الباحث القرآني

قوله تعالى ﴿وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ قال ابن عباس: وذلك أن الرجل يذكر أنه رأى مع امرأته رجلاً أربع مرات، ثم يقول في الخامسة: اللهم ألعنه إن كان كذب عليها. وقرأ نافع (أن) مخففة (لعنة الله) بالرفع [[وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب "لعنة". "السبعة" لابن مجاهد ص 453، و "التيسير" للداني ص 161 و "الغاية" لابن مهران 218، و"النشر" 2/ 330.]]. قال أبو الحسن: لا أعم الثقيلة إلا أجود في العربية؛ لأنك إذا خففت فالأصل عندك التثقيل فتخفف وتضمر، فأن تجيء بما عليه في المعنى ولا تكون أضمرت ولا حذفت شيئاً أجود، وكذلك ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [يونس: 10] وجميع ما في القرآن مما يشبه هذا [[نقل الواحدي هذا الكلام عن أبي الحسن الأخفش من كتاب "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 314، وقد ورد نحو هذا الكلام في "معاني القرآن" للأخفش 1/ 293.]]. قال أبو علي: فأمّا قراءة نافع فقال سيبويه [[انظر: "الكتاب" 3/ 163 - 164.]]: لا تخفف (أن) في الكلام أبدًا وبعدها الأسماء إلا وأنت تريد الثقيلة على إضمار القصة فيها كقوله: ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. وعلى هذا قول الأعشى [[هذا عجر بيت للأعشى من معلّقته، وصدره: في فتية كسيوف الهند قد علموا وقبله: وقد غدوت إلى الحانوت يتبعن ... شاو مشل شلول شلشل شول يقول: إنّه غدًا إلى بيت الخمَّار معه غلام يشوي اللحم، خفيف في عمله، في فتية كريمة يهينون مالهم من اللذات إذ هم على ثقة أنَّهم ميتون، فهم يبادرون اللذات قبل أن يخترمهم الأجل. وشطر البيت مع صدره في "الكتاب" 3/ 164 منسوبًا للأعشى، و"معاني القرآن" == للأخفش 2/ 518 مع صدره من غير نسبة، و "الخصائص" لابن جني 2/ 441 من غير نسبة، و"الخزانة" للبغدادي 3/ 547، 4/ 356، و"المقاصد النحوية" 2/ 287.]]: أن هالك كل من يحفى وينتعل وإنما خففت الثقيلة المفتوحة على إضمار القصة والحديث [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 314 - 315. قال السمين الحلبي: 8/ 387: فعلى قراءته -يعني نافعًا- يكون اسم " أن" ضمير الشأن .. ، و"لعنة الله" مبتدأ، و"عليه" خبرها. والجملة في محل خبر "أنّ" أيضًا. وانظر: "معاني القرآن" للأخفش 2/ 518، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 496، "الكشف" لمكي 2/ 134.]]. وقد ذكرنا هذا في مواضع. قال ابن عباس: فإذا قال الرجل ذلك وقع العذاب عليها [إلا أن تحلف أربع مرات كما حلف إنه لمن [[في (ع): (من).]] الكاذبين عليّ، فذلك قوله] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ط).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب