الباحث القرآني

(p-198)سُورَةُ الهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ وآيُها تِسْعٌ ﴿وَيْلٌ﴾ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ وساغَ الأبْتِداءُ بِهِ مَعَ كَوْنِهِ نَكِرَةً؛ لِأنَّهُ دُعاءٌ عَلَيْهِمْ بِالهَلَكَةِ أوْ بِشِدَّةِ الشَّرِّ، والهَمْزُ: الكَسْرُ كالهَزْمِ، واللَّمْزُ الطَّعْنُ كاللَّهْزِ، شاعا في الكَسْرِ مِن أعْراضِ النّاسِ والطَّعْنِ فِيهِمْ وبِناءُ فُعَلَةٍ لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّ ذَلِكَ مِنهُ عادَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ قَدْ ضَرى بَها، وكَذَلِكَ اللُّعَنَةُ والضُّحَكَةُ، وقُرِئَ "لِكُلِّ هُمْزَةٍ لُمْزَةٍ" بِسُكُونِ المِيمِ وهو المَسْخَرَةُ الَّذِي يَأْتِي بِالأضاحِيكِ فَيُضْحَكُ مِنهُ ويُسْتَهْزَأُ بِهِ، وقِيلَ: نَزَلَتْ في الأخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ، فَإنَّهُ كانَ ضارِيًا بِالغِيبَةِ والوَقِيعَةِ. وقِيلَ: في أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وقِيلَ: في الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ واغْتِيابِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وغَضِّهِ مِن جَنابِهِ الرَّفِيعِ، واخْتِصاصُ السَّبَبِ لا يَسْتَدْعِي خُصُوصَ الوَعِيدِ بِهِمِ؛ بَلْ كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِوَصْفِهِمُ القَبِيحِ فَلَهُ ذُنُوبٌ مِنهُ مِثْلُ ذُنُوبِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب