الباحث القرآني

شرح الكلمات: وإلى مدين آخاهم شعيباً: مدين أبو القبيلة وهو مدين بن إبراهيم الخليل وشعيب من أبناء القبيلة فهو أخوهم في النسب حقيقة إذ هو شعيب بن ميكائيل بن يشجر بن مدين. ولا تبخسوا الناس أشياءهم: أي لا تنقصوا الناس قيم سلعهم وبضائعهم، إذ كانوا يفعلون ذلك. صراط توعدون: طريق وتوعدون تخيفون المارة وتأخذون عليهم المكوس أو تسلبونهم أمتعتهم. وتبغونها عوجاً: أي تريدون سبيل الله - وهي شريعته - معوجةً حتى توافق ميولكم. المفسدين: هم الذين يعملون بالمعاصي في البلاد. يحكم بيننا: يفصل بيننا فينجي المؤمنين ويهلك الكافرين. معنى الآيات: هذا هو القصص الخامس في سورة الأعراف وهو قصص نبي الله شعيب مع قومه أهل مدين، فقوله تعالى: ﴿وإلىٰ مَدْيَنَ أخاهُمْ شُعَيْباً﴾ أي وأرسلنا إلى أهل مدين أخاهم شعيباً. فماذا قال لهم لما أرسل إليهم؟ ﴿قالَ ياقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ما لَكُمْ مِّنْ إلَٰهٍ غَيْرُهُ﴾ أي قولوا لا إله إلا الله، ولازم ذلك أن يصدقوا برسول الله شعيب حتى يمكنهم أن يعبدوا الله بما يحب أن يعبد به وبما من شأنه أن يكملهم ويسعدهم في الدارين وقوله ﴿قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ أي آية واضحة تشهد لي بالرسالة وبما أن آمركم به وأنهاكم عنه هو من عند الله تعالى إذاً ﴿فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وٱلْمِيزانَ﴾ أي بالقسط الذي هو العدل، ﴿ولا تَبْخَسُواْ ٱلنّاسَ أشْياءَهُمْ﴾ بل أعطوهم ما تستحقه بضائعهم من الثمن بحسب جودتها ورداءتها ﴿ولا تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِها﴾ أي في البلاد بعد إصلاحها، وذلك بترك الشرك والذنوب ومن ذلك ترك التلصص وقطع الطرق، وترك التطفيف في الكيل والوزن وعدم بخس سلع الناس وبضائعهم ذلكم الذي دعوتكم إليه من الطاعة وترك المعصية خير لكم حالاً ومآلاً إن كنتم مؤمنين وقوله: ﴿ولا تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَن آمَنَ بِهِ وتَبْغُونَها عِوَجاً﴾ ينهاهم عليه السلام عن أبشع الإجرام وهو أنهم يجلسون في مداخل البلاد، وعلى أفواه السكك، ويتوعدون المارة بالعذاب إن هم اتصلوا بالنبي شعيب وجلسوا إليه صرفاً للناس عن الإيمان والاستقامة، كما أنهم يقطعون الطرق ويسلبون الناس ثيابهم وأمتعتهم أو يدفعون إليهم ضريبة خاصة. وقوله ﴿وٱذْكُرُوۤاْ إذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ﴾ يذكرهم عليه السلام بنعمة الله تعالى عليهم وهي أنهم أصبحوا شعباً كبيراً بعدما كانوا شعباً صغيراً لا قيمة له ولا وزن بين الشعوب وقوله: ﴿وٱنْظُرُواْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ﴾ يعظهم ببيان مصير الظلمة المفسدين من الأمم المجاورة والشعوب حيث حلت بهم نقمة الله ونزل بهم عذابه فهلكوا يعظهم لعلهم يذكرون فيتركوا الشرك والمعاصي، ويعملوا بالتوحيد والطاعة. وأخيراً يخوفهم بالله تعالى ويهددهم بأن حكماً عدلاً هو الله سيحكم بينهم وعندها يعلمون من هو المحق ومن هو المبطل فقال: ﴿وإن كانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ﴾ أي جماعة ﴿آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ﴾ من التوحيد والطاعة وترك الشرك والمعاصي، ﴿وطَآئِفَةٌ﴾ أخرى ﴿لَّمْ يْؤْمِنُواْ﴾ وبهذا كنا متخاصمين نحتاج إلى من يحكم بيننا إذاً ﴿فَٱصْبِرُواْ حَتّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنا وهُوَ خَيْرُ ٱلْحاكِمِينَ﴾. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- دعو الرسل واحدة في باب العقيدة إذ كلها تقوم على أساس التوحيد والطاعة. ٢- حرمة التطفيف في الكيل والميزان، وبخس الناس أشياءهم، ويدخل في ذلك الصناعات وحرف المهن وما إلى ذلك. ٣- حرمة الفساد في الأرض بالمعاصي لا سيما البلاد التي طهرها الله بالإسلام وأصلحها بشرائعه. ٤- حرمة التلصص وقطع الطرق وتخويف المارة. ٥- حرمة الصد عن سبيل الله بمنع الناس من التدين والإلتزام بالشريعة ظاهراً وباطناً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب