الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ معنى التأذين: النداء والتصويت للإعلام [[انظر: (أذن) في: "تهذيب اللغة" للأزهري 15/ 17 - 18، "الصحاح" للجوهري 5/ 2068، "لسان العرب" 13/ 9، 12.]] وذكرنا ذلك عند قوله: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ﴾ [الأعراف: 44] وقوله: ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ [يوسف: 70] وقوله: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: 3]. قال جماعة المفسرين: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له: أذن [[في (أ): (فأذن).]] في الناس بالحج. قال: يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذن وعلي البلاغ. فصعد إبراهيم على أبي قبيس والمقام معه، ثم صاح: يا أيها الناس إن الله يدعوكم إلى حج بيته الحرام، ليثيبكم به الجنة ويجيركم [[في (ظ): (يخرجكم)، وهو خطأ.]] من عذاب النار. نادى ما شاء الله من ذلك، فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك. من [[في (ظ): (فمن).]] أجاب يومئذ حج على قدر الإجابة، إن أجاب مرة فمرة، وإن أجاب مرتين فمرتين على قدر ذلك. فذلك [[(فذلك): ساقطة من (أ).]] قوله: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾ [[ذكر نحو هذا ابن كثير في "تفسيره" 3/ 216 ثم قال: هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم. أهـ. وانظر الطبري 17/ 144 - 145، و"الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 51 أ، و"الدر المنثور" للسيوطي 6/ 32 - 35.]]. هذا الذي ذكرنا هو [[(هو): ساقطة من (ط).]] قول جماعة المفسرين إلا الحسن، فإنه قال: هذا الأمر بالتاذين للنبي -ﷺ- أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع، ففعل ذلك حيث قال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج [[ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 51 أوصدره بقوله: وزعم الحسن. أهـ. وهذا القول المروي عن الحسن خلاف الظاهر.]]. وإنما قال: ﴿يَأْتُوكَ﴾ [[(رجالا): في (أ): (يأتوك رجالا).]] وإن كانوا يأتون الكعبة، لأن المنادي كان إبراهيم فمن أتى الكعبة حاجًا فكأنه قد أتى إبراهيم عليه السلام، لأنه مجيب نداه. وفيه أيضا تشريف لإبراهيم حين خوطب بالإتيان. ورجال: جمع راجل، مثل: صَاحِب وصِحَاب، وقَائِم [[وقائم: ساقطة من (أ).]] وقِيَام [[من قوله: (ورجال) إلى هنا منقول عن "معاني القرآن" للزجاج 3/ 422 بنصه.]]. وبُدئ بذكرهم تشريفًا لهم لزيادة تعبهم. وقوله: ﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ أي: وركبانًا. والضمور: الهزال، ومثله الضُّمْرُ [[الضُّمْر: بالضم وبضمتين. و (ضمر) كنصر وكرم. قال الفيروزآبادي في "القاموس المحيط" 2/ 76 (ضمر).]]، ضَمُرَ يَضْمُرُ ضُمُورًا [["تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 36 مادة (ضمر) نقلا عن الليث.]]. قال ابن عباس: يريد الإبل وغيره [[رواه الطبري 17/ 146 دون قوله (وغيره).]]. قال الكلبي: لا يدخل بعير ولا غيره الحرم إلا وقد ضمر. وقوله ﴿يَأْتِينَ﴾ جمع الفعل لمعنى [[في (ظ): (بمعنى).]] كل، ولو قال يأتي على اللفظ صح [[صح: ساقطة من (أ).]]. قوله ﴿مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ أي: طريق بعيد. قاله الجميع [[انظر الطبري 17/ 146، وابن كثير 3/ 216، و"الدر المنثور" 6/ 36.]]. وذكرنا الكلام في الفج عند قوله: ميه ﴿فِجَاجًا سُبُلًا﴾ [الأنبياء: 31]. والعميق: البعيد. قال الليث: الفج: المضرب البعيد [["تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 290 (عمق) نقلا عن الليث. وانظر: "العين" 1/ 186 - 187 (عمق)، (معق).]]. وقال غيره [[القائل: وقال غيره. هو الأزهري انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 295.]]: هو الشعب الواسع بين جبلين. قال [[يعني الليث كما في "تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 290 (عمق)، انظر: "العين" 1/ 186 - 187.]]: ويقال: مَعِيق وعَميق، العميق في الطريق أكثر. قال الفراء لغة أهل الحجاز عميق، وبنو تميم تقول [[تقول: ساقطة من (ظ).]]: معيق [["تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 295 (عمق)، وليس هذا النص موجودًا في معاني الفراء انظر 2/ 224.]]. وتقول العرب [[في (ظ)، (د)، (ع): (والعرب تقول).]]: بئر عميقة ومعيقة، [وقد] [[زيادة من "تهذيب اللغة" للأزهري 10/ 290.]] أعمقتها وأمعقتها، وقد عمُقَت ومَعُقَت مَعَاقَةَ، وإنها لبعيدة العَمْق والمَعْق [["تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 290 (عمق) غير منسوب لأحد.]]. والأمْعَاق والأعْمَاق: أطراف المفازة البعيدة [["تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 290 (عمق) منسوبًا لليث. وهو في كتاب "العين" 1/ 187 (عمق) مع اختلاف يسير، ومعه بيت رؤية كاملا منسوبا إليه.]]. قال رؤبة [[هذا شطر من أرجوزة لرؤبة في وصف مفازة، وهو في ديوانه ص 104، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 380، والطبري 15/ 88، و"تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 290 (عمق)، و"اللسان" 10/ 271 (عمق)، "خزانة الأدب" 10/ 25 - 26. قال البغدادي في "الخزانة" 10/ 25، 1/ 81: (وقاتم) مجرور بـ (رب) المحذوفة بعد الواو. وهو صفة لموصوف محذوف، أي: رب بلد قاتم. قال الأصمعي: القُتْمةُ: الغبُرة. وأسود قاتم أي رب بلد مُغْبَرّ. والأعمال: جمع عمق بفتح العين وضمها، وهو ما بعد من أطراف المفاوز. والخاوي: الخالي. و"المخترق" بفتح الراء: مكان الاختراق، من الخرق وهو الشق، استعمل في قطع المفازة.]]: وقاتم الأعماق خاوي المخترق
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب