الباحث القرآني
﴿وَٱسۡتَفۡتَحُوا۟﴾ - تفسير
٣٩٥٣٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- ﴿واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد﴾، قال: كانت الرسلُ والمؤمنون يستضعِفهم قومُهم، ويقهرونهم، ويُكَذِّبونهم، ويدعونهم إلى أن يعودوا في مِلَّتِهم، فأبى اللهُ لرُسله والمؤمنين أن يعودوا في مِلَّة الكفر، وأمرهم أن يتوكلوا على الله، وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة، ووعدهم أن يُسكنَهم الأرض مِن بعدهم، فأنجز الله لهم ما وعَدَهم، واستفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتِحوا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.]]. (٨/٤٩٨)
٣٩٥٣٧- قال عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿واستفتحوا﴾، يعني: الأُمَم[[تفسير الثعلبي ٥/٣٠٨، وتفسير البغوي ٤/٣٤٠.]]. (ز)
٣٩٥٣٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿واستفتحوا﴾، قال: للرُّسُل كلِّها. يقولُ: استنصروا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٤-٦١٥ بلفظ: ﴿واستفتحوا﴾ قال: الرسل كلها استنصروا، ﴿وخاب كل جبار عنيد﴾ قال: معاند للحق مُجانِبه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٠)
٣٩٥٣٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿واستفتَحُوا﴾، قال: اسْتَنصَرَتِ الرسلُ على قومها[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٤١ من طريق معمر، وابن جرير ١٣/٦١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٠)
٣٩٥٤٠- عن مقاتل، في قوله: ﴿واستفتحوا﴾، يعني: الأُمَم[[تفسير الثعلبي ٥/٣٠٨، وتفسير البغوي ٤/٣٤٠.]]. (ز)
٣٩٥٤١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واستفتحوا﴾، يعني: دَعَوْا ربَّهم، واستنصروا، وذلك أنّ الرسل أنذروا قومهم العذاب في الدنيا، فردُّوا عليهم: إنّكم كَذَبَة. ثم قالوا: اللَّهُمَّ، إن كانت رسلُنا صادقين فعذِّبْنا. فذلك قوله تعالى: ﴿فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين﴾ [هود:٣٢]. فذلك قوله سبحانه: ﴿واستفتحوا﴾، يعني: مشركي مكة، وفيهم أبو جهل، يعني: ودَعَوْا ربَّهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠١.]]. (ز)
٣٩٥٤٢- قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج-: استفتحوا على قومهم[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٥.]]. (ز)
٣٩٥٤٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿واستفتحوا﴾، قال: استفتاحهم بالبلاء، قالوا: ﴿اللهم إن كان هذا﴾ الذي أتى به محمدٌ ﴿هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء﴾ كما أمطرتها على قوم لوط، ﴿أو ائتنا بعذاب أليم﴾ [الأنفال:٣٢]. قال: كان استفتاحهم بالبلاء، كما استفتح قوم هود: ﴿ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين﴾ [الأعراف:٧٠]. قال: فالاستفتاح: العذاب. قال: قيل لهم: إنّ لهذا أجلًا. حين سألوا الله أن يُنَزِّل عليهم، فقال: بل نُؤَخِّرهم إلى يوم القيامة. فقالوا: لا نريد أن نُؤَخَّر إلى يوم القيامة؛ ﴿ربنا عجل لنا قطنا﴾ عذابنا ﴿قبل يوم الحساب﴾ [ص:١٦]. وقرأ: ﴿ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب﴾ حتى بلغ: ﴿ومن تحت أرجلهم، ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون﴾ [العنكبوت:٥٣-٥٥][[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٧.]]. (ز)
﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ ١٥﴾ - نزول الآية
٣٩٥٤٤- قال مقاتل بن سليمان: في قوله: ﴿وخاب كل جبار عنيد﴾ نزلت في أبي جهل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠١.]]. (ز)
﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ﴾ - تفسير
٣٩٥٤٥- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿كلٌّ جبّار عنيدٍ﴾. قال: الجبارُ: العيّارُ[[العيّار: يقال: فلان يعاير فلانًا ويكايله، أي: يساميه ويفاخره. والتعاير: التسابّ. اللسان (عير).]]. والعنيدُ: الذي يعنِدُ عن حقِّ الله تعالى. قال: وهل تعرف العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقولُ: مُصِرٌّ على الحِنثِ لا تخفى شواكلُهُ يا ويحَ كلِّ مُصرِّ القلبِ جبّار[[عزاه السيوطي إلى الطستيّ. وينظر: مسائل نافع (٢٥١).]]. (٨/٥٠٢)
٣٩٥٤٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿جبار﴾، قال: هو المُعْرِض عن الحقِّ[[تفسير الثعلبي ٥/٣٠٩، وتفسير البغوي ٤/٣٤٠.]]. (ز)
٣٩٥٤٧- قال مقاتل بن سليمان: يقول الله تعالى لنبيِّه ﷺ: ﴿وخاب كل جبار﴾، يعني: وخسِر عند نزول العذاب كل مُتَكَبِّر عن توحيد الله ﷿[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠١. وفي تفسير الثعلبي ٥/٣٠٩، وتفسير البغوي ٤/٣٤٠ بنحوه مختصرًا عن مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٣٩٥٤٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد﴾، قال: الجبُّار: هو المُتَجَبِّر[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٦.]]. (ز)
﴿عَنِیدࣲ ١٥﴾ - تفسير
٣٩٥٤٩- عن عبد الله بن عباس: أنّ العنيد: الذي يعنِدُ عن حقِّ الله تعالى[[عزاه السيوطي إلى الطستيّ. وتقدم في الأثر السابق من مسائل نافع لابن عباس.]]. (٨/٥٠٢)
٣٩٥٥٠- عن إبراهيم النخعيِّ -من طريق المغيرة- في قوله: ﴿عنيدٍ﴾، قال: هو النّاكِبُ عن الحقِّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٥.]]. (٨/٥٠١)
٣٩٥٥١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وابن جُرَيْج- في قوله: ﴿وخابَ كلُّ جبّار عنيد﴾، قال: مُعانِد للحقِّ، مُجانِب له[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٤-٦١٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٠)
٣٩٥٥٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وخابَ كلُّ جبّار عنيد﴾، يقولُ: عنيد عَن الحقِّ، مُعْرِضٍ عنه، أبى أن يقولَ: لا إله إلا الله[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٤١، وابن جرير ١٣/٦١٦ من طريق سعيد ومعمر مفرقًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٨/٥٠٠)
٣٩٥٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿عنيد﴾، يعني: مُعْرِض عن الإيمان، مُجانِبًا له[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٠١.]]. (ز)
٣٩٥٥٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وخاب كل جبار عنيد﴾، قال: العنيد عن الحق، الذي يعند عن الطَّرِيق. قال: والعرب تقول: شرُّ الإبل العنيد، الذي يخرج عن الطريق[[أخرجه ابن جرير ١٣/٦١٦.]]. (ز)
﴿عَنِیدࣲ ١٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٩٥٥٥- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرُج عُنُقٌ مِن النار يوم القيامة، له عينان تُبصِران، وأُذُنان تسمعان، ولسانٌ ينطِقُ، فيقولُ: إنِّي وُكِّلتُ بثلاثة: بكلِّ جبارٍ عنيدٍ، وبكلِّ مَن دعا مع الله إلهًا آخرَ، وبالمُصَوِّرين»[[أخرجه أحمد ١٤/١٥٢ (٨٤٣٠)، والترمذي ٤/٥٣٤ (٢٥٧٤). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب». وأورده الألباني في الصحيحة ٢/٣٩ (٥١٢).]]. (٨/٥٠١)
٣٩٥٥٦- عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرُجُ عُنُقٌ مِن النار يوم القيامة، فيتكلَّم بلسان طلق ذلق[[أي: فصيح بليغ. النهاية (ذلق).]]، له عينان يُبصِر بهما، ولسانٌ يَتَكَلَّمُ به، فيقولُ: إنِّي أُمِرْتُ بكلِّ جبّارٍ عنيدٍ، ومَن دعا معَ الله إلهًا آخر، ومن قتَل نفسًا بغير نفسٍ. فتنضمُّ عليهم، فتقذفُهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنةٍ»[[أخرجه أحمد ١٧/٤٥٠-٤٥١ (١١٣٥٤)، والبزار -كما في كشف الأستار ٤/١٨٥ (٣٥٠٠)- واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٩٢ (١٨٦١٣): «رواه البزار، واللفظ له، وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في الأوسط، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/٤٤٧ (٢٦٩٩).]]. (٨/٥٠١)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.