الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ [آل عمران ٨] الظاهر أن هذا من جملة قول الراسخين في العلم ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾، ويقولون أيضًا: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ والدعاء يصدر غالبًا بالرب؛ لأن الدعاء يستلزم يعني يتطلب الإجابة، والإجابة من الأفعال، والأفعال علاقتها بالربوبية أكثر من علاقتها بالألوهية، ولهذا غالب الأدعية يأتي مصدرًا بالرب، ربنا. وقوله: ﴿رَبَّنَا﴾ هذه منصوبة بياء النداء المحذوفة، وأصل الكلام: يا ربَّنا، لكن حُذفت الياء تخفيفًا وتيمنًا بالبداءة باسم الله عز وجل.
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ ﴿لَا تُزِغْ﴾ هذه جملة دعائية وإن كانت بصيغة النهي؛ لأن النهي لا يمكن أن يرد من المخلوق للخالق؛ إذ إن النهي طلب الكف على وجه الاستعلاء، ولا يمكن للمخلوق أن يطلب من ربه أن يكف على وجه الاستعلاء أبدًا، ومر علينا فيما سبق أنه إذا وُجِّه الطلب من أدنى إلى أعلى سُمّي (دعاء)، فلهذا نقول: (لا) دعائية ولا نقول: (لا) ناهية؛ لأنه لا نهي من مخلوق للخالق.
﴿لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ تُزغ بمعنى: تُمِل، ومنه: زاغت الشمس أي: مالت عن كبد السماء، وتُزغ: تُمِل، تملها عن أي شيء؟ يُبين ذلك ما بعده: ﴿لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ أي: لا تزغها عن الهداية، بل اهدها هداية دلالة وهداية توفيق.
وقوله: ﴿لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ سُلط الفعل على القلب؛ لأن القلب عليه مدار العمل لقول النبي ﷺ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩ / ١٠٧) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.]]. والقلب هو هذا الجزء المستقر في الصدر لقول الله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج ٤٦]، وبهذا القلب يكون العقل لقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ [الحج ٤٦]، وبناءً على هذه الأدلة يتبين أن العقل في القلب، وليس في الدماغ، والعلماء اختلفوا قديمًا وحديثًا هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
والذي دل عليه القرآن أنه في القلب، والقرآن كلام الخالق، والخالِق عز وجل أعلم بما خلق، فالعقل بالقلب، لكن عقل القلب هو عقل التصرف والتدبير ليس عقل الإدراك والتصور، فإن عقل الإدراك والتصور يكون في المخ، فالمخ يتصور ويعقِل، وهو بمنزلة السكرتير للقلب يشرح ما يريد رفعه إلى القلب، ثم يرفعه إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر، والذي يُبلغ الأوامر إلى الرعية مَنْ؟ الدماغ هو الذي يبلغ الأوامر، ولهذا تنشط العضلات كلها بنشاط الدماغ، فصارت المسألة سلسلة يتصور الذي يتصور ويدرك وفيه عقل الإدراك هو الدماغ.
وأما عقل التصرف والتدبير والرشاد والفساد فهو عقل القلب، فالدماغ يتصور، ويدرك الأشياء، وينظر فيها، ثم يرفعها مكتوبة ليوقِّع عليها القلب، ترد على القلب والقلب يأمر وينهى، لكن القلب لا يباشر، هو بنفسه أعلى من أن يباشر مخاطبة هؤلاء الجنود، يرسل القضية إلى مَنْ؟ إلى الدماغ مرة ثانية، الدماغ يوجه الأوامر ويقول: الملك يأمركم بكذا وكذا فتمتثل للأوامر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩ / ١٠٧) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.]] وحينئذٍ يزول الإشكال وتجتمع الأدلة الحسية والشرعية، فالعقل الإدراكي، أين محله؟
* الطلبة: الدماغ.
* الشيخ: والعقل التصرف الإرشادي الذي به الإرشاد والفساد هو القلب.
يقول عز وجل: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ وإذا استقامت القلوب ولم تمِل استقامت الجوارح عقيدة وقولًا وعملًا.
وقوله: ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ هذه الجملة لا يُراد بها الافتخار، وإنما يُراد بها التوسل بالنعم السابقة إلى النعم اللاحقة، فكأنهم يقولون: ربنا إنك مَنَنْت علينا بالهداية أولًا فنسألك أن تمن علينا بثبوت هذه الهداية فلا تزغها، فيكون في هذا الدعاء ثناء على الله عز وجل بماذا؟ بالهداية السابقة، هم لو قالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ كفى، لكن قالوا: ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ ليتوسلوا بنِعم الله السابقة إلى نعمه اللاحقة، وليثنوا على الله عز وجل بنعمه السابقة، وأنه عز وجل أهل للفضل والإنعام. ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ هداية دلالة ولَّا توفيق؟
* الطلبة: دلالة، توفيق.
* الشيخ: أو الاثنين؟
* الطلبة: الاثنين.
* الشيخ: نعم، الاثنين، فالمؤمنون هداهم الله هداية توفيق وهداية دلالة؛ هداية الدلالة أن بيَّن لهم الحق، وهداية التوفيق أن وفقهم لسلوك الحق، فمن الناس من يُحرم الهدايتين، ومن الناس من يحرم الهداية الثانية، ولا أظن أن أحدًا يُحرم الهداية الثانية فقط، يعني لا أظن أن أحدًا يُعطى الهداية الأولى والهداية الثالثة؛ لأنه لا يمكن أن يَتوفق إلا بعد العلم.
من الناس من يُحرم الهدايتين فلا يكون عنده هداية دلالة ولا هداية توفيق مثل: النصارى، ضالون لم يعرفوا الحق ولم يعملوا به، ومن الناس من يُحرم هداية التوفيق مثل: اليهود؛ فاليهود علموا لكن لم يعملوا، ومن الناس من يرزق الهدايتين كالمؤمنين الذين أنعم الله عليهم، فهنا ﴿هَدَيْتَنَا﴾ يعني هداية الدلالة وهداية -أيش- التوفيق، فهم هُدوا إلى الحق للدلالة عليه، وهدوا إلى الحق بالتوفيق، هل تستطيعون أن تأتوا بدليل على هداية الدلالة فقط؟
* الطالب: قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت ١٧].
* الشيخ: نعم، ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ كذا؟ هداية التوفيق؟
* طالب: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص ٥٦].
* الشيخ: نعم، يعني لا توفق للهداية ولكن الله يهدي من يشاء، أما هداية الدلالة فلا شك أن رسول الله ﷺ قد هدى الناس ودلهم ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى ٥٢]. بعد إذ هديتنا.
﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ [آل عمران ٨] (هبْ) بمعنى: أعطِ، والهبة هي العطاء بلا عِوض وكمالها بلا مِنَّة، الإعطاء بلا عوض هبة، وكمالها أن لا يصحبها مِنة، والله سبحانه وتعالى له المنة علينا كما قال تعالى: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ [الحجرات ١٧]. والأمر هنا الصيغة هنا لأيش؟ للأمر ولَّا للدعاء؟
* الطلبة: للدعاء.
* الشيخ: للدعاء نعم، ﴿وَهَبْ لَنَا﴾ يعني: أعطنا ﴿مِنْ لَدُنْكَ﴾ أي: من عندك، وأضافوا هذه الهبة إلى الله لئلا يكون لأحد عليهم مِنة سواه، هذا من وجه؛ ولأنها إذا كانت من عند الله -وهو أكرم الأكرمين- صارت هبة عظيمة؛ لأن العطاء على قدْر مَنْ؟
* الطلبة: المعطي.
* الشيخ: على قدر المعطي، ولهذا قالوا: ﴿هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ﴾ أي: هبة لا يمن بها علينا أحد سواك، وهبة عظيمة؛ لأنها تأتي من عندك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر حين سأله أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته قال: «قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيًرا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (٧٣٨٧)، ومسلم (٢٧٠٥ / ٤٨) من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه.]]. قال: ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ رحمة. الرحمة سبق لنا أيضًا مرارًا وتكرارًا أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل، وتطلق على نِعمه؛ لأنها من آثار رحمته كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ [الشورى ٢٨]. وقال الله تعالى للجنة: «أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ»[[ حديث متفق عليه؛ البخاري (٤٨٥٠)، ومسلم (٢٨٤٦ / ٣٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]]. ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [آل عمران ١٠٧]، فتطلق الرحمة على هذا وهذا، ومن أي النوعين في هذه الآية: ﴿هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾؟
* الطلبة: الرحمة الثانية.
* الشيخ: الثانية التي هي النعم، وهي من آثار رحمته، ﴿هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ والرحمة يحصل بها المطلوب وينجو بها الإنسان من المرهوب، فإن جُمعت مع المغفرة صار بالرحمة حصول المطلوب، وبالمغفرة النجاة من المرهوب.
﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران ٨] الجملة هنا استئنافية للتعليل والتوسل، يعني أننا إنما طلبنا منك الهبة هبة رحمة؛ لأنك أنت الوهاب، وهي مكونة من (إن) واسمها وخبرها، واسمها (الكاف)، وخبرها (الوهاب)، والضمير (أنت) يسمى ضمير فصل، وضمير الفصل له ثلاث فوائد من يعرفها؟
* طالب: (...) توكيد المعنى.
* الشيخ: التوكيد.
* الطالب: الفصل بين الخبر والصفة.
* الشيخ: الفصل بين الخبر والصفة يعني عدلت عن الأول؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: طيب، والتوكيد.
* الطالب: والحصر.
* الشيخ: والحصر، طيب هذه ثلاثة أشياء، يعني له ثلاث فوائد:
أولًا: الفصل بين الصفة والخبر.
والثاني: أيش؟ التوكيد.
والثالث: الحصر، ونضرب مثلًا لهذا يتبين به الأمر، إذا قلت: زيد الفاضل، فإن كلمة الفاضل يحتمل أن تكون خبرًا ويحتمل أن تكون صفة والخبر محذوف، والتقدير: زيدٌ الفاضلُ حاضر، فإذا قلت: زيدٌ هو الفاضل، تَعيَّن –أيش- أن تكون خبرًا، كذلك إذا قلت: زيد الفاضل يحتمل أن يكون غيره فاضلًا أيضًا، فإذا قلت: زيدٌ هو الفاضل.
* طالب: حصر.
* الشيخ: هذا حصر، حصر نصه بالحصر؛ يعني ليس غيره فاضل كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات ١٧٣]. الثالث: التوكيد فإنك إذا قلت: زيد الفاضل حكمت له بالفضل، لكن إذا قلت: هو الفاضل زدته توكيدًا، هنا ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ تنطبق عليه هذا، فنقول: (أنت) ضمير فصل للتوكيد والحصر وتَعَيُّن ما أن ما بعده خبر أيش؟
* الطلبة: لا صفة.
* الشيخ: لا صفة. وقوله: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ الوهَّاب: يعني كثير الهبة، ولا يصح أن تكون نسبة؟
* طالب: يصح أن تكون.
* الشيخ: يصح، يصح أن تكون للنسبة، ويصح أن تكون للمبالغة، ويمكن أن نقول: إنها للأمرين جميعًا، فهو الوهَّاب يعني الكثير العطاء، وهذه صفة لازمة له، وهو كذلك كثير من يعطي؛ يعني الذين يعطيهم الله كثيرون لا يحصون. قال النبي ﷺ: «يَدُ اللَّهِ مَلْأَى سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ»[[حديث متفق عليه؛ البخاري (٤٦٨٤)، ومسلم (٩٩٣ / ٣٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]] شوف كيف؟
* طالب: لم ينقص.
* الشيخ: إي نعم، لم ينقُص. وقال الله تعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِيَ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا غُمِسَ فِي الْبَحْرِ»[[أخرجه مسلم (٢٥٧٧ / ٥٥) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.]]. وهل هذا ينقص البحر شيئًا؟ لا؛ فالله عز وجل لا يحصي أحد هباته أبدًا، حتى بالنسبة لك أنت بنفسك لا تحصي هبات الله لك ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل ١٨]. ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾. في هذه الآية عدة فوائد:
أولًا: مشروعية الدعاء بهذه الصيغة؛ لأنه دعاء الراسخين في العلم وأُولي الألباب.
* من فوائد الآية الكريمة: مشروعية تصدير الدعاء باسم الرب ﴿رَبَّنَا﴾.
* ومن فوائدها: أن الإنسان لا يملك قلبه، ولهذا تسأل الله أن لا يزيغ قلبك، فلا تغتر بنفسك أنك مؤمن، فكم من إنسان مؤمن زل -والعياذ بالله- ولكن اسأل الله دائمًا أن يثبتك، وأن لا يزيغ قلبك، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: «أَنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَزَاغَهَا وَإِنْ شَاءَ هَدَاهَا، يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ»[[أخرجه مسلم (٢٦٥٤ / ١٧) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.]].
* من فوائد الآية الكريمة: الدلالة على أن بصلاح القلب صلاح جميع الجسد؛ لأنهم قالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ [آل عمران ٨].
* من فوائد الآية الكريمة: أن للقلب حالين: حال استقامة، وحال زيغ، والإنسان مضطر إلى أن يسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يزيغ قلبه حتى يكون مستقيمًا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التوسل إلى الله تعالى بنعمه لقولهم: ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ [آل عمران ٨].
ومنها: الثناء على هؤلاء السادة حيث اعترفوا لله تعالى بالنعمة في قولهم أيش؟
* الطلبة: ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾.
* الشيخ: ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾. وهذا داخل في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى ١١].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن التخلية تكون قبل التحلية.
* الشيخ: الكلام هذا معروف؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: التخلية تكون قبل التحلية؛ يعني يُفرغ المكان من الشوائب والأذى ثم يُطهر، من أين يؤخذ؟ ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ ثم قال: ﴿وَهَبْ لَنَا﴾ ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ﴾ [آل عمران ٨].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان مضطر إلى ربه في الدفع والرفع، وإن شئت فقل: في الجلب والدفع، لأنهم سألوا أيش؟ أن لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم، وسألوا أن يهب لهم منه رحمة، فدعاؤهم أن لا يزيغ قلوبهم هذا دعاء بالدفع ولَّا بالرفع؟
* طالب: بالدفع.
* الشيخ: انتبه، لا تزغ بعد إذ هديت، إذن بالرفع ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ هذا بالدفع؛ يعني: هب لنا من لدنك رحمة ندفع بها السوء و ﴿لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ ترفع عنا الهداية بعد أن اهتدينا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن العطاء يكون على قدر المعطي لقوله: ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾. هل يمكن أن نجعل هذا من باب التوسل بحال المدعو، أو نقول: إن هذا من باب التوسل بصفات الله عز وجل؟
هذا الثاني أظهر؛ لأنه مر علينا أن التوسل ينقسم إلى ستة أقسام.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التوسل بأسماء الله لقوله: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ فإن من مقتضى كونه وهابًا أن يهب لنا من لدنه رحمة.
* ومن فوائدها أيضًا: أن الإنسان مفتقِر إلى رحمة الله عز وجل، ولهذا سأل الله أن يهَب له من لدنه رحمة.
{"ayah":"رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق