الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ١١٩﴾ - قراءات
٣٣٩٢٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق ابنه أبي عبيدة- قال: لا يصلُحُ الكَذِب في جِدٍّ ولا هَزْل، ولا أن يعِدَ أحدُكم صَبِيَّه شيئًا ثم لا يُنجِزه، اقرءوا إن شئتم: (يَآ أيُّها الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وكُونُواْ مِنَ الصّادِقِينَ). قال: وهي في قراءة ابن مسعود هكذا: (مِنَ الصّادِقِينَ). قال: فهل تجدون لأحدٍ رُخْصَةً في الكذب؟![[أخرجه ابن جرير ١٢/٦٩، ٧٠، وابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦ بهذه القراءة، وأخرجه سعيد بن منصور (١٠٤٧-١٠٥٠- تفسير)، وابن أبي شيبة ٨/٤٠٣، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٧٨٩، ٤٧٩٠) بقراءة الجمهور. وكذا عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وفي رواية عند ابن ابن جرير ١٢/٧٠ مع الشك في أي القراءتين ذكر، لكن عقَّب عليه بقوله: وهو في كتابي: ﴿مع الصادقين﴾. وقراءة (مِنَ الصّادِقِينَ) شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس. انظر: البحر المحيط ٥/١١٤.]]٣٠٧٩. (٧/٥٨٢)
٣٣٩٢٨- عن عبد الله بن عباس أنّه كان يقرأ: ﴿وكُونُوا مع الصادقين﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في المصاحف.]]. (٧/٥٨٣)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ١١٩﴾ - نزول الآية
٣٣٩٢٩- عن كعب بن مالك، قال: فينا نزلت أيضًا: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾[[أخرجه أحمد ٤٥/١٤٨-١٥٦ (٢٧١٧٥)، والترمذي ٥/٣٣٢-٣٣٣ (٣٣٥٩)، وابن حبان ٨/١٥٥-١٦٣ (٣٣٧٠) جميعهم مطولًا. وأصله في الصحيحين، وقد تقدم قريبًا.]]. (٧/٥٨١)
٣٣٩٣٠- عن نافع -من طريق زيد بن أسلم- في قوله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: نزلت في الثلاثة الذين خُلِّفوا[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٧/٥٨١)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ﴾ - تفسير
٣٣٩٣١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعني: صَدَّقوا بتوحيد الله ﷿، ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ولا تَعْصُوه في الهِجرة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٢٠٢.]]. (ز)
٣٣٩٣٢- عن مُقاتِل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، يعني به: مؤمني أهل الكتاب، يأمرهم بالجهاد، وأن يكونوا مع المجاهدين. ويُقال: يعني به: مؤمني أهل مكة الذين تخلَّفوا عن الهجرة. يقول: هاجروا إلى النبيِّ ﷺ، وكونوا مع المهاجرين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦-١٩٠٧.]]. (ز)
﴿وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ١١٩﴾ - تفسير
٣٣٩٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع علي بن أبي طالب[[أخرجه الثعلبي ٥/١٠٩. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٥٨٢)
٣٣٩٣٤- قال عبد الله بن عباس: مع الذين صَدَقت نِيّاتُهم، واستقامت قلوبُهم وأعمالُهم، وخرجوا مع رسول الله ﷺ إلى تبوك بإخلاصِ نِيَّةٍ[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٩، وتفسير البغوي ٤/١٠٩.]]. (ز)
٣٣٩٣٥- عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- في قوله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع محمد ﷺ وأصحابِه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٧/٥٨١)
٣٣٩٣٦- عن سعيد بن جبير -من طريق أبي هاشم الرُّمّانِيِّ- في قوله: ﴿وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع أبى بكر وعمر ﵄[[أخرجه ابن جرير ١٢/٦٨.]]. (٧/٥٨١)
٣٣٩٣٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: أُمِروا أن يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما[[أخرجه ابن جرير ١٢/٦٨، وابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦، وابن عساكر ٣٠/٣١٠، ٣٣٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٨٢)
٣٣٩٣٨- عن الحسن البصري -من طرق خُلَيدِ بنِ دَعْلَجٍ- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: إن أردت أن تكون مع الصادقين فعليك بالزُّهْدِ في الدنيا، والكَفِّ عن أهلِ المِلَّة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٠٧.]]. (ز)
٣٣٩٣٩- عن أبي جعفر [محمد بن علي بن الحسين] -من طريق جابر [الجعفي]- في قوله: ﴿وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع عليِّ بن أبى طالب[[أخرجه ابن عساكر ٤٢/٣٦١.]]. (٧/٥٨٢)
٣٣٩٤٠- عن نافع -من طريق زيد بن أسلم- في قول الله: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع النبيِّ ﷺ وأصحابه[[أخرجه ابن جرير ١٢/٦٧-٦٨، وابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٨١)
٣٣٩٤١- عن قتادة بن دعامة -من طريق شيبان- قوله: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: الصِّدق في النية، والصِّدق في العمل، والصِّدق في الليل والنهار، والصِّدق في السِّرِّ والعَلانِيَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥١١، ٦/١٩٠٧.]]. (ز)
٣٣٩٤٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: كونوا معَ كعب بن مالك، ومُرارة بن ربيعة، وهلال بن أمية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٠٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٨٢)
٣٣٩٤٣- عن مقاتل بن حيّان -من طريق بكير بن معروف- قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، يعني به: مؤمني أهل الكتاب يأمرهم بالجهاد، وأن يكونوا مع المجاهدين. ويُقال: يعني به: مؤمني أهل مكة الذين تخلَّفوا عن الهجرة. يقول: هاجروا إلى النبيِّ ﷺ، وكونوا مع المهاجرين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٠٦-١٩٠٧.]]. (ز)
٣٣٩٤٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- قوله: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾، قال: مع المهاجرين الصّادقين[[أخرجه ابن جرير ١٢/٥٨.]]. (ز)
٣٣٩٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ﴾ في إيمانهم، وقد أخبر عن الصادقين، فقال: ﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ﴾ [الحجرات:١٥][[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٢٠٢.]]. (ز)
﴿وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ١١٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٣٩٤٦- عن أبي بكر الصديق، سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «عليكم بالصِّدق؛ فإنّه يهدي إلى البِرِّ، وهما في الجنة، وإيّاكم والكَذِبَ؛ فإنّه يَهْدي إلى الفجور، وهما في النار، ولا يزال الرجل يصدق حتى يُكتَبَ عند الله صِدِّيقًا، ولا يزال يكذب حتى يُكتب عند الله كذّابًا»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ١/١٠١، والبيهقي في الشعب ٦/٤٣٧ (٤٤٤٩) كلاهما بنحوه. قال ابن عدي: «وهذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد بهذا الإسناد مرفوعًا غريب، لا أعلم يرويه غير عمرو بن ثابت عن إسماعيل، مع زيادة الألفاظ التي في متنه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/١٥٩٧ (٣٥٤٥): «رواه عمرو بن ثابت عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي بكر الصديق. وهذا لم يروه عن إسماعيل بهذا الإسناد مرفوعًا غير عمرو بن ثابت، مع زيادة الألفاظ التي في متنه. وعمرو متروك الحديث».]]. (٧/٥٨٣)
٣٣٩٤٧- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «عليكم بالصِّدق؛ فإنّ الصِّدقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنّ الرجل لَيَصْدُق حتى يُكْتَب عِند الله صِدِّيقًا. وإيّاكم والكَذِبَ؛ فإنّ الكذب يَهْدِي إلى الفجور، وإنّ الفجور يَهْدِي إلى النار، وإنّ الرجل لَيكذب حتى يُكتب عند الله كذّابًا»[[أخرجه البخاري ٨/٢٥ (٦٠٩٤)، ومسلم ٤/٢٠١٣ (٢٦٠٧)، والبغوي في تفسيره ٢/٦٦.]]. (٧/٥٨٣)
٣٣٩٤٨- عن مالك الجُشَمِيِّ، أنّ رسول الله ﷺ قال له: «أرأيتَ لو كان لك عبدان؛ أحدُهما يخونُك ويكذبُك حديثًا، والآخر لا يخونُك ويصدُقُك حديثًا؛ أيُّهما أحبُّ إليك؟». قال: قلتُ: الذي لا يخونني، ويصدقني حديثًا. قال: «كذلك أنتم عند ربِّكم ﷿»[[أخرجه أحمد ٢٨/٤٦٤-٤٦٥ (١٧٢٢٨)، والبيهقي في الشعب ٦/٣٨٥ (٤٣٧٩) واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٣٢ (١٧٧١٩): «رواه الطبراني». وحكم عليها في الموضع الثاني ١٠/٢٣٢ (١٧٧٢٠) بقوله: «ورجال الرواية الأولى ثقات».]]. (٧/٥٨٤)
٣٣٩٤٩- عن الحسن بن علي: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «دَع ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبُك؛ فإنّ الصِّدق طُمَأْنِينَة، وإنّ الكَذِب رِيبَة»[[أخرجه أحمد ٣/٢٤٨-٢٤٩ (١٧٢٣)، ٣/٢٥٢ (١٧٢٧)، والترمذي ٤/٤٩٠-٤٩١ (٢٦٨٧)، والنسائي ٨/٣٢٧ (٥٧١١)، وابن خزيمة ٤/١٠٣ (٢٣٤٨)، وابن حبان ٢/٤٩٨-٤٩٩ (٧٢٢)، والحاكم ٢/١٥ (٢١٦٩)، ٢/١٦ (٢١٧٠)، ٤/١١٠ (٧٠٤٦). قال الترمذي: «هذا حديث صحيح». وقال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد رُوِي بلفظ آخر». وفي الموضع الثاني قال: «شاهِدُه حديثُ أبي أمامة الباهلي». وفي الموضع الثالث قال الذهبي في التلخيص: «سنده قوي». وقال المناوي في التيسير ٢/٧ عن رواية أحمد والترمذي وابن حبان: «إسناد قوي». وقال الألباني في الإرواء ١/٤٤ (١٢): «صحيح». وقد أورد السيوطي عقب الآية ٧/٥٨٣-٥٩١ آثارًا أخرى عديدةً عن فضل الصدق والتحذير من الكذب.]]. (٧/٥٨٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.