الباحث القرآني

ولَمّا كانَ المُتَمادِي بَعْدَ نُزُولِ هَذا الهَدْيِ مُوجِدًا لِلْكُفْرِ؛ مُجَدِّدًا لَهُ؛ نَبَّهَ عَلى إغْراقِهِ في البُعْدِ بِغَضَبِهِ - سُبْحانَهُ وتَعالى - لِتَمادِيهِ؛ مُعْلِمًا أنَّ الثَّباتَ عَلى الكُفْرِ عَظِيمٌ جِدًّا؛ وصَوَّرَهُ بِأقْبَحِ صُورَةٍ؛ وفي ذَلِكَ ألْطَفُ اسْتِعْطافٍ إلى النُّزُوعِ عَنِ الخِلافِ؛ فَقالَ: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾؛ أيْ: بِما كانُوا مُهَيَّئِينَ لَهُ مِنَ الإيمانِ بِالفِطْرَةِ الأُولى؛ ﴿ثُمَّ كَفَرُوا﴾؛ أيْ: أوْقَعُوا الكُفْرَ؛ فَعَوَّجُوا ما أقامَهُ اللَّهُ مِن فِطَرِهِمْ؛ ﴿ثُمَّ آمَنُوا﴾؛ أيْ: حَقِيقَةً؛ أوْ بِالقُوَّةِ؛ بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ؛ بِما هَيَّأهم لَهُ بِإظْهارِ الأدِلَّةِ؛ وإقامَةِ الحُجَجِ؛ ﴿ثُمَّ كَفَرُوا﴾؛ أيْ: بِذَلِكَ الرَّسُولِ؛ أوْ بِرَسُولٍ آخَرَ؛ بِتَجْدِيدِ الكُفْرِ؛ أوِ التَّمادِي فِيهِ؛ ﴿ثُمَّ ازْدادُوا﴾؛ أيْ: بِإصْرارِهِمْ عَلى الكُفْرِ إلى المَوْتِ؛ ﴿كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الَّذِي لَهُ صِفاتُ الكَمالِ؛ ﴿لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾؛ أيْ: ما دامُوا عَلى هَذا الحالِ؛ لِأنَّهُ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ؛ ﴿ولا لِيَهْدِيَهم سَبِيلا﴾؛ أيْ: مِنَ السُّبُلِ المُوَصِّلَةِ إلى المَقْصُودِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب