﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [العنكبوت ٤٢]
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ٤٢﴾ - تفسير
٥٩٩٧٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿إن الله يعلم﴾، قال: يعلم ما لا تعلمون(١). (ز)
٥٩٩٧٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ الله يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ﴾ يعني: الأصنام، ﴿وهُوَ العزيز الحكيم﴾ يعني: العزيز في ملكه، الحكيم في أمره(٢). (ز)
٥٩٩٧٩- قال يحيى بن سلّام، في قوله تعالى: ﴿إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء﴾: يقوله للمشركين، يعني: ما تعبدون من دونه، ﴿وهو العزيز﴾ في نقمته، ﴿الحكيم﴾ في أمره(٣). (ز)
ذكر ابنُ عطية (٦/٦٤٧) عدة أقوال في موضع ﴿ما﴾ من الإعراب، وبيَّن أن الآية تحتمل عليها عدة احتمالات، فقال: «فأما موضع ﴿ما﴾ من الإعراب؛ فقيل: معناه: أن الله يعلم الذين يدعون من دونه من جميع الأشياء أن حالهم هذه، وأنهم لا قدرة لهم. وقيل: قوله: ﴿إن الله يعلم﴾ إخبار تام، وقوله: ﴿وهو العزيز الحكيم﴾ متصل به، واعترض بين الكلامين ﴿ما يدعون من دونه من شيء﴾، وذلك على هذا النحو من النظر، ويحتمل معنيين، أحدهما: أن تكون ﴿ما﴾ نافية؛ أي: لستم تدعون شيئًا له بال ولا قدر، فيصلح أن يسمى شيئًا، وفي هذا تعليق ﴿يعلم﴾ وفيه نظر. الثاني: أن تكون ﴿ما﴾ استفهامًا كأنه قرر على جهة التوبيخ على هذا المعبود من جميع الأشياء ما هو إذ لم يكن الله تعالى، أي: ليس لهم على هذا التقدير جواب مقنع ألبتة، فـ﴿مِن﴾ على القول الأول والثالث للتبعيض المجرد، وعلى القول الوسط هي زائدة في الجحد، ومعناها التأكيد».
(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠٦٣.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٨٤.
(٣) تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٣١.