الباحث القرآني
﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مِیثَـٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحࣲ وَإِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَۖ﴾ - تفسير الآية
٦١٧٢٠- عن أُبَيّ بن كعب، ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾، قال: قال رسول الله ﷺ: «أوَّلهم نوح، ثم الأوَّل فالأوَّل»[[أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ١/١٧٧-١٧٨ (٤٠٧)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٣/٣٦٦ (١١٦٠) من طريق زيد بن الحباب، نا حسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيٍّ به. قال الألباني في ظلال الجنة ١/١٧٨ (٤٠٧): «إسناده حسن؛ رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، غير الربيع بن أنس، وهو صدوقٌ له أوهام».]]. (١١/٧٣٥)
٦١٧٢١- عن عبد الله بن عباس، قال: قيل: يا رسول الله، متى أُخِذ ميثاقُك؟ قال: «وآدمُ بين الروح والجسد»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٢/١١٩ (١٢٦٤٦) من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١١/٧٣٣)
٦١٧٢٢- عن أبي مريم الغسّاني، أنّ أعرابيًا قال: يا رسول الله، أيُّ شيء كان أول نبوتك؟ قال: «أخذ الله مني الميثاق كما أخذ مِن النبيين ميثاقهم». ثم تلا: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ وأَخَذْنا مِنهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾، «ودعوة أبي إبراهيم، قال: ﴿وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنهُمْ﴾ [البقرة:١٢٩]، وبُشرى المسيح عيسى ابن مريم، ورأت أمُّ رسول الله ﷺ في منامها: أنّه خرج مِن بين رجليها سِراجٌ أضاءت له قصورُ الشام»[[أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٤/٣٩٧ (٢٤٤٦)، والطبراني في الكبير ٢٢/٣٣٣ (٨٣٥). قال الهيثمي في المجمع ٨/٢٢٣-٢٢٤ (١٣٨٥١): «رواه الطبراني، ورجاله وُثّقوا».]]. (١١/٧٣٢)
٦١٧٢٣- عن عامر، قال: قال رجل للنبي ﷺ: متى اسْتُنبِئْتَ؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد، حين أُخِذ مِنِّي الميثاق»[[أخرجه ابن اسحاق في السيرة ص١٣٤ من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي به. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/١١٨ واللفظ له، من طريق إسرائيل، عن جابر، عن الشعبي به. إسناده ضعيف؛ جابر هو ابن يزيد الجعفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٨٧٨): «ضعيف، رافضي». وفي جامع التحصيل للعلائي ص١٠٦: «زكريا بن أبي زائدة قال أبو حاتم الرزاي: يدلّس عن الشعبي، وعن ابن جريج». وأيضًا فإن الشعبي يرسل عن جماعة ممّن لم يسمع منهم من الصحابة، كما في جامع التحصيل ص٢٠٤.]]. (١١/٧٣٣)
٦١٧٢٤- عن قتادة، قال: كان النبي ﷺ إذا قرأ: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾ قال: «بُدِئ بي في الخلق، وكنتُ آخرَهم في البعث»[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٦/٤٩٠-٤٩١ (٣٢٤٢١)، و١٩/٧٦-٧٧ (٣٥٤٨٣)، وابن جرير ١٩/٢٣ بنحوه. وعلَّقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٢. قال محقق مصنف ابن أبي شيبة: «هذا الحديث مرسل، ورجاله ثقات، ولكن مراسيل قتادة ضعيفة». ثم ذكر له شواهد بمعناه.]]. (١١/٧٣٥)
٦١٧٢٥- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، في قول الله: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾، قال: «كنتُ أولَ النبيين في الخلق، وآخرَهم في البعث». فبدأ به قبلهم[[أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ٤/٣٤-٣٥ (٢٦٦٢)، وأبو نعيم في دلائل النبوة ص٤٢ (٣)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٣٨٢-٣٨٣-، والثعلبي ٨/١٠. وفي أسانيدهم سعيد بن بشير. قال ابن كثير: «سعيد بن بشير فيه ضعف، وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلًا، وهو أشبه، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفًا». وقال المناوي في فيض القدير ٥/٥٣ (٦٤٢٣): «سعيد بن بشير ضعّفه ابن معين وغيره». وقال الألباني في الضعيفة ٢/١١٥ (٦٦١): «ضعيف».]]. (١١/٧٣٦)
٦١٧٢٦- عن أُبَيّ بن كعب -من طريق أبي العالية- في قوله ﷿: ﴿وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى أنْفُسِهِمْ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿أفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ المُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف:١٧٢-١٧٣]، قال: جمعهم له يومئذ جميعًا ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجعلهم أرواحًا، ثم صوّرهم، واستنطقهم، فتكلَّموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق، ﴿وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالُوا بَلى شَهِدْنا أنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ إنّا كُنّا عَنْ هَذا غافِلِينَ * أوْ تَقُولُوا إنَّما أشْرَكَ آباؤُنا مِن قَبْلُ وكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعْدِهِمْ أفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ المُبْطِلُونَ﴾، قال: فإني أُشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم؛ أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم. أو تقولوا: إنا كنا عن هذا غافلين. فلا تشركوا بي شيئًا، فإني أُرسل إليكم رسلي، يذكِّرونكم عهدي وميثاقي، وأُنزل عليكم كتبي، فقالوا: نشهد أنك ربُّنا وإلهنا، لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك. ورفع لهم أبوهم آدم، فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني والفقير، وحسن الصورة وغير ذلك، فقال: ربِّ، لو سوّيتَ بين عبادك! فقال: إني أحب أن أُشكر. ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج، وخُصُّوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة؛ فذلك قوله ﷿: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ الآية، وهو قوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ﴾ [الروم:٣٠]، وذلك قوله: ﴿هَذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولى﴾ [النجم:٥٦]، وقوله: ﴿وما وجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِن عَهْدٍ وإنْ وجَدْنا أكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ﴾ [الأعراف:١٠٢]، وهو قوله: ﴿ثُمَّ بَعَثْنا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إلى قَوْمِهِمْ فَجاءُوهُمْ بِالبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ﴾ [يونس:٧٤]، كان في علمه بما أقرُّوا به مَن يُكَذِّب به ومَن يُصَدِّق به، فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم، فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين ﴿انْتَبَذَتْ مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا * فاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجابًا فَأَرْسَلْنا إلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا﴾ إلى قوله: ﴿مَقْضِيًّا فحملته﴾ [مريم:١٦-٢٢]، قال: حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى ﵇. قال أبو جعفر: فحدثني الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَيّ بن كعب، قال: دخل من فيها[[أخرجه الحاكم (ت: مصطفى عطا) ٢/٣٥٤ (٣٢٥٦/٣٧٣).]]. (ز)
٦١٧٢٧- عن أبي هريرة -من طريق أبي حازم - قال: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ﴾، خيار ولد آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وخيرهم محمد ﷺ[[أخرجه البزار (٢٣٦٨ - كشف).]]. (١١/٧٣٦)
٦١٧٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- ﴿مِيثاقَهُمْ﴾: عهدهم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٣٦)
٦١٧٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾، قال: إنّما أخذ اللهُ ميثاق النبيين على قومهم[[أخرجه سفيان الثوري (٢٤١)، وابن أبي حاتم ٢/٦٩٣ (٣٧٥٧)، والطبراني (١٢٣٥٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٧٣٦)
٦١٧٣٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾، قال: في ظهر آدم[[تفسير مجاهد (٥٤٧)، وأخرجه ابن جرير ١٩/٢٣، وإسحاق البستي ص١١٢ من طريق ابن جريج. وعلَّقه يحيى بن سلام ٢/٧٠١. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٣١)
٦١٧٣١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ الآية، قال: أخذ اللهُ على النبيِّين خصوصًا أن يُصَدِّق بعضُهم بعضًا، وأن يَتَّبِع بعضُهم بعضًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١١٣ من طريق معمر مختصرًا، وابن جرير ١٩/٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٣٢)
٦١٧٣٢- قال قتادة بن دعامة -من طريق أبي هلال- ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ﴾: كان نبي الله ﷺ في أول النبيين في الخلق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٣.]]. (ز)
٦١٧٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد ابن أبي عروبة- في قوله: ﴿وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى﴾، قال: كان النبي ﷺ آخرًا، وبُدِئ به أوَّلًا[[أخرجه إسحاق البستي ص١١٣.]]. (ز)
٦١٧٣٤- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ﴾ في صُلْبِ آدم أن يُبَلِّغوا الرسالة[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠١.]]. (ز)
٦١٧٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ﴾، فكان النبيُّ ﷺ أولَهم في الميثاق، وآخرَهم في البعث، وذلك أن الله -تبارك وتعالى- خلق آدم ﵇، وأخرج منه ذريته، فأخذ على ذريته من النبيين أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأن يدعوا الناس إلى عبادة الله ﷿، وأن يُصَدِّق بعضهم بعضًا، وأن ينصحوا لقومهم، فذلك قوله ﷿: ﴿وأَخَذْنا مِنهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ الذي أخذ عليهم، فكل نبي بعثه الله ﷿ صدَّق مَن كان قبلَه ومَن كان بعده مِن الأنبياء ﵈[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٥.]]٥١٩٢. (ز)
﴿وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّیثَـٰقًا غَلِیظࣰا ٧﴾ - تفسير
٦١٧٣٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال في قوله: ﴿وأَخَذْنا مِنهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾، قال: الميثاق الغليظ: العهد[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٤.]]. (ز)
٦١٧٣٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وأَخَذْنا مِنهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾، قال: أغلظ مِمّا أخذه مِن الناس[[تفسير مجاهد (٥٤٧). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٣١)
٦١٧٣٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿ومِنكَ ومِن نُوحٍ وإبْراهِيمَ ومُوسى وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ وأَخَذْنا مِنهُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا﴾ بتبليغ الرسالة. وبعضهم يقول: وأن يعلموا أنّ محمدًا رسول الله، وتصديق ذلك عنده في قوله: ﴿واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا﴾ [الزخرف:٤٥]، سل جبريلَ؛ فإنه هو كان يأتيهم بالرسالة: هل أرسلنا مِن رسول إلا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله؟= (ز)
٦١٧٣٩- وتفسير الحسن في هذه الآية في آل عمران مثل هذه الآية: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم﴾ [آل عمران:٨١]، قال: أخذ الله على النبيين أن يعلموا أمر محمد، ما خلا محمدًا من النبيين؛ فإنه لا نبي بعده، ولكنه قد أخذ عليه أن يُصَدِّق بالأنبياء كلهم، ففعل ﷺ[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٠٢.]]. (ز)
﴿وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّیثَـٰقًا غَلِیظࣰا ٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦١٧٤٠- عن أبي أُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله ﷺ: «خلق الله الخلق، وقضى القَضِيَّة، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشُه على الماء، فأخذ أهلَ اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فأمّا أصحاب اليمين فاستجابوا إليه، فقالوا: لبَّيك -ربَّنا- وسعديك. قال: ﴿ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى﴾ [الأعراف:١٧٢] فخلط بعضهم ببعض، فقال قائل منهم: يا ربِّ، لِم خلطت بيننا؟ قال: لهم أعمال مِن دون ذلك هم لها عاملون، أن يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين. ثم ردهم في صلب آدم، فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها». فقال قائل: فما العملُ إذن؟ فقال رسول الله ﷺ: «يعمل كلُّ قوم لمنزلتهم». فقال عمر بن الخطاب: إذن نجتهد، يا رسول الله[[أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ص٣٦ (٤٢)، ص١٤٣ (٢٥٥)، والطبراني في الأوسط ٧/٣٢٥-٣٢٦ (٧٦٣٢). قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/١٢٩٤-١٢٩٥ (٢٧٨٩): «رواه يزيد بن يوسف، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، ويزيد هذا شاميٌّ مِن صنعاء دمشق، متروك الحديث». وقال ابن كثير في تفسيره ٣/٥٠٥: «روى جعفر بن الزبير -وهو ضعيف-، عن القاسم، عن أبي أمامة. رواه ابن مردويه». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٧١٢: «وإسناده ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٨٩ (١١٧٩٤): «رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وفيه سالم بن سالم، وهو ضعيف، وفي إسناد الكبير جعفر بن الزبير، وهو ضعيف».]]. (١١/٧٣٢-٧٣٣)
٦١٧٤١- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس مِن عالِمٍ إلا وقد أخذ الله ميثاقَه يوم أخَذ ميثاق النبيين، يدفع عنه مساوئ عمله بمجالس عِلْمِه، إلا أنّه لا يُوحى إليه»[[أورده الديلمي في الفردوس ٣/٣٨٢ (٥١٦١). وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم. قال الذهبي في ميزان الاعتدال ٣/٦١٠: «هذا كذب».]]. (١١/٧٣٦)
٦١٧٤٢- عن أبي هريرة، قال: قيل للنبي ﷺ: متى وجبتْ لك النبوة؟ قال: «بين خلق آدم ونفْخ الروح فيه»[[أخرجه الترمذي ٦/٢٠٦-٢٠٧ (٣٩٣٦)، والحاكم ٢/٦٦٥ (٤٢١٠) واللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه». وقال في العلل الكبير ص٣٦٨ (٦٨٤): «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه».]]. (١١/٧٣٤)
٦١٧٤٣- عن مَيْسَرة الفَجْرِ، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيًّا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»[[أخرجه أحمد ٣٤/٢٠٢ (٢٠٥٩٦)، والحاكم ٢/٦٦٥ (٤٢٠٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/١٤٥٧-١٤٥٨ (٣٢٠٥): «رواه عبد الله بن شقيق عن ميسرة، وعبد الله لا بأس به». وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٢/١٤٧: «هكذا لفظ الحديث الصحيح». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/٥٣٤: «إسناده جيد». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٢٢٣ (١٣٨٤٨): «رواه أحمد، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الإصابة ٦/١٨٩: «وهذا سند قوي». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/٤٧١ (١٨٥٦).]]. (١١/٧٣٤)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.