الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ﴾ يقول: أفظنوا أنهم يتخذونهم أربابًا من دوني، وعنى بالعباد هاهنا: المسيح، والملائكة [["جاء البيان" 16/ 31، "المحرر الوجيز" 9/ 413، "معالم التنزيل" 5/ 209، "زاد المسير" 5/ 196.]]. وقال ابن عباس: (يعني الشياطين، تولوهم وأطاعوهم من دون الله) [["معالم التنزيل" 5/ 209، "زاد المسير" 5/ 196، "البحر المحيط" 6/ 166، "التفسير الكبير" 21/ 174.]]. وقال مقاتل: (يعني الأصنام سماها عبادًا) [["معالم التنزيل" 5/ 209، "زاد المسير" 5/ 196، "التفسير الكبير" 21/ 174. وقال الشنقيطي -رحمه الله- في "تفسيره" 4/ 190: والأظهر المتبادر من الإضافة في قوله: "عبادي" أن المراد بهم نحو الملائكة، وعيسى، وعزيز، لا الشاطين ونحوه؛ لأن مثل هذه الإضافة للتشريف غالبًا، وقد بين تعالى أنهم لا يكونون أولياء لهم في قوله: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ﴾. الآية.]]، كما قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأعراف: 194]. وجواب هذا الاستفهام محذوف. قال ابن عباس: (يريد أني لا أغضب لنفسي، ولا أعاقبهم) [["معالم التنزيل" 5/ 209، "زاد المسير" 5/ 196.]]. ويدل علي هذا المحذوف قوله: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا﴾، لأن هذا يدل على أنه يريد عقوبتهم. وقال قوم: (هذا لا يقتضي جوابًا؛ لأنه أراد بالأولياء هاهنا الأنصار، والمعنى: أفحسبوا أنهم اتخذوهم أنصارا يمنعونهم من عذابي ويدفعون عنهم) [["زاد المسير" 5/ 196، "البحر المحيط" 7/ 166.]]. وهذا معنى قول الزجاج في هذه الآية قال: (تأويله: أفحسبوا أن ينفعهم اتخاذهم عبادي أولياء) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 314.]]. وقوله تعالى: ﴿نُزُلًا﴾ قال أبو إسحاق: (هو بمعنى: منزلا) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 314.]]. وهو معني قول ابن عباس: (يريد هي مثواهم ومصيرهم) [["معالم التنزيل" 5/ 210.]]. والنُّزُل على هذا التفسير المنزل. وقال آخرون: النُّزُل ما يقال للضيف إذا نَزَل، والنزالة الضيافة، ومنه قوله [[هذا عجز بيت للبعيث، يهجو جريرًا، وصدره: لقى حملته أمُّه وهي ضيفةً أرْشَما: الأرشم الذي يتشمم الطعام ويحرص عليه. انظر: "تهذيب اللغة" (نزل) 4/ 3555، "لسان العرب" (رشم) 3/ 1652.]]: فجاءت بيتن للنزالة أرشما. والمعنى: أن جهنم معدة لهم عندنا، كما يهيؤ النُّزل للضيَّف النازل [["المحرر الوجيز" 9/ 413، "معالم التنزيل" 5/ 210، "الكشاف" 2/ 403، "زاد المسير" 5/ 197، "البحر المحيط" 6/ 166.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب