الباحث القرآني
ثم قال: ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾ (إن) هنا بمعنى (ما)، وعلامة ذلك -أي: علامة كون (إن) بمعنى (ما)- أن تأتي بعدها (إلا)، هذه العلامة على أنها تكون بمعنى (ما)، ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة ١١٠] المعنى: ما هذا، ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيم﴾ [يوسف ٣١] المعنى: ما هذا إلا ملك كريم، ﴿إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ﴾ [فاطر ٢٣] أي: ما أنت إلا نذير، فـ (إن) تأتي بمعنى (ما)، وعلامتها أيش؟ أن يأتي بعدها (إلا).
كما أن (إنْ) لها معاني متعددة، ولا مانع أن نسوقها الآن ليعرفها إخواننا الذين لم يسبق لهم فيها علم: تأتي نافية، وتأتي مخففة من الثقيلة مثبِتة عكس النافية، تأتي مخففة من الثقيلة مثبِتة؛ لأن المخففة من الثقيلة تفيد التوكيد؛ إذ أنها هي (إنَّ) لكن خففت، فتكون أيش؟ للتوكيد، عكس (إنْ)؛ لأنها للنفي، قال الشاعر:
؎...................... ∗∗∗ وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ الْمَعَادِنِ
يفتخر بقومه ويقول:
؎...................... ∗∗∗ وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَالْمَعَادِنِ
أي: وإنَّ مالكًا كانت كرام المعادن.
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران ١٦٤] (إن كانوا) بمعنى (إنَّ)، أين اسمها؟ اسمها يقولون: إنه ضمير الشأن محذوف، كلما جاءت، والتقدير: وإنه، أي: الشأن، أو: وإنهم، أي: القوم، يعني بعضهم يقول: لا نقدر ضمير الشأن، نقدر ضميرًا مناسبًا للسياق، فإذا كانوا جماعة قلنا: التقدير: إنهم ولا مانع.
على كل حال، هذه (إنْ) مخففة من الثقيلة، وهي على العكس من (إنْ) النافية؛ لأنها للإثبات وتوكيد الإثبات بخلاف (إنْ) النافية.
تأتي (إنْ) شرطية وهي كثير، مثل؟ ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال ٣٨].
تأتي زائدة، يعني وجودها كالعدم، كقول الشاعر:
؎بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ∗∗∗ وَلَا صَرِيفٌوَلَكِــــــــــــــــــــــــــــــــــــنْ أَنْتُمُالْخَزَفُ
الشاعر يهجو هؤلاء القوم يقول: لا أنتم ذهب ولا فضة بل أنتم خزف، و«النَّاسُ مَعَادِنُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٤٩٣)، ومسلم (٢٥٢٦ / ١٩٩) من حديث أبي هريرة. ]] كما قال النبي عليه الصلاة والسلام؛ معدن طيب ومعدن رديء، كم الأقسام؟ الأقسام أربعة. عدَّ الخمسة؟
* طالب: نافية.
* الشيخ: نافية.
* طالب: وزائدة.
* الشيخ: وزائدة، عد؟
* طالب: مخففة من الثقيلة.
* الشيخ: مخففة من الثقيلة.
* طالب: نافية.
* الشيخ: ونافية.
* طالب: بمعنى (ما).
* الشيخ: هي النافية، ما تأتي مخففة من الثقيلة.
على كل حال هي في هذه الآية الكريمة ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا﴾، نقول: (إنْ) نافية، أي: ما يدعو هؤلاء المشركون من دون الله -أي سوى الله- إلا إناثًا.
ما معنى قوله: ﴿إِلَّا إِنَاثًا﴾ قيل: إن أسماء هذه الأصنام أسماء إناث: اللات، العزى، مناة، هذه كلها أسماء إناث. والمؤنث دون المذكر، لا في قوته، ولا في مرتبته، ولا في مقامه، ولا في كل شيء، ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة ٢٢٨].
وقيل: المعنى ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا﴾ أي: إن يدعون إلا شيئًا مثل الإناث لا يدفع عن نفسه، فكيف يدفع عن غيره؟
وعلى هذا القول: يدخل في ذلك الأصنام المذكرة مثل هُبل، هُبل مذكَّر ومع ذلك يعبد من دون الله، وعلى هذا يكون هذا القول أولى بالصواب؛ لأنه أعم، ولأنه يدل على حقيقة هذه الأصنام وأنها لا تدفع عن نفسها شيئًا، فكيف عن غيرها؟!
﴿وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾ أي: وما يدعون إلا شيطانًا مريدًا.
والدعاء هنا بمعنى العبادة، يعني: وما يعبدون إلا الشيطان، والعبادة هنا بمعنى الطاعة، يطيعون الشيطان، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس ٦٠، ٦١]، فالشيطان يأمرهم بالشرك فيشركون، فيكون شركهم بالشيطان شرك أيش؟
* الطلبة: طاعة.
* الشيخ: شرك طاعة، وشركهم في الأصنام شرك عبادة يعبدونها، وقوم هذه حالهم لا خير فيهم، لا يعبدون إلا ما لا ينفعهم، ولا يأتمرون إلا بأمر الشيطان.
قال الله تعالى: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ الضمير يعود على الشيطان.
﴿مَرِيدًا﴾ ﴿شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾ (المريد) هو: البالغ في العدوان والعُتُوِّ غايتَه.
والشياطين أقسام: منهم مَريد، ومنهم من ليس مَريدًا؛ ولهذا جاء في أحاديث تصفيد الشياطين في رمضان في بعض الألفاظ: «تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ»[[أخرجه النسائي (٢١٠٦)، وأحمد (٧٩١٧) واللفظ له من حديث أبي هريرة.]]، أي: القوم العُتاة، الشياطين العتاة الأقوياء في عُتوهم.
﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ اللعن بمعنى الطرد والإبعاد عن رحمة الله عز وجل، وهل هذا خبر أو دعاء؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، يتعين أن يكون خبرًا؛ لأنه ممن؟ من الله، والله تعالى يفعل ولا يدعو على أحد، فالله تعالى يخبر بأن الله لعنه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّين﴾ [ص ٧٨]، والآية الثانية: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الحجر ٣٥]، فلعنة الله ولعنة اللاعنين على إبليس إلى يوم الدين.
قال تعالى: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ ﴿وَقَالَ﴾ الفاعل من؟
* طالب: الشيطان.
* الشيخ: لا، الفاعل، ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ﴾ هي معطوفة على أيش؟
* طالب: استئناف.
* الشيخ: الواو للاستئناف، أحسنت، الواو للاستئناف؛ ولهذا يتعين الوقوف على قولك: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ قف، ﴿وَقَالَ﴾ أي: الشيطان، ﴿وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾.
مقول القول هو جملة ﴿لَأَتَّخِذَنَّ﴾، وهذه الجملة -كما تشاهدون- مؤكدة بكم مؤكد؟
* طالب: اللام، ونون التوكيد، والقسم المقدر.
* الشيخ: اللام، ونون التوكيد، والقسم المقدر، إذن بثلاث مؤكدات.
﴿قَالَ﴾ يعني: لله. ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ ﴿نَصِيبًا﴾ مفعول (أتخذ). المعنى: أتخذهم أولياء أتولاهم ويتولوني.
و(النصيب) الجزء من الشيء، فما هذا النصيب؟ هذا النصيب أكبر بكثير من النصيب السالف؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن الله يقول يوم القيامة: «يَا آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ: أَخْرِجُ مِنْ ذُرِّيَتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ. وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُ مِئَةٍ وَتِسْعٌ وَتِسْعِينَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٣٤٨)، ومسلم (٢٢٢ / ٣٧٩) من حديث أبي سعيد الخدري.]].
لكن يجب أن نعلم أن الشيطان لم يقل: لأتخذن من بني آدم، قال: ﴿مِنْ عِبَادِكَ﴾، وعبادك أيش؟ أعم وأشمل من بني آدم؛ ولهذا قال: ﴿نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ وهم الذين أغواهم من بني آدم، وهم بالنسبة لبني آدم أيش؟ أكثر بكثير.
فعليه نقول: هل المراد بالعباد هنا بنو آدم؟ نشوف، إن قيل: هم بنو آدم صار من باب العام الذي يراد به الخاص، وحينئذٍ يكون هذا النصيب المفروض أكثر بكثير من الذي سلم من إغوائه.
إذا قلنا: المراد بالعباد ما يشمل كل الخلق، الملائكة من عباد الله، كما قال الله تعالى عنهم: إنهم ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُون﴾ [الأنبياء ٢٦]، كذلك أيضًا كل المخلوقات متذللة لله عز وجل تذللًا شرعيًّا أو تذللًا قدريًّا، وعلى هذا يكون النصيب المفروض بالنسبة للعباد على سبيل العموم قليلًا، يكون قليلًا، لكنه بالنسبة لبني آدم كثير؛ لأن بني آدم تسع مئة وتسعة وتسعين كلهم في النار، وواحد من الألف في الجنة.
وقوله: ﴿نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ الفرض بمعنى الحتم، يعني: مُحَتَّمًا مقدَّرًا، وقد أعطاه الله عز وجل ذلك، ومكنه من إضلال بني آدم لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، ولكنه توعد من تابعه فقال: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص ٨٥].
﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ﴾ يتخذهم أولياء يتولاهم ويتولونه ويضلهم أيضًا، عن أيش؟ عن صراط الله عز وجل، سواء من هذه الأمة أو من غيرها، والجملة هنا مؤكدة بما أكدت به الجملة قبلها، أي: بثلاثة مؤكدات، ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ﴾ أي: عن الصراط المستقيم.
﴿وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ﴾ يعني: أعدهم بالأماني، وفعلًا وقع هذا لآدم؛ حيث قال له الشيطان: ﴿هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ﴾ أيش؟ ﴿وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ [طه ١٢٠]، ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [الأعراف ٢١]، فنسي آدم عليه الصلاة والسلام أن الله نهاه وقال: ﴿لَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ [الأعراف ١٩]، لكن وعدهم بالأماني وقال: ﴿أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ﴾ يعني: على الشجرة التي إذا أكلتها أيش؟ تخلد ويصير لك الملك الذي لا يبلي.
فالشيطان إذن يُمَنِّي بني آدم، يُمَنِّيه بعدة أماني؛ منها: أنه يسهل عليه أمر المعصية، يقول: هذه سهلة، هذه صغيرة، تقع مكفرة بالصلوات، تقع مكفرة بالعمرة، وهكذا، وما علم المسكين الذي أضله الشيطان أن الصلوات والعمرة إلى العمرة، وما أشبه من ذلك مما يكفر من الذنوب لا بد أن تكون كاملة، ومَن الذي يأتي بكمال الصلاة؟!
أكثر الناس الآن صلواتهم تصل إلى حد أيش؟ الإجزاء، وعسى أن تصل إلى حد الإجزاء.
كذلك أيضًا يقول: هذه سهلة، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ يُمَنِّيه فيقول: أنت لو فُرِضَ أنك متَّ على الإصرار على المعصية فلك أولاد صالحون يدعون لك، و«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ»[[أخرجه مسلم (١٦٣١ / ١٤) من حديث أبي هريرة.]]، وهلم جرَّا، المهم أنه يوقع الأماني في نفوسهم بأشكال كثيرة.
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾ آمرنهم أمرًا صريحًا مواجهة، أو أمر وحي من داخل النفس؟ الثاني، وربما يتصور الشيطان بصورة إنسي فيأمره أمرًا صريحًا، لكن الأصل أنه أمر داخلي يأمره أن يفعل كذا وكذا؛ ولهذا قال: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾ الفاء هذه عطف، وهي معطوفة على (آمر)، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد أنها تدل على تمام الانقياد من هؤلاء.
﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ (يبتكن) أي: يقطعن، وإعراب (يبتكن)؟
* طالب: الفاء تفريعية.
* الشيخ: إعرابها.
* طالب: مفرعة عما قبلها.
* الشيخ: لا لا، ما هي مفرعة، عاطفة؛ لأن المفرِّع يكون واحدًا تفرع كلامه آخره على أوله، الفاء عاطفة تدل على الترتيب والتعقيب، اللام؟
* طالب: اللام لام ابتداء.
* الشيخ: هي دخلت على المبتدأ حتى تكون لام الابتداء؟! لام الابتداء هي التي تدخل على المبتدأ.
* طالب: (...).
* الشيخ: بعضهم: يقول: موطئة للقسم؛ يعني: تمهد للقسم؛ لأنه يقدر قبلها، كمل؟
* الطالب: (يُبَتِّكُنَّ) فعل مضارع.
* الشيخ: (يبتكن) كلها فعل مضارع؟!
* الطالب: (يبتك) فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر.
* الشيخ: اعرب أولًا، كمل إعراب الفعل قبل.
* الطالب: (يبتك) فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والنون للتوكيد.
* الشيخ: لماذا لم يبن الفعل مع أنه نون التوكيد؟
* الطالب: لأنه غير مباشر.
* الشيخ: غير مباشر، إذن لا بد تقدر النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو؟
* الطالب: محذوفة لالتقاء الساكنين.
* الشيخ: والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين؟ وأيش؟ مفعول به؟!
* طالب: هي فاعل.
* الشيخ: فاعل، طيب، والنون؟
* طالب: النون محذوفة.
* الشيخ: لا، النون موجودة.
* طالب: النون نون التوكيد.
* الشيخ: أصل الكلمة هذه: فليبتكونن آذان الأنعام، حذفت النون الأولى كراهة توالي الأمثال، ولم تحذف نون التوكيد؛ لأنه أتي بها لعلامة، لو حذفت لفاتت هذه العلامة، ثم حذفت الواو، لما حذفت النون الأولى التقت النون الثانية وأولها ساكن بالواو الساكنة، فالتقى ساكنان، وابن مالك رحمه الله يقول:
؎إِنْ سَاكِنَانِ الْتَقَيَا اكْسِرْ مَا سَبَقْ ∗∗∗ وَإِنْ يَكُنْ لَيْنًا فَحَذْفَهُاسْتَحَقْ
وهنا الأول لين ولا غير لين؟ لين، يعني: أحد حروف العلة فيحذف.
المعنى ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ﴾ أي: فليقطعن آذان الأنعام، وليس مجرد التقطيع داخلًا في الآية، لكنهم يقطعون آذان الأنعام علامةً على أنها محرمة؛ لأنهم يحرمون ما أحل الله، ويحلون ما حرم الله، فعندهم قواعد وضوابط معروفة، قوانين وضعية ما هي شرعية.
إذا ولدت البعير كذا وكذا بطنًا، خلاص يجب أن تُطْلِقَها، العلامة؟ قطع الأذن، وهذا هو المذكور في قوله تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ﴾ [المائدة ١٠٣] لكنها مفسَّرة، هذا التقطيع، وليسوا يقطعونها علامة ودليلًا على أنها ملك فلان، كما لو قطعوها على أنها وسم، لا، يقطعونها اعتقادًا باطلًا أنها أصبحت حرة، لا تُركب ولا يحمل عليها، ولا يستسقى من لبنها، ولا غير ذلك.
والأنعام جمع نَعَم، كأسباب جمع سَبب، والنَّعَم يطلق على ثلاثة أشياء: الإبل والبقر والغنم.
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾.
* طالب: شيخ، قلت: إنه مؤكد بثلاث توكيدات، التوكيد مقدر ما هو موجود؟
* الشيخ: كيف؟ وأيش الكلمة التي تريدها؟
* طالب: ﴿وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ﴾ المقدر -يا شيخ- أو المحذوف ما ينافي التوكيد، التوكيد يذكر؟
* الشيخ: لا لا، إذا دل دليل على المحذوف فكأنه موجود، وهنا فيه دليل، قال ابن مالك في الألفية قاعدة من القواعد أيش هي؟
؎وَحَذْفُ مَا يُعْلَمُ جَائِزٌ... ∗∗∗ ......................
وهذا وإن كانت في المبتدأ والخبر لكن ينبغي أن تكون عامة.
* طالب: التسع مئة وتسعة وتسعون الذين في النار هل هذا قبل التأبيد فيشمل العصاة من المسلمين أو بعد التأبيد فيخص الكفار؟
* الشيخ: لا، هذا المراد بعد التأبيد، المراد بتسع مئة وتسعة وتسعين الذين يؤبدون في النار.
* طالب: ذكرتم أن قوله تعالى: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ جملة خبرية. والبلاغيون يقولون: إن الجملة الخبرية هي ما يصدق عليها الكذب أو الصدق، تحتمل الصدق فهل هذا (...)؟
* الشيخ: لا، بذاته، بقطع النظر عن المخبر به؛ ولذلك قول مسيلمة: إنه رسول. هذا لا يحتمل الصدق.
وقول محمد: إنه رسول. لا يحتمل الكذب (...).
* * *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ هذا معطوف على ما سبق؛ على قوله: ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ إلى قوله: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ﴾؛ يعني أن الشيطان يأمر عباد الله عز وجل أن يغيروا خلق الله، فما المراد بخلق الله؟ هل المراد به الفطرة التي فطر الناس عليها، فيكون المعنى: أنه يُغَيِّر فطرة الخلق من التوحيد إلى الشرك، ومن اليقين إلى الشك، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ﴾ أيش؟ ﴿لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم ٣٠].
أو المراد بتغيير خلق الله الوَشْم والوَشْر والنَّمْص وما أشبه ذلك؟
قولان للعلماء، والصواب: أنه شامل، بناء على قاعدة التفسير المشهورة: أنه متى ذكر في الآية قولان لا تضادَّ بينهما والآية تحتملهما، وجب حملها على المعنيين جميعًا؛ وعلى هذا فهو يأمرهم أن يغيروا خلق الله الذي هو الفطرة التي فطر الناس عليها، وخلق الله التغيير الحسي بالتفليج والوشم والوَشْرِ وغير ذلك؛ لأن هذا أعم.
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ صدق الله ﴿مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ﴾ أي: يجعله ﴿وَلِيًّا﴾ أي: متولَّى؛ أي: يتولى الشيطان ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾.
وتولِّي الشيطان يكون بطاعته، فمن أطاع الشيطان وعصى الرحمن فقد خسر خسرانًا مبينًا، والخسران ضد الربح، بل إن الخاسر هو الذي لم يحصل ولا على رأس ماله، فهو لم يربح بل خسر.
وقوله: ﴿مُبِينًا﴾ مشتقة من (أبان)، فهي مشتقة من فعل رباعي، وأصلها (مُبْيِن)، لكن نقلت حركة الياء للساكن الصحيح قبلها، ونقل السكون اللي ما على قبلها إليها، فصارت (مبينًا).
قلت: إنها من (أبان)، و(أبان) يصلح أن يكون لازمًا وأن يكون متعديًّا؛ تقول: بان الفجر، وأبان الفجر. فإذا جعلناها من اللازم ﴿مُبِينًا﴾ صارت بمعنى: بَيِّن واضح، وإذا جعلناها من المتعدي (أبان الشيء يعني: أظهره) صار المعنى أنه خسارة تظهر ذلك في من خسر وتتضح.
قال الله تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ ﴿يَعِدُهُمْ﴾ الضمير؛ ضمير الفاعل يعود على ﴿الشَّيْطَانُ﴾.
والهاء ضمير المفعول به يعود على العباد الذين أضلهم الشيطان.
يعدهم بماذا؟ يعدهم بأشياء يتمنونها ويرجونها فيتبعونه؛ فمثلًا يقول له: افعل هذه المعصية وتب إلى الله، افعل هذه المعصية وهي صغيرة، افعل هذه المعصية ولك كذا وكذا، كما قال لآدم: ﴿هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾.
﴿وَيُمَنِّيهِمْ﴾ يعني: يُرَجِّيهم ويفتح أمامهم الآمال الكاذبة.
﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ وهنا إظهار في موضع الإضمار، وكان مقتضى السياق أن يقول: (وما يعدهم إلا غرورًا)، لكنه أظهر في مقام الإضمار لإظهار عداوته، كما قال تعالى: ﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا﴾.
وقوله: ﴿إِلَّا غُرُورًا﴾ يعني: إلا خداعًا وباطلًا.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (١٢١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (١٢٢) لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (١٢٤) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)﴾ [النساء ١٢٠- ١٢٥].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان حقيقة الأصنام، وأنها من الجنس الضعيف؛ لقوله: ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا﴾، وقد سبق لنا في التفسير هل المعنى أنهم يسمون الأصنام بأسماء الإناث، أو أن هذه الأصنام لضعفها مثل الإناث بالنسبة للذكور.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الطاعة تسمى دعاء وعبادة؛ لقوله: ﴿وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن الشيطان يغوي بني آدم حتى يضلهم إلى هذا الحد، فيجعلهم عبادًا له..
تسمى دعاءً وعبادة؛ لقوله: ﴿وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن الشيطان يغوي بني آدم حتى يضلَّهم إلى هذا الحد، فيجعلهم عبادًا له، وقد سبق لنا هل كلمة (مَريد) صفة كاشفة، أو صفة مقيِّدة، بمعنى: هل الشياطين كلهم مردة أو أنهم ينقسمون؟ ذكرنا في هذا قولين؛ يحتمل أن هذا صفة كاشفة، والمعنى: أن كل شيطان فهو مريد، ويحتمل أنها صفة مقيِّدة، وأن الشياطين ينقسمون إلى مردة ودونهم.
ثم قال تعالى: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾، إلى آخره.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله لعن الشيطان؛ لقوله: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من الانصياع لأوامر من لعنه الله؛ لأن هذه الجملة كالتعليل لذمهم حينما عبدوا الشيطان.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشيطان أقسم بأن يتخذ من عباد الله نصيبًا مفروضًا؛ لقوله: ﴿وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾.
* ومن فوائدها: إثبات القول للشيطان، وأنه يقول كما أنه يفعل أيضًا، وقد أخبر النبي ﷺ «أَنَّهُ يَأْكُلُ وَيَشَرَبُ بِشِمَالِهِ»[[أخرجه مسلم (٢٠٢٠ / ١٠٦) بلفظ: «فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِهَا» من حديث ابن عمر.]]، فهو يقول ويفعل، ويُمنِّي ويَعِد ويغُرُّ.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة أيضًا: أن نصيب الشيطان من عباد الله مفروض، أي: مقدَّر لا بد أن يكون، وهذا كقوله تعالى في سورة هود: ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [هود ١١٩].
ثم قال: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ﴾، إلى آخره.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشيطان أقسم قسمًا مؤكَّدًا أن يُضلَّ هؤلاء النصيب الذين فُرِضوا له، وهذا القسَم له مدلوله.
* فيتفرع عليه: أنه يجب علينا أن نحذر من وساوس الشيطان؛ لأنها كلها ضلال.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذا الإضلال الذي يقع من الشيطان لبني آدم مصحوب بالأمنيات، بمعنى أنه يُدخل عليهم الأماني وأنهم ينالون خيرًا، وأن المعاصي لا تضرهم، وأن التوبة قريبة، وما أشبه ذلك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الحذر ممن يضلك ويُدخل عليك الأماني الكاذبة؛ لأن الضلال كله شر.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم قطع آذان الأنعام إذا كانت على الوجه الذي يستعمله أهل الجاهلية، وقد سبق أن أهل الجاهلية يقطعون آذان الأنعام للإشارة إلى أنها محرمة مُسيَّبة، فهل يقال -بناء على ذلك-: لو أن الإنسان قطع آذان الأنعام لمصلحة دنيوية فهل يجوز أو لا؟ الجواب: يجوز؛ لأن هذا ليس من أوامر الشيطان.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الشيطان يأمر بني آدم فيُغَيِّرون خلق الله؛ لقوله: ﴿فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾، وهل المراد تغييرهم خلقَ الله تعالى بالأنعام أو هو عام؟
الصواب: أنه عام، وقد مر علينا ذلك في التفسير، وأشرنا إلى حديث عبد الله بن مسعود.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأصل في تغيير خلق الله أيش؟ المنع؛ لأنه من أوامر الشيطان، وقولنا: الأصل، احترازًا من تغيير خلق الله الذي أمر الله به، كحلق العانة، والشارب، ونتف الإبط، وما أشبه ذلك، فإن هذا من التغيير ولكنه مأذون فيه، فلا يدخل في أوامر الشيطان؛ إذ إن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء.
وهل من تغيير خلق الله صبغ الشيء بالسواد؟
الجواب: نعم؛ لأن هذا الذي صبغ بالسواد أراد أن يعيد نفسه شابًّا، فيغير خلق الله من الشيخوخة إلى الشباب؛ ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بتغيير الشيب بغير السواد[[أخرجه مسلم (٢١٠٢ / ٧٩) بلفظ: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» من حديث جابر بن عبد الله.]].
وهل يدخل في تغيير خلق الله الوشم والوشر والنمص؟ نعم، كل هذا داخل.
وهل يدخل في تغيير خلق الله حلق اللحية؟ نعم، يحتمل أن يقال: إنه داخل، لا سيما إذا أصرَّ الإنسان عليه وواظب عليه، ويحتمل أن يقال: إن هذا ليس تغييرًا؛ لأن اللحية تنبت، وإذا كانت تنبت لم يغير الخلق، لكن غالب الذين ابتُلُوا بحلق اللحية يستمرُّون عليه، فيكون عملهم هنا محاولة لتغيير خلق الله عز وجل، وقد صرَّح بعض العلماء بأن حلق اللحية من تغيير خلق الله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التحذير من اتخاذ الشيطان وليًّا؛ لقوله: ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ﴾.
فإن قال قائل: بماذا نعرف أن هذا الرجل موالي للشيطان أو لا؟
نقول: كل من عصى الله فإنه مُوَالٍ للشيطان، لكن الولاية قد تكون عامة، وقد تكون خاصة، فإذا أطاع الشيطان في الكفر والشرك كانت الولاية عامة، وإذا أطاعه في معصية من المعاصي كانت خاصة، وليُعلَم أنه يفوت من ولاية الإنسان لربه عز وجل إذا والى الشيطان بقدر ما والى به الشيطان.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن أكثر الخلق قد خسروا؛ لأن أكثر الخلق قد اتخذوا الشيطان وليًّا من دون الله.
* ومن فوائد قوله: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ﴾ إلى آخره: التأكيد على التحذير من الشيطان ووعده وأمانيّه، فتكون الجملة الأخيرة ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ﴾ تكون تأكيدًا لقوله: ﴿وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من غرور الشيطان، وإدخال الأماني والرجاء؛ لقوله: ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾.
{"ayahs_start":117,"ayahs":["إِن یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦۤ إِلَّاۤ إِنَـٰثࣰا وَإِن یَدۡعُونَ إِلَّا شَیۡطَـٰنࣰا مَّرِیدࣰا","لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِیبࣰا مَّفۡرُوضࣰا","وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا","یَعِدُهُمۡ وَیُمَنِّیهِمۡۖ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا"],"ayah":"لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِیبࣰا مَّفۡرُوضࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق