الباحث القرآني

﴿فِیهِنَّ قَـٰصِرَ ٰ⁠تُ ٱلطَّرۡفِ﴾ - تفسير

٧٤٤٨٣- عن علي بن حُسين، عن النبيِّ ﷺ، في قوله: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾، قال: «لا يَنظُرْنَ إلّا إلى أزواجهنّ»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٨٤- عن عبد الله بن عباس، ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾، يقول: مِن غير أزواجهنّ[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٨٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي يحيى- قال: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾ قَصَرن طَرْفهنّ عن الرجال؛ فلا يَنظُرن إلا إلى أزواجهنّ[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٣٠، وابن جرير ٢٢/٢٤٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣٣٤- بلفظ: لا يبغين غير أزواجهن.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٨٦- عن الحسن البصري، قال: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾ قاصرات الطّرف على أزواجهنّ، لا يُردْن غيرهم، واللهِ، ما هُنَّ متبرّجاتٍ ولا مُتطلِّعات[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٨٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٦ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فِيهِنَّ﴾ يعني: في هذه الجنان الأربع -في التقديم-: جنة عَدن، وجنة النعيم، وجنة الفِردَوس، وجنة المأوى، ففي هذه الجنان الأربع جنان كثيرة، في الكثرة مثل ورق الشجر ونجوم السماء، يقول: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾ يعني: النساء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠٣.]]٦٣٩٩. (ز)

٦٣٩٩ ذكر ابنُ عطية (٨/١٧٩) أنّ «الضمير في قوله تعالى: ﴿فِيهِنَّ﴾ للفُرُش». ثم نقل احتمالًا آخر فقال: «وقيل: للجنات؛ إذ الجنتان جنات في المعنى».

٧٤٤٨٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ﴾ لا يَنظُرن إلا إلى أزواجهنّ، تقول: وعزّة ربي وجلاله وجماله، إنْ أرى في الجنة شيئًا أحسن منك، فالحمد لله الذي جعلك زوجي، وجعلني زوجك[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٦.]]٦٤٠٠. (ز)

٦٤٠٠ أفادت آثار السلف أنّ قوله: ﴿قاصرات الطرف﴾ أي: على أزواجهنَّ، فلا يُرِدْنَ غيرهم. وقد ذكر ابنُ القيم (٣/٩٩) هذا، وأضاف قولًا آخر، فقال: «وقيل: قَصرن طرف أزواجهنّ عليهن، فلا يدعهم حُسنهنّ وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن». وعلّق عليه بقوله: «وهذا صحيح من جهة المعنى، وأما من جهة اللفظ: فـ﴿قاصرات﴾ صفة مضافة إلى الفاعل الحِسان الوجوه، وأصله: قاصر طرفهن، أي: ليس بطامح مُتعدّ».

﴿لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ ۝٥٦﴾ - تفسير

٧٤٤٩٠- عن عِياض بن غَنْم، أنه سمع رسول الله ﷺ تلا: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾، قال: «لم يُصِبْهُنَّ شمسٌ ولا دُخان، لم يُعَذَّبْنَ في البلايا، ولم يُكْلَمْنَ في الرّزايا، ولم تغيّرهن الأحزان، ناعمات لا يبأسن، وخالدات فلا يمُتن، ومُقيمات فلا يَظعنَّ، لهنّ أخبار يَعجِز عن نعتهنّ الأوهام، والجنة أخضرها كالأصفر، وأصفرها كالأخضر، ليس فيها حَجرٌ ولا مَدرٌ ولا كَدرٌ، ولا عود يابس، أُكُلها دائم، وظِلّها قائم»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٤٦)

٧٤٤٩١- عن علي بن أبي طالب -من طريق رجل- ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾، قال: منذ خَلقهنّ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٧.]]. (ز)

٧٤٤٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾، قال: لم يَدنُ منهنّ، أو لم يُدْمِهنّ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٧، والبيهقي في البعث (٣٧٧). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/١٤٣)

٧٤٤٩٣- عن عبد الله بن عباس، أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾. قال: كذلك نساء الجنة، لم يَدنُ منهن غير أزواجهنّ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ الشاعر وهو يقول: مَشين إليَّ لم يُطْمثن قبلي وهنّ أصحّ من بَيْض النّعام؟[[أخرجه الطستي (٢٥٩).]]. (١٤/١٤٤)

٧٤٤٩٤- عن أبي العالية الرِّياحيّ -من طريق عاصم- أنه قال له: امرأة طامث. قال: ما طامث؟ فقال رجلٌ: حائض. فقال أبو العالية: حائض؟! أليس يقول الله ﷿: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٧-٢٤٨.]]. (ز)

٧٤٤٩٥- عن سعيد بن جُبَير، قال: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ لم يَطأهنّ[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٣١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١٤٤)

٧٤٤٩٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾، قال: لم يَمسّهن[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/١٤٤)

٧٤٤٩٧- عن مجاهد بن جبر -من عثمان بن الأسود- قال: إذا جامع الرجلُ أهلَه ولم يُسَمِّ، انطوى الجانُّ على إحليله، فجامع معه، فذلك قوله: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٨، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/٣٨٤.]]. (١٤/١٤٥)

٧٤٤٩٨- عن عامر الشعبي، ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾، قال: هنّ مِن نساء أهل الدنيا، خَلقهنّ اللهُ في الخلْق الآخر، كما قال: ﴿إنّا أنْشَأْناهُنَّ إنْشاءً * فَجَعَلْناهُنَّ أبْكارًا﴾ [الواقعة:٣٥-٣٦] لم يَطْمثهن حين عُدْنَ في الخلْق الآخر إنس قبلهم ولا جان[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٤/١٤٥)

٧٤٤٩٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مُغيرة- قال: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾لم يُجامعهنّ[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/١٤٤)

٧٤٥٠٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مُغيرة- قال: لا تقُلِ المرأة: إني طامث؛ فإن الطّمث هو الجماع، وإنّ الله -جل ثناؤه- يقول: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٧ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/١٤٤)

٧٤٥٠١- عن أرطاة بن المنذر، قال: تَذاكرنا عند ضمرة بن حبيب: أيدخل الجنُّ الجنةَ؟ قال: نعم؛ وتصديق ذلك في كتاب الله: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾ للجنّ الجنّيات، وللإنس الإنسيّات[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٤٨ بنحوه، وأبو الشيخ في العظمة (١١٦٢). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٦٤٠١. (١٤/١٤٥)

٦٤٠١ اختلف السلف في قوله: ﴿لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان﴾ على قولين: الأول: أنّ الجنّ قد تجامع نساء البشر مع أزواجهن، إذا لم يذكر الزوج الله تعالى. الثاني: أنّ الجنّ لهم قاصرات الطرف من الجنّ نوعهم. ووجَّه ابنُ عطية (٨/١٧٩) القول الأول بقوله: «فتكون الآية على هذا نافية لجميع المجامعات». ووجَّه القول الثاني بقوله: «فنفى في هذه الآية الافتضاض عن البشريّات والجنِّيّات». ثم بيّن احتمال الآية وجهًا آخر، فقال: «ويحتمل اللفظ أن يكون مبالغة وتأكيدًا، كأنه قال: لم يطمثهنّ شيء. أراد العموم التام، لكنه صرح من ذلك بالذي يعقل منه أن يَطمث». ولم يذكر ابنُ جرير (٢٢/٢٤٧-٢٤٨) في معناه غير ما ورد في قول أرطاة وما في معناه.

٧٤٥٠٢- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- ﴿لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان﴾، قال: لم يضاجعهم إنسٌ قبلهم، ولا جانٌّ[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص١١٤.]]. (ز)

٧٤٥٠٣- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ هنّ مِن نساء الدنيا، لم يُمْسَسْنَ منذ أُنشِئن خلقًا[[تفسير البغوي ٧/٤٥٤.]]. (ز)

٧٤٥٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾ لأنهنّ خُلِقن في الجنة مع شجر الجنة، يعني: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ﴾ إنس قبل أهل الجنة، ﴿ولا جانٌّ﴾ يعني: جنّ،... ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ لم يُدميهنّ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠٣-٢٠٤.]]٦٤٠٢. (ز)

٦٤٠٢ للسلف في الموصوف بهذه الصفات قولان: الأول: أنهن الحور العين اللواتي أُنشئن في الجنة. الثاني: أنهن من نساء الدنيا. وقد ذكر ابنُ القيم (٣/١٠٠-١٠١) القولين، ثم رجّح -مستندًا إلى ظاهر القرآن، وإلى السياق- الأول، فقال: «ظاهر القرآن أنّ هؤلاء النسوة لسنَ من نساء الدنيا، وإنما هنّ من الحُور حور العين. وأما نساء الدنيا فقد طَمثهن الإنس، ونساء الجنّ قد طَمثهن الجنّ، والآية تدل على ذلك. ويدل على أنهن الحور اللاتي خُلقن في الجنة أنه سبحانه جعلهنّ مما أعده الله في الجنة لأهلها مِن الفاكهة والثمار والأنهار والملابس وغيرها، ويدل عليه أيضًا الآية التي بعدها، وهي قوله تعالى: ﴿حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الخِيامِ﴾، ثم قال: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنس قَبْلَهُمْ ولا جانٌّ﴾».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب