الباحث القرآني
قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب ٤١] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إذا سمعت الله يقول:» ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ «فأَرْعِها سمعَك فإما خير تُؤمَر به وإما شر تُنْهى عنه»[[أخرج سعيد بن منصور في تفسيره (٥٠) عن سفيان، عن مسعر، قال: أتى عبد الله رجل، فقال: أوصني، فقال: إذا سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تُصْرَف عنه.]].
وإذا نادى الله تعالى المؤمنين بوصف الإيمان فإن هذا من باب الإغراء لهم على امتثال الأمر إن كان الموجَّه إليهم أمرًا، وعلى اجتناب النهي إن كان الموجه إليهم نهيًا؛ لأنك إذا ذكرت الإنسان بوصف يقتضي الامتثال فمعنى ذلك أنك تغريه بأن يمتثل، وإذا خاطب الله المؤمنين بوصف الإيمان كان ذلك دليلًا على أنما ما خوطبوا به من مقتضيات الإيمان وأن مخالفته نقص في الإيمان، وإذا صدَّر الله الحكم بالنداء كان في ذلك دليل على أهميته والاعتناء به.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ على أي حال، والذكر -كما سبق- يكون باللسان ويكون بالقلب ويكون بالجوارح.
وقوله: ﴿ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ غير مقيد بمئة ولا مئتين ولا ألف ولا أَلْفَيْنِ؛ ذكرًا كثيرًا، والإنسان العاقل يمكنه أن يذكر الله تعالى دائمًا، والإنسان الغافل يغفل عن (...).
﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب ٤٢] هذا ذكر خاص بعد عام في العمل وفي الزمن؛ أما في العمل فإن التسبيح من الذكر فهو تخصيص بعد تعميم، وأما في الزمن فهنا خصَّه بالبكرة والأصيل، وأما الذكر فأطلق، وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه ١٣٠].
يقول: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ﴾ [الأحزاب ٤١، ٤٢] التسبيح معناه التنزيه عن كل نقص وعيب، ومن العيب مشابهة المخلوقين أو مماثلة المخلوقين؛ فأنت إذا قلت: سبحان الله. المعنى أنك تُنَزِّهُ الله عن كل نقص وعيب، ومنه أي من العيوب مماثلة المخلوقين فهو منزه عن مماثلة المخلوقين وعن كل نقص في صفاته؛ فهو سميع منزه عن نقص في السمع، عليم منزه عن نقص في العلم، وهكذا بقية الصفات.
وقوله: ﴿سَبِّحُوهُ بُكْرَةً﴾ قال المؤلف رحمه الله: (أول النهار وآخره) يعني: البكرة أول النهار، والأصيل آخر النهار؛ وعلى هذا فيكون الله عز وجل قد أمرنا نسبحه في الصباح وفي المساء.
قال: (﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ أي: يرحمكم ﴿وَمَلائِكَتُهُ﴾ أي يستغفرون لكم) فسَّر المؤلف الآن الصلاة بالنسبة إلى الله بالرحمة وبالنسبة إلى الملائكة بالاستغفار؛ فقال: ﴿يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ يرحمكم ﴿وَمَلائِكَتُهُ﴾ يستغفرون لكم، وهذا فيه نظر، والصواب أن معنى ﴿يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ أي: يثني عليكم في الملأ الأعلى، والملائكة أيضًا يثنون عليكم. هذا هو معنى الصلاة ومن الملائكة أيضًا.
وقوله: ﴿يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ﴾ فيها إشكال من حيث الإعراب؛ ﴿مَلائِكَتُهُ﴾ مرفوعة وابن مالك يقول:
؎وَإِنْ عَلَى ضَـمِــــــــــــيرِ رَفْعٍمُتَّـــــــصِـــــــــلْ ∗∗∗ عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِالْمُنْفَصِلْ
وهنا ما جاء الضمير، ما قال: هو الذي يصلي عليكم هو وملائكته أو فاصل ما، وهذا داخل في قوله: أو فاصل ما، ما هو الفاصل هنا؟ الجار والمجرور؛ ولذلك إذا قلت: قمتُ وزيد، هذا ضعيف. والأرجح منه أن تقول: قمتُ وزيدًا على أنها مفعول معها. أما إذا فصلت فقلت: قمتُ أنا وزيد، أو قمتُ في الناس خطيبًا وزيد، وفَصَلْتَ فهذا لا بأس به. وهنا فَصَل بالجار والمجرور ﴿يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ﴾ أضاف الله الملائكة إليه من باب التشريف لهم؛ لأنهم ملائكته وهم أيضًا مخلوقون له، والملائكة -كما مر علينا- هم عالم غيبيٌّ خَلَقَهُم الله تعالى من نور ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء ٢٠] ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم ٦]، وهل يمكن أن يكونوا من عالم الشهادة؟
نعم كما جاء جبريل عليه الصلاة والسلام إلى مريم فتمثل لها بشرًا سويًا، وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرْى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة، وكما جاء في صورة دحية الكلبي، وغير ذلك لكن الأصل أنهم عالم غيبي.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: إي، لهم أجساد، ولا جسد إلا بروح، لهم أجساد وأرواح؛ ولهذا سَمَّى الله جبريل روحًا، ورآه النبي عليه الصلاة والسلام على خلقته مرتين وله ست مئة جناح قد سدَّ الأفق.
﴿وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ اللام في قوله: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ﴾ للتعليل.
قال المؤلف: (ليديم إخراجه إياكم) إنما صرف اللفظ إلى معنى الإدامة؛ لأنه يخاطب المؤمنين، وإذا كان يخاطب المؤمنين فإنه قد أخرجوا من الظلمات إلى النور من الأصل، ولكن قد يقال: إنه لا حاجة إلى هذا التأويل، وأن معنى قوله: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ﴾ أي: ليزيدكم علمًا وإيمانًا.
وقوله: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ﴾ أي الكفر ﴿إِلَى النُّورِ﴾ أي: الإيمان. لا شك أن الكفر ظلمات كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان ١٣] ولا شك أيضًا أن الإيمان نور، ولكن الآية أعم مما قال المؤلف؛ فهو ليخرجكم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، فيكون المؤلف قد قصَّر أو تقاصر في تفسيره للآية، والصواب أنه يخرجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان.
قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ ﴿كَانَ﴾ يعني الله عز وجل ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ جار ومجرور متعلق بـ﴿رَحِيمًا﴾ قُدِّمَ عليه للحصر؛ لأن هذه الرحمة رحمة خاصة للمؤمنين تقتضي العناية بهم وتوفيقهم وهدايتهم إلى الخير، وأما الرحمة العامة فهي للمؤمنين وغير المؤمنين، لكن الرحمة الخاصة للمؤمنين فقط.
ثم قال تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الأحزاب ٤٤] ﴿تَحِيَّتُهُمْ﴾ الضمير يعود على المؤمنين، والتحية معناها الدعاء بالبقاء، فإذا قال: حياك. أي: دعا لك بالبقاء، ثم صارت اسمًا لما يستقبل به الضيف أو الداخل أو ما أشبه ذلك مما يدل على الإكرام، فالتحية إذن في الأصل أيش؟ الدعاء بالبقاء والحياة، ثم نُقِلَت في العرف إلى كل ما يُحَيَّا به المرء ويستقبل به من عبارات التكريم، فتحيتهم أي: تحية المؤمنين ﴿يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ﴾ يَلْقَون من؟ الله، يوم يلقون الله وذلك يوم القيامة، سواء كان في عرصات القيامة أو كان بعد دخولهم الجنة، فتحيتهم حينئذ ﴿سَلَامٌ﴾.
قال المؤلف: (بلسان الملائكة) يعني: أن الملائكة هم الذين يسلمون على هؤلاء بأمر الله، فإذا سلموا على هؤلاء بأمر الله صار كأن المسلم هو الله، ولكن هذا صَرْفٌ للآية عن ظاهرها؛ فإن ظاهر الآية أن الذي يُسَلِّم هو الله عز وجل، وإذا كان السلام من الله فهو خبر محض وليس دعاءً؛ لأن الله تعالى لا يدعو أحدًا، ولكن يخبر بالسلام الدائم الذي لا يعتريه أي نقص أو أي خوف، أما إذا كان من الملائكة فإنه يحتمل الخبر ويحتمل الدعاء؛ ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد ٢٣، ٢٤]، إنما الصواب بلا شك أن هذا السلام من الله؛ لأنه يقول: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ الملاقى هو الذي يسلم، وهو الذي يُحَيِّي هؤلاء، ولا شك أن الرب عز وجل إذا قال لهم: سلام عليكم؛ بيذهب عنهم كل خوف؛ ولهذا تسمى الجنة دار السلام كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يونس ٢٥]؛ لأنها دار سالمة من كل آفة لا فيها مرض ولا فيها موت ولا فيها هرم ولا فيها نقص في الرزق، بل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خَطَر على قلب بشر كما قال عز وجل: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ١٧].
﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ يقولون: التحلية بعد التخلية؛ يعني: تحلية الماء بعد أن نخليه من الجراثيم كذا؟ ويش معناه؟ التحلية يعني: إلباس الحل بعد التخلية، أولًا نَقِّش المرأة وأزل عنها العيوب والوسخ وبعدين حَلِّها، لكن تحليها وكلها أوساخ، ما يناسب.
إذن لما قال: ﴿سَلَامٌ﴾ أي: من الآفات ذكر بعد ذلك ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ وهذا تحلية بعد تخلية، حين أخبرهم أنهم سالمون من كل آفة بَيَّنَ أنه أعدَّ لهم أجرًا كريمًا. قال المؤلف: (هو الجنة)، والأجر بمعنى الثواب؛ وهو ما يُعْطًى الأجير في مقابلة عمله ويسمى أجرًا ويسمى أُجْرةً، ولكن سبق لنا مرات كثيرة أن أجر العاملين على عملهم ليس من باب المعاوضة؛ لأنه لو كان من باب المعاوضة لكان نعمة واحدة من نعم الله على العبد تستوعب جميع عمله، بل لو كان على سبيل المعاوضة لكان توفيقك للعمل نعمة يحتاج إلى أجر؛ ولهذا قال بعضهم:
؎إِذَا كَانَ شُكْرِي نَعْمَةَ اللَّهِ نَعْمَةً ∗∗∗ عَلَيَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ؎فَكَيْفَ بُلُوغُ الشُّكْرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ ∗∗∗ وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّصَلَالْعُمْرُ
وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ». قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ»[[أخرج مسلم (٢٨١٧/ ٧٧) بسنده جابر قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يُدخِل أحدًا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة من الله».]].
إذن فالعمل بماذا نصفه إذا لم يكن عوضًا؟ نصفه بأنه سبب وليس بعوض؛ ولهذا صرح الله سبحانه وتعالى في عدة الآيات بأن الثواب هذا جزاء بما كانوا يعملون أي: بسبب ما كانوا يعملون، فالباء للسببية في قوله: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ١٧] ، والباء للعوض في قول الرسول ﷺ: «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ»، وبهذا يُجْمع بين النصين.
﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ الأجر هو الكريم ولَّا الكريم هو المتفضل بالأجر؟
يجب أن نعلم أن الكريم يطلق على الجواد الباذل للمال ويطلق على الشيء الحسَن، ومنه قوله ﷺ لمعاذ: «إِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٤٩٦) ومسلم (١٩/٢٩) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]] يعني الحسنة.
فقوله: ﴿أَجْرًا كَرِيمًا﴾ أي: حسنًا، فما وجه كرم هذا الثواب أو هذا الأجر؟ أن الله جعل الحسنة بكم؟ بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، هذا من وجه، من وجه آخر أن مدة بقاء الإنسان في الدنيا كم بالنسبة للآخرة؟ ليس بشيء إطلاقًا ولا يُنْسَب، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»[[أخرجه البخاري (٢٨٩٢) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.]] الدنيا اللي أنت فيها ولا الدنيا اللي قبلك ولا بعدك؟ اللي قبلك بعدك واللي أنت فيها، موضع السوط، والسوط -كما تعرفون- حوالي متر، «خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» إذن فكرم هذا الثواب لا يُنْسَب إلى العمل، أو بالأصح لا يُنسب العمل إليه؛ لأنه كرم واسع لا نهاية له ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الأحزاب ٦٥] اللهم اجعلنا وإياكم منهم.
* * *
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب ٤٠].
* يستفاد من الآية الكريمة: إبطال بنوة الأدعياء؛ لقوله: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾. وهل يستفاد منها أن الرسول ﷺ ليس أبًا لأحد من الرضاع أو لأحد من النسب؟ ما يستفاد كذا؛ لأنه ثبت أن له أبناء، لكن بعض العلماء يقولون: إن أبناءه لم يبلغوا أن يكونوا رجالًا فالآية عامة، ولكنه تَبَيَّن لي أن هذا لا يصح أيضًا؛ لأن الرسول ﷺ له أبناء كانوا رجالًا ولهم ذرية وهم الحسن والحسين، الرسول قال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»[[أخرجه البخاري (٣٧٤٦) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.]] فسماه ابنًا، وقد عقَّ أيضًا عن الحسن والحسين الرسول عليه الصلاة والسلام هو بنفسه، إذن هذه الآية لإبطال أيش؟ بنوة الأدعياء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: ثبوت رسالة النبي ﷺ؛ لقوله: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ﴾.
* ومن فوائدها: أن رسول الله ﷺ آخر الأنبياء؛ لقوله: ﴿﴿وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ﴾ ﴾.
* ومن فوائدها: أنه أفضل الأنبياء على قراءة ﴿وَخَاتَمَ﴾ بالفتح؛ لأن الخاتم هو الطابع على الشيء وهو الشيء الذي يكمُل به الشيء وينتهي؛ ولهذا وصف النبي ﷺ نفسه مع الأنبياء بأنه كأنه قصر مشيد يطوف به الناس ويقولون: ما أجمل القصر إلا أن فيه موضع لبنة، لم يتم إلا موضع هذه اللبنة فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٥٣٥)، ومسلم (٢٢٨٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه «فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين».]] فبه تمت الرسالات وكملت؛ ولهذا دين الرسول ﷺ -لاحظوا أن دين الرسول- شامل لجميع محاسن الأديان، كل محاسن الأنبياء اللي توجد فيها من نوح إلى محمد ﷺ فإنه دينه شامل لجميع محاسنها؛ والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام ٩٠] فكل هدى الأنبياء قد أيش؟ كل هدى الأنبياء قد اقتدى به النبي عليه الصلاة والسلام؛ إذن فما من صلاح في جميع الأديان وكمال إلا وجاء به محمد ﷺ.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا نبي بعد محمد ﷺ؛ لقوله: ﴿﴿وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ﴾ ﴾.
* ومن فوائدها: أن من ادعى النبوة بعده فهو كاذب ولو جاء بما جاء به من الخوارق؛ لقوله: ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ وهذا خبر، وخبر الله صدق لا يمكن أن يتطرق إليه الكذب بوجه من الوجوه.
* ومن فوائدها: أن من صدق مدعي النبوة بعد محمد ﷺ فهو كافر، ليه؟ لأنه مكذب للقرآن، والمكذب القرآن كافر.
* ومن فوائدها -ولتكن محل مناقشة الفائدة هذه- أن من ادعى أن الأولياء أفضل من الأنبياء فهو كافر، ما يؤخذ؟ ما نقول: إن هذه الآية سيقت لبيان كمالات الرسول ﷺ ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ ولو كان هناك شيء أكمل من الرسالة لكان يوصف به، على كل حال ما تؤخذ الظاهر، الظاهر أن أخذها بعيد.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا نبي ولا رسول بعد محمد ﷺ أو نكتفي بالفائدة التي قبلها؟! ولا نبي ولا رسول أيضًا، إذا انتفت النبوة انتفت الرسالة؛ إذ أن الرسول نبي وزيادة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات النبوات السابقة؛ لقوله: ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ والنبيين جمع نبي وهم كثيرون جدًّا، لكن الرسل منهم ثلاث مئة وبضعة عشر رجلًا، لم يُذْكَر منهم في القرآن إلا خمسة وعشرون، وكل من ذُكِر في القرآن من الأنبياء فهو رسول حتى وإن لم يوصف بالرسالة؛ لقوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر ٧٨] فدلَّ هذا على أن كل من قصَّه الله علينا نبأه في القرآن فهو رسول حتى وإن لم يوصف بالرسالة مثل: ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾ [مريم ٤١] وما أشبهها.
