله، هو يفعل لمجرد المشيئة.
* وفيه أيضًا: ردّ على القدرية؛ لقوله: ﴿وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾ فدل هذا على أن الهداية بيد الله، وليس يستقل بها العبد.
والقدرية يقولون: إن الإنسان مستقل بفعله ليس لله فيه مشيئة، ولا خلق.
وغلاتهم يقولون: ولا علم، ولا كتابة.
فغلاتهم ينكرون جميع مراتب القدر: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق.
ومقتصدوهم ينكرون مرتبتين من مراتب القدر وهما: المشيئة، والخلق؛ يقولون: الله يعلم، وقد كتب ما يكون، لكنه لا يشاؤه؛ الإنسان مستقل بعمله.
وكلا الطائفتين غاليتان مفرطتان: القدرية غالوا في إثبات فِعل العبد، وتطرفوا في إثبات خلق الله، ومشيئتة، والجبرية بالعكس.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يحذر من التردد والتقلب؛ فإن الغالب أن من هذه حاله لا يُبارك له في عمره، ولا في عمله، كونه كل يوم له رأي، وكل يوم له عمل، هذا لا شك أنه يضيع عليه الوقت، ولا يستفيد من عمره شيئًا؛ ولهذا يُذكَر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «من بُورك له في شيء فليلزمه»[[قال صاحب الأسرار المرفوعة (ص٣٣٧): قال ابن تيمية: هو من كلام بعض السلف. وأخرجه ابن ماجه (٢١٤٧) بلفظ: «مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ» من حديث أنس بن مالك مرفوعًا.]]. وهذا عام في كل شيء؛ في العمل، حتى في السيارة إذا بُورك لك فيها؛ فالزمها، وإن كانت كل يوم تخرّب عليك فطِر عنها؛ فطر عنها ولّا بها؟ عنها.
على كل حال في هذا دليل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يتقلّب، وليثبت، ولكن ليس معنى قولنا هذا: أنه يثبت على الباطل بعد أن يرى أنه باطل، بل الواجب إذا تبين له أنه باطل، الواجب أن يأخذ بالحق كما قال عمر في كتابته إلى أبي موسى الأشعري: «لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس أن تقضي بالحق فيه اليوم؛ فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل»[[أخرجه الدارقطني (٤٤٧٢) من حديث عمر بن الخطاب.]].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى إذا علم من حال العبد أنه لن يستقيم فإنه لن يغفر له، ولن يهديه؛ لأن هؤلاء آمنوا، ثم كفروا، ثم آمنوا، ثم كفروا، ثم ازدادوا كفرًا.
ويترتّب على هذه الفائدة التي دلّت عليها هذه الآية، ودلّ عليها قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف ٥].
* يتفرع على هذه الآية: أن الأعمال الصالحة تجلب الأعمال الصالحة، والأعمال السيئة تجلب الأعمال السيئة، فإذا منّ الله عليك بعمل صالح، فأبشر أنه سيمُنّ عليك بعمل آخر تتبعه إياه.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء ١٣٨، ١٣٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ تكلمنا على الآية السابقة؛ على فوائدها وأحكامها، وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا﴾. وبينا اختلاف العلماء رحمهم الله هل تقبل توبة من تكررت ردته؟ وأن في ذلك قولين لأهل العلم:
فمنهم من قال: إنها لا تُقبل توبته، وأنه إذا تكررت منه الردة ثلاث مرات، ففي الثالثة لا تُقبل؛ لأنه متلاعب لو قبلناها اليوم، وهو قد ارتد مرتين من قبل فإنه ربما يرتد، واستدلوا بهذه الآية.
ولكن القول الراجح: أنه إذا تبين صدقه في توبته، فإن توبته مقبولة؛ لعموم الأدلة في قبول التوبة.
وأما الآية الكريمة فإن آخرها يقول: ﴿ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾ فآخر أمرهم ازدياد الكفر، وليست التوبة.
وبيّن الحذر من تذبذب الإنسان.
{"ayah":"إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ٱزۡدَادُوا۟ كُفۡرࣰا لَّمۡ یَكُنِ ٱللَّهُ لِیَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِیَهۡدِیَهُمۡ سَبِیلَۢا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق