﴿وَمَرۡیَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَ ٰنَ ٱلَّتِیۤ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِیهِ مِن رُّوحِنَا﴾ - تفسير
٧٧٧٦٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿فَنَفَخْنا فِيهِ مِن رُوحِنا﴾، قال: في جَيْبها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٠٣، وابن جرير ٢٣/١١٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٥٩٨)
٧٧٧٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أحْصَنَتْ فَرْجَها﴾ عن الفواحش، وإنما ذُكرتْ بأنها أحصنتْ فَرْجها لأنها قُذِفتْ بالزنا، ﴿فَنَفَخْنا فِيهِ﴾ وهي مريم بنت عمران بن ماثان بن عازور بن صاروى بن الردي بن آسال بن عازور بن النّعمان بن أيبون بن روبائيل بن سليتا بن أوباخش وهو ابن لوبانية بن بوشنا بن أيمن بن سلتا بن حِزْقيل بن يونس بن متّى بن إيحان ابن بانومر بن عوريا بن معققا بن أمصيا بن نواسر بن حزالي بن يهورم بن يوسقط بن أسا بن راخيعم بن سليمان بن داود بن أتسي بن عويد بن عمى ناذب بن رام ابن حضرون بن قارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ﵈، ﴿رُوحِنا﴾ يعني: جبريل، وذلك أنّ جبريل ﷺ مدّ مِدْرَعَتها[[دِرْعُ المرأة: قميصها. النهاية (درع).]] بأصبعيه، ثم نفخ في جَيْبها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٩-٣٨٠.]]. (ز)
ابن عطية (٨/٣٤٨) أنه اختُلف في الفَرْج الذي أحصنتْ مريم على قولين: الأول: أنه فَرْج الدّرع الذي كان عليها، وأنها كانت صَيّنة، وأن جبريل ﵇: نفخ فيها الروح من جَيْب الدّرع. ونسبه للجمهور. الثاني: أنه الفَرْج الجارحة. ثم بقوله: «ولفظة ﴿أحصنت﴾ -إذا كان فَرْج الجارحة- متمكنة حقيقة، والإحصان: صَونه، وهي فيه مستعملة، وإذا قدّرنا فرْج الدرع فلفظة ﴿أحصنت﴾ مستعارة من حيث صانته، ومن حيث صار مسلكًا لولدها». ثم قال (٨/٣٤٩): «وقوله تعالى: ﴿فنفخنا﴾ عبارة عن فعل جبريل حقيقة، وإن ذهب ذاهب إلى أنّ النفخ فِعل الله تعالى، فهو عبارة عن خلْقه واختراعه الولد في بطنها، وشبّه ذلك بالنفخ الذي من شأنه أن يسير في الشيء برفقٍ ولطف».
﴿وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَـٰنِتِینَ ١٢﴾ - قراءات
٧٧٧٦٨- قرأ عاصم: ﴿وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وكُتُبِهِ﴾ بالألف، ‹وكِتابِهِ› واحدًا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
‹وكِتابِهِ› قراءة متواترة، قرأ بها العشرة إلا حفص، وأبو عمرو، ويعقوب، فإنهم قرؤوا: ﴿وكُتُبِهِ﴾ مجموعًا. انظر: النشر ٢/٣٨٩، والإتحاف ص٥٤٩.]]. (١٤/٥٩٨)
ابنُ عطية (٨/٣٤٩) أنّ مَن قرأ: ﴿بكلمات﴾ بالجمع فإنه يُقوّي أنه يريد التوراة، ثم قال: «ويحتمل أن يريد أمر عيسى ﵇». أنّ مَن قرأ: ﴿كلمة﴾ بالإفراد فيقوي: أن يريد أمر عيسى ﵇، ويحتمل أن يريد أنه اسم جنس في التوراة.
﴿وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَـٰنِتِینَ ١٢﴾ - تفسير الآية
٧٧٧٦٩- قال الحسن البصري: ‹وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وكِتابِهِ›، يعني: جميع الكتب[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/١٠-.]]. (ز)
٧٧٧٧٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وكانَتْ مِنَ القانِتِينَ﴾، قال: مِن المُطيعين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٠٣، وابن جرير ٢٣/١١٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٥٩٨)
٧٧٧٧١- قال عطاء: ﴿مِنَ القانِتِينَ﴾ أي: من المُصلّين[[تفسير البغوي ٨/١٧٢.]]. (ز)
٧٧٧٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها﴾ يعني: بعيسى أنه نبي الله، ﴿وكُتُبِهِ﴾ يعني: الإنجيل، ﴿وكانَتْ﴾ مريم ﴿مِنَ القانِتِينَ﴾ يعني: من المُطيعين لربّها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٩-٣٨٠.]]. (ز)
٧٧٧٧٣- عن الكرماني -من طريق حفص بن مَيسرة- في قول الله: ﴿وكانَتْ مِنَ القانِتِينَ﴾، قال: ما بين المغرب والعشاء[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٣٥ (٧٢).]]. (ز)
﴿وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَـٰنِتِینَ ١٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٧٧٧٤- عن أبي موسى، قال: قال رسول الله ﷺ: «كَمُل مِن الرجال كثير، ولم يَكمُل من النّساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفَضْل عائشة على النّساء كفضْل الثَّريد على الطعام»[[أخرجه البخاري ٤/١٥٨ (٣٤١١)، ٤/١٦٤ (٣٤٣٣)، ٥/٢٩ (٣٧٦٩)، ٧/٧٥ (٥٤١٨)، ومسلم ٤/١٨٨٦ (٢٤٣١)، وابن جرير ٥/٣٩٥، والثعلبي ٩/٣٥٣.]]. (٣/٥٣٩)
٧٧٧٧٥- عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله ﷺ قال: «حَسْبك مِن نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خُويلِد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون»[[أخرجه أحمد ١٩/٣٨٣ (١٢٣٩١)، والترمذي ٦/٣٩٢-٣٩٣ (٤٢١٦)، وابن حبان ١٥/٤٠١-٤٠٢ (٦٩٥١)، ١٥/٤٦٤ (٧٠٠٣)، والحاكم ٣/١٧١ (٤٧٤٥)، ٣/١٧٢ (٤٧٤٦)، وعبد الرزاق ١/٣٩٤ (٤٠٣)، وابن المنذر ١/١٩٦ (٤٥٠).
قال الترمذي: «هذا حديث صحيح». وقال الحاكم في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال ابن حجر في الفتح ٦/٤٧١: «إسناد صحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/١٣.]]. (٣/٥٣٩)
٧٧٧٧٦- عن سعد بن جُنادة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله زوّجني في الجنة مريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وأُخت موسى»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٦/٥٢ (٥٤٨٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٧٠/١١٨ (١٣٨٣١)، من طريق عبد الله بن ناجية، عن محمد بن سعد العَوفي، عن أبيه، عن عمّه، عن يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة به.
قال الهيثمي في المجمع ٩/٢١٨ (١٥٢٤٧): «فيه من لم أعرفهم». وقال المناوي في التيسير ١/٢٥٤: «في إسناده مَن لا يُعرف». وأورده الألباني في الضعيفة ٢/٢٢٠.]]. (١٤/٥٩٨)
{"ayah":"وَمَرۡیَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَ ٰنَ ٱلَّتِیۤ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِیهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَـٰنِتِینَ"}