* ومن فوائد الآية الكريمة: عموم علم الله؛ لقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن إقرار الله لرسوله عليه الصلاة والسلام وتأييده له شاهد لصدق رسالته؛ لأنه قال: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ فلو عَلِمَ الله أن محمدًا غير رسول ماذا يصنع به؟ هو ما أقره وبس، ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ [الحاقة ٤٤ - ٤٦] ﴿الوتين﴾ عرق في القلب إذا قُطِعَ مات، فكون الله يؤيده وينصره ويفتح على يديه وهو يقول: إنه رسول الله وإنه أَذِنَ له باستباحة أموالكم وأخذ رقابكم إذا لم تدخلوا في الإسلام ولم تؤدوا الجزية يكون هذه آية من آيات الله له ولهذا ختم الآية هذه التي أثبتت الرسالة بقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
* ومن فوائدها: وجوب مراقبة العبد رَبَّهُ، من أين تؤخذ؟ ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ فأنت إذا علمت أن الله عالم بكل شيء، ومن الشيء قولك وفعلك وفكرك ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ [ق ١٦]، والله لو كان عندنا هذا الإيمان ثابتًا راسخًا لكان الإنسان تقل معاصيه ومخالفته، لكن الإنسان في غفلة، إذا علمت أنك إن تحركتَ عَلِمَ الله بك، إن سكنتَ عَلِم الله بك، إن نطقت علم الله بك، إن سكت علم الله بك، إن فكرت علم الله بك، هذا يوجب لك أيش؟ مراقبة الله عز وجل وألَّا يفقدك حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على غلاة القدرية، من أين تؤخذ؟ أنهم أنكروا علم الله بما يصنعه العباد قبل وقوعه منهم، والآية هذه فيها رد عليهم ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: سعة الله عز وجل؛ سعته بكل شيء في صفاته وفي أسمائه وفي أفعاله؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء ١٣٠]، ﴿وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة ٢٤٧] من أين تؤخذ من الآية؟ من قوله: ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ فاللي بكل شيء عليم لا شك أنه واسع.
أنتم تحبون أن نقرأ ولَّا الجَفَلَى في السؤال عن وجه الشاهد من الآية؟
* الطالب: الجَفَلَى.
* الشيخ: الجَفَلى أسرع، الجَفَلَى أن يكون عامًّا، والنَّقَرَى؛ يا فلان أين الشاهد؟ الجَفَلَى أحسن؟ إذن.
؎نَحْنُ فِي الْمَشْتَاةِ نَدْعُو الْجَفَلَى ∗∗∗ لَا تَرَى الْآدِبَ فِينَايَنْــــــــتَقِرْ
(المشتاة) زمن الشتاء (نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى) (الجَفَلى) نقول: يا جماعة، تفضلوا، كل اللي في المكان، (لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ) الآدب صانع المأدبة يَنْتَقِر يعني: يقول يا فلان تفضل فقط، إذن نمشي على (...).
* طالب: (...) أعمال العبادة (...) هل تسمى شيئًا؟
* الشيخ: إي نعم، تسمى شيئًا سيكون؛ لأن الشيء يطلق على الماضي والحاضر والمستقبل.
* * *
ثم قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب ٤١، ٤٢].
* في الآية الكريمة: بيان العناية بالذكر؛ لأن الله عند الأمر به صدره بالنداء.
* ومن فوائدها: أن الذكر من الإيمان بالله ومن مقتضياته؛ لقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ﴾.
* ومنها: أن الإيمان يزيد به؛ وجهُه: أن كل ما كان من مقتضيات الشيء فإنه يزداد به.
* ومن فوائدها: أن نقص الذكر نقص في الإيمان.
* ومن فوائدها: مشروعية ذكر الله تعالى بكثرة؛ لقوله: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: مشروعية التسبيح؛ لقوله: ﴿وَسَبِّحُوهُ﴾، لكن في الغدو والآصال ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تَنَزُّه الله تعالى عن كل نقص وعيب؛ لقوله: ﴿وَسَبِّحُوهُ﴾ فأمرنا بأن نُنَزِّهه؛ لأنه مستحق لذلك سبحانه وتعالى.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الذكر حياة للقلب؛ لأن الله تعالى أمر به على وجه الكثرة، فلولا الفائدة العظيمة منه ما أمر به على سبيل الكثرة.
* طالب: وسط النهار ما يدخل؟
* الشيخ: لا، لا شك أن التسبيح في كل وقت، لكن كثرة التسبيح في أوله وآخره.
ثم قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب ٤٣].
* من فوائد الآية الكريمة: فضيلة الإيمان وأنه سبب في ثناء الله وملائكته على عبده، من أين تؤخذ؟ من قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ بعد أن قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الكلام لله عز وجل، من أين تؤخذ؟ من قوله: ﴿يُصَلِّي﴾ لأن الصلاة هي الثناء على العبد في الملأ الأعلى.
* ومن فوائد الآية الكريمة: محبة الله للمؤمنين ومحبة الملائكة لهم، من أين تؤخذ؟ من الثناء عليهم والصلاة عليهم؛ لأن من يحبك يثني عليك ومن يبغضك يذمك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي لنا، بل يجب علينا محبة الله عز وجل وملائكته؛ لماذا؟ لما لهم علينا من الفضل والإحسان؛ فإنهم يصلون علينا فهذا يقتضي أن نحبهم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الملائكة؛ لقوله: ﴿وَمَلَائِكَتُهُ﴾.
* ومنها: فضيلة الملائكة، من أين تؤخذ؟
* طالب: (...).؟
* الشيخ: لا.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا.
* طالب: (...).
* طالب: الإضافة.
* الشيخ: ﴿وَمَلَائِكَتُهُ﴾ الإضافة للتشريف والتكريم، ففيه فضيلة الملائكة؛ لأن الله أضافهم إليهم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات العلل والحِكَم لأفعال الله؛ لقوله: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجهل والكفر ظلم؛ لقوله: ﴿مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان ١٣]، وقال: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ -أي: في الجهل- ﴿لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ [الأنعام ١٢٢].
* ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة المؤمنين وأن لهم عند الله تعالى رحمة خاصة؛ لقوله: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ كذا؟
* ومن فوائدها: الحث على الإيمان والترغيب فيه، من أين تؤخذ؟ من قوله: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾؛ فإن الله ما أخبرنا هنا في هذه الآية الكريمة لمجرد أن نعلم أنه رحيم بالمؤمنين، ولكن من أجل أن نتعرض لهذه الرحمة الخاصة فنكون من المؤمنين ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرحمة لله؛ لقوله: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾.
* ومن فوائدها: الردُّ على الأشعرية ونحوهم ممن ينكرون وصف الله بالرحمة؛ لقوله: ﴿وَكَانَ﴾ فالضمير في قوله: ﴿كَانَ﴾ يعود على مَنْ؟ على الله، والرحيم خبر المبتدأ فهو وصفه.
ثم قال تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾.
* في الآية الكريمة: إثبات البعث؛ من قوله: ﴿يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ﴾.
* وفيها: إثبات كلام الله وأنه يتكلم؛ لقوله: ﴿سَلَامٌ﴾، ويؤيده قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس ٥٨]؛ لأنه يتكلم به تعالى، ويقوله قولًا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: البُشْرى العظيمة للمؤمنين وأن الله نفسه جلَّ وعلا يحييهم بهذه التحية؛ لقوله: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾. لو أن ملكًا من ملوك الدنيا وعدك بهذا، وقال: إنه سيُحَيِّيك بالسلام، ويقدم لك القِرَى الكريم الحسَن، ويش يكون فرحك؟ شوي؟
* الطالب: (...)؟
* الشيخ: لا، تشيله، أو يطير بين السماء والأرض، المهم يفرح، كيف عاد إذا كان الله عز وجل يخبر عن نفسه بأنه سيحيي المؤمنين بهذه التحية مع تقديم هذا الأجر العظيم؟! ولهذا تُعْتبر هذه الآية فيها بشارة -وهي من فوائدها- البشارة العظمى للمؤمنين بأن الله يحيِّيهم ويُعِدُّ لهم الأجر الكريم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الآخرة فيها آفات وأذى يسلم منها من يَسْلَم، ويَعْطَب فيها من يعطب؛ لقوله: ﴿يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾، أما غيرهم فلا سلام لهم؛ لأنهم مُعَذَّبون في النار والعياذ بالله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الجزاء؛ لقوله: ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾.
* ومن فوائدها: أن الأجر الذي أعده الله للمؤمنين أجر حَسَن، بل هو كما قال الله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ [يونس ٢٦] يعني أحسن شيء ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾.
{"ayahs_start":41,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا","وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا","هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا","تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَرِیمࣰا"],"ayah":"وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق