﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ أي تميلُ بها العصبةُ -إذا حملتْها- من ثقلها. يقال: ناءتْ بالعُصبة، أي مالتْ بها. وأناءَت العصبةَ: أمَالَتْها. ونحوه في المعنى قوله: ﴿وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [[سورة البقرة ٢٥٥، وانظر: تفسير الطبري ٢٠/٦٩-٧٠ والقرطبي ١٣/٣١٢، والبحر ٧/١٣٢، واللسان ١/١٦٩ و ٤ /٤٠، وتأويل المشكل ١٥٣و١٥٧، وما تقدم: ص٩٣.]] أي لا يُثْقِله حتى يَؤُودَه، أي يُميلَه.
و"العُصْبة": ما بين العشرة إلى الأربعين.
وفي تفسير أبي صالح: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ﴾ يعني: الكنز نفسه وقد تكون "المفاتحُ": مكان الخزائن. قال في موضع آخر: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ﴾ [[سورة النور ٦١، وانظر: تأويل المشكل ٢٥٨.]] أي ما ملكتُموه: من المخزون. وقال: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ﴾ [[سورة الأنعام ٥٩.]] نرى: أنها خزائنُه.
﴿لا تَفْرَحْ﴾ لا تأشَرْ، ولا تَبْطَرْ. قال الشاعر:
ولستُ بمِفْرَاحٍ إذا الدهرُ سَرَّني ... ولا جازعٍ من صَرْفه المُتَحَوِّلِ [[في تفسير القرطبي ١٣/٣١٣:
ولا ضارع في صرفه المتقلب
والبيت لهدبه بن خشرم. وهو في الكامل ٢/٣٠٤، وعيون الأخبار ٢/١٧٦و ٢٨١، وحماسة البحتري ١٢٠ وابن الشجري ١٣٧، والبحر المحيط ٧/١٣٢.]]
أي لست بأَشِرٍ. فأمَّا السرورُ فليس بمكروه.
{"ayah":"۞ إِنَّ قَـٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَیۡهِمۡۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَاۤ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوۤأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُو۟لِی ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَرِحِینَ"}