الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآية. يوم في قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ ظرف و"يود"، وهو مضاف إلى إذ، وذلك نحو قولهم: ليلتئذ، وساعتئذ، وحينئذ. ودخل التنوين في إذ بدلًا من الإضافة، وذلك أنَّ أصل هذا أن تكون إذ مضافة إلى جملة، إما من مبتدأ وخبر، نحو: جئتك إذ زيد أمير، وقصدتك إذ الخليفة عبد الملك، قال الله تعالى: ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾ [غافر: 71]، وقال القطامي [[هو أبو سعيد عُمير بن شيم بن عمر التغلبي، والقطامي لقبه؛ تقدمت ترجمته.]]: إذا الفوارسُ من قيس بشكَّتها ... حولي شهودٌ وما قومي بشهاد [["ديوان القطامي" ص (86)، "سر صناعة الإعراب" 2/ 504 بتحقيق د. هنداوي، والشكة: السلاح.]] وإما من فعل وفاعل نحو: قمت إذ قام [[في (أ): (أقام) وما أثبته هو الموافق "سر صناعة الإعراب" 2/ 504.]] زيد، وجلست إذ سار محمد. قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ﴾ [البقرة: 30]، ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا﴾ [البقرة: 72]، ثم اقتطع المُضاف إليه إذ في مثل هذا، ومثله قوله: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذ} [المعارج:11]، و ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ [الروم: 43]. والتقدير في هذه الآية وفي غيرها: يوم إذ ذاك كذلك، فلما حذف المضاف إليه إذ عوّض منه التنوين، فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة، فكسرت الذال لالتقاء الساكنين فقيل: يومئذ. وليست هذه الكسرة في الذال كسرة إعراب، وإن كانت إذ في موضع جر بالإضافة ما قبلها إليها، وإنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها، كما كسرت الهاء في صهٍ ومهٍ لسكونها وسكون التنوين بعدها، وإن اختلفت جهتا التنوين فيهما، فكان في إذ عوضًا من المضاف إليه، وفي صه علمًا للتنكير، ويدل على أن الكسرة في ذال (إذ) إنما هي حركة التقاء ساكنين: (هي) [[غير واضحة في (أ)، وفي "سر صناعة الإعراب" 2/ 504 "وهما هي .. ".]] والتنوين قول الشاعر: نهيتُك عن طلابك أمَّ عمرو ... بعاقبة وأنت إذ صحيح [[البيت لأبي ذؤيب الهذلي يخاطب قلبه وأنه نصحه عن حب هذه المرأة أم عمرو حتى لا يتورط فيصعب عليه الخلاص، وقوله: "بعاقبة" أي أن النصيحة كانت حتى آخر الكلام ولم يغفل عنها. انظر: "ديوان الهذليين" 1/ 68، "سر صناعة الإعراب" بتحقيق هنداوي 2/ 504، "الخصائص" بتحقيق النجار 2/ 376.]] ألا ترى أن إذ في هذا البيت ليس قبلها شيء [[انتهى من "سر صناعة الإعراب" 2/ 504، 505، والكلام من أول توجيه إعراب الظرف يوم وإضافته لإذ إلى هنا مستفاد منه. وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس 1/ 425 - 426.]]. ومضى القول في (يود) عند قوله: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ﴾ [[(لو يعمر): ليس في (د).]] [البقرة: 96] [[إلى هنا تنتهي نسخة (أ)، (د) وفي نهايتها كتب الناسخ ما يلي في (د): "تم الجزء الثاني من "تفسير البسيط" للواحدي بحمد الله ومنِّه والصلاة على نبيه محمد وآله أجمعين، ويتلوه في الثاني قوله تعالى: ﴿وَعَصَوُا الرَّسُولَ﴾ [النساء: 42] تم سنة 1270". أما النسخة (أ) فقد كتب في آخرها: "كتب في مسلخ شهر ربيع الثاني من شهور سنة ست وثلاثين وستمائة". ويبدو أن كاتبه رجل يُدعى: ابن القزويني.]]. وأما النقير [[هذا بداية ما بعد السقط من أثناء الآية (42) إلى أثناء الآية (53) وهو بداية نسخة (ش) شستربتي.]] فقال ابن السكيت: النقير النكتة في ظهر النواة [["تهذيب اللغة" 4/ 3644، وانظر: "اللسان" 8/ 4518 - 4519 (نقر).]]. وقال أبو الهيثم: النقير نقرة في ظهر النواة، منها تنبت النخلة [["تهذيب اللغة" 4/ 3644، وانظر: "اللسان" 8/ 4519 (نقر).]]. وذكرنا طرفًا منه عند ذكر الفتيل [[الظاهر أنه عند قوله: ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: 49]، وهذا من القسم الساقط والمفقود.]]. وأصله أنه فعيل من النقر وهو النكت، ومن هذا يقال للخشب الذي ينبذ [[في "اللسان" 8/ 4519 (نقر): "ينتبذ".]] فيه نقير لأنه ينقر [[انظر: "اللسان" 8/ 4518 (نقر).]]. والنقر ضرب الرحى [[في "ش": "بالألف الممدودة".]] والحجر وغيره بالمنقار. والمنقار حديدة كالفأس يُقطع بها الحجارة [["تهذيب اللغة" 4/ 3644 (نقر).]]. ومنه منقار الطائر؛ لأنه ينقر به [[انظر: "اللسان" 8/ 4517 (نقر).]]. وقول أهل التفسير موافق لقول أهل اللغة في تفسير النقير، وقول أبي الهيثم مثل قول ابن عباس حرفًا بحرف [[انظر "تفسير ابن عباس" ص 150، والطبري 5/ 136.]]. قال الزجاج: وذكر النقير ههنا تمثيل، المعنى: لضنُّوا بالقليل [["معاني القرآن وإعرابه" ص 63، وانظر: "زاد المسير" 2/ 109.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب