الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَتَيْنِ.
(p-٤٢٠)أخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ عَدِيٍّ في (الكامِلِ)، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي إذا أكَلْتُ اللَّحْمَ انْتَشَرْتُ لِلنِّساءِ، وأخَذَتْنِي شَهْوَتِي، وإنِّي حَرَّمْتُ عَلَيَّ اللَّحْمَ، فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة»: ٨٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في رَهْطٍ مِنَ الصَّحابَةِ، قالُوا: نَقْطَعُ مَذاكِيرَنا، ونَتْرُكُ شَهَواتِ الدُّنْيا، ونَسِيحُ في الأرْضِ كَما يَفْعَلُ الرُّهْبانُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَأرْسَلَ إلَيْهِمْ فَذَكَرَ لَهم ذَلِكَ فَقالُوا: نَعَمْ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأنامُ، وأنْكِحُ النِّساءَ، فَمَن أخَذَ بِسُنَّتِي فَهو مِنِّي، ومَن لَمْ يَأْخُذْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي») .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ في (مَراسِيلِهِ)، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ وأصْحابِهِ، كانُوا حَرَّمُوا عَلى أنْفُسِهِمْ كَثِيرًا مِنَ الشَّهَواتِ والنِّساءَ، وهَمَّ بَعْضُهم أنْ يَقْطَعَ ذَكَرَهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. (p-٤٢١)وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنْ عائِشَةَ «أنَّ ناسًا مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ سَألُوا أزْواجَ النَّبِيِّ ﷺ عَنْ عَمَلِهِ في السِّرِّ، فَقالَ بَعْضُهم: لا آكُلُ اللَّحْمَ، وقالَ بَعْضُهم: لا أتَزَوَّجُ النِّساءَ، وقالَ بَعْضُهم: لا أنامُ عَلى فِراشٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: ( ما بالُ أقْوامٍ يَقُولُ أحَدُهم كَذا وكَذا، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأنامُ وأقُومُ، وآكُلُ اللَّحْمَ، وأتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ) .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ حِبّانَ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «كُنّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ولَيْسَ مَعَنا نِساءٌ، فَقُلْنا: ألا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهانا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَلِكَ؟ ورَخَّصَ لَنا أنْ نَنْكِحَ المَرْأةَ بِالثَّوْبِ إلى أجَلٍ، ثُمَّ قَرَأ عَبْدُ اللَّهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكم ولا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [المائدة»: ٨٧] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: كانَ أُناسٌ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ هَمُّوا (p-٤٢٢)بِالخِصاءِ، وتَرْكِ اللَّحْمِ والنِّساءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكم ولا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، «أنَّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ في نَفَرٍ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ بَعْضُهم: لا آكُلُ اللَّحْمَ، وقالَ الآخَرُ: لا أنامُ عَلى فِراشٍ، وقالَ الآخَرُ: لا أتَزَوَّجُ النِّساءَ، وقالَ الآخَرُ: أصُومُ ولا أُفْطِرُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ قالَ: كانُوا حَرَّمُوا الطِّيبَ، واللَّحْمَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذا فِيهِمْ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ أبِي قِلابَةَ قالَ: أرادَ أُناسٌ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ أنْ يَرْفُضُوا الدُّنْيا، ويَتْرُكُوا النِّساءَ ويَتَرَهَّبُوا، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَغَلَّظَ فِيهِمُ المَقالَةَ، ثُمَّ قالَ: «(إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكم بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا عَلى أنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَأُولَئِكَ بَقاياهم في الدِّيارِ والصَّوامِعِ، اعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا، (p-٤٢٣)واسْتَقِيمُوا يَسْتَقِمْ لَكُمْ»)، قالَ: ونَزَلَتْ فِيهِمْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في أُناسٍ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ أرادُوا أنْ يَتَخَلَّوْا مِنَ الدُّنْيا ويَتْرُكُوا النِّساءَ ويَتَزَهَّدُوا، مِنهم عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، وعُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَةَ، قالَ ذُكِرَ لَنا «أنَّ رِجالًا مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ رَفَضