الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ إلى آخره، فنسأل لماذا صار اسم (كان) منصوبًا؟
* طالب: لأن بطل عملها كان.
* الشيخ: فإذا بطل عملها نُصِب اسمها! يقتضي إذا بطل عملها أن يُرفع على المبتدأ؛ لأن الأصل أنه مرفوع؟
* الطالب: ما هو اسمها هذا خبرها.
* الشيخ: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ﴾.
* الطالب: هذه تامة.
* الشيخ: وإذا كانت تامة وجب نصب اسمها!
* الطالب: لا، هنا يا شيخ ناقصة.
* الشيخ: ناقصة، طيب إذا كانت ناقصة فهي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
* الطالب: الله أعلم.
* الشيخ: الله أعلم، جزاك الله خيرًا.
* طالب: خبر كان مقدم هذا (قولَهم).
* الشيخ: خبر كان مقدم؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: وين اسمها؟
* الطالب: المصدر المؤول ﴿أَنْ قَالُوا﴾.
* الشيخ: (أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر؟ إيه إذن وما كان قولَهم إلا قولُهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا، واضح؟ هل يجوز أن يقدم خبر (كان) على اسمها؟
* طالب: يجوز.
* الشيخ: يجوز أن يقدم خبر كان على اسمها، عندك شاهد لذلك؟
* الطالب: نعم، قوله: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ﴾.
* الشيخ: أنا قلت: عندك شاهد، معناه أن اللي معنا هو الأصل، نبغي شاهدًا له؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: قول ابن مالك: ؎................. ∗∗∗ ......كَكَانَ سَيِّدًا عُمَرْ* الشيخ: هذا ما هو شاهد؛ لأن علماء النحو ما يُستشهد بأقوالهم.
* طالب: (...) لكن الأصل يا شيخ (...).
* الشيخ: (...) إذا جاءنا شاهد من كلام العرب أو من القرآن الكريم أو من نبي.
* طالب: قوله: ﴿كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ [الإسراء ٣٠] ﴿بِعِبَادِهِ﴾ جار ومجرور خبر، ﴿خَبِيرًا﴾..
* الشيخ: لا، الخبير ما هو الخبر، ما يستقيم.
* طالب: (...) أصلهما المبتدأ والخبر، والمبتدأ والخبر يجوز تقديم الخبر فيه على المبتدأ.
* الشيخ: بس مو شاهد.
* طالب: قوله: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ [الأعراف ٨٢].
* الشيخ: ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ يكفي، طيب، هذا قُدِّم الاسم على الخبر.
* طالب: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم ٤٧].
* الشيخ: نعم ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، هذا في القرآن، في اللغة العربية: ؎................. ∗∗∗ فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ * طالب: شيخ أحسن الله إليك، ذكرنا أن سبب الكسر في ﴿رِبِّيُّونَ﴾ هو النسبة.
* الشيخ: إنه بالنسب تغير بالنسب.
* طالب: إيه، أحسن الله إليك، ما يعكر على هذا قول الله عز وجل: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران ٧٩] هنا (...) معناها (...)؟
* الشيخ: إي نعم بس مختلفة، ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾ هنا المراد بها علماء ربانيون، أما هذه المراد بهم المجاهدون نسبة إلى التربية.
* الطالب: لكن علماء ربانيين أليسوا منسوبين إلى التربية كالمجاهدين؟
* الشيخ: وإلى الرب أيضًا، وإلى الرب، لكن ليس المراد المجاهدين.
* الطالب: لكن هل هذا يؤثر؟
* الشيخ: ربما هذا التأثير، ولّا اللي ذكرت لا شك أنها تَرِد على هذا.
* طالب: شيخ أحسن الله إليكم، بالنسبة للذين أجازوا لأصحاب الجيش أن يصبغوا لحاهم بالسواد ألا يكون هذا استحسانًا في مقابل نص لم يجز (...)؟
* الشيخ: ويش تقولون في هذا؟ يقول: الذين أجازوا صبغ الشيب بالسواد في قتال الأعداء أليس هذا استحسانًا في مقابلة النص؟
* طالب: عندنا نص (...).
* الشيخ: ما هو؟
* الطالب: «إِنَّ هَذِهِ لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ».[[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٦٥٠٨) من حديث خالد بن أبي دجانة.]]
* الشيخ: الخيلاء؟ إيه.
* طالب: هذا نص.
* الشيخ: أيهم؟
* الطالب: قول الرسول: «هَذِهِ مِشْيَةٌ» » هذا نص.
* الشيخ: إيه لا بأس، الخيلاء لا بأس جائزة في الحرب، لكن صبغ الشيب بالسواد؟
* طالب: (...) العلة يا شيخ.
* طالب: الظاهر يا شيخ أحسن الله إليك أن الاستصحاب فعلًا في مقابلة النص فلا يصح هذا القول؛ لأن النبي ﷺ نهى عن تغيير الشيب بالسواد.
* الشيخ: نعم الأقرب عندي هو هذا، أنه استحسان في مقابلة النص، وكم من شيخ كان أشد بأسًا من الشاب، إي نعم.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، بالنسبة لـ ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ﴾ (...)؟
* الشيخ: هذا تمنعه الآية.
* الطالب: أقصد (...).
* الشيخ: إيه (...) إحنا نقول: ما دام الآية فيها احتمال فأين الدليل على أنه ما من نبي أُمِر بالجهاد فقُتِل؟ قد يُقتل وهو مأمور بالجهاد.
* طالب: عفا الله عنكم، فيه أنبياء ما أُمِرُوا بالتبليغ ولما هذه فيها أُمِروا بالتبليغ (...)، عندي مشكلة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران ١١٠] وقال الرسول ﷺ (...) الأمة على التبليغ.
* الشيخ: أيش هو السؤال؟
* الطالب: السؤال أن الأمة هذه أمة محمد ﷺ (...) أمروا بتبليغ (...)؟
* الشيخ: إي نعم؛ لأن العلماء في هذه الأمة هم ورثة النبي عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب ٤٠] ولم يقل: وخاتم الرسل، إشارة إلى أنه ما فيه نبي في هذه الأمة.
* * *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.
لما ذكر الله سبحانه تعالى حسن فعل هؤلاء الرِّبيون الذين قاتلوا مع الأنبياء وقُتِلوا، وأنهم ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وهذا حُسْن فِعل، ذَكَر حُسن قولهم فقال: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾، وهذه الجملة مفيدة للحصر، يعني حصرت أقوالهم عند هذه المصائب أنهم سألوا الله المغفرة، مغفرة الذنوب والإسراف، وسألوه الثبات، وذلك لأن ما أصابهم إنما أصابهم بالذنوب كما قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران ١٦٥]، إذن علاقة هذه الآية بما قبلها أنه لما ذكر حسن فعالهم ذكر حسن مقالهم.
قوله: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ من حيث الإعراب يقول المعربون: إن (قول) خبر (كان) مقدمًا، و(أن) وما دخلت عليه في ﴿أَنْ قَالُوا﴾ اسمها مؤخرًا، وعلى هذا فهو من باب تقديم خبر (كان)؛ وخبر (كان) يكون جائز التقديم وواجب التقديم وممتنع التقديم حسب السياق، فإذا كان الخبر مما له الصدارة كاسم الاستفهام مثلًا واسم الشرط كان واجب التقديم، كما تقول: أين كان زيد؟ وإذا كان في الاسم ضمير يعود على الخبر فقد يكون واجب التقديم أيضًا، والأصل هو جواز التقديم والتأخير، هذا الأصل، لكن قد يجب التقديم أحيانًا وقد يؤخر، فهنا قدمه جوازًا أو وجوبًا؟
* طلبة: جوازًا.
* الشيخ: على كل حال بحسب التلاوة هو وجوبًا؛ لأنه لا يجوز أن نغير كلام الله، لكن لو كان في غير القرآن لكان جوازًا، ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ﴾ يعني عند حدوث القتل، ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾، ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ الضمير يعود على الباقين منهم الذين لم يُقْتَلوا؛ لأن الذين قُتِلوا لا يمكن أن يقولوا هذا، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا﴾، ﴿رَبَّنَا﴾ يعني: يا ربنا؛ فهو منادى حذفت منه ياء النداء تخفيفًا، وتيمنًا بالبداءة باسم الله، فحذف ياء النداء هنا له وجهان؛ الأول: التخفيف، والثاني: أيش؟ التيمن بالبداءة باسم الله، ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾، ﴿رَبَّنَا﴾ نادوا الله تعالى عند الدعاء باسم الربوبية؛ لأن الربوبية هي التي فيها التصرف، وإجابة الدعاء من باب الربوبية أو الألوهية؟ من باب الربوبية، تتوسل باسم الله الذي يناسب ما يطلبونه وهو إجابة الدعاء، ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾، ﴿اغْفِرْ﴾ يعني: استر وتجاوز؛ لأنه مأخوذ من المغفر وهو ما يقي به المقاتل رأسه من السهام، وفيه - أي في المغفر- الستر والوقاية، ولهذا لو أن الله سبحانه وتعالى هتك ستر المذنب لم تكن المغفرة التامة، ولو عذّبه به وأخفاه عن الناس لم تكن المغفرة التامة؛ فإذا ستره وعفا عنه صارت المغفرة تامة، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ أصل الذَّنوب يطلق على معان متعددة منها النصيب، كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ﴾ [الذاريات ٥٩] أي: نصيبًا، ومنه سمي ذَنوب الماء أي الدلو؛ لأنه شيء مقدر من الماء، ويطلق الذَّنب على الإثم؛ لأنه نصيب العامل، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة ٧، ٨] فهذه المادة الذال والنون والباء تدور حول هذا المعنى.
﴿ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا﴾، الإسراف مجاوزة الحد، ومجاوزة الحد هي إما في غلو وإما في تقصير؛ أما مجاوزة الحد في الغلو فظاهر، وأما في التقصير فلأن المطلوب من المكلف أن لا يتعدى حدود الله تجاوزًا ولا يقربها أيضًا، فإذا كان الإنسان فاعلًا للمحرم فهو مسرف؛ لأنه تجاوز حد العبودية؛ إذ مقتضى العبودية أن يكون مجتنبًا لما حرم الله، وإذا فرط في الواجب كان مسرفًا أيضًا فيما تقتضيه العبودية؛ لأن مقتضى العبودية أن يكون قائمًا بالواجب، فالإنسان قد يسرف في الواجب وفي المحرم وفي المباح أيضًا، كما لو أسرف في الإنفاق على نفسه وعلى أهله فإنه داخل في الإسراف.
وقوله: ﴿وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا﴾ المراد بالأمر هنا الشأن، أي: في شأننا، وهو مفرد مضاف فيعم جميع الأمور.
﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾ ثبت أقدامنا متى؟ عند ملاقاة الأعداء، وعند حلول الشبهات، وعند ورود الشهوات، فالإنسان محتاج إلى أن يثبته الله في مواطن القتال؛ إذ لو لم يثبته الله أيش؟ لفرّ، محتاج إلى أن يثبته الله عند الشبهات؛ إذ لو لم يثبته الله لزاغ، محتاج إلى أن يثبته الله عند الشهوات؛ إذ لو لم يثبته الله لهلك، وكثير من الناس ينزلقون عند وجود الشبهات، فتجده ذا يقين ولكنه إذا وردت عليه أدنى شبهة تأثر؛ لأنه لم يُثَبَّت، كثير من الناس أيضًا يكون عنده علم ويقين وليس عنده شك ولكن الشهوة قد تغلبه قد تغلبه فلا يثبّت، فتثبيت الأقدام في كل موضع يمكن أن تزلّ فيه، فيدخل في ذلك كما قلت تثبيت الأقدام عند القتال كما هو سياق الآيات، وتثبيت الأقدام عند الشبهات، وتثبيت الأقدام عند الشهوات.
﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾، ﴿انْصُرْنَا﴾ يعني اجعل النصر لنا وهو الغلبة، ﴿عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ يعني الكافرين بالله، فيدخل في ذلك أن ينصرك الله عز وجل على نفسك؛ لأن نفسك إن لم ينصرك الله عليها فإنها تأمرك بالسوء، ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف ٥٣] ، ﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب ٧٢]، فإذا لم ينصرك الله عليها أهلكتك، وإذا نصرك الله عليها وجعل الغلبة للنفس المطمئنة سلمت منها، ويدخل في النصر على القوم الكافرين النصر على الشيطان، فإن الشيطان كافر، قال الله تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة ٣٤]، ويدخل في ذلك النصر على كفار الإنس، وذلك حين قتالهم، فإن الإنسان إذا لم ينصره الله عليهم فإنه لا ناصر له، كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [آل عمران ١٦٠].
* في هذه الآية من الفوائد: أن هؤلاء الربيين الذين قاتلوا مع النبي كملت منهم الأفعال والأقوال؛ الأفعال: ما استكانوا ما ضعفوا ما وهنوا، ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾، الأقوال: أنهم لجؤوا إلى الله عز وجل بسؤال المغفرة، مغفرة الذنوب والإسراف في الأمر؛ لأنهم يعلمون أن ما أصابهم إنما هو بسبب الذنوب.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه ينبغي للإنسان أن يدعو الله تعالى بهذا الدعاء لا سيما عند ملاقاة الكفار حتى ينتصر عليهم: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الإنسان مفتقر إلى مغفرة الله؛ لقوله: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا﴾، ولو كان غنيًّا عنها ما سألها، ولكنه مفتقر إليها غاية الافتقار، حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام لما حدث أصحابه أَنَّهُ «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ»، قالوا: ولا أنت؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ» »[[متفق عليه؛ البخاري (٥٦٧٣)، ومسلم (٢٨١٦ / ٧٢) من حديث أبي هريرة.]].
* ومن فوائدها أيضًا: أن الإنسان لا يخلو من الإسراف على نفسه، لا يخلو من الإسراف؛ إما في غلو وإما في تقصير، وجه ذلك أن سؤالهم الله أن يغفر لهم الإسراف يدل على وجود هذا الشيء، يدل على وجوده، وأنت إذا تأملت نفسك وجدت أنك لن تخلو من الإسراف.
* ومن فوائد هذه الآية: أن الإنسان مفتقر إلى إثبات القدم أو إلى تثبيت القدم من الله عز وجل؛ لقوله: ﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾، وقد ذكرنا أن هذا يشمل ثلاثة مواطن: عند مواجهة الأعداء، وعند الشبهات، وعند الشهوات.
* ومن فوائدها أيضًا: أن الله إذا لم ينصرك على عدوك فإنك لن تنتصر؛ لقوله: ﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾، فإن قلت: هل هذا يعارض أمر الله عز وجل باتخاذ ما نستطيع أو بإعداد ما نستطيع للأعداء من القوة؟ فالجواب: لا؛ لأنك إذا سألت الله شيئًا فإن المطلوب منك أن تسعى في حصوله وإيجاده، ولهذا لو سألت الله الجنة فالمطلوب منك أن تعمل لها، لا أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وتترك العمل، كذلك إذا سألنا الله أن ينصرنا على القوم الكافرين فإن علينا أن نفعل من الأسباب ما نستطيع، سواء كانت هذه الأسباب معنوية أو مادية.
{"ayah":"وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّاۤ أَن قَالُوا۟ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق