ثم قال: ﴿كَلَّا﴾ قال مقاتل: كي لا يعلم ذلك [["تفسير مقاتل" 245 ب، و"التفسير الكبير" 32/ 23.]]. ثم خوفه بقوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ﴾ (أي) [[ساقط من (أ).]] عن تكذيب محمد وشتمه وإيذائه.
﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ قال أبو عبيدة: لنأخذن بالناصية، يقال: سفعت بيده أي: أخذت [[في (أ): (وأخذت بدلاً، أي أخذت).]] بيده، والرجل يُسْفَع برجل طَروقَتِه [["مجاز القرآن" 2/ 304.]].
وقال المبرد: السفع الجذب بالإعنات، يقال: سفعه إذا اقتلعه من موضعه بجذب بعضه [["معالم التنزيل" 4/ 508]].
وقال الفراء: [لَنَهِصرنَّها [[في (أ): (لمعصريها)، في (ع): (لنعصرها)، وأثبت ما جاء في مصدر القول.]]] [[لنهصرنَّها، معنى الهَصْر: الكسر، وقد هَصَرَهُ واهْتصره بمعنى، وهَصَرْتُ الغصن وبالغصن إذا أخذت برأسه فأملْتَه إليك. "الصحاح" 2/ 855 (هصر).
وقال الفيروزابادي: الهَصْرُ: الجذب بالإمالة، والكسر، والدفع، والإدناء، وعطف شيء صلب كالغصن ونحوه، وكسره من غير بينونة. "القاموس المحيط" 2/ 161 (هصر).]]، ولنأخذن بها [["معاني القرآن" 3/ 279 مختصرًا.]].
وقال الزجاج: يقال سفعت بالشيء إذا أخذت عليه، وجذبته جذبًا شديدًا.
والمعنى: لنجرن بناصيته [[الناصية: شعر مقدم الرأس "نزهة القلوب" للسجستاني ص 455.
قال الماوردي: وقد يعبر بها من جملة الإنسان كما يقال: هذه ناصية مباركة إشارة إلى جميع الإنسان. "النكت والعيون" 6/ 308.]] إلى النار [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 345.]].
وأنشد الأزهري [[للشاعر حميد بن ثور الهلالي.]]:
قَومٌ إذَا افزع الصَّرِيخَ رأيتهم ... مِن بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ [[ورد البيت في "ديوانه" 111، ط. الدار القومية: برواية: (إذا سمعوا)، و"تهذيب اللغة" 2/ 108 (سفع) برواية: (فزعوا)، وعزاه محققه إلى حميد بن ثور، كما ورد في "تاج العروس" 5/ 381 برواية: (إذا سمعوا) بدلاً من (فزع) ولم ينسبه، و"المحرر الوجيز" 5/ 503 برواية: (إذا سمعوا الصياح)، وعزاه إلى عمرو بن معدي كرب، و"روح المعاني" 30/ 186: برواية: (إذا أكثر الصياح)، و"تفسير ابن عباس" للحميدي: 2/ 983.
ومعنى الصريخ: المستغيث، وهو الناصر أيضًا. ملجم: اسم فاعل من ألجمت الفرس. سافع: آخذ بناصية مهره ليلجمها. يقول: رأيتهم عند الصريخ هذه حالهم. "ديوانه" الحاشية ص 111.]]
أرادوا أخذ بناصيته [["تهذيب اللغة" 2/ 108 (سفع).]].
قال ابن عباس: لنقبضن بناصيته [[ورد معنى قوله في "الدر المنثور" 8/ 566 وعزاه إلى ابن المنذر، وروايته: (لنأخذن).]].
وقال [[في (أ): (قال).]] مقاتل: لنأخذن بالناصية أخذًا شديدًا [["تفسير مقاتل" 245 ب.]].
وقال الحسن: السفع الأخذ [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. وهذا كقوله ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ [الرحمن: 41]. قال مقاتل: (ثم أخبر عنه أنه فاجر خاطئ فقال:
{"ayah":"كَلَّا لَىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِیَةِ"}