الباحث القرآني

(p-٧٩٧)اَلْقَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٨ ] ﴿رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ﴾ . ﴿رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا﴾ مِن مَقالِ الرّاسِخِينَ، أيْ: لا تُمِلْ قُلُوبَنا عَنْ الهُدى بَعْدَ إذْ أقَمْتَها عَلَيْهِ، ولا تَجْعَلْها كاَلَّذِينِ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنَ القُرْآنِ، ولَكِنْ ثَبِّتْنا عَلى صِراطِكَ المُسْتَقِيمِ: ﴿وهَبْ لَنا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ تُثَبُّتُ بِها قُلُوبَنا: ﴿إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ﴾ كَثِيرُ النِّعَمِ والإفْضالِ، جَزِيلُ العَطايا والنَّوالِ. وفِيهِ دِلالَةٌ عَلى أنَّ الهُدى والضَّلالَ مِن قِبَلِهِ تَعالى. وعَنْ عائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْها -: قالَتْ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَثِيرًا ما يَدْعُو: «يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ ! ما أكْثَرَ ما تَدْعُو بِهَذا الدُّعاءِ ! فَقالَ: «لَيْسَ مِن قَلْبٍ إلّا وهو بَيْنُ إصْبَعَيْنِ مِن أصابِعِ الرَّحْمَنِ، إذا شاءَ أنْ يُقِيمَهُ أقامَهُ، وإذا شاءَ أنْ يُزِيغَهُ أزاغَهُ»» . وهو في الصَّحِيحِ والسُّنَنِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب