الباحث القرآني

[ولَمّا أراهُ آيَةً في بَعْضِ الآفاقِ، أرادَ أنْ يُرِيَهُ آيَةً في نَفْسِهِ فَقالَ -]: ﴿واضْمُمْ يَدَكَ﴾ مِن جَيْبِكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنهُ عُنُقُكَ ﴿إلى جَناحِكَ﴾ أيْ جَنْبِكَ تَحْتَ العَضُدِ تَنْضَمَّ عَلى ما هي عَلَيْهِ مِن لَوْنِها وما بِها مِنَ الحَرِيقِ، وأخْرِجْها ﴿تَخْرُجْ﴾ فالآيَةُ مِن بابِ الِاحْتِباكِ، والجَناحُ: اليَدُ، والعَضُدُ، والإبْطُ، والجانِبُ - قالَهُ في القامُوسِ، فَلا يُعارِضُ هَذا ما في القَصَصِ لِأنَّهُ أطْلَقَ الجَناحَ هُناكَ عَلى اليَدِ وهي أحَقُّ بِهِ، وهُنا عَلى الجَنْبِ الَّذِي هو مَوْضِعُها تَسْمِيَةً لِلْمَحَلِّ بِاسْمِ الحالِّ ﴿بَيْضاءَ﴾ بَياضًا كالشَّمْسِ تَتَعَجَّبُ مِنهُ. ولَمّا كانَ البَرَصُ أبْغَضَ شَيْءٍ إلى العَرَبِ، قالَ نافِيًا لَهُ ولِغَيْرِهِ، ولَمْ يُسَمِّهِ بِاسْمِهِ لِأنَّ أسْماعَهم لَهُ مَجّاجَةٌ، ولِأنَّ نَفْيَ الأعَمِّ مِنَ الشَّيْءِ (p-٢٨٣)أبْلَغُ مِن نَفْيِهِ بِخُصُوصِهِ: ﴿مِن غَيْرِ سُوءٍ﴾ أيْ مَرَضٍ لا بَرَصٍ ولا غَيْرِهِ، حالَ كَوْنِها ﴿آيَةً أُخْرى﴾ افْعَلْ ما أمَرْتُكَ بِهِ مِن إلْقاءِ العَصا وضَمِّ اليَدِ، أوْ فَعَلْنا ذَلِكَ مِن إحالَةِ العَصا ولَوْنِ اليَدِ مِن مُناداتِكَ لِمُناجاتِكَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب