الباحث القرآني
﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ من قَبْلِهِمْ﴾ ليهدموا ما أسس الله تعالى من بنيان دينه، ﴿فأتى اللهُ﴾ أي: أمْرُ الله تعالى ﴿بنْيانَهُم منَ القَواعِدِ﴾ أي: من جهة أساطين ما بنوا عليه وخُربت من أصله وأُسّه، ﴿فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ﴾ وصار سبب هلاكهم، ﴿وأتاهُمُ العَذابُ مِن حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾ لا يتوقعون وهذا على سبيل التمثيل وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن المراد به نمرود حين بنى الصرح ليصعد إلى السماء فهبت الريح وألقت رأسها في البحر وخر عليهم الباقي وهم تحته وكان طولها خمسة آلاف ذراع، ﴿ثُمَّ يَوْمَ القِيامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ يذلهم، ﴿ويَقُولُ﴾ الله تعالي تقريعًا وتوبيخًا، ﴿أيْنَ شُرَكائِيَ﴾ في زعمكم ليدفعوا العذاب عنكم، ﴿الذِينَ كُنْتُمْ تُشاقُّونَ﴾: تحاربون، ﴿فِيهِمْ﴾ في سبيلهم، ﴿قالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ﴾ هم السادة في الدارين إظهارًا للشماتة وزيادة للإهانة، ﴿إن الخِزْيَ اليَوْمَ والسُّوءَ﴾ العذاب، ﴿عَلى الكافِرِينَ الَّذِينَ تَتَوَفاهُمُ المَلاِئكَةُ ظالِمِي أنفُسِهِمْ﴾ حال من مفعول تتوفى، ﴿فألْقَوُا السَّلَمَ﴾ سالموا وانقادوا عند الموت قائلين: ﴿ما كُنّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ﴾ كفر وعدوان، ﴿بَلى﴾ أي: فقالت الملائكة بلى، ﴿إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فيجازيكم، ﴿فادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّمَ﴾ أي: كل صنف بابها المعد له، ﴿خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوى﴾: منزل، ﴿المُتَكَبِّرِينَ﴾ عن عبادة الله جهنمُ.
﴿وقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أنزَلَ ربُّكم قالُوا﴾ أنزل، ﴿خَيْرًا لِلَّذِينَ أحْسَنوا﴾ مكافأة، ﴿فِي هَذِهِ﴾ الحياة، ﴿الدُّنْيا حَسَنةٌ ولَدارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ لهم، ﴿ولَنِعْمَ دارُ الُمتَّقِينَ﴾ دار الآخرة، ﴿جَنّاتُ عَدْنٍ﴾ خبر مبتدأ محذوف أو مخصوص بالمدح أو بدل من دار المتقين، ﴿يَدْخلُونَها تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنهار لَهمْ فيها ما يَشاءونَ﴾ كلُّ ما يشتهون يجدون فيها لا في الدنيا، ﴿كَذَلِكَ﴾ مثل هذا الجزاء، ﴿يَجْزِي اللهُ المتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفاهُمُ المَلاِئكَةُ طَيِّبِينَ﴾ طاهرين من الشرك وقيل: فرحين ﴿يَقُولُونَ﴾ أي: الملائكة ﴿سَلامٌ عَلَيْكُم﴾ لا يلحقكم بعد مكروه وقيل: يبلغونهم سلام الله تعالى، ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ﴾ المعدة لكم حين تبعثون ويمكن أن يكون المراد دخول أرواحهم الجنة قبل البعث كما في الحديث، ﴿بِما كنتمْ تَعْمَلُونَ هَلْ يَنظُرُونَ﴾ أي: هل ينتظر الكفرة، ﴿إلا أن تَأْتِيَهُمُ المَلاِئكَةُ﴾، لقبض أرواحهم، ﴿أوْ يَأْتِيَ أمْر ربِّكَ﴾، العذاب والهلاك أو القيامة يعني ما لهم إما أن يموتوا حتف أنفهم أو يقتلوا فكأنهم لا ينتظرون إلا فردًا من هذين لكن المؤمنون ينتظرون أنواع رحمة الله تعالى بعد الموت، ﴿كَذَلِكَ﴾ أي: مثل فعلهم من التكذيب، ﴿فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وما ظَلَمَهُمُ اللهُ﴾ بتعذيبهم، ﴿ولَكِن كانوا أنْفُسَهم يَظْلِمُون﴾ فاستحقوا به عذاب الله تعالى ﴿فَأصابَهم سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا﴾ أي: وبال سيئات عملهم، ﴿وحاقَ﴾: أحاط، ﴿بِهِم﴾ جزآء، ﴿مّا كانوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ﴾.
{"ayahs_start":26,"ayahs":["قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡیَـٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ","ثُمَّ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یُخۡزِیهِمۡ وَیَقُولُ أَیۡنَ شُرَكَاۤءِیَ ٱلَّذِینَ كُنتُمۡ تُشَـٰۤقُّونَ فِیهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ إِنَّ ٱلۡخِزۡیَ ٱلۡیَوۡمَ وَٱلسُّوۤءَ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ","ٱلَّذِینَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡۖ فَأَلۡقَوُا۟ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعۡمَلُ مِن سُوۤءِۭۚ بَلَىٰۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ","فَٱدۡخُلُوۤا۟ أَبۡوَ ٰبَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِینَ","۞ وَقِیلَ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ مَاذَاۤ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُوا۟ خَیۡرࣰاۗ لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣱۚ وَلَدَارُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ خَیۡرࣱۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِینَ","جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ لَهُمۡ فِیهَا مَا یَشَاۤءُونَۚ كَذَ ٰلِكَ یَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِینَ","ٱلَّذِینَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمُ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ","هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ أَمۡرُ رَبِّكَۚ كَذَ ٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ","فَأَصَابَهُمۡ سَیِّـَٔاتُ مَا عَمِلُوا۟ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ"],"ayah":"قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡیَـٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَشۡعُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق