الباحث القرآني

﴿وأوْحَيْنا إلى مُوسى أنْ أسْرِ بِعِبادِي﴾ من مصر، وذلك بعد مدة متطاولة هو بين أظهر القبط يدعوهم إلى الله، وهم لا يزيدون سوى الكفر، والإصرار ﴿إنَّكم مُتَّبَعُونَ﴾ يتبعكم فرعون وجنوده، وهذا علة الأمر بالإسراء لأنه سبب هلاك الأعداء ﴿فَأرْسَلَ فِرْعَوْنُ﴾ حين علم خروجهم، ﴿فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ﴾ يحشرون العساكر ليتبعوهم فيأخذوهم ﴿إنَّ هَؤُلاءِ﴾ أي: قال لهم إن بني إسرائيل ﴿لَشِرْذِمَةٌ﴾ طائفة قليلة ﴿قَلِيلُونَ﴾ صفة، أو خبر بعد خبر، قيل: إنهم ستمائة وسبعون ألفًا، ومقدمة جيش فرعون سبعمائة ألف ﴿وإنَّهم لَنا لَغائِظُونَ﴾ لفاعلون ما يغيظنا ﴿وإنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ﴾ لَجَمْعٌ من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور، وهذه معاذيره لئلا يظن به الخوف ﴿فَأخْرَجْناهُمْ﴾ من كلام الله لا حكاية كلامهم، أي: بهذه الداعية ﴿مِن جَنّاتٍ﴾ بساتين بنوا على شاطئ النيل ﴿وعُيُونٍ﴾ أنهار جارية ﴿وكُنُوزٍ﴾ أموال جمعوها ولم يعطوا حق الله ﴿ومَقامٍ كَرِيمٍ﴾ منازل حسنة ﴿كَذَلِكَ﴾ الأمر وأخرجناهم مثل ذلك الإخراج الذي وصفنا ﴿وأوْرَثْناها بَنِي إسْرائِيلَ﴾ أعطيناهم ديارهم، وأموالهم ﴿فَأتْبَعُوهُمْ﴾ فلحقوهم ﴿مُشْرِقِينَ﴾ داخلين في وقت الشروق، أي: طلوع الشمس ﴿فَلَمّا تَراءا الجَمْعانِ﴾ رأى كل منهما الآخر ﴿قالَ أصْحابُ مُوسى إنّا لَمُدْرَكُونَ﴾ ملحقون ﴿قالَ﴾ موسى ثقة بوعد الله ﴿كَلّا﴾ لن يدركوكم ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ بالنصرة ﴿سَيَهْدِينِ﴾ طريق النجاة ﴿فَأوْحَيْنا إلى مُوسى أنِ اضْرِب﴾ أن مفسرة ﴿بِّعَصاكَ البَحْرَ﴾ القلزم ﴿فانفَلَقَ﴾ أي: ضرب فانشق، أوحى إلى البحر إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له، فبات البحر تلك الليلة يضطرب يضرب بعضه بعضًا فرقًا من الله، وانتظارًا لما أمره الله ﴿فَكانَ كل فِرْقٍ﴾ كل قطعة من البحر ﴿كالطَّوْدِ العَظِيمِ﴾ كالجبل الضخم ﴿وأزْلَفْنا﴾ قربنا ﴿ثَمَّ الآخَرِينَ﴾ فرعون وقومه حتى دخلوا مداخلهم من أثرهم ﴿وأنْجَيْنا مُوسى ومَن مَعَهُ أجْمَعِينَ ثُمَّ أغْرَقْنا الآخَرِينَ إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً﴾ عبرة وعظة ﴿وما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ﴾ ما آمن منهم إلا رجل وامرأتان ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَهو العَزِيزُ﴾ الغالب ﴿الرَّحِيمُ﴾ بأوليائه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب