الباحث القرآني

قال عطاءُ عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿إنّا كُنّا نَسْتَنسِخُ ما كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾ كتب الله أعمال بني آدم وما هم عاملون إلى يوم القيامة. قال: والملائكة تستنسخ ما يعمل بنو آدم يومًا بيوم فذلك قوله: ﴿إنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ ما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجاثية: ٢٩] وفي الآية قول آخر: إن استنساخ الملائكة هو كتابتهم لما يعمل بنو آدم بعد أن يعملوه. وقد يقال وهو الأظهر: إن الآية تعم الأمرين، فيأْمر الله ملائكته فتستنسخ من أُم الكتاب أعمال بني آدم ثم يكتبونها عليهم إذا عملوها فلا تزيد على ما نسخوه من أُم الكتاب ذرة ولا تنقصها. * (فصل) وأكثر المفسرين على أن هذا الاستنساخ من اللوح المحفوظ فتستنسخ الملائكة ما يكون من أعمال بني آدم قبل أن يعملوها فيجدون ذلك موافقا لما يعملونه فيثبت الله تعالى منه ما فيه ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو. وذكر ابن مردويه في تفسيره من طرق إلى بقية عن أرطأة بن المنذر عن مجاهد عن ابن عمر يرفعه أن أول خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول من بر أو فجور رطب أو يابس فأحصاه عند الذكر وقال اقرؤا إن شئتم: ﴿هَذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكم بِالحَقِّ إنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه. وقال آدم ثنا ورقاء عن عطاء بن السائب عن مقسم عن ابن عباس ﴿إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون﴾ قال تستنسخ الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فإنما يعمل الإنسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب. وفي تفسير الأشجع عن سفيان عن منصور عن مقسم عن ابن عباس قال: كتب في الذكر عنده كل شيء هو كائن ثم بعث الحفظة على آدم وذريته، وكل ملائكته ينسخون من الذكر ما يعمل العباد ثم قرأ: ﴿هَذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكم بِالحَقِّ إنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. وفي تفسير الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال: هي أعمال أهل الدنيا الحسنات والسيئات، تنزل من السماء كل غداة وعشية، ما يصيب الإنسان في ذلك اليوم أو الليلة الذي يقتل، والذي يغرق، والذي يقع من فوق بيت، والذي يتردى من جبل والذي يقع، والذي يحرق بالنار، فيحفظوا عليه ذلك كله. وإذا كان الشيء صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا في الذكر الحكيم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب