الباحث القرآني
﴿إِنَّا جَعَلۡنَا فِیۤ أَعۡنَـٰقِهِمۡ أَغۡلَـٰلࣰا فَهِیَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ ٨ وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ سَدࣰّا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدࣰّا فَأَغۡشَیۡنَـٰهُمۡ فَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ ٩﴾ - نزول الآيات، وتفسيرها
٦٤٣٢٨- عن ابن عباس= (ز)
٦٤٣٢٩- وعليّ= (ز)
٦٤٣٣٠- وعائشة بنت أبي بكر= (ز)
٦٤٣٣١- وعائشة بنت قدامة= (ز)
٦٤٣٣٢- وسُراقة بن جُعْشُم، دخل حديثُ بعضِهم في بعض، قالوا: خرج رسولُ الله ﷺ والقومُ جلوسٌ على بابه، فأخذ حَفْنَةً مِن البطحاء، فجعل يَذُرُّها على رءوسهم، ويتلو: ﴿يس، والقرآن الحكيم﴾ الآيات. ومضى، فقال لهم قائلٌ: ما تَنتَظِرون؟ قالوا: محمدًا. قال: قد -واللهِ- مرَّ بكم. قالوا: واللهِ، ما أبصَرْناه. وقاموا يَنفُضون الترابَ عن رءوسهم، وخرج رسولُ الله ﷺ وأبو بكر إلى غار ثور، فدخلاه، وضرَبَتِ العنكبوتُ على بابه بعِشاشٍ بعضُها على بعض، وطلَبَته قريشٌ أشدَّ الطلبِ حتى انتهت إلى باب الغار، فقال بعضهم: إنّ عليه لَعنكبوتًا قبلَ ميلاد محمدٍ. فانصرفوا[[أخرجه ابن سعد مطولًا ١/٢٢٧-٢٢٨.]]. (٧/٣٦٥)
٦٤٣٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾:... وذلك أنّ ناسًا من بني مخزوم تواطؤوا بالنبي ﷺ ليقتلوه، منهم: أبو جهل، والوليد بن المغيرة، فبينا النبيُّ ﷺ قائمٌ يُصَلِّي سمعوا قراءته، فأرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم، فأعلمهم ذلك، فأتَوه، فلما انتهوا إلى المكان الذي هو يُصَلِّي فيه سمعوا قراءته، فيذهبون إلى الصوت، فإذا الصوت مِن خلفهم، فيذهبون إليه فيسمعونه أيضًا مِن خلفهم، فانصرفوا، ولم يجدوا إليه سبيلًا؛ فذلك قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ الآية[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/١٩٦-١٩٧ من طريق السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف جدًّا، وقد قال عنه ابن حجر في العجاب ١/٢٦٣: «سلسلة الكذب».]]. (١٢/٣٢٣)
٦٤٣٣٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾، قال: اجتمعت قريشٌ بباب النبي ﷺ ينتظرون خروجَه لِيُؤذوه، فشَقَّ ذلك عليه، فأتاه جبريل بسورة يس، وأمره بالخروج عليهم، فأخذ كفًّا مِن تراب، وخرج وهو يقرؤها، ويَذُرُّ التراب على رؤوسهم، فما رأوه حتى جاز، فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب، وجاء بعضُهم فقال: ما يُجلِسكم؟ قالوا: ننتظر محمدًا. فقال: لقد رأيته داخلًا المسجد. قال: قوموا، فقد سحركم[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٢/٣٢٦)
٦٤٣٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: اجتمعت قريشٌ عند باب رسول الله ﷺ -قال إسحاق: يعني: حين أراد الخروج إلى المدينة للهجرة-، فخرج عليهم، فأخذ اللهُ أبصارَهم دونه، فأخذ قبضةً مِن التراب فجعل يحثيها على رؤوسهم، ويقرأ: ﴿يس والقرآن الحكيم﴾، فمر بهم رجل يدري ما يصنعُ رسولُ الله ﷺ، فقال: ما يُقعِدُكم؟ قالوا: ننتظر محمدًا لنأخذه. فقال: خيَّبكم اللهُ، أما رأيتم محمدًا وما يصنع بكم؟! واللهِ، لقد خرج عليكم، فما ترك رجلًا منكم إلا وضع في رأسه ترابًا. فجعلوا ينفضون عن رؤوسهم التراب[[أخرجه إسحاق البستي ص١٧٩ عن محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم، عن مجاهد به. فيه شيخ ابن إسحاق مجهول.]]. (ز)
٦٤٣٣٦- عن مجاهد بن جبر، قال: اجتمعت قريشٌ، فبعثوا عُتبة بن ربيعة، فقالوا: ائْتِ هذا الرجل، فقل له: إنّ قومك يقولون: إنّك جئتَ بأمر عظيم، ولم يكن عليه آباؤنا، ولا يتَّبعك عليه أحدٌ مِنّا، وإنّك إنّما صنعتَ هذا أنّك ذو حاجة، فإن كنتَ تريد المال فإنّ قومك سيجمعون لك ويعطونك، فدع ما ترى، وعليك بما كان عليه آباؤك. فانطلق إليه عتبة، فقال له الذي أمروه، فلما فرغ من قوله وسكتْ قال رسول الله ﷺ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فقرأ عليه من أولها حتى بلغ: ﴿فَإنْ أعْرَضُوا فَقُلْ أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ﴾ [فصلت:١-١٣]. فرجع عتبةُ، فأخبرهم الخبر، وقال: لقد كلَّمني بكلامٍ ما هو بشعر، ولا بسحر، وإنه لكلام عجيب، ما هو بكلام الناس. فوقعوا فيه، وقالوا: نذهب إليه بأجمعنا. فلمّا أرادوا ذلك طلع عليهم رسول الله ﷺ، فعمد لهم حتى قام على رءوسهم، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ﴾ حتى بلغ: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا﴾. فضرب اللهُ بأيديهم على أعناقهم، فجعل مِن بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا، فأخذ ترابًا، فجعله على رءوسهم، ثم انصرف عنهم، ولا يدرون ما صَنع بهم، فلمّا انصرف عنهم رأوا الذي صَنع بهم، فعجبوا، وقالوا: ما رأينا أحدًا قط أسحر منه! انظروا ما صَنع بنا![[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٣٢٦)
٦٤٣٣٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمارة- قال: قال أبو جهل: لَئِن رأيتُ محمدًا لأفعلنَّ ولأفعلنَّ. فنَزلت: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا﴾ إلى قوله: ﴿لا يُبْصِرُونَ﴾. فكانوا يقولون: هذا محمد. فيقول: أين هو، أين هو؟ لا يُبْصِره[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٠٦.]]٥٣٩٦. (١٢/٣٢٢)
٦٤٣٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: كان ناسٌ مِن المشركين مِن قريش يقول بعضهم: لو قد رأيتُ محمدًا لفعلتُ به كذا وكذا. فأتاهم النبيُّ ﷺ وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم، فقرأ: ﴿يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ﴾ حتى بلغ: ﴿لا يُبْصِرُونَ﴾. ثم أخذ ترابًا، فجعل يذُرُّه على رؤوسهم، فما يرفع رجلٌ منهم إليه طَرْفه، ولا يتكلم كلمة، ثم جاوز النبيُّ ﷺ، فجعلوا ينفضون التراب عن رءوسهم ولحاهم: واللهِ، ما سمعنا، واللهِ، ما أبصرنا، واللهِ، ما عقلنا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/٣٢٧)
٦٤٣٣٩- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق يزيد بن أبي زياد- قال: اجتمع قريش -وفيهم أبو جهل- على باب النبيِّ ﷺ، فقالوا على بابه: إنّ محمدًا يزعم أنّكم إن بايعتموه على أمرِه كنتم ملوكَ العرب والعجم، ثم بُعِثتُم مِن بعد موتكم لكم جنانٌ كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذَبْح، ثم بُعِثتُم من بعد موتكم فجُعِلَت لكم نارٌ تُحرَقون فيها! فخرج رسول الله ﷺ، وأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال: «نعم، أنا أقول ذلك، وأنتَ أحدهم». وأخذ اللهُ على أبصارهم فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك الترابَ على رءوسهم، وهو يتلو هذه الآيات: ﴿يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ﴾ إلى قوله: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾. حتى فرغ رسول الله ﷺ مِن هؤلاء الآيات، فلم يبق رجلٌ إلا وضع على رأسه ترابًا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آتٍ مِمَّن لم يكن معهم، فقال: ما ينتظر هؤلاء؟ قالوا: محمدًا. قال: خيَّبكم الله! قد خرج -واللهِ- عليكم محمدٌ، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، فما ترون ما بكم؟! فوضع كلُّ رجلٍ منهم يدَه على رأسه، وإذا عليه تراب، فقالوا: لقد كان صَدَقَنا الذي حدَّثنا[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٤٨٣-، وأبو نعيم في الدلائل (١٥٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/ ٣٢٣)
٦٤٣٤٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ وذلك أنّ أبا جهل بن هشام حلف: لَئِن رأى النبيَّ ﷺ ليدمَغنَّه. فأتاه أبو جهل وهو يصلي، ومعه الحَجر، فرفع الحَجر ليدمغ النبيَّ ﷺ، فيَبِسَتْ يدُه، والتصق الحجرُ بيده، فلما رجع إلى أصحابه خلَّصوا يده، فسألوه، فأخبرهم بأمر الحجر، فقال رجل آخر من بني المغيرة المخزومي: أنا أقتله. فأخذ الحجر، فلما دنا مِن النبي ﷺ طمس الله ﷿ على بصره، فلم يرَ النبيَّ ﷺ، وسمع قراءته، فرجع إلى أصحابه، فلم يُبْصِرهم حتى نادوه، فذلك قوله ﷿: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ حين لم يرَ أصحابَه، فسألوه: ما صنعتَ؟ فقال: لقد سمعتُ قراءتَه وما رأيتُه. فأنزل الله ﷿ في أبي جهل: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾. وأنزل الله ﷿ في الرجل الآخر: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ يعني: ظُلمة، فلم ير النبي ﷺ ﴿ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ فلم ير أصحابه، وكان معهم الوليد بن المغيرة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٧٣-٥٧٤.]]. (ز)
﴿إِنَّا جَعَلۡنَا فِیۤ أَعۡنَـٰقِهِمۡ أَغۡلَـٰلࣰا فَهِیَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ﴾ - قراءات
٦٤٣٤١- عن عبد الله بن عباس، أنّه قرأ: (إنّا جَعَلْنا فِي أيْمانِهِمْ أغْلالًا)[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن مسعود، وأُبي. انظر: المحرر الوجيز ٤/٤٤٧، والجامع لأحكام القرآن ١٧/٤١٣.]]. (١٢/٣٢٤)
٦٤٣٤٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: في بعض القراءات: (إنّا جَعَلْنا فِي أيْمانِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ)[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٩، وابن جرير ١٩/٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٥)
﴿إِنَّا جَعَلۡنَا فِیۤ أَعۡنَـٰقِهِمۡ أَغۡلَـٰلࣰا فَهِیَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ﴾ - تفسير الآية
٦٤٣٤٣- عن عبد الله بن عباس، قال: الأغلال: ما بين الصدر إلى الذقن[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٤)
٦٤٣٤٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾، قال: هو كقول الله: ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ﴾ [الإسراء:٢٩]، يعني بذلك: أنّ أيديهم مُوثَّقة إلى أعناقهم، لا يستطيعون أن يبسطوها بخير[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٠٤.]]. (ز)
٦٤٣٤٥- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا﴾، قال: البُخل، أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله[[أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (٣٦٢).]]. (١٢/٣٢٥)
٦٤٣٤٦- عن الحسن البصري -من طريق عمرو- قال: ﴿فَهِيَ إلى الأَذْقانِ﴾ مغلولة عن الخير[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٨٠١.]]. (ز)
٦٤٣٤٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا﴾، قال: مغلولون عن كل خير[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٩، وابن جرير ١٩/٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٥)
٦٤٣٤٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿الأَذْقانِ﴾: الوجوه، أي: قد غُلَّتْ يده، فهي عند وجهه[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٨٠١.]]. (ز)
٦٤٣٤٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ﴾ يعني بالأذقان: الحنَك فوق الغَلْصَمَة[[الغَلْصَمَة: اللحم بين الرأس والعُنُق، أو العُجْرَة على ملتقى اللَّهاةِ والمريء، أو رأس الحلقوم، أو أصل اللسان. القاموس (الغَلْصَمَة).]]، يقول: رددنا أيديهم في أعناقهم، ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ يعني: أن يجمع يديه إلى عنقه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٧٣-٥٧٤.]]٥٣٩٧. (ز)
﴿فَهُم مُّقۡمَحُونَ ٨﴾ - تفسير
٦٤٣٥٠- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ كما تُقْمَحُ الدابة باللِّجام[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٤)
٦٤٣٥١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿مُقْمَحُونَ﴾، قال: مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن[[أخرج يحيى بن سلام ٢/٨٠٠ نحوه مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٤)
٦٤٣٥٢- عن عبد الله بن عباس، أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿مُقْمَحُونَ﴾. قال: المُقْمَحُ: الشامخ بأنفه، المُنَكَّسُ برأسه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر: ونحن على جوانبها قعودٌ نَغُضُّ الطَّرْف كالإبل القِماح[[أخرجه الطستيُّ – كما في الإتقان ٢/٩٥.]]. (١٢/٣٢٥)
٦٤٣٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾، قال: رافعو رؤوسهم، وأيديهم موضوعةٌ على أفواههم[[تفسير مجاهد (٥٥٩)، وأخرجه يحيى بن سلام ٢/٨٠١ من طريق ابن مجاهد، وابن جرير ١٩/٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]٥٣٩٨. (١٢/٣٢٥)
٦٤٣٥٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قال: ﴿مقمحون﴾ رافعي أذقانهم، فأيديهم في أفواههم مرفوعة[[أخرجه إسحاق البستي ص١٧٩.]]. (ز)
٦٤٣٥٥- عن الحسن البصري: ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾، المُقْمح: الطامِحُ ببصره، الذي لا يُبْصِرُ مَوْطِئ قدمِه، أي: حيث يطأ، أي: لا يُبْصِرُ الهدى[[علقه يحيى بن سلام ٢/٨٠١.]]. (ز)
٦٤٣٥٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾، قال: مُغلَّلون[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٩-١٤٠.]]. (ز)
٦٤٣٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾، يعني: أن يجمع يديه إلى عنقه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٧٣-٥٧٤.]]. (ز)
٦٤٣٥٨- عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: ﴿فهم مقمحون﴾: الإبل إذا شَرِبَتْ رفعت رؤوسها[[أخرجه إسحاق البستي ص١٨٠.]]. (ز)
٦٤٣٥٩- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ فهم فيما يدعوهم إليه مِن الهدى بمنزلة الذي في عُنقه الغُلّ، فهو لا يستطيع أن يبسط يده، لا يقبلون الهدى[[علقه يحيى بن سلام ٢/٨٠٠.]]٥٣٩٩. (ز)
﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ سَدࣰّا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدࣰّا﴾ - قراءات
٦٤٣٦٠- عن إبراهيم النخعي، أنّه كان يقرأ: ﴿مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ بنصب السين[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة متواترة، قرأ بها حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وقرأ بقية العشرة: ‹سُدًّا› بضم السين. انظر: النشر ٢/٣١٥، والإتحاف ص٤٦٥.]]. (١٢/ ٣٢٩)
٦٤٣٦١- عن الحسن البصري= (ز)
٦٤٣٦٢- وأبي عمرو= (ز)
٦٤٣٦٣- والأعرج -من طريق هارون-: ‹وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سُدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سُدًّا›، وكذلك قال عكرمة: ما كان من صنع الله فهو سُدّ[[أخرجه إسحاق البستي ص١٨٠.]]. (ز)
٦٤٣٦٤- عن عاصم، أنه قرأ: ‹مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سُدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سُدًّا› برفع السين فيهما[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٥٤٠٠. (١٢/٣٢٦)
﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ سَدࣰّا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدࣰّا﴾ - تفسير الآية
٦٤٣٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾ قال: كفار قريش، غطاء، ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ﴾ يقول: ألبسنا أبصارهم[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٢/١٩٦-١٩٧.]]. (١٢/٣٢٣)
٦٤٣٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾، قال: عن الحق، فهم يَتَرَدَّدون[[تفسير مجاهد (٥٥٩)، وأخرجه ابن جرير ١٩/٤٠٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/ ٣٢٨)
٦٤٣٦٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿وجعلها من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا﴾: عن الحق سُدّت أبصارُهم، فلا يُبْصِرون الحقَّ مِن بين أيديهم ومن خلفهم، فهم يَتَرَدَّدون[[أخرجه إسحاق البستي ص١٨٠.]]. (ز)
٦٤٣٦٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: ﴿مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾، قال: ما صنع الله فهو سُدٌّ، وما صنع ابنُ آدم فهو سَدٌّ[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٨٠١. وينظر في ذلك: كلام ابن جرير ١٩/٤٠٥.]]٥٤٠١. (ز)
٦٤٣٦٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾، قال: ضلالات به[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٤٠ من طريق معمر، وابن جرير ١٩/٤٠٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٨)
٦٤٣٧٠- عن إسماعيل السُّدِّي، قال: ائْتَمَر ناسٌ مِن قريش بالنبي ﷺ لِيَسْطُوا عليه، فجاءوا يريدون ذلك، فجعل الله ﴿مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾ قال: ظُلمة، ﴿ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ قال: ظُلمة، ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ قال: فلم يُبصِروا النبيَّ ﷺ[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٧)
٦٤٣٧١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾ حين لم يروا النبيَّ ﷺ، ﴿ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ حين لم يرَ أصحابَه [يعني: أبا جهل]، وأنزل الله ﷿ في الرجل الآخر: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ يعني: ظُلمة، فلم ير النبي ﷺ، ﴿ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ فلم ير أصحابَه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٧٣-٥٧٤.]]. (ز)
٦٤٣٧٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، قال: جعل هذا سدًّا بينهم وبين الإسلام والإيمان، فهم لا يخلصون إليه. وقرأ: ﴿سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة:٦]. وقرأ: ﴿إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس:٩٦]. وقال: مَن منعه الله لا يستطيع[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٠٦.]]. (ز)
٦٤٣٧٣- قال يحيى بن سلّام: وقد قالوا: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾، وقد قالوا: ﴿ومِن بَيْنِنا وبَيْنِكَ حِجابٌ﴾ [فصلت:٥] فلا نُبْصِر ما تقول، قال: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ الهدى، وهذا كله كقوله: ﴿وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً﴾، وقوله: ﴿وخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ﴾ فلا يسمع الهدى، ﴿و﴾على ﴿قلبه﴾ فلا يقبل الهدى، ﴿وجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً﴾ فلا يبصر الهدى، ﴿فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ﴾ [الجاثية:٢٣] أي: لا أحد. وبعضهم يقول: ﴿وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾ ما كان عليه آباؤهم مِن أمر الجاهلية، ﴿ومِن خَلْفِهِمْ﴾ من خلف آبائهم ﴿سَدًّا﴾ يعنيهم، وهو تكذيبهم بالبعث، ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ﴾ يعني: ظلمة الكفر؛ ﴿فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ الهُدى[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٨٠١-٨٠٢.]]. (ز)
﴿فَأَغۡشَیۡنَـٰهُمۡ فَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ ٩﴾ - قراءات
٦٤٣٧٤- كان عبد الله بن عباس -من طريق شهر بن حوشب- يقول: (فَأَعْشَيْناهُمْ).= (ز)
٦٤٣٧٥- عن عمر بن عبد العزيز -من طريق خارجة بن مصعب، عن رجل-، مثله[[أخرجه إسحاق البستي ص١٨٠-١٨١. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن عكرمة. انظر: المحتسب ٢/٢٠٣، ومختصر ابن خالويه ص١٢٥.]]٥٤٠٢. (ز)
٦٤٣٧٦- عن عكرمة مولى ابن عباس، أنه قرأ: (فَأَعْشَيْناهُمْ)[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/ ٣٢٩)
٦٤٣٧٧- عن عاصم، أنه قرأ: ﴿فأَغْشَيْناهُمْ﴾ بالغين[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. و﴿فأَغْشَيْناهُمْ﴾ بالغين قراءة العشرة.]]. (١٢/٣٢٦)
﴿فَأَغۡشَیۡنَـٰهُمۡ فَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ ٩﴾ - تفسير الآية
٦٤٣٧٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ﴾ يقول: ألْبَسْنا أبصارَهم، ﴿فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ النبيَّ ﷺ فيؤذونه[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٢/١٩٦-١٩٧.]]. (١٢/٣٢٣)
٦٤٣٧٩- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، قال: سُكِّرت أبصارُهم؛ فلا يُبْصِرون الحق مِن بين أيديهم ومِن خلفهم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/ ٣٢٨)
٦٤٣٨٠- عن الضحاك بن مُزاحِم، في قوله: ﴿فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾: الهدى[[أخرجه الخرائطيُّ في مساوئ الأخلاق (٣٦٢).]]. (١٢/٣٢٥)
٦٤٣٨١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾: هُدًى، ولا ينتفعون به[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٠٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٨)
٦٤٣٨٢- عن إسماعيل السُّدِّي، قال: ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، قال: فلم يُبْصِروا النبيَّ ﷺ[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.