الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا ٤١﴾ - تفسير
٦٢٣٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا، ثُمَّ عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإنّ الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في ترْكه إلا مغلوبًا على عقله، فقال: ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء:١٠٣]، بالليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغِنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقال: ﴿وسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلًا﴾ [الأحزاب:٤٢]، فإذا فعلتم ذلك صلّى عليكم هو وملائكته، قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٥)
٦٢٣٦١- قال مجاهد بن جبر: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، الذكر الكثير: أن لا تنساه أبدًا[[تفسير الثعلبي ٨/٥١، وتفسير البغوي ٦/٣٥٩.]]. (ز)
٦٢٣٦٢- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، يعني: باللسان[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٤.]]. (ز)
٦٢٣٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ﴾ باللسان ﴿ذِكْرًا كَثِيرًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٩.]]. (ز)
٦٢٣٦٤- عن مقاتل [بن حيان]، في قوله: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، قال: باللسان؛ بالتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، واذكروه على كل حال[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٥)
٦٢٣٦٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، وهذا ذكر ليس فيه وقت، وهو تطوع[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٧٢٤.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا ٤١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٢٣٦٦- عن معاذ، عن رسول الله ﷺ، أنّ رجلًا سأله، فقال: أيُّ المجاهدين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله ذِكرًا». قال: فأيُّ الصائمين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله ذِكرًا». ثم ذكر الصلاة، والزكاة، والحج، والصدقة، كل ذلك ورسول الله ﷺ يقول: «أكثرهم لله ذِكرًا». فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص، ذهب الذاكرون بكل خير. فقال رسول الله ﷺ: «أجل»[[أخرجه أحمد ٢٤/٣٨٠-٣٨١ (١٥٦١٤). قال الهيثمي في المجمع ١٠/٧٤ (١٦٧٤٨): «وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف، وقد وُثّق، وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجال أحمد ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٦/٣٨٣ (٦٠٦١): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف زبان بن فائد البصري، والراوي عنه».]]. (١٢/٦٦)
٦٢٣٦٧- عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله ﷺ يسير في طريق مكة، فمرَّ على جبل يُقال له: جُمدان[[جُمدان: واد بين ثنية غزال وبين أمج، وأمج من أعراض المدينة. معجم البلدان ٢/١١٥. وفي معجم المعالم الجغرافية في السيرة ص ٣٢: «ويُعرف أمَج اليوم بخُليص»]]، فقال: «سيروا، هذا جُمدان، سبق المُفَرِّدون». قالوا: وما المُفَرِّدون، يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٦٢ (٢٦٧٦) بنحوه.]]. (١٢/٦٦)
٦٢٣٦٨- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «اذكروا الله ذِكرًا حتى يقول المنافقون: إنّكم تُراءون»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٢/١٦٩ (١٢٧٨٦)، وأبو نعيم في الحلية ٣/٨٠-٨١. قال أبو نعيم: «غريب من حديث أبي الجوزاء، لم يوصله إلا سعيد عن الحسن». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٧٦ (١٦٧٦٢): «رواه الطبراني، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٢/٩ (٥١٥): «ضعيف جدًّا».]]. (١٢/٦٨)
٦٢٣٦٩- عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله ﷺ قال: «أكثِروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون»[[أخرجه أحمد ١٨/١٩٥ (١١٦٥٣)، ١٨/٢١٢ (١١٦٧٤)، وابن حبان ٣/٩٩ (٨١٧)، والحاكم ١/٦٧٧ (١٨٣٩)، والثعلبي ٨/٥١. قال الحاكم: «هذه صحيفة للمصريين، صحيحة الإسناد». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ١/٤٤٧ (٦٢١): «رواه دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري، وأحمد بن حنبل يضعّف هذا الطريق». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٧٥-٧٦ (١٦٧٦١): «رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه درّاج، وقد ضعّفه جماعة، ووثّقه غير واحد، وبقيّة رجال أحد إسنادي أحمد ثقات». وقال المناوي في التيسير ١/٢٠١: «اقتصر ابنُ حجر على تحسينه». وقال الألباني في الضعيفة ٢/٩ (٥١٧): «ضعيف». وقال في موضع آخر منه ١٤/١١٤٥ (٧٠٤٢): «منكر».]]. (١٢/٦٧)
٦٢٣٧٠- عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله ﷺ سُئِل: أيُّ العباد أفضلُ درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا». قلتُ: يا رسول الله، ومَنِ الغازي في سبيل الله؟ قال: «لو ضَرَب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويخَتضِب دمًا؛ لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة»[[أخرجه أحمد ١٨/٢٤٨ (١١٧٢٠)، والترمذي ٦/٨-٩ (٣٦٧٢). قال الترمذي: «هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث درّاج». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/١١٢٦ (٧٠٢٦): «ضعيف».]]. (١٢/٦٥)
٦٢٣٧١- عن أم أنس أنها قالت: يا رسول الله، أوصِني. قال: «اهجري المعاصي، فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض، فإنها أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله، فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه مِن كثرة ذكره»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الورع ص٥٨ (٤٨)، والطبراني في الكبير ٢٥/١٢٩ (٣١٣). قال الهيثمي في المجمع ١٠/٧٥ (١٦٧٥٥): «رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، وهو ضعيف». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٢٥٧ (٢٣١١): «رواه الطبراني بإسناد جيد». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٢٠١ (٥١١٩): «ضعيف».]]. (١٢/٦٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.