الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال ابن عباس: "يعني عبد الله بن أبي وأصحابه" [[انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]] وهو قول مجاهد [[انظر: "تفسير الطبري" 6/ 278 - 279، "زاد المسير" 2/ 379، "الدر المنثور" 2/ 516.]] ومقاتل [["تفسير مقاتل" 1/ 485، انظر: "زاد المسير" 2/ 378.]] وغيرهم. وقوله تعالى: ﴿يُسَارِعُونَ فِيهِمْ﴾، قال ابن عباس: "يريد يسارعون إلى مودتهم" [[انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]]، وقال الكلبي: "يسارعون في ولاية اليهود، ونصارى نجران؛ لأنهم كانوا أهل ريف يميرونهم ويقرضونهم" [[لم أقف عليه، انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 143، "زاد المسير" 2/ 179.]]. وقال مجاهد: يسارعون في مصانعة اليهود وموأخاتهم [[أخرجه بنحوه الطبري 6/ 279.]]، وقال أبو إسحاق: يسارعون في معاونتهم على المسلمين [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 181، وانظر: "تفسير البغوي" 3/ 68.]]. وقوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾، الدائرة من دوائر الدهر كالدولة، وهي التي تدور من قوم إلى قوم، والدائرة التي تخشى كالهزيمة والدبرة والقحط والحوادث المخوفة [[انظر: "تفسير الطبري" 10/ 404، 405، "تهذيب اللغة" 2/ 1129 مادة (دار).]]، قال عبد الله بن مسلم [[ابن قتيبة.]]: نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه فلا يميروننا [["غريب القرآن" ص 143.]]. وقال أبو عبيدة: الدوائر تدور، والدوائل تدول [["مجاز القرآن" 1/ 169.]]، وذكر قول حُميد الأرقط [[هو حميد بن مالك بن ربعي بن فحاش بن قيس، من بني ربيعة، شاعر إسلامي. "معجم الأدباء" 3/ 267.]]: [كنت حسبت الخندق المحفورا] [[ما بين المعقوفين ليس في "المجاز".]] ودائراتِ الدَّهر أن تدورا [["مجاز القرآن" 1/ 169. والرجز في: "تفسير الطبري" 6/ 279، "تفسير القرطبي" 6/ 217.]] قال الكلبي: ﴿نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ أي سنة جدبة، وقال مقاتل: "نخشى أن تصيبنا دائرة اليهود على المسلمين، وذلك أنهم قالوا، إنا نكره قتال اليهود ومفارقتهم، فإنا لا ندري ما يكون ونخشى أن لا ينصر محمد فينقطع الذي بيننا من الميرة والقرض" [[بمعناه في تفسير مقاتل 1/ 484، "تفسير البغوي" 3/ 68. وانظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 143، "زاد المسير" 2/ 379.]]. وقال أبو روق: "يعنون نخشى أن ينصر محمد" [[لم أقف عليه، وهو بمعنى ما تقدمه وما تلاه.]]. ونحو ذلك قال الزجاج: أي نخشى أن لا يتم الأمر للنبي ﷺ، قال: ومعنى (دائرة): أي: يدور الأمر عن حاله التي يكون عليها [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 181.]]. وقوله تعالى: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾، قال أهل المعاني: وعسى من الله واجب [[المرجع السابق.]]. لأن الكريم إذا طمّع في خير يفعله، فهو بمنزلة الوعد به لتعلق النفس به ورجائها له، ولذلك حق لا يضيع، قال الكلبي والسدي: (أن يأتي بالفتح) يعني: فتح مكة [[أخرجه عن السدي: الطبري 6/ 280 وذكره عنهما البغوي 3/ 68. وانظر: "زاد المسير" 2/ 379، "ابن كثير" 2/ 78.]]، وقال الضحاك: فتح قرى اليهود [[البغوي 3/ 68.]]، وقال قتادة: "بالقضاء الفصل" [["تفسير الطبري" 6/ 280، "تفسير البغوي" 3/ 68.]]، وقال مقاتل: "يعني نصر محمد الذي أيسوا منه" [["تفسيره" 1/ 484، وانظر: "تفسير البغوي" 3/ 68.]]، وقال الزجاج: فعسى الله أن يظهر المسلمين [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 181.]]. وجمع ابن عباس هذه الأقوال في قوله فقال: "يريد بفتح الله تعالى لمحمد ﷺ على جميع من خالفه" [[انظر: "الوسيط" 2/ 197، "تفسير القرطبي" 6/ 218، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]]، وقوله تعالى: ﴿أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾، قال الكلبي والضحاك: خصب وسعة لمحمد ﷺ وأصحابه [[انظر: "الوسيط" 2/ 198، "تفسير البغوي" 3/ 68، "زاد المسير" 2/ 379.]]. وهو اختيار الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 181.]] وابن قتيبة [["غريب القرآن" ص 144، انظر: "زاد المسير" 2/ 379.]]. وقال السدي: "الجزية" [[أخرجه الطبري 6/ 280، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 3/ 101، انظر: "زاد المسير" 2/ 379، "ابن كثير" 2/ 78.]]، وقال مقاتل: "القتل والجلاء لليهود" [["تفسيره" 1/ 484، "الوسيط" 2/ 198، انظر: "زاد المسير" 2/ 379.]]، وهذا معنى قول ابن عباس في قوله: (أو أمر من عنده) يريد فيه هلاكهم [[انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]] فهذا يحتمل هلاك اليهود وهلاك المنافقين [[واختيار الطبري القول بالعموم. انظر: "تفسيره" 6/ 280.]]، وقال الحسن: "هو إطهار أمر المنافقين مع الأمر بقتلهم" [[لم أقف عليه. انظر: "زاد المسير" 2/ 379.]]. وهو اختيار أبي إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 181.]] وقوله تعالى: ﴿فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾. قال ابن عباس: "يريد ندامة على نفاقهم" [[انظر: "الوسيط" 2/ 198، "زاد المسير" 2/ 379، "ابن كثير" 2/ 78، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]]. وقال الكلبي: ﴿فَيُصْبِحُوا﴾ يعني أهل النفاق على ما كان منهم من ولايتهم لليهود، ودس الأخبار إليهم (نادمين) [[انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 117.]]. وقال قتادة: ﴿فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ من مودتهم وغشهم الإسلام ﴿نَادِمِينَ﴾ [[أخرجه الطبري 6/ 280، وانظر: "تفسير ابن كثير" 2/ 78.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب