الباحث القرآني
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
(...) على تفسير هذه السورة على ما تيسَّر، وهي قوله تبارك وتعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾ [الهمزة ١ - ٩].
ففي هذه السورة يبتدئ الله سبحانه وتعالى بكلمة ﴿وَيْلٌ﴾، وهي كلمةُ وعيدٍ؛ أي إنها تدلُّ على ثبوت وعيدٍ لِمَن اتَّصَفَ بهذه الصفات: ﴿هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ إلى آخره، وقيل: إن ﴿وَيْلٌ﴾ اسمٌ لوادٍ في جهنم، ولكن الأول أصح.
﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ (كُل) من صِيَغ العموم، والْهُمَزَة واللُّمَزَة: وصْفانِ لموصوفٍ واحدٍ، فهلْ هما بمعنًى واحد -يعني أن ﴿هُمَزَةٍ﴾ و﴿لُمَزَةٍ﴾ معناهما واحد- أو يختلفان في المعنى؟
قال بعض العلماء: إنهما لفظانِ لمعنًى واحدٍ؛ يعني أن الْهُمَزَة هو اللُّمَزَة. وقال بعضهم: بل لكلِّ واحدٍ منهما معنًى غير المعنى الآخَر.
وثَمَّ قاعدةٌ أُحِبُّ أن أُنَبِّه عليها في التفسير وغير التفسير، وهي أنَّه إذا دار الأمر بين أن تكون الكلمةُ مع الأخرى بمعنًى واحدٍ أو لكلِّ كلمةٍ معنًى فإنَّنا نتَّبع الثاني؛ أي نجعل لكلِّ واحدةٍ معنًى؛ لأنَّنا إذا جعلْنا الكلمتين بمعنًى واحدٍ صار في هذا تكرارٌ لا داعيَ له، لكن إذا جعلْنا كلَّ واحدةٍ لها معنًى صار هذا تأسيسًا وتفريقًا بين الكلمتين، والصحيح في هذه الآية: ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ أنَّ بينهما فرقًا؛ فالْهَمْزُ بالفعل، واللَّمْزُ باللِّسان؛ كما قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ [التوبة ٥٨].
الْهَمْزُ بالفعل؛ يعني أنَّه يسخر من الناس بفِعْله؛ إمَّا أن يلوي وجهه أو يعبس بوجهه أو ما أشبهَ ذلك، أو بالإشارة؛ لَمَّا يُشير إلى شخصٍ يقول: انظروا إليه، لِيَعيبه، أو ما أشبهَ ذلك.
فالهمْزُ يكون بأيش؟ بالفعل، واللَّمْز باللِّسان، يعني أنَّ بعض الناس -والعياذ بالله- مشغوفٌ بعيب البَشَر؛ إمَّا بفِعْله وهو الهمَّاز، وإمَّا بقوله وهو اللَّمَّاز، وهذا كقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم ١٠، ١١].
{"ayah":"وَیۡلࣱ لِّكُلِّ هُمَزَةࣲ لُّمَزَةٍ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق