الباحث القرآني
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (٣٧) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ [غافر ٣٦ - ٣٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى في قصة موسى مع فرعون: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾ فرعون هو ملك مصر، قيل: إنه اسم شخص أو إنه عَلَمُ شخصٍ، وقيل: إنه علم جنس، فإذا قلنا: إنه علم شخص صار اسمًا لشخص معين، وإذا قلنا: إنه علم جنس صار اسمًا لكل من ملك مصر كافرًا، وهذا هو الذي عليه الأكثر، لكن فرعون موسى علم شخص وعلم جنس أيضًا.
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا﴾ هامان وزيره، وقوله: ﴿ابْنِ لِي صَرْحًا﴾ يعني: مُرْ مَنْ يبني لي ذلك؛ لأن من المعلوم أن الوزير لن يباشر بناء الصرح ﴿صَرْحًا﴾ قال المفسر: (بناء عاليًا) يعني رفيعًا.
﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾ (لعل) هنا للتعليل، وهي تأتي للتعليل تارة، وللإشفاق تارة، وللترجي تارة.
فمن مجيئها للتعليل هذه الآية، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف ٢] هذه للتعليل، وكلما جاءت (لعل) في حق الله عز وجل فإنها للتعليل؛ لأن الرب عز وجل لا يَتَرَجَّى؛ إذ إن كل شيء عليه هين.
وتأتي للإشفاق مثل أن تقول: لعل الحبيبَ هالكٌ، يعني أخشى أن يكون هالكًا.
وتأتي للترجي مثل: حضرتُ إلى الدرس فلعلي أفهم، لو قلت: لعلي أفهم، احتُمِلَ أن تكون للتعليل، فإذا قلت: (فلعلي) صارت للترجي.
وتكون أيضًا للتَّوَقُّع كما لو قلت لشخص تخاطبه: لعلك فاهم.
وهذه المعاني التي تأتي للحروف بل وللأسماء أيضًا وللأفعال إذا كانت متعددة فالذي يُعَيِّنُها السياق وقرائنُ الأحوال.
قال: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ الأسباب جمع سبب، وهو كل ما يُوصِل إلى المقصود، فالسبب وسيلة، والمسبَّب غاية، فما هي الأسباب هنا؟ بَيَّنَها بقوله: ﴿أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ فأسباب السماوات محلُّها مما قبلها عطفُ بيان، تُبَيِّن الإبهام الموجود في الأسباب.
فإن قال قائل: لماذا لم يقع الكلام مبينًا مِنْ أَول الخطاب فيقال: لعلي أبلغ أسباب السماوات؟
قلنا: إن الإبهام أولًا ثم التفصيل والبيان ثانيًا أوقع في النفس؛ لأن الشيء إذا جاء مُبْهَمًا ثم بُيِّن صار البيان وقع عند تَشَوُّف النفس لمعرفة هذا المبهم، يعني: لو جاء الكلام مُبَيَّنًا من أول الأمر لكان سهلًا على النفوس، لكن إذا جاء أولًا مبهمًا تشوفت النفس لمعرفة هذا المبهم، ثم جاء البيان والنفس مستعدة لقَبوله مُتَشَوِّفَة إلى الوصول إليه.
﴿أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ قال المفسر: (طُرُقها الموصلة إليها ﴿فَأَطَّلِعَ﴾ بالرفع عطفًا على ﴿أَبْلُغُ﴾، وبالنصب جوابًا لابن) يعني أن فيها قراءتين سبعيتين: ﴿فَأَطَّلِعُ﴾ ﴿فَأَطَّلِعَ﴾، أما على قراءة الرفع فإنها معطوفة على ﴿أَبْلُغُ﴾، يعني: لعلي أبلغ السماوات فلعلي أطلع. وأما على قراءة النصب فإنها وقعت جوابًا ل﴿ابْنِ﴾، ﴿ابْنِ﴾: فعل أمر، وفعل الأمر يقع جوابه إذا كان مقرونًا بالفاء بالنصب ﴿فَأَطَّلِعَ﴾ فتكون الفاء هنا للسببية.
واعلم أن القراءتين الواردتين في القرآن الكريم هما أحد الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، فإن القرآن أُنْزِل على سبعة أحرف، ولما كان في زمن عثمان رضي الله عنه أمر أن يجعل القرآن على حرف واحد هو حرف قريش؛ يعني: لغتها، فهذه القراءات الموجودة ليست هي الأحرف السبعة، بل هي على حرف واحد.
الثاني: اعلم أن القراءتين كلتاهما صحت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأنها نُقِلَت بالتواتر.
ثالثًا: اعلم أنه لا ينبغي للإنسان أن يقرأ بين العامة بقراءة تُخالِف ما في أيديهم من المصاحف؛ لأن ذلك يوجب التشويش والارتباك واتهام القارئ، وربما تَهْبِطُ عظمةُ القرآن في نفوسهم بسبب هذا الاختلاف، أما فيما بينك وبين نفسك فالأفضل أن تقرأ بهذا تارة وبهذا تارة بشرط أن تكون عالمًا غيرَ مُتَخَبِّط، وإنا قلنا: إن هذا هو الأفضل لأن كل من القراءتين قد قرأ به النبي ﷺ، فيكون هذا مثل العبادات الواردة على وُجوهٍ متنوعة كالاستفتاحات والتشهد وما أشبه ذلك، لكن هذا متى؟ بينك وبين نفسك، أو في مقام التعليم إذا كنت تُعَلِّم طلبة.
﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ يعني: أَصِل إليه وأنظر هل هذا حق أو غير حق؟ ثم استدرك خوفًا من أن يقول أحد من جنوده: إنه حق فقال: (﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ﴾ أي موسى ﴿كَاذِبًا﴾ في أن له إلهًا غيري) قال هذا تمويهًا على أصحابه، وخوفًا أن يقع في نفوسهم شيء حين أمر وزيره أن يبني له صرحًا، قال: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ وفرعون في هذه المقالة كاذبٌ، هو لا يظن أن موسى كاذب، بل يعلم أنه صادق لقول الله تبارك وتعالى عن موسى أنه قال له أي لفرعون: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾ [الإسراء ١٠٢] قال هذا الكلام: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ﴾ قال هذا مُؤَكِّدًا إيَّاه بالقسم واللام وقد، ويخاطب هذا الرجل القادر على إنكار ما قاله موسى لو كان كَذِبًا قال له: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ فرعون هل له مانع يمنعه أن يقول: لم أعلم؟ لا، هو قادر، لكنه يعلم أنه يعلم أنه ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر.
وقال الله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا﴾ [النمل ١٤] هذه مفعول من أجله لـ﴿جَحَدُوا﴾ ما هي لـ(استيقن)، جحدوا بها ظلمًا، فالمهم أن قوله: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ هذه الجملة كَذِبٌ أو حق؟ هو كاذب، يقول: ﴿لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ وهو كاذب، هو يعلم أنه صادق، لكنه قال ذلك تمويهًا لقومه وخوفًا من أن يقع في قلوبهم شيء من الشك.
قال الله تعالى عن فرعون: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ يقول المفسر: (قال فرعون ذلك تمويهًا).
﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ ﴿وَكَذَلِكَ﴾ أي: مثل هذا الفعل أو مثل هذا التزيين، أيهما الذي على القاعدة؟ الثاني؛ لأننا قلنا: إن (كذلك) تكون مفعولًا مطلقًا للفعل الذي بعدها، أي: مثل هذا التزيين الذي زُيِّنَ لفرعون، وهذا التمويه والترويج لقومه زُيِّنَ لفرعون سوء عمله، ومَنِ الذي زَينه؟ الشيطان والنفس الأَمَّارة بالسوء، وقد يُقال: والله عز وجل؛ لأن الله يضل من يشاء، كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾، فالله تعالى زينه قدرًا بمعنى أنه حَجَب عنه الهدى، ثم زَيَّن له الشيطانُ والنفسُ الأمارة بالسوء أن يعمل هذا العمل.
﴿سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ ﴿السَّبِيلِ﴾ هنا فيها (أل) التي للعهد، أَيُّ العهود الثلاثة؛ الذكري أو الحضوري أو الذهني؟ الذهني، ﴿عَنِ السَّبِيلِ﴾ الذي هو سبيل الهدى؛ ولهذا قال المؤلف: (طريق الهدى وفيها قراءتان: ﴿صُدَّ﴾ بفتح الصاد وضمها) ﴿صُدَّ﴾ هذه بضم الصاد على أنها مبنية لما لم يُسَمَّ فاعله، ﴿صَدَّ﴾ بفتح الصاد على أنها مبنية لما سُمِّي فاعله، ولكن هل هي متعدية أو لازمة؟ هل معناه أنه صَدَّ بنفسه أو صد غيره؟ تشمل المعنيين؛ لأنها لفظ مشترك صالح للمعنيين جميعًا، والقاعدة في التفسير أن كُلَّ لفظ يصلح لمعنيين لا يتنافيان فإنه يُحْمَل عليهما جميعًا، إلا إذا كان في أحدهما ما يُرجِّحه فيعمل بما يترجح.
﴿وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ الكيد والمكر والخداع وما أشبهها كلها كلمات متقاربة، ومعناها أن يَتَوَصَّل الإنسان بالأسباب الخفية إلى مقصوده بِخَصْمِه، كل إنسان يقصد مِنْ خَصْمِه أن يكون مغلوبًا، فيتوصل إلى هذا بأسباب خَفِيَّة لا يعلم بها الخصم إلى الوصول إلى هذا.
فرعون كاد كيدًا في أن يقول لهامان: ابن لي صرحًا، من أجل أن يرقى على هذا الصرح فإذا وصل غايته نظر أمام الناس ثم نزل وقال: لم أجد رب موسى، وهذا تمويه ولا غير تمويه؟ تمويه، لا سيما على العامة، لا سيما على عامة كآل فرعون الذين قد بَهَرَهم هذا الظالم الطاغية، فكل شيء يكون عندهم حقيقة، لكن هل هذا الكيد ينفعه؟ قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ أي: إلا في خسار.
﴿مَا﴾ هنا حجازية أو تميمية؟
* طالب: حجازية.
* الشيخ: نعم، هي حجازية مهملة، يعني أنها لا تعمل، ما الذي أبطل عملها؟ الإثبات، وابن مالك يقول:
؎إِعْمَالَ لَيْسَ أُعْمِلَتْ مَا دُونَ إِنْ ∗∗∗ مَعَ بَقَا النَّفْيِ..................
والنفي هنا لم يبقَ، فعلى هذا نقول: هي مهملة لبطلان النفي وانتفائه ب(إلا).
* في هذه الآية فوائد:
* من فوائد هذه الآية: استعلاء فرعون وترفعه، وذلك بتوجيه الأمر إلى وزيره أن يبني له صرحًا، وتأملْ قوله: ﴿ابْنِ لِي﴾ ولم يقل: ابن؛ لأن هذا أعظم في الترفع والتعاظم، إذ لو قال: ابن، لكان لأي أحد يبني، فيه إبهام، لكن إذا قال: ﴿لِي﴾ دلَّ هذا على أنه استخدم هذا الرجل الذي هو الوزير استخدامًا تامًّا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن اتخاذ الوزراء كان عُرْفًا قديمًا سواء كان وزيرًا في الخيرِ أو وزيرًا في الشَّرِّ؛ فمن وزراء الخير قول موسى عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي﴾ [طه ٢٩، ٣٠] وقول علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سأله زعماء الشيعة وهم الرافضة عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فترحم عليهما، وقال في الثناء عليها: هما وزيرا جدي. يعني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فرفضوه؛ لأنهم قد زُيِّنَ لهم سوء عملهم بأن كل مَنْ أحب أبا بكر وعمر فقد أبغض عليًّا، وعلى هذا يكون النبي ﷺ مُبْغِضًا لعليٍّ، لأنه سُئِل أي الرجال أحب إليك قال: «أَبُو بَكْرٍ» » فعلى قاعدتهم يكون الرسول مبغضًا لعلي، فانظر كيف كانت عاقبة هذه القاعدة الفاسدة الباطلة.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: جواز نسبة الشيء إلى الآمر به دون فاعله، تؤخذ من قوله: ﴿ابْنِ لِي صَرْحًا﴾ وهو لا يريد أن هامان يتولى البناء بنفسه بل يأمر؛ لأنه وزير.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات علو الله تعالى العلوَّ الذاتي في الشرائع السابقة، تؤخذ من قوله: ﴿ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ [غافر ٣٦، ٣٧] فهذا يدل على أن موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أبلغه بأن الله في السماء.
وهذا أعني علو الله الذاتي أمر لا يُنْكَر؛ لأنه دَلَّت عليه جميع الدلائل: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة. كلها دلت على عُلُوِّ الله عز وجل العلو الذاتي، وأنه سبحانه وتعالى في السماء، وأنه لا يمكن أن يكون في الأرض، ونحن نُرَكِّز على هذه النقطة لأهميتها؛ لأنها تتعلق بالعقيدة.
أما القرآن فما أكثر الأدلة المتنوعة الدالة دَلالة قاطعة على علو الله الذاتي.
وكذلك السنة دَلَّت على ذلك قولًا وفعلًا وإقرارًا؛ النبي عليه الصلاة والسلام أثبت عُلُوَّ الله الذاتي بقوله وبفعله وبإقراره:
أما بقوله فإنه عليه الصلاة والسلام يقول في سجوده: «سُبْحَانَ رِبِّيَ الْأَعْلَى».
وأما في فعله فأشار إلى علو الله تعالى في الوقوف بعرفة حين خطب الناس وقال: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ».
وأما إقراره فبإقراره الجارية التي قالت: في السماء لما سألها: «أَيْنَ اللَّهُ؟».
وأما الإجماع: فقد أجمع السلف على ذلك، ما منهم أحد قال: إن الله ليس في السماء، وما منهم أحد قال: إن الله في الأرض، وما منهم أحد قال: إن الله لا يُوصف بعلو ولا سفول ولا محايذة ولا مجانبة؛ يعني ما منهم أحد قال: إن الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالخلق ولا منفصل كما قاله المعطلة.
فإذا قال قائل: نُسَلِّم أنه لم يَرِدْ عنهم النفي، فما هو دليل الإثبات؛ أنهم أثبتوا؟ فنقول: دليل ذلك أن كُلَّ نَصٍّ في القرآن والسنة لم يأت عن الصحابة خلافه فإننا نعلم علم اليقين أنهم يقولون به؛ لأن القرآن نَزَل بلغتهم ويعرفونه، فإذا خوطبوا بهذا ولم يَرِدْ عنهم خلافُه دَلَّ ذلك على أنهم قائلون به، وهذه نقطة مهمة تنفعك عند المناظرة مع الخصوم، إذا قال لك: أين قال الصحابة أن الله في العلو مثلًا؟ تقول: قال الصحابة ذلك؛ لأن كل نص جاء بإثبات العلو ولم يَرِدْ عن الصحابة خلافُه فإنهم قائلون به قطعًا؛ لأنه نزل بلغتهم وعرفوه وفَهِمُوه على ما أراد الله عز وجل.
وأما العقل: فلو سألتَ أيَّ إنسان هل العلو صفةُ كمالٍ أو النزول؟ لقال لك: العلو. ولو قلت: العلو صفةٌ أكمل أو المحاذاة؟ لقال لك: العلو؛ إذن فالعلو دَلَّ العقل على ثبوته لله عز وجل.
وأما الفطرة: فلا تسأل، اسأل عجوزًا من العجائز لم تقرأ في كلام المتكلمين المعطلين ماذا تقول لك؟ لو سألتها: أين الله؟ قالت: في السماء، ولا تعرف إلا ذلك، والعجب أن نفس القائلين بالنفي إذا دَعَوا الله عز وجل رفعوا أيديهم قَهْرًا عليهم إلى السماء، وهذا شيء مُسَلَّم.
وادعاؤهم أنهم يقولون: إن السماء قِبْلَةُ الداعي كما أن الكعبة قبلة المصلي، نقول: إذن أنتم تدعون السماء، فوقعتم في الشرك من حيث لا تعلمون، وعلى كل حال الحمد لله أن عُلُوَّ الله عز وجل أمر فطري لا يحتاج إلى تعلُّم ولا تكلف، ومع ذلك جميع الأدلة دلت عليه، ثم يأتي أقوام أعمى الله تعالى بصائرهم فيقولون: إن الله تعالى ليس في العلو، فماذا يقولون؟ استمع:
منهم من يقول: إن الله في كُلِّ مكان، وهؤلاء حلولية الجهمية، إن الله في كل مكان؛ في المساجد، في الأسواق، في البيوت، في الجو، في السماء، والعياذ بالله في المراحيض. في كل مكان، وهذا باطل كما تُبْطِل الشمس ظُلْمَة الليل؛ لأنه يلزم منه واحد من أمرين ولا بد:
إما أن يكون الله متعددًا، وإما أن يكون الله متجزئًا بعضه هنا وبعضه هناك، أو متعددًا واحد هنا وواحد هناك، هذا بقطع النظر عما يلزم عليه من اللوازم الفاسدة التي توجب أن يكون الله في أَقْذَر الأمكنة وأَنْتَنِ الأمكنة.
والقول الثاني لمن ينكرون علو الله الذاتي يقولون: لا نقول: إن الله فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه. وين يروح؟ عدم، يعني: قال بعض العلماء: لو قيل: صِفُوا لنا العدم لم نجد وصفًا أشمل من هذا؛ فحقيقة الأمر أنهم لا يعبدون الله، وأنه ليس لهم إله إطلاقًا.
نعود إلى التفسير فنقول: في الآية دليل على علو الله الذاتي.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن من بلاغة المتكلم أن يسلك أقرب الطرق إلى جَذْبِ المخاطب.
* ومنها: الإبهام ثم البيان؛ لقوله: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ [غافر ٣٦، ٣٧]، وهذا كثير في القرآن وفي كلام البشر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السماوات جمع وعدد؛ لقوله: ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ وهي -كما هو معروف سبعة- قال الله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ [النبأ ١٢]، وقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ﴾ [المؤمنون ٨٦] وهذا متفق عليه، وهل السماوات هذه مُتَرَاصَّة أو بينها فَجَوات؟ الجواب الثاني، ويَدُلُّ على ذلك دَلَالَةً قاطعة حديثُ المعراج؛ فإن النبي ﷺ كان يعرج من سماء إلى سماء.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن رؤساء الضلال وأئمة الضلال يَدْعُون الناس إلى الضلال بكلِّ ما يستطيعون، ويحاولون أن يَحُولوا بينهم وبين الحق؛ لقوله: ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ وقد بَيَّنَّا في التفسير لماذا قال هذه الكلمة، فلا تغتر برؤساء الضلال وأئمة الضلال وما يقولون من التمويه والدجل، وليس هذا مقصورًا على أئمة السلطة الذين لهم السلطة، بل حتى على أئمة الدعوة الذين يَدْعُون الناس إلى أفكارهم الهدامة وأخلاقهم السافلة، تجد عندهم من التمويه والتضليل ما يوجب أن يكون فَخًّا يقع به مَنْ ليس له بصيرة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عز وجل يبتلي العبد فَيُزَيِّن له سوءَ عمله؛ لقوله: ﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ﴾، ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ [الأنعام ١٠٨]، وقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ [فاطر ٨]. فاحرصْ على الانتباه لهذه المسألة، فإن الإنسان قد يُزَيَّن له سوءُ العمل. والتزيين نوعان:
النوع الأول: أن يرى الإنسان هذه السيئة حسنة، وهذا أعظم النوعين.
النوع الثاني: ألا يراه سيئًا فيميل إليه بهواه، ويقول: هذا سهل وليس فيه شيء. هذا من التزيين في الواقع؛ لأن مَنْ لا يرى السيئ سيئًا فإنه سيقع فيه، إما رغبة فيه؛ لأنه زُيِّنَ له، وإما لهوى في نفسه لأنه لا يراه سيئًا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن فرعون يَصُدُّ الناس عن سبيل الله، فهو من أئمة الصَّدِّ عن سبيل الله تعالى، وقد قال الله تعالى في آية أخرى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ﴾ [القصص ٤١] فاحذر هؤلاء الأئمة؛ لا يخدعونك، فإنهم يكيدون كيدًا، والله تعالى يكيد كيدًا لعبده المؤمن.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن فرعون أَمَر ببناء هذا الصرح مكايدةً لا حقيقة، وإلا فمن المعلوم أنه سوف يخسر نفقات كثيرة على هذا الصرح العالي، لكنه لغرضه وهواه لا يهتم بذلك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كيد المضلين -والحمد لله- في خسار، كل مضل فكيده في خسار؛ لأنه إذا كان كيد هذا الطاغية في خسار فمن دونه من باب أولى ولا شك، ولهذا حصر كيده في الخسارة، ما هو إلا في خسار، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق ١٥، ١٦] أي: كيدًا أعظم من كيدهم.
وقال تعالى: ﴿أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ﴾ [الطور ٤٢] وهذه من أعظم الآيات التي تفرِّح المؤمن أن كيد الكافر يجعله هو المكيد. وجاءت الآية بالجملة الاسمية ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ﴾ وبضمير الفصل إشارةً إلى ثبوت ذلك عليهم وتَأَكُّده، إلى ثبوته بماذا؟ بكونه جاء بالجملة الاسمية؛ لأن الجملة الاسمية -كما يقول أهل العلم- تفيد الثبوت والاستقرار، وجاء بالحصر عن طريق ضمير الفصل ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ﴾.
وهذه الآيات والحمد لله تُفَرِّح المؤمن، لكن لاحظوا أن هذا وعد الله عز وجل وهو لا يخلف الميعاد، لكنه يحتاج إلى سبب، أن يكون من المؤمن عمل مضاد، وأن المؤمن إذا عَمِل العمل المضاد لكيد الكافرين يَثِقُ بوعد الله ويقول: إن هذا الكيد سيكون عليهم وهم في خسارة منه.
أما أن نقول: إن الله يكيد لهم وهم المكيدون، ولكننا ننام على فُرُشِنا وندع السباع تأكل الغنم فهذا غير صحيح، لا بد من عمل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد ٧]، ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ [غافر ٣٧].
* طالب: صحيح (...) بعض المفسرين أن هامان لم يبن لفرعون فقط (...) يصدقه (...).
* الشيخ: هذا لا يظهر، لأن كونه يقول: ﴿ابْنِ لِي صَرْحًا﴾ [غافر ٣٦] ولا يبني هذا بعيد؛ إذ إنه سيقول والناس يسمعون، إما أن يكونوا حاضرين أو يبلغهم الخبر، وسيبني الصرح.
* طالب: لماذا نقول: إن فرعون استفاد أن الله سبحانه وتعالى من موسى هل يكون هذا بفطرته (...).
* الشيخ: نعم، سواء كان بفطرته أو بدعوة موسى، لكنه إذا قلنا: بدعوة موسى ما بقي علينا شيء، أما بفطرته فقد تكون انحرفت كما جاء في الحديث: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٣٥٨)، ومسلم (٢٦٥٨ / ٢٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]]، لكن الشيء المؤكد لدينا الآن هو قول موسى وتقريره بأن الله في السماء.
* طالب: بالنسبة لقراءات ابن مسعود هل هي ثابتة أم هو تفسير من الصحابي على أنها قرآن؟
* الشيخ: أيهم؟
* الطالب: قراءات ابن مسعود مثلاً (...) تفسير ابن كثير: وقرأ ابن مسعود هل هو تفسير من الصحابي للقرآن؟
* الشيخ: لكن هات لي مثالًا.
* الطالب: كقراءته في آيات الكفارة: (ثلاثة أيام متتابعة)، هل هي قراءة سبعية مثلًا يُقْرَأ بها، أو هو تفسير من الصحابي؟
* الشيخ: هي ليست بسبعية، لكن إذا صحت القراءة سندًا فالصحيح جواز القراءة بها لا في الصلاة ولا في خارج الصلاة، وأما قول بعضهم: إنه لا يجوز القراءة إلا بالسبعيات وأنه لو قَرَأ بقراءة غير سبعية مما صح عن الرسول ﷺ فإن صلاته تبطل فهو ضعيف، ثم إن كلمة: (متتابعة) ليست تفسيرًا بل هي قيد، وابن مسعود رضي الله عنه لا يقرأ قراءة تكون قيدًا في مطلق إلا وقد سمعها من الرسول ﷺ:
* طالب: بالنسبة يا شيخ لقراءة معينة لا بد أن يعرف لأي من القراء ولَّا يكفي أنه يعرف ويوقن تمامًا أنها سبعية؟
* الشيخ: لا، ما هو لازم؛ لأن المهم النقل، إذا قال لك إنسان: فيها قراءة كذا، لا بد أن تعرف أن الناقل ثقة، فإذا علمت أنه ثقة فلا حاجة أن تعرف من القارئ من القراء السبعة ما هو لازم.
{"ayahs_start":36,"ayahs":["وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ یَـٰهَـٰمَـٰنُ ٱبۡنِ لِی صَرۡحࣰا لَّعَلِّیۤ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَـٰبَ","أَسۡبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰۤ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّی لَأَظُنُّهُۥ كَـٰذِبࣰاۚ وَكَذَ ٰلِكَ زُیِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِیلِۚ وَمَا كَیۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِی تَبَابࣲ"],"ayah":"أَسۡبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰۤ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّی لَأَظُنُّهُۥ كَـٰذِبࣰاۚ وَكَذَ ٰلِكَ زُیِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِیلِۚ وَمَا كَیۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِی تَبَابࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق