الباحث القرآني
﴿مَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِی حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ ٢٠﴾ - نزول الآية
٦٨٩٣١- عن أنس بن مالك: ﴿ومَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنها وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ﴾، قال: نزلت في اليهود[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/١٤٢)
﴿مَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِی حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ ٢٠﴾ - تفسير الآية
٦٨٩٣٢- عن أبي هريرة، قال: تلا رسول الله ﷺ: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ﴾ الآية، ثم قال: «يقول الله: ابنَ آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غِنًى وأسُدَّ فقرك، وإلّا تفعل ملأتُ صدرك شُغُلًا ولم أسُدَّ فقرك»[[أخرجه أحمد ١٤/٣٢١ (٨٦٩٦)، وابن ماجه ٥/٢٢٨ (٤١٠٧)، والترمذي ٤/٤٥٦ (٢٦٣٤)، وابن حبان ٢/١١٩ (٣٩٣)، والحاكم ٢/٤٨١ (٣٦٥٧) واللفظ له، من طريق عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد، عن أبي هريرة به. قال الترمذي: «حديث حسن غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص. وأورده الألباني في الصحيحة ٣/٣٤٦ (١٣٥٩).]]. (١٣/١٤٢)
٦٨٩٣٣- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ﴾ قال: عيش الآخرة ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ومَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنها﴾ الآية، قال: مَن يُؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبًا في الآخرة إلا النار، ولم يزدد بذلك مِن الدنيا شيئًا، إلا رِزقًا قد فُرِغ منه وقُسِم له[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/١٤١)
٦٨٩٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ إلى ﴿وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ﴾، قال: يقول: مَن كان إنما يعمل للدنيا نؤته منها[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤٩١.]]. (ز)
٦٨٩٣٥- قال الحسن البصري: ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حرثه﴾ وهو تضعيف الحسنات[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٦٦-.]]. (ز)
٦٨٩٣٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ﴾ قال: مَن كان يريد عيش الآخرة ﴿نزد له في حرثه ومَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنها وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ﴾ قال: مَن يُؤثر دنياه على آخرته لم يجعل اللهُ له نصيبًا في الآخرة إلا النار، ولم يزدد بذلك مِن الدنيا شيئًا، إلا رزقًا قد فُرِغ منه وقُسم له[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤٩١ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد حميد.]]. (١٣/١٤٢)
٦٨٩٣٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق عصيفير- قال: إنّ الله -جلّ جلاله- لَيُعطي على نية الآخرة ما شاء مِن أمر الدنيا، ولا يعطي على نية الدنيا إلا الدنيا. ثم قرأ: ﴿من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب﴾[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٠١.]]. (ز)
٦٨٩٣٨- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ قال: مَن كان يريد عمل الآخرة نزد له في عمله، ومَن كان يريد عمل الدنيا نؤته منها، ﴿وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ﴾ قال: للكافر عذاب أليم[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤٩٢.]]. (ز)
٦٨٩٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ﴾ بعمله الحسن ﴿حَرْثَ الآخِرَةِ﴾ يقول: مَن كان من الأبرار يريد بعمله الحسن ثواب الآخرة ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ يعني: بلالًا وأصحابه، حتى يضاعف له في حرثه، يقول: في عمله، ﴿ومَن كانَ﴾ من الفُجّار ﴿يُرِيدُ﴾ بعمله ﴿حَرْثَ الدُّنْيا﴾ يعني: ثواب الدنيا ﴿نُؤْتِهِ مِنها وما لَهُ فِي الآخِرَةِ﴾ يعني: الجنة، لهؤلاء الثلاثة ﴿مِن نَصِيبٍ﴾ يعني: مِن حظّ ...[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٦٨.]]. (ز)
٦٨٩٤٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ قال: مَن كان يريد الآخرة وعملها نزد له في عمله، ﴿ومَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنها﴾ إلى آخر الآية، قال: مَن أراد الدنيا وعملها آتيناه منها، ولم نجعل له في الآخرة من نصيب. الحرث: العمل. مَن عمل للآخرة أعطاه الله، ومَن عمل للدنيا أعطاه الله[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤٩٢.]]٥٧٩٩. (ز)
﴿مَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِی حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ ٢٠﴾ - النسخ في الآية
٦٨٩٤١- قال مقاتل بن سليمان: ... ثم نَسختْها: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ العاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَن نُرِيدُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٦٨.]]٥٨٠٠. (ز)
﴿مَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِی حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ ٢٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٨٩٤٢- عن أُبي بن كعب، أنّ رسول الله ﷺ قال: «بشِّر هذه الأمة بالسَّنا، والرّفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فمَن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب»[[أخرجه أحمد ٣٥/١٤٤-١٤٥ (٢١٢٢٠)، وابن حبان ٢/١٣٢ (٤٠٥)، والحاكم ٤/٣٤٦ (٧٨٦٢)، من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٢٠: «رجال أحمد رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٧/٣٤٨: «رواته ثقات».]]. (١٣/١٤٢)
٦٨٩٤٣- عن عبد الله بن عمر مرفوعًا: «من جعل الهمّ همًّا واحدًا كفاه الله همّ دنياه، ومَن تشعّبته الهموم لم يُبالِ اللهُ في أيِّ أودية الدنيا هلك»[[أخرجه الحاكم ٢/٤٨١ (٣٦٥٨)، ٤/٣٦٤ (٧٩٣٤)، من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص.]]. (١٣/١٤٣)
٦٨٩٤٤- عن عمر بن الخطاب -من طريق أبي سنان الشيباني- قال: العمال على أربعة وجوه: عاملٌ صالح في سبيل هُدىً يريد به دنيا، فليس له في الآخرة شيء، ذلك بأنّ تعالى قال: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها نُوَفِّ إلَيْهِمْ أعْمالَهُمْ فِيها﴾ الآية. وعامل الرياء ليس له ثواب في الدّنيا ولا في الآخرة إلّا الويل. وعاملٌ صالح في سبيل هُدًى يبتغي به وجه الله والدار الآخرة، فله الجنّة في الآخرة، مع ما يعان به في الدّنيا. وعاملُ خطأ وذنوب، ثوابه عقوبة الله، إلّا أن يعفو فإنّه أهل التَّقْوى وأهل المغفرة[[أخرجه الثعلبي ٨/٣٠٩.]]. (ز)
٦٨٩٤٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق يحيى بن يعمر- قال: الحرْث حرثان: فحرْث الدنيا المال والبنون، وحرْث الآخرة الباقيات الصالحات[[أخرجه ابن عساكر ٤٢/٥٠٢-٥٠٣. وعزاه السيوطي إلى ابن الدنيا.]]. (١٣/١٤٣)
٦٨٩٤٦- عن زِرّ بن حُبَيش، قال: قرأتُ القرآن مِن أوله إلى آخره على علي بن أبي طالب، فلما بلغتُ الحواميم قال لي: قد بلغتَ عرائس القرآن. فلما بلغتُ رأس اثنتين وعشرين آية من «حم عسق» بكى، ثم قال: اللهم، إنِّي أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بِرّ، والسلامة من كل إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. ثم قال: يا زِرّ، إذا ختمتَ فادعُ بهذه؛ فإن رسول الله ﷺ أمرني أن أدعو بهنَّ عند ختْم القرآن[[عزاه السيوطي إلى ابن النجار في تاريخه.]]. (١٣/١٤٣)
٦٨٩٤٧- عن مُرّة، قال: ذُكِر عند عبد الله بن مسعود قومٌ قُتِلوا في سبيل الله، فقال: إنّه ليس على ما تذهبون وترون، إنّه إذا التقى الزَّحفان نزلت الملائكة، فكتبَت الناس على منازلهم: فلان يقاتل للدنيا، وفلان يقاتل للمُلك، وفلان يقاتل للذِّكر، ونحو هذا، وفلان يقاتل يريد وجه الله. فمَن قُتل يريد وجه الله فذلك في الجنة[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٤٢)، وفي الجهاد (٩).]]. (١٣/١٤٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.