الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ﴾ اختلفوا في الجناح هاهنا، فقال أبو عبيدة (كل ناحيتين جناحان) [["مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 18.]]. وقال المبرد: (الجناح الجانب) [[ورد نحوه بلا نسبة في "بحر العلوم" 2/ 339، "الكشف والبيان" 3/ 17 أ، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 191.]]. فعلى هذا الجنب والإبط جناح، وهذا قول الكلبي، والسدي في هذه الآية [["بحر العلوم" 2/ 339، "الكشف والبيان" 3/ 17 أ.]]. واختيار ابن قتيبة [["تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 278.]]. وقال الفراء، والزجاج: (جناح الإنسان عضده إلى أصل غبطه) [["معاني القرآن" للفراء 2/ 178، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 355.]]. وهذا قول مجاهد قال: (﴿إِلَى جَنَاحِكَ﴾ تحت عضدك) [["جامع البيان" 16/ 257، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 36، "النكت والعيون" 3/ 400، "معالم التنزيل" 5/ 270، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 162.]]. وهذا القول أشبه؛ لأن يدي الإنسان مشبهتان بجناح الطائرة ولأنه قال: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ﴾ والمعنى: أدخل يدك تحت عضدك تخرج بيضاء، ولو كان المراد بالجناح الجنب والإبط لم يقل: تخرج. وقال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد إلى صدرك) [["التفسير الكبير" 22/ 30.]]. ولا أدري كيف فسر الجناح بالصدر!. وقوله تعالى: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ﴾ أراد وأخرجها تخرج بيضاء، وكذلك قوله: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ﴾ [النمل: 12]، المعنى: أخرجها تخرج، وذكرنا مثل هذا في قوله تعالى: ﴿فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا﴾ [البقرة: 61]. قال ابن عباس: (كان ليده نور ساطع يضيء بالليل والنهار، كضوء الشمس والقمر وأشد ضوءًا) [["معالم التنزيل" 5/ 270، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 191.]]. فذلك قوله: ﴿بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ من غير برص، في قول جميع المفسرين [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 15، "جامع البيان" 16/ 158، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 36، "بحر العلوم" 2/ 339، "معالم التنزيل" 5/ 270.]]. قال الليث: (ويكنى بالسوء عن اسم البرص) [[انظر: "تهذيب اللغة" (ساء) 2/ 1583، "لسان العرب" (سوأ) 4/ 2160.]]. وقال أبو عمرو: (﴿سُوءٍ﴾ أي: برص) [[ذكرته كتب اللغة بدون نسبة. انظر: "تهذيب اللغة" (ساء) 2/ 1583، "لسان العرب" (سوأ) 4/ 2160، "المفردات في غريب القرآن" (سوأ) ص 252، "مختار الصحاح" (سوأ) ص 134.]]. وقال المبرد: (السوء إذا أطلق فهو البرص، وإذا وصلوه بشيء فهو كل ما يسؤ، والأغلب عليه عند العرب من الأدواء البرص) [[ذكر نحوه بلا نسبة في: "المحرر الوجيز" 10/ 22، "الكشف والبيان" 3/ 17 أ، "زاد المسير" 5/ 280، "البحر المحيط" 6/ 236، "تهذيب اللغة" (ساء) 2/ 1583.]]. وقوله تعالى: (آية أخرى) قال الأخفش: (جعل ﴿آيَةً﴾ بدل من ﴿بَيْضَاءَ﴾) [["معاني القرآن" للأخفش 2/ 629.]]. وقال الزجاج: (هي اسم في موضع الحال، المعنى: تخرج بيضاء مبينة آية أخرى. قال: ويجوز أن تكون منصوبة على آتيناك آية أخرى، أو نؤتيك آية؛ لأنه لما قال: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ﴾ كان في ذلك دليل أنه يعطى آية، فلم يحتج إلى ذكر آتينا؛ لأن في الكلام دليلاً عليه) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 355.]]. قال المبرد: (ولا تكون أخرى إلا بعد الأولى) [[ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" بلا نسبة 11/ 191، والرازي في "التفسير الكبير" 22/ 30.]] قوله: ﴿فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى﴾ [طه: 20].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب