الباحث القرآني
﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ ٣١﴾ - قراءات
٧٠٩٧٨- عن عاصم، أنّه قرأ: ‹ولَيَبْلُوَنَّكُمْ› بالياء، ‹حَتّى يَعْلَمَ› بالياء، ‹ويَبْلُوَ› بالياء ونصب الواو[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة متواترة، قرأ بها أبو بكر عن عاصم، وقرأ بقية العشرة: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ﴾ ﴿ونَبْلُوا﴾ بالنون في الثلاثة. انظر: النشر ٢/٣٧٥، والإتحاف ص٥٠٨.]]٦٠٣٣. (١٣/٤٥٠)
﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ ٣١﴾ - تفسير الآية
٧٠٩٧٩- عن النّزال بن سَبرة، قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين، إنّ هاهنا قومًا يقولون: إنّ الله لا يعلم ما يكون حتى يكون. فقال: ثَكلتْهم أمهاتهم، مِن أين قالوا هذا؟ قيل: يتأوّلون القرآن في قوله تعالى: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ ونَبْلُوَ أخْبارَكُمْ﴾. فقال علي: مَن لم يعلم هَلك. ثم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: أيها الناس، تعلَّموا العلم، واعملوا به، وعلِّموه، ومَن أشكل عليه شيء مِن كتاب الله ﷿ فليسألني، إنّه بلغني أنّ قومًا يقولون: إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون؛ لقوله: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ﴾ الآية، وإنما قوله: ﴿حَتّى نَعْلَمَ﴾ يقول: حتى نرى مَن كَتبتُ عليه الجهاد والصبر إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيتُ عليه به[[أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ١/٤٦٥.]]. (ز)
٧٠٩٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: ﴿حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ﴾، وقوله: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ﴾ [البقرة:١٥٥]، ونحو هذا، قال: أخبر الله سبحانه المؤمنين أنّ الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر، وبشّرهم، فقال: ﴿وبِشِّرِ الصّابِرِينَ﴾ [البقرة:١٥٥]، ثم أخبرهم أنه هكذا فعل بأنبيائه، وصفوته؛ لتطيب أنفسهم، فقال: ﴿مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا﴾ [البقرة:٢١٤]، فالبأساء: الفقر، والضّراء: السّقم، وزلزلوا بالفتن وأذى الناس إياهم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٤.]]. (ز)
٧٠٩٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ بالقتال، يعني: لنبتلينكم -معشر المسلمين- بالقتال ﴿حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ﴾ يعني: كي نرى مَن يجاهد منكم ومَن يصبر ﴿والصّابِرِينَ﴾ على أمر الله، ﴿ونَبْلُوا أخْبارَكُمْ﴾ يعني: ونختبر أعمالكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٥٠.]]. (ز)
٧٠٩٨٢- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ﴾، قال: نختبركم، البلوى: الاختبار. وقرأ: ﴿الم أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ قال: لا يُختبرون، ﴿ولَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ الآية [العنكبوت:٢-٣][[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٤.]]. (ز)
﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ ٣١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٠٩٨٣- عن مجاهد بن جبر: أنه تلا هذه الآية: ﴿لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ﴾ الآية، فقال: اللهم، عافِنا، واستُرنا، ولا تبْلو أخبارنا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٤٥٠)
٧٠٩٨٤- عن إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعتُ الفُضَيل بن عياض وهو يقول: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ ونَبْلُوَ أخْبارَكُمْ﴾، قال: فجعل يُرَدِّد هذه الآية، وهو يقول: إنّك إن بَلَوْتَ أخبارنا هتكْتَ أستارنا، إنّك إنْ بَلوْتَ أخبارنا فضَحْتنا[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ١٨/١٢٠-١٢١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.