الباحث القرآني
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَ ٰتࣲ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِیضࣱ وَحُمۡرࣱ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهَا وَغَرَابِیبُ سُودࣱ ٢٧ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ﴾ - تفسير
٦٤٠٢٠- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا ألْوانُها﴾ قال: الأبيض والأحمر والأسود. وفي قوله: ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ﴾ قال: طرائق، يعني: الألوان[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٦)
٦٤٠٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا ألْوانُها﴾، قال: منها الأحمر والأبيض والأخضر والأسود، وكذلك ألوان الناس منهم الأحمر والأسود والأبيض، وكذلك الدواب والأنعام[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٥٣٧٤. (١٢/٢٧٧)
٦٤٠٢٢- عن عبد الله بن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿جُدَدٌ﴾. قال: طرائق؛ طريقة بيضاء، وطريقة خضراء. قال: وهل تعرف العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: قد غادر النِّسْع[[النِّسع: سير يُنتج على هيئة أعنة النعال، تُشد به الرحال. التاج (نسع).]] في صفحاتها جُددًا كأنها طُرق لاحتْ على أكَم[[أخرجه الطستي -كما فى الإتقان ٢/٩٩-.]]. (١٢/٢٧٦)
٦٤٠٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: الغرابيب: الأسود الشديد السواد[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الفتح ٨/٥٤٠، والتغليق ٤/٢٩٠-.]]. (١٢/٢٧٧)
٦٤٠٢٤- قال الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ﴾: طرائق؛ بيض وحُمر وسود، وكذلك الناس مختلف ألوانهم[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٦٤، كذلك أخرجه مختصرًا من طريق جويبر.]]. (ز)
٦٤٠٢٥- عن أبي مالك غزوان الغفاري، في قوله: ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ﴾ قال: طرائق تكون في الجبل؛ بيض وحُمر، فتلك الجدد، ﴿وغَرابِيبُ سُودٌ﴾ قال: جبال سود، ﴿ومِنَ النّاسِ والدَّوابِّ والأَنْعامِ﴾ كذلك اختلاف الناس والدواب والأنعام كاختلاف الجبال، ثم قال: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ فلا فَصْلَ لما قبلها[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٧)
٦٤٠٢٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا ألْوانُها﴾ قال: أحمر وأصفر، ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألْوانُها﴾ أي: جبال حُمر، ﴿وغَرابِيبُ سُودٌ﴾ والغربيب الأسود يعني: لونه؛ كما اختلف ألوان هذه الجبال وألوان الناس والدواب والأنعام كذلك[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٦٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٥)
٦٤٠٢٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ﴾ قال: طرائق بيض، ﴿وغَرابِيبُ سُودٌ﴾ قال: جبال سود[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٣٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٦)
٦٤٠٢٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً﴾ يعني: المطر، ﴿فَأَخْرَجْنا بِهِ﴾ بالماء ﴿ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا ألْوانُها﴾ بيض وحُمر وصُفر، ﴿ومِنَ الجِبالِ﴾ أيضًا ﴿جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألْوانُها﴾ يعني بالجُدد: الطرائق التي تكون في الجبال؛ منها أبيض وأحمر، ﴿و﴾ منها ﴿غَرابِيبُ سُودٌ﴾ يعني: الطوال السود. ثم قال -جل وعزَّ-: ﴿ومِنَ النّاسِ والدَّوابِّ والأَنْعامِ﴾ بيض وحمر وصفر وسود ﴿مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ﴾ اختلاف ألوان الثمار[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٥٧.]]. (ز)
٦٤٠٢٩- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ﴾، قال: طرائق مختلفة، كذلك اختلاف ما ذُكِر من اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٥٣٧٥. (١٢/٢٧٧)
٦٤٠٣٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا ألْوانُها﴾ وطعمها، في الإضمار، ﴿ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ﴾ أي: طرائق ﴿بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألْوانُها وغَرابِيبُ سُودٌ﴾ والغربيب: الشديد السواد، ﴿ومِنَ النّاسِ والدَّوابِّ والأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ كَذَلِكَ﴾ أي: كما اختلفت ألوان ما ذُكِر من الثمار والجبال، ثم انقطع الكلام، ثم استأنف فقال: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٨٦، وأخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص١٧٢ (٢٧) من طريق أحمد مختصرًا، بلفظ: في قوله: ﴿كذلك﴾ أي: كما اختلفت ألوان ما ذكر من الثمار والجبال، ثم انقطع الكلام، ثم استأنف فقال: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وهم المؤمنون.]]٥٣٧٦. (ز)
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَ ٰتࣲ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَ ٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِیضࣱ وَحُمۡرࣱ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهَا وَغَرَابِیبُ سُودࣱ ٢٧ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٤٠٣١- عن عبد الله بن عباس، قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ، فقال: أيصبغ ربُّك؟ قال: «نعم، صبغًا لا ينفُض[[النفض: ذهاب بعض اللون. التاج (نفض).]]؛ أحمر، وأصفر، وأبيض»[[أخرجه البزار ١١/٣٠٤ (٥١٠٧)، وأبو نعيم في الحلية ٤/٣٠٢، من طريق عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح، عن زياد بن عبد الله العطار، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن ابن عباس إلا زياد بن عبد الله، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وقال غيره: عن عطاء، عن سعيد بن جبير، مرسلًا». وقال ابن كثير في تفسيره ٦/٥٤٤: «رُوي مرسلًا وموقوفًا». وقال الهيثمي في المجمع ٥/١٢٨ (٨٥٥٦): «فيه عطاء بن السائب، قد اختلط».]]. (١٢/٢٧٦)
﴿إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ ٢٨﴾ - نزول الآية
٦٤٠٣٢- عن عطاء الخراساني-رفع الحديث- قال: ظَهر مِن أبي بكر خوفٌ حتى عُرِف فيه، فكلَّمه النبي ﷺ في ذلك؛ فأنزل الله سبحانه تعالى: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ في أبي بكر ﵁[[أخرجه الثعلبي في تفسيره ٨/١٠٥- ١٠٦ مرسلًا.]]. (ز)
﴿إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ ٢٨﴾ - تفسير الآية
٦٤٠٣٣- عن مكحول الشامي، قال: سُئِل رسولُ الله ﷺ عن العالم، والعابد. فقال: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم». ثم تلا النبيُّ ﷺ هذه الآية: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾. ثم قال: «إنّ الله وملائكته وأهل السماء وأهل الأرض والنون في البحر لَيُصَلُّون على مُعَلِّمي الخير»[[أخرجه الدارمى ١/٨٨ مرسلًا. وهكذا عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهو عند الترمذي (٢٦٨٥) من حديث أبي أمامة موصولًا دون ذكر الآية.]]. (١٢/٢٨٣)
٦٤٠٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، قال: الذين يعلمون أنّ الله على كل شيء قدير[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٦٤. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٧٨٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٨)
٦٤٠٣٥- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ الخشية والإيمان والطاعة والتشتت في الألوان[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٨)
٦٤٠٣٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، قال: العلماء بالله الذين يخافونه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٢٧٨)
٦٤٠٣٧- قال عبد الله بن عباس: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، يريد: إنما يخافني مِن خلْقي مَن عَلِم جبروتي وعِزَّتي وسلطاني[[تفسير البغوي ٦/٤١٩.]]. (ز)
٦٤٠٣٨- عن سعيد بن جبير، قال: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، الخشية: أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيته، فتلك خشيته[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٨)
٦٤٠٣٩- عن صالح أبي الخليل، في قوله: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، قال: أعلمُهم بالله أشدُّهم له خشية[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٤٩١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٩)
٦٤٠٤٠- عن الحسن البصري، قال: الإيمان: مَن خشي الله بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما أسخط الله. ثم تلا: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٩)
٦٤٠٤١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، قال: كان يُقال: كفى بالرهبة علمًا[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٦٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٦)
٦٤٠٤٢- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق الحسين بن واقد- في قوله: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾، قال: أعلم الناس أبوبكر وعمر. قال: وذلك في كتاب الله. وتلا هذه الآية[[أخرجه إسحاق البستي ص١٦٦.]]. (ز)
٦٤٠٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال -جلَّ وعزَّ-: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ فيها تقديم، يقول: أشد الناس لله ﷿ خِيفةً أعلمُهم بالله تعالى، ﴿إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ﴾ في ملكه، ﴿غَفُورٌ﴾ لذنوب المؤمنين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٥٧.]]. (ز)
٦٤٠٤٤- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿ومِنَ النّاسِ والدَّوابِّ والأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ كَذَلِكَ إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، قال: كذلك اختلافُ ما ذُكِر مِن اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام؛ كذلك كما اختلفت هذه الألوان تختلف الناسُ في خشية الله كذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٢٧٧)
٦٤٠٤٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ وهم المؤمنون، نراه أنه، يعني: أنه من خشي الله فهو عالم[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٨٦، وأخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص١٧٢ (٢٧) من طريق أحمد مختصرًا بلفظ: وهم المؤمنون.]]٥٣٧٧. (ز)
﴿إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ ٢٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٤٠٤٦- عن عائشة: صنع رسول الله ﷺ شيئًا، فرخّص فيه، فتنَزّه عنه قومٌ، فبلغ ذلك النبيَّ ﷺ، فخطب، فحمد الله، ثم قال: «ما بالُ أقوامٍ يتنَزّهون عن الشيء أصنعه؟! فواللهِ، إنِّي لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية»[[أخرجه البخاري ٨/٢٦ (٦١٠١)، ٩/٩٧ (٧٣٠١)، ومسلم ٤/١٨٢٩ (٢٣٥٦).]]. (ز)
٦٤٠٤٧- عن سعيد بن المسيب، قال: وضع عمر بن الخطاب للناس ثماني عشرة كلمة، حِكَمٌ كلها، قال: ما عاقبتَ مَن عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه، وضعْ أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمةٍ خرجتْ مِن مسلم شرًّا وأنت تجد لها في الخير محملًا، ومَن عرّض نفسه للتهمة فلا يلومن مَن أساء به الظن، ومَن كتم سِرَّه كانت الخِيرة في يده، وعليك بإخوان الصدق تعِشْ في أكنافهم؛ فإنهم زينة في الرخاء عدة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك، ولا تَعرِض فيما لا يعني، ولا تسأل عمّا لم يكن؛ فإنّ فيما كان شغلًا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى مَن لا يُحِبُّ نجاحها لك، ولا تهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله، ولا تصحبِ الفجار لتعْلم مِن فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله، وتخشَّع عند القبور، وذِلَّ عند الطاعة، واستعصمْ عند المعصية، واستشِر في أمرك الذين يخشون الله؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾[[أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (١٤١).]]. (١٢/٢٨٢)
٦٤٠٤٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عون- قال: ليس العلم مِن كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٧٨٦، وأحمد في الزهد (١٥٨) بنحوه، وابن عدي ١/٣٨، والطبراني (٨٥٣٤). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٨، ٢٨٠)
٦٤٠٤٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق القاسم بن عبد الرحمن- قال: كفى بخشية الله علمًا، وكفى باغترارٍ بالله جهلًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٢٩١، وأحمد في الزهد (١٥٨)، والطبراني (٨٩٢٧) واللفظ له. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٥٣٧٨. (١٢/٢٨٠)
٦٤٠٥٠- عن حذيفة بن اليمان، قال: بحسب المؤمن مِن العلم أن يخشى الله[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٧٨.]]. (١٢/٢٨١)
٦٤٠٥١- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أقبلتُ مع عكرمة أقودُ ابن عباس بعدما ذهب بصره، حتى دخل المسجد الحرام، فإذا قوم يمترون في حلقة لهم عند باب بني شيبة، فقال: أمِل بي إلى حلقة المراء. فانطلقنا به حتى أتاهم، فسلَّم عليهم، فأرادوه على الجلوس، فأبى عليهم، وقال: انتسبوا إلَيَّ أعرِفْكم. فانتسبوا إليه، فقال: أما علِمتم أنّ لله عِبادًا أسكتتهم خشيته مِن غير عِيٍّ ولا بُكم، إنهم لَهُمُ الفصحاءُ النطقاء النبلاء العلماء بأيام الله، غير أنهم إذا ذكروا عظمة الله طاشتْ مِن ذلك عقولهم، وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتى إذا استقاموا من ذلك سارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية، فأين أنتم منهم؟! ثم تولّى عنهم، فلم يُر فيها بعد ذلك رجلان[[أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (١٤٠).]]. (١٢/٢٨١)
٦٤٠٥٢- عن مسروق بن الأجدع الهمداني، قال: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يُعجب بعمله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٧٩)
٦٤٠٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- قال: الفقيه مَن يخاف الله[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٢٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٨٠)
٦٤٠٥٤- قال عامر الشعبي -من طريق صالح بن مسلم الليثي-: إنّما العالم مَن خشي الله ﷿[[أخرجه الثعلبي ٨/١٠٦. وينظر: تفسير البغوي ٦/٤١٩.]]. (ز)
٦٤٠٥٥- عن يحيى بن أبي كثير، قال: العالِم مَن خشي الله[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٢٧٩)
٦٤٠٥٦- عن أبي حيان التيمي، عن رجل، قال: كان يُقال: العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله. فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله، ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله، ولا يعلم الحدود ولا الفرائض. والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى الله[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٧٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.