الباحث القرآني

﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾ وَبَيَّنَتِ الْمَكْتُوبَ فَقَالَتْ: ﴿وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ: لَا تَتَكَبَّرُوا عَلَيَّ. وَقِيلَ: لَا تَتَعَظَّمُوا وَلَا تَتَرَفَّعُوا عَلَيَّ. مَعْنَاهُ: لَا تَمْتَنِعُوا مِنَ الْإِجَابَةِ، فَإِنَّ تَرْكَ الْإِجَابَةِ مِنَ الْعُلُوِّ وَالتَّكَبُّرِ، ﴿وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ مُؤْمِنِينَ طَائِعِينَ. قِيلَ: هُوَ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الِاسْتِسْلَامِ. ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِيمَا عَرَضَ لِي، وَأَجِيبُونِي فِيمَا أُشَاوِرُكُمْ فِيهِ، ﴿مَا كُنْتُ قَاطِعَةً﴾ قَاضِيَةً وَفَاصِلَةً، ﴿أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾ [أَيْ: تَحْضُرُونِ] [[ما بين القوسين ساقط من "أ".]] . ﴿قَالُوا﴾ مُجِيبِينَ لَهَا: ﴿نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ﴾ فِي الْقِتَالِ، ﴿وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ عِنْدَ الْحَرْبِ، قَالَ مُقَاتِلٌ: أَرَادُوا بِالْقُوَّةِ كَثْرَةَ الْعَدَدِ، وَبِالْبَأْسِ الشَّدِيدِ الشَّجَاعَةَ، وَهَذَا تَعْرِيضٌ مِنْهُمْ بِالْقِتَالِ إِنْ أَمَرَتْهُمْ بِذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: ﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ أَيَّتُهَا الْمَلِكَةُ فِي الْقِتَالِ وَتَرْكِهِ، ﴿فَانْظُرِي﴾ مِنَ الرَّأْيِ، ﴿مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ تَجِدِينَا لِأَمْرِكِ مُطِيعِينَ. ﴿قَالَتْ﴾ بِلْقِيسُ مُجِيبَةً لَهُمْ عَنِ التَّعْرِيضِ لِلْقِتَالِ: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾ عَنْوَةً، ﴿أَفْسَدُوهَا﴾ خَرَّبُوهَا، ﴿وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾ أَيْ: أَهَانُوا أَشْرَافَهَا وَكُبَرَاءَهَا، كَيْ يَسْتَقِيمَ لَهُمُ الْأَمْرُ، تُحَذِّرُهُمْ مَسِيرَ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِمْ وَدُخُولَهُ بِلَادَهُمْ، وَتَنَاهَى الْخَبَرُ عَنْهَا هَاهُنَا، فَصَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَهَا فَقَالَ: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ أَيْ: كَمَا قَالَتْ هِيَ يَفْعَلُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب