الباحث القرآني

ثم قال الله تعالى: (﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى﴾ بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا إلا عتوًّا). ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي﴾ [الشعراء ٥٢] والوحي في اللغة: الإعلام بسرعة وخفاء. وأما في الشرع: فهو إعلام الله تعالى بالشرع لأحد أنبيائه، هذا هو الوحي إعلام الله تعالى بالشرع لأحد أنبيائه. ثم إن الوحي قد يكون بواسطة، وقد يكون بغير واسطة، وقد قسم الله ذلك بقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى ٥١]، فقوله: ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾ هذا الوحي الإلهامي. ﴿مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ مكالمة صريحة لكن من وراء حجاب. والثالث: ﴿يُرْسِلَ رَسولًا فَيوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾. قال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي﴾ [الشعراء ٥٢] ﴿أَنْ﴾ إعرابها؟ * الطالب: تفصيلية. * الشيخ: تفصيلية؟ لا. * الطالب: أو زائدة. * الشيخ: لا، تفسيرية ﴿أَنْ﴾ تفسيرية؛ لأنهم يقولون: إذا سبقها معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية، ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ [القصص ٧] ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ﴾ [المؤمنون ٢٧]، وهنا: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي﴾ لأنها تفسر الْمُوحَى به. وقوله: ﴿بِعِبَادِي﴾ المراد بهم بنو إسرائيل وهي عبودية شرعية. قال: (بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون، ووصل همزة أسر من سَرَى لغة في أَسْرَى؛ أي سِرْ بهم ليلًا إلى البحر) يعني يقال: أسرى وسرى، فالأمر من أسرى كيف؟ * طالب: أسْرِ. * الشيخ: أَسْرِ، الرباعي أَسْرِ، والأمر من سرى؟ * طالب: اسرِ. * الشيخ: اسرِ؛ يعني همزة وصل، فعلى أنه من الرباعي يكون أن أسرِ تظهر (أن)، وتبقى ساكنة، وعلى أنها من (سرى) تُكسر النون لملاقاة الساكن وتكون الهمزة همزة وصل أن اسرِ بعبادي، والمعنى سر بهم ليلًا إلى أي مكان؟ يقول المؤلف: (إلى البحر) وما هو الدليل أنه إلى البحر؟ * طالب: ﴿فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾ [الدخان ٢٣، ٢٤]. * الشيخ: إي نعم، وكذلك أيضًا ما سيأتي في سياق هذه الآيات. (﴿إِنَّكُمْ مُتَّبَعونَ﴾ يتبعكم فرعون وجنوده فيلجُون وراءكم البحر فأنجيكم وأغرقهم) أمرهم الله أن يسيروا ليلًا، وإنما أُمروا أن يسيروا ليلًا لئلا يظهر أمرهم؛ لأنهم لو أرادوا أن يسيروا نهارًا وتجهزوا لشعر بهم آل فرعون، وحينئذٍ يمنعونهم أو يؤذونهم؛ فلذلك أُمِروا أن يسيروا بالليل. وفي هذا فائدة تُذكر إن شاء الله في الفوائد. قال: ﴿إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾ أُكِّدت هذه الجملة بـ(إن) مع أنها جملة أسمية أيضًا، إشارة إلى أنه لا بد أن آل فرعون يتبعونهم بدون تردد، فاتباعهم لهم أمر مؤكد، ولكنهم يتبعونهم طلبًا لهم لأجل أن يقضوا عليهم بعدما سروا ليلًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب