﴿مِنْ قَرْنٍ﴾: القرن: الزمان، والقرن: أهل الزمان، وقد نقل خلاف في هذا الاستعمال، فقيل: القرن حقيقة في الزمان وفي أهله فيكون مشتركا، وقيل:
حقيقة في الزمان مجاز في أهله، وقيل: العكس. وقال الزّجّاج: القرن: أهل مدّة [كان] فيها نبيّ أو كان [فيها] طبقة من أهل العلم، قلّت السنون أو كثرت [[معاني القرآن للزجاج 2/ 229 وما بين المعقوفتين في الموضعين منه.]] .
واشتقاقه من قرنت الشيء، وقيل إنه اسم لزمان محدود، وحينئذ ففيه عشرة أقوال:
فقيل ثماني عشرة سنة، وقيل عشرون، وقيل ثلاثون، وقيل أربعون، وقيل خمسون، وقيل ستون وقيل سبعون، وقيل ثمانون، وقيل مائة، وقيل مائة وعشرون.
﴿مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾: ثبّتناهم وأسكناهم [[في الأصل «وأرسلناهم» ، والمثبت من النزهة 173.]] فيها وملّكناهم، يقال:
مكّنتك ومكّنت لك بمعنى واحد.
﴿مِدْراراً﴾: متتابعا بلغة هذيل [[ما ورد في القرآن من لغات 1/ 130، والإتقان 2/ 92.]] ، أي دارّة عند الحاجة إلى المطر، لا أن تدرّ ليلا ونهارا. ومدرارا للمبالغة.
{"ayah":"أَلَمۡ یَرَوۡا۟ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنࣲ مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَا لَمۡ نُمَكِّن لَّكُمۡ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡهِم مِّدۡرَارࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَنۡهَـٰرَ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَـٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِینَ"}