الباحث القرآني

شرح الكلمات: إذ يتوفى: أي يقبض أرواحهم لإماتتهم. وجوههم وأدبارهم: أي يضربونهم من أمامهم ومن خلفهم. بظلام للعبيد: أي ليس بذي ظلم للعبيد كقوله ﴿ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحَداً﴾ [الكهف: ٤٩]. كدأب آل فرعون: أي دأب كفار قريش كدأب آل فرعون في الكفر والتكذيب والدأب العادة. لم يك مغيراً نعمة: تغيير النعمة تبديلها بنقمة بالسلب لها أو تعذيب أهلها. آل فرعون: هم كل من كان على دينه من الأقباط مشاركاً له في ظلمه وكفره. معنى الآيات: ما زال السياق مع كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم بطرأ ورئاء الناس فيقول تعالى لرسوله ﴿ولَوْ تَرىٰ إذْ يَتَوَفّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وأَدْبارَهُمْ﴾ وهم يقولون لهم ﴿وذُوقُواْ عَذابَ ٱلْحَرِيقِ﴾ وجواب لولا محذوف تقديره (لرأيت أمراً فظيعاً) وقوله تعالى ﴿ذٰلِكَ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ وأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ هو قول الملائكة لمن يتوفونهم من الذين كفروا. أي ذلكم الضرب والتعذيب بسبب ما قدمت أيديكم من الكفر والظلم والشر والفساد وأن الله تعالى ليس بظالم لكم فإنه تعالى لا يظلم أحداً. وقوله تعالى ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ أي دأب هؤلاء المشركين من كفار قريش في كفرهم وتكذيبهم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم ﴿كَفَرُواْ بِآياتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ وكفر هؤلاء فأخذهم الله بذنوبهم، وقوله ﴿إنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقابِ﴾ يشهد له فعله بآل فرعون والذين من قبلهم عاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وأخيراً أخذه تعالى كفار قريش في بدر أخذ العزيز المقتدر، وقوله تعالى ﴿ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أنْعَمَها عَلىٰ قَوْمٍ حَتّىٰ يُغَيِّرُواْ ما بِأَنْفُسِهِمْ﴾ إشارة إلى ما أنزله من عذاب على الأمم المكذبة الكافرة الظالمة، وإلى بيان سنته في عباده وهي أنه تعالى لم يكن من شأنه أن يغير نعمة أنعمها على قوم كالأمن والرخاء، أو الطهر والصفاء حتى يغيروا هم ما بأنفسهم بأن يكفروا ويكذبوا، ويظلموا أو يفسقوا ويفجروا، وعندئذ يغير تلك النعم بنقم فيحل محل الأمن والرخاء الخوف والغلاء ومحل الطهر والصفاء الخبث والشر والفساد هذا إن لم يأخذهم بالإبادة الشاملة والاستئصال التام. وقوله تعالى ﴿وأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أي لأقوال عباده وأفعالهم فلذا يتم الجزاء عادلاً لا ظلم فيه. وقوله تعالى ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وكُلٌّ كانُواْ ظالِمِينَ﴾ هذه الآية تشبه الآية السابقة إلا أنها تخالفها فيما يلي: في الأولى الذنب الذي أخذ به الهالكون كان الكفر، وفي هذه: كانت التكذيب، في الأولى: لم يذكر نوع العذاب، وفي الثانية أنه الإغراق، في الأولى لم يسجل عليهم سوى الكفر فهو ذنبهم لا غير. وفي الثانية سجل على الكل ذنباً آخر وهو الظلم إذ قال ﴿وكُلٌّ كانُواْ ظالِمِينَ﴾ أي بكفرهم وتكذيبهم، وصدهم عن سبيل الله وفسقهم عن طاعة الله ورسوله مع زيادة التأكيد والتقرير. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير عذاب القبر بتقرير العذاب عند النزع. ٢- هذه الآية نظيرها آية الأنعام ﴿ولَوْ تَرىۤ إذِ ٱلظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ ٱلْمَوْتِ وٱلْمَلاۤئِكَةُ باسِطُوۤاْ أيْدِيهِمْ﴾ [الآية: ٩٣] أي بالضرب. ٣- تنزه الخالق عز وجل عن الظلم لأحد. ٤- سنة الله تعالى في أخذ الظالمين وإبدال النعم بالنقم. ٥- لم يكن من سنة الله تعالى في الخلق تغيير ما عليه الناس من خير أو شر حتى يكونوا هم البادئين. ٦- التنديد بالظلم وأهله، وأنه الذنب الذي يطلق على سائر الذنوب.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب