الباحث القرآني
﴿فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ ٧ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ ٨﴾ - نزول الآية
٨٤٣٩٠- عن سعيد بن جُبَير -من طريق عطاء- في قوله: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ الآية، قال: لما نزلت: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ﴾ [الإنسان:٨] كان المسلمون يرون أنهم لا يُؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه، فيجيء المسكين إلى أبوابهم، فيستقلُّون أن يُعطوه التمرة والكسرة، فيردُّونه، ويقولون: ما هذا بشيء، إنما نُؤجر على ما نُعطي ونحن نُحبّه. وكان آخرون يرون أنهم لا يُلامون على الذَّنب اليسير؛ الكذبة، والنظرة، والغيبة، وأشباه ذلك، ويقولون: إنما وعد الله النار على الكبائر. فرغّبهم في القليل مِن الخير أن يعملوه، فإنه يوشك أن يكثر، وحذَّرهم اليسير من الشرّ، فإنه يوشك أن يَكثر، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ يعني: وزن أصغر النمل، ﴿خَيْرًا يَرَهُ﴾ يعني: في كتابه، ويسُرُّه ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٨٤-٤٨٥-.]]. (١٥/٥٨٧)
٨٤٣٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ نزلت في رجلين بالمدينة، كان أحدهما إذا أتاه السائل يستقلّ أن يُعطيه الكسرة أو التمرة، ويقول: ما هذا بشيء، إنما نُؤجر على ما نُعطي ونحن نحبّه. وقد قال الله ﷿: ﴿ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ﴾ [الإنسان:٨] فيقول: ليس هذا مما يحبّ. فيستقلّ ذلك، ويرى أنه لا يؤجر عليه، فيردّ المسكين صِفرًا، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير؛ الكذبة، والنظرة، والغِيبة، وأشباه ذلك، ويقول: ليس على مَن فعل هذا شيء، إنما وعد الله النار أهل الكبائر. فأنزل الله ﷿ يرغِّبهم في القليل مِن الخير أن يُعطوه لله، فإنه يوشك أن يكثر، ويُحذِّرهم اليسير مِن الشّرّ، فإنه يوشك أن يكثر، فالذّنب الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال الرواسي، ولجميع محاسنه التي عملها في دار الدنيا أصغر في عينه من حسنة واحدة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٩٢. وفي تفسير الثعلبي ١٠/٢٦٦ بنحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
﴿فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ ٧ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ ٨﴾ - تفسير الآية
٨٤٣٩٢- عن شدّاد بن أوس، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أيها الناس، إنّ الدنيا عَرَض حاضر، يأكل منه البَرّ والفاجر، وإنّ الآخرة وعد صادق، يحكم فيها مَلِك قادر، يُحقّ فيها الحق، ويُبطل الباطل. أيها الناس، كونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ كل أُمٍّ يتبعها ولدها، اعملوا وأنتم مِن الله على حذر، واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم، وأنكم ملاقوا الله لا بُدّ منه، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٧/٢٨٨ (٧١٥٨) دون الآية، وأبو نعيم في الحلية ١/٢٦٤-٢٦٥، والبيهقي في الكبرى ٣/٣٠٥-٣٠٦ (٥٨٠٧)، من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن شداد بن أوس به. قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/١٠٧٠ (٢٢٧٨): «سعيد متروك الحديث». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٨٨-١٨٩ (٣١٥١): «فيه أبو مهدي سعيد بن سنان، وهو ضعيف جدًّا».]]. (١٥/٥٩٥)
٨٤٣٩٣- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «الخيل ثلاثة: هي لرجل وِزْر، وهي لرجل سِتْر، وهي لرجل أجْر؛ فأمّا التي هي له وِزْر فرجل ربطها رياءً وفخرًا ونِواءً على أهل الإسلام، فهي له وِزْر، وأمّا التي هي له سِتْر فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينسَ حقّ الله في ظهورها ولا رقابها، فهي له سِتْر، وأمّا التي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام، في مَرْج وروضة، فما أكلتْ من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كُتب له عدد ما أكلتْ حسنات، وكُتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طِوَلَها، فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أو شَرَفيْن[[فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أو شَرَفيْن: عدّت شوطًا أو شوطين. النهاية (شرف).]] إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات، ولا مَرّ بها صاحبها على نهر فشربتْ منه ولا يريد أن يَسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربتْ حسنات». قيل: يا رسول الله، فالحُمُر؟ قال: «ما أنزل عليّ في الحُمُر شيء إلا هذه الآية الفاذّة الجامعة: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾»[[أخرجه البخاري ٣/١١٣ (٢٣٧١)، ٤/٢٩-٣٠ (٢٨٦٠)، ٤/٢٠٨ (٣٦٤٦)، ٦/١٧٥-١٧٦ (٤٩٦٢، ٤٩٦٣)، ٩/١٠٩ (٧٣٥٦)، ومسلم ٢/٦٨٠-٦٨١، ٦٨٢ (٩٨٧) واللفظ له.]]. (١٥/٥٩٥)
٨٤٣٩٤- عن أبي ثعلبة، قال: سُئِل رسول الله ﷺ: أفي الحُمُر زكاة؟ قال: «لا، إلا الآية الفاذّة الشاذّة ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢٢/٢٢٩ (٦٠٢)، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي ثعلبة به. قال الهيثمي في المجمع ٣/٦٩ (٤٣٧٥): «وفيه سعيد بن بشير، وفيه كلام، وقد وُثِّق».]]. (ز)
٨٤٣٩٥- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «اعلموا أنّ الجنة والنار أقرب إلى أحدكم مِن شِراك نعْله، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ٨/١٧٨، من طريق زكريا بن جعفر، عن أبي الدّرداء، عن عمرو بن بكر، عن ميسرة بن عبد ربه، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة ١/٦٠-٦١ (٣٦)، وابن بشران في أماليه ٢/٢٠ (٩٩٦)، ٢/٣١٤ (١٥٨٦)، من طريق إسحاق بن بشر، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال ابن عدي: «بهذا الإسناد منكر». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٤١٨ (٥٢٥٧): «ضعيف».]]. (١٥/٥٩٢)
٨٤٣٩٦- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي- قال: أُنزلتْ: ﴿إذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها﴾ وأبو بكر الصِّدِّيق قاعد، فبكى، فقال له رسول الله ﷺ: «ما يبكيك، يا أبا بكر؟». قال: يبكيني هذه السورة. فقال: «لولا أنكم تُخطِئون وتُذنِبون فيُغفر لكم لخَلق الله أُمَّة يُخطِئون ويُذنِبون فيغفر لهم»[[أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء ١/١٧-١٨ (٤٧)، والطبراني في الكبير ١٣/٣٨ (٨٧)، وابن جرير ٢٤/٥٦٨-٥٦٩، والثعلبي ١٠/٢٦٦. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٤١ (١١٥١٢): «فيه حيي بن عبد الله المعافري، وثَّقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح».]]. (١٥/٥٨٦)
٨٤٣٩٧- عن أبي أيوب الأنصاري، قال: بينما رسول الله ﷺ وأبو بكر الصِّدِّيق إذ نزلت عليه هذه السورة: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فأمسك رسول الله ﷺ يده عن الطعام، ثم قال: «مَن عمل منكم خيرًا فجزاؤه في الآخرة، ومَن عمل منكم شرًّا يره في الدنيا مُصيبات وأمراضًا، ومَن يكن فيه مِثقال ذرّة من خير دخل الجنة»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٥٨٦)
٨٤٣٩٨- عن أبي سعيد الخدريّ، قال: لما أُنزِلَتْ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، قلتُ: يا رسول الله، إنِّي لَراءٍ عملي؟ قال: «نعم». قلت: تلك الكبار الكبار؟ قال: «نعم». قلت: الصغار الصغار؟ قال: «نعم». قلتُ: وا ثُكل أُمّي. قال: «أبشِر، يا أبا سعيد، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها، يعني: إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء، والسيئة بمثلها أو يعفو الله، ولن ينجو أحد منكم بعمله». قلت: ولا أنت، يا نبي الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله منه برحمته»[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٦٣-٤٦٤-. قال ابن كثير: «قال أبو زرعة: لم يرو هذا غير ابن لهيعة».]]. (١٥/٥٨٧)
٨٤٣٩٩- عن أنس بن مالك -من طريق أبي قِلابة- قال: بينما أبو بكر الصِّدِّيق يأكل مع النَّبِيّ ﷺ إذ نزلت عليه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فرفع أبو بكر يده، وقال: يا رسول الله، إنِّي لَراءٍ ما عملتُ مِن مِثقال ذرّة مِن شرّ؟ فقال: «يا أبا بكر، أرأيتَ ما ترى في الدنيا مما تكره، فبمثاقيل ذرّ الشّرّ، ويُدَّخر لك مثاقيل ذرّ الخير، حتى تُوفّاه يوم القيامة»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٨/٢٠٤ (٨٤٠٧)، والبيهقي في الشعب ١٢/٢٤٩-٢٥٠ (٩٣٥١)، وابن جرير ٢٠/٥١٣، ٢٤/٥٦٤-٥٦٥ بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٦٣-، والثعلبي ١٠/٢٦٥-٢٦٦، من طريق الهيثم بن الربيع، عن سماك بن عطية، عن أيوب السختياني، عن أبي قِلابة، عن أنس به. قال العقيلي في الضعفاء الكبير ٤/٣٥٣ (١٩٦٠) في ترجمة الهيثم بن الربيع العقيلي: «في حديثه وهم» ثم ذكر هذا الحديث. وأورده الدارقطني في العلل ١/٢٢٧ (٣١). وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٤١-١٤٢ (١١٥١٤): «رواه الطبراني في الأوسط، عن شيخه موسى بن سهل، والظاهر أنه الوشاء، وهو ضعيف».]]. (١٥/٥٨٥)
٨٤٤٠٠- عن أبي إدريس الخولانيّ -من طريق أبي قِلابة- قال: كان أبو بكر الصِّدِّيق يأكل مع رسول الله ﷺ إذ نزلت هذه الآية: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فأمسك أبو بكر يده، وقال: يا رسول الله، إننا لَراؤون ما عملنا مِن خير أو شرّ؟ فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا بكر، أرأيتَ ما رأيتَ مما تكره فهو من مثاقيل الشّرّ، ويُدَّخر لك مثاقيل الخير حتى تُوفّاه يوم القيامة، وتصديق ذلك في كتاب الله: ﴿وما أصابَكُمْ مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:٣٠]»[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الدارقطني في العلل ١/٢٧٧: «مرسل».]]. (١٥/٥٨٦)
٨٤٤٠١- عن أبي أسماء، قال: بينما أبو بكر يتغدّى مع رسول الله ﷺ إذ نزلت هذه الآية: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. فأمسك أبو بكر، وقال: يا رسول الله، أكلّ ما عملنا من سوء رأيناه؟ فقال: «ما ترون مما تكرهون فذاك مما تُجزون، ويؤخّر الخير لأهله في الآخرة»[[أخرجه إسحاق ابن راهويه -كما في المطالب (٤١٨١)-، والحاكم ٢/٥٣٢-٥٣٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه. ضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٥٢١٢).]]. (١٥/٥٨٥)
٨٤٤٠٢- عن المُطَّلب بن عبد الله بن حَنطَب، أنّ رسول الله ﷺ قرأ في مجلس وفيهم أعرابي جالس: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فقال الأعرابي: يا رسول الله، أمثقال ذرة؟ قال: «نعم». فقال الأعرابي: واسوأتاه. ثم قام وهو يقرؤها، فقال رسول الله ﷺ: «لقد دخل قلبَ الأعرابيِّ الإيمانُ»[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.]]. (١٥/٥٨٩)
٨٤٤٠٣- عن الحسن البصري -من طريق معمر- قال: لما نزلت: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ الآية؛ قال رجل من المسلمين: حسبي إنْ عملتُ مِثقال ذرّة مِن خير أو شرّ رأيتُه، انتهت الموعظة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٨، وابن المبارك (٨٢). وعزاه السيوطي إلى ابن جرير. وفي تفسير الثعلبي ١٠/ ٢٦٧: قال الربيع بن صبيح: مرّ رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلمّا بلغ آخرها قال: حسبي، قد انتهت الموعظة. فقال الحسن: لقد فقه الرجل.]]. (١٥/٥٩١)
٨٤٤٠٤- عن عائشة، قالت: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «اتقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرة». ثم قرأتْ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٥٩٣)
٨٤٤٠٥- عن عائشة -من طريق ظبية- أنّ سائلًا أتاها وعندها سَلّة مِن عنب، فأخذتْ حَبّة مِن عنب، فأعطتْه، فقيل لها في ذلك، فقالت: هذه أثقل مِن ذرٍّ كثير. ثم قرأتْ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ الآية[[أخرجه مالك ٢/٩٧٧، وابن سعد ٨/٤٩٠، والبيهقي (٣٤٦٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩٣)
٨٤٤٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق يزيد بن الأصم- في قوله: ﴿مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ أنه أدخل يده في التراب، ثم رفعها، ثم نفخ فيها، وقال: كلّ واحدة من هؤلاء مِثقال ذرّة[[أخرجه هناد (١٩٣).]]. (١٥/٥٩٥)
٨٤٤٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ قال: مِثقال ذرّة حمراء، وفي لفظ: نملة حمراء. قال إسحاق، قال يزيد بن هارون: وزعموا أنّ هذه الدودة الحمراء ليس لها وزن[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٦٩. وجاء في تفسير الثعلبي ١٠/٢٦٦ قول يزيد بن هارون بلفظ: زعموا أنّ الذّرّة ليس لها وزن.]]. (ز)
٨٤٤٠٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ الآية، قال: ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرًا ولا شرًّا في الدنيا إلا أراه الله إيّاه، فأمّا المؤمن فيريه الله حسناته وسيئاته، فيغفر له من سيئاته ويُثيبه بحسناته، وأمّا الكافر فيريه حسناته وسيئاته، فيَردّ حسناته ويُعذِّبه بسيئاته[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٦٣، والبيهقي في البعث (٥٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٥٨٨)
٨٤٤٠٩- عن سعيد بن جُبَير -من طريق عطاء- في قوله: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ يعني: وزن أصغر النمل، ﴿خَيْرًا يَرَهُ﴾ يعني: في كتابه، ويسُرُّه ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٨٤-٤٨٥-.]]. (١٥/٥٨٧)
٨٤٤١٠- عن عكرمة مولى ابن عباس، في الآية ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا﴾، قال: هو الكافر، يُعطى كتابه يوم القيامة، فينظر فيه، فيرى فيه كلّ حسنة عملها في الدنيا، فتُردّ عليه حسناته، وذلك قول الله: ﴿وقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنثُورًا﴾ [الفرقان:٢٣]، فأُبلس، واسودّ وجهه، وأمّا المؤمن فإنه يُعطى كتابه بيمنيه يوم القيامة، فيرى فيها كلّ سيئة عملها في دار الدنيا، ثم يُغفَر له، وذلك قول الله: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ [الفرقان:٧٠]، فابيضّ وجهه، واشتد سروره[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩١)
٨٤٤١١- عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق عمرو بن قتادة- في الآية، قال: مَن يعمل مِثقال ذرّة مِن خير مِن كافر يرى ثوابها في الدنيا، في نفسه وأهله وماله وولده، حتى يَخرج من الدنيا وليس عنده خير، ﴿ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ مِن مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده، حتى يَخرج من الدنيا وليس عليه شيء[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٨، وابن جرير ٢٤/٥٦٣-٥٦٤ من طريق عمرو بن قتادة وعمرو بن دينار أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٥٨٨)
٨٤٤١٢- عن قتادة بن دعامة، قال: ذُكر لنا: أنّ رجلًا ذهب مرة يستقرئ، فلما سمع هذه الآية: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ إلى آخرها فقال: حسبي حسبي، إنْ عملتُ مِثقال ذرّة من خير رأيتُه، وإنْ عملتُ مثقال ذرّة من شرّ رأيتُه. قال: وذُكر: أنّ النبيَّ ﷺ كان يقول: «هي الجامعة الفاذّة»[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩٠)
٨٤٤١٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ يقول: مَن يعمل في الدنيا مِثقال ذرّة، يعني: وزن نملة أصغر النمل الأحمر التي لا تكاد نراها مِن صِغَرها، ﴿خيرًا﴾ في التقديم ﴿يَرَهُ﴾ يومئذ؛ يوم القيامة في كتابه أيضًا ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾، ﴿ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ في صحيفته، وذلك أنّ العرب كانوا لا يتصدَّقون بالشيء القليل، وكانوا لا يرون بالذَّنب الصغير بأسًا، فزّهدهم الله ﷿ في الذَّنب الحقير، ورغَّبهم في الصدقة القليلة، فقال: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ في كتابه، والذَّرة: أصغر النمل، وهي النملة الصغيرة، وأيضًا فمَن يعمل في الدنيا مِثقال ذرّة قدر نملة شرًّا يره يوم القيامة في كتابه ... ﴿ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ في صحيفته[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٩١.]]٧٢٦٠. (ز)
﴿فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ ٧ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ ٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٨٤٤١٤- عن صَعْصَعة بن معاوية عمّ الفرزدق[[قال ابن حجر في الإصابة ٣/٤٢٩: «ليس للفرزدق عمّ اسمه صَعْصَعة، وإنما هو عمّ الأحنف بن قيس».]]، أنه أتى النبيَّ ﷺ، فقرأ عليه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فقال: حسبي، لا أبالي أن لا أسمع مِن القرآن غيرها[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (٨٠)، وأحمد ٣٤/٢٠٠-٢٠١ (٢٠٥٩٣-٢٠٥٩٥)، والنسائي في الكبرى (١١٦٩٤)، والطبراني (٧٤١١)، والحاكم ٣/٦١٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١٥/٥٨٩)
٨٤٤١٥- عن زيد بن أسلم: أنّ النبيَّ ﷺ دفع رجلًا إلى رجل يُعَلّمه، فعلّمه حتى بلغ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾، فقال الرجل: حسبي. فقال الرجل: يا رسول الله، أرأيتَ الرجل الذي أمرتني أنْ أعلّمه، لما بلغ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ قال: حسبي. فقال النَّبِيّ ﷺ: «دعْه، فقد فَقِه»[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم مرسلًا.]]. (١٥/٥٩٠)
٨٤٤١٦- عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس، فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن، وأعدلها، وأخوفها، وأرجاها؟ فسكت القوم، فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت؛ سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أعظم آية في القرآن ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [البقرة:٢٥٥]، وأعدل آية في القرآن: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ [النحل:٩٠] إلى آخرها، وأخوف آية في القرآن: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾، وأرجى آية في القرآن: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾ [الزمر:٥٣]»[[أخرجه المستغفري في فضائل القرآن ٢/٧٦١ (١١٥٢)، والجوزقاني في الأباطيل ٢/٣٦٣-٣٦٤ (٧١٢)، وأخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/٦٧٦-، والواحدي في التفسير الوسيط ١/٣٦٥-٣٦٦ (١١٨) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى الشيرازي في الألقاب، والهروي في فضائله. قال الألباني في الضعيفة ١٤/١١٢٤ (٧٠٢٥): «ضعيف»، وصحّح وقفه على ابن مسعود من قوله.]]. (٣/١٧١)
٨٤٤١٧- قال معمر بن راشد: بلغني أنّ عمر بن الخطاب مَرّ به رَكبٌ، فأرسل إليهم يسألهم: مَن هم؟ فقالوا: جِئنا مِن الفجِّ العميق. فقال: أين تريدون؟ قالوا: نؤمّ البيت العتيق. قال: فرجع إليه الرسول، فأخبره، فقال عمر: إنّ لهؤلاء لَنبأ. ثم أرسل إليهم: أي آية في كتاب الله أحكم؟ قالوا: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. قال: فأي آية أعدل؟ قالوا: ﴿إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ والإحْسانِ وإيتاءِ ذِي القُرْبى﴾ [النحل:٩٠]. قال: فأي آية أعظم؟ فقالوا: ﴿اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾ [البقرة:٢٥٥]. قال: فأي آية أرجى؟ قالوا: ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [الزمر:٥٣]. قال: فأي آية أخوف؟ قالوا: ﴿مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ [النساء:١٢٣]. قال: سلهم: أفيهم ابن أُمّ عبد؟ قالوا: نعم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨٨-٣٨٩. وينظر: تفسير الثعلبي ١٠/٢٦٧، وتفسير البغوي ٦/٥٠٣.]]. (ز)
٨٤٤١٨- عن أنس بن مالك: أنّ سائلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ، فأعطاه تمرةً، فقال السائل: نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة! فقال النبيُّ ﷺ: «أما علِمتَ أنّ فيها مثاقيل ذرٍّ كثير»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١١/٣٨٥ (٨٧١١)، من طريق عبد العزيز بن السري، عن صالح المري، عن الحسن، عن أنس بن مالك به. وعزاه السيوطي إلى الزجاجي في أماليه. وسنده ضعيف؛ فيه عبد العزيز بن السري، قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٠٩٧): «مقبول». وفيه صالح بن بشير المري، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٨٤٥): «ضعيف».]]. (١٥/٥٩٤)
٨٤٤١٩- عن أنس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويُجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها»[[أخرجه مسلم ٤/٢١٦٢ (٢٨٠٨)، وابن جرير ٢٤/٥٦٨.]]. (ز)
٨٤٤٢٠- عن سلمان بن عامر أنه قال: يا رسول الله، إنّ أبي كان يَصِل الرَّحِم، ويَفي بالذِّمة، ويُكرم الضيف. قال: «مات قبل الإسلام». قال: نعم. قال: «لن ينفعه ذلك، ولكنها تكون في عَقِبه، فلن تُخْزَوا أبدًا، ولن تُذَلُّوا أبدًا، ولن تَفتقروا أبدًا»[[أخرجه الحاكم ٣/٧٠٦ (٦٥٦٠) بنحوه، من طريق أبي عاصم، عن أبي نعامة عمرو بن عيسى العدوي، عن بشير بن عبد العزيز، عن سلمان بن عامر الضبي به. وأخرجه ابن جرير ٢٤/٥٦٧-٥٦٨، من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبي عاصم، عن أبي نعامة، عن عبد العزيز بن بشير الضبي، عن سلمان بن عامر به. قال الهيثمي في المجمع ١/١١٩ (٤٧٠): «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله مُوثَّقون». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص١١٠: «هذا حديث غريب، أخرجه أبو داود في كتاب القدر المفرد مِن رواية أبي عاصم بهذا الإسناد».]]. (١٥/٥٩٢)
٨٤٤٢١- عن علقمة، أنّ سلمة بن يزيد الجُعْفيّ قال: يا رسول الله، إنّ أُمّنا هلكتْ في الجاهلية، كانت تَصِل الرَّحِم، وتَقْري الضيف، وتفعل وتفعل، فهل ذلك نافعها شيئًا؟ قال: «لا»[[أخرجه أحمد ٢٥/٢٦٨ (١٥٩٢٣)، والنسائي في الكبرى ١٠/٣٢٥ (١١٥٨٥)، وابن جرير ٢٤/٥٦٦-٥٦٧. قال الهيثمي في المجمع ١/١١٨-١١٩ (٤٦٦): «رجاله رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٨/٢١٧ (٧٨١٩): «سند رواته ثقات». وأخرجه ابن عبد البر بإسناده في التمهيد ١٨/١١٩-١٢٠، ثم قال: «ليس لهذا الحديث إسناد أقوى وأحسن من هذا الإسناد».]]. (ز)
٨٤٤٢٢- عن عائشة، قالت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: «لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا: ربِّ، اغفر لي خطيئتي يوم الدين»[[أخرجه مسلم ١/١٩٦ (٢١٤)، وابن جرير ٢٤/٥٦٦.]]. (ز)
٨٤٤٢٣- عن محمد بن كعب القُرَظيّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أحسن من محسن مؤمن أو كافر إلا وقع ثوابه على الله في عاجل دنياه، أو آجل آخرته»[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٦٨ مرسلًا.]]. (ز)
٨٤٤٢٤- عن أبي الدّرداء -من طريق الحسن- قال: لولا ثلاث لأحببتُ أن لا أبقى في الدنيا؛ وضعي وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار تقدِمة أقدّمه لحياتي، وظمأ الهواجر، ومُقاعَدة أقوام ينتَقون الكلام كما تُنتقى الفاكهة، وتمام التقوى أن يتّقي اللهَ تعالى العبدُ حتى يتّقيه في مِثقال ذرّة، حتى أن يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا، حتى يكون حاجزًا بينه وبين الحرام، إنّ الله قد بيّن للناس الذي هو مصيرهم إليه، قال: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فلا تَحقِرنّ شيئًا مِن الشّرّ أن تتَّقيه، ولا شيئًا مِن الخير أن تفعله[[أخرجه أحمد في الزهد (١٣٥) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٥٩٢)
٨٤٤٢٥- عن جعفر بن بُرْقان، قال: بلغنا: أنّ عمر بن الخطاب أتاه مسكين، وفي يده عنقود عنب، فناوله منه حَبّة، ثم قال: فيه مثاقيل ذرٍّ كثيرة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩٣)
٨٤٤٢٦- عن أبي مدينة: أنّ سائلًا سأل عبد الرحمن بن عوف، وبين يديه عنب، فناوله حَبّة، فكأنهم أنكروا ذلك عليه، فقال: في هذه مثاقيل ذرٍّ كثير[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/١١٣.]]. (١٥/٥٩٤)
٨٤٤٢٧- عن عطاء بن فروخ: أنّ سعد بن مالك أتاه سائل، وبين يديه طبق عليه تمر، فأعطاه تمرة، فقَبض السائل يده، فقال سعد: ويحك، يقبل الله مِنّا مِثقال الذّرّة والخردلة، وكأيِّن في هذه من مثاقيل الذّر![[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩٤)
٨٤٤٢٨- عن عائشة -من طريق عمرة- أنّ سائلًا جاءها، فقالت لجاريتها: أطعِميه. فوجدتْ تمرة، فقالت: أعطيه إياها؛ فإنّ فيها مثاقيل ذرٍّ إن تُقبِّلتْ[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٣٤٦٥).]]. (١٥/٥٩٣)
٨٤٤٢٩- عن قتادة بن دعامة، قال: ذُكر لنا أنّ عائشة جاءها سائل، فسأل، فأَمرتْ له بتمرة، فقال لها قائل: يا أم المؤمنين، إنكم تصدَّقون بالتمرة! قالت: نعم، والله، إنّ الخَلق كثير، ولا يُشبعه إلا الله، أوَليس فيها مثاقيل ذرٍّ كثيرة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٥٩٣)
٨٤٤٣٠- عن شدّاد بن أوس، أنه خطب الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: يا أيها الناس، ألا إنّ الدنيا أجل حاضر، يأكل منه البارّ والفاجر، ألا وإنّ الآخرة أجل مستأخر، يقضي فيها مَلِك قادر، ألا وإنّ الخير بحذافيره في الجنة، ألا وإنّ الشّرّ بحذافيره في النار، ألا واعلموا أنه من ﴿يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن سعد.]]. (١٥/٥٩٤)
٨٤٤٣١- عن صَعْصَعة بن صوحان أنه سئل: أي آية في كتاب الله أحكم؟ قال: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٤/٩٨.]]. (ز)
٨٤٤٣٢- عن إبراهيم التيميّ، قال: لقد أدركتُ ستين من أصحاب عبد الله في مسجدنا هذا، أصغرهم الحارثُ بن سُوَيد، وسمعتُه يقرأ: ﴿إذا زُلْزِلَتِ﴾ حتى بلغ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾. قال: فبكى، ثم قال: إنّ هذا إحصاء شديد[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٩/٤٥٧ (٣٦٦٩١)، وابن جرير ٢٤/٥٦٩، وأبو نعيم في الحلية ٤/١٢٧.]]. (١٥/٥٩١)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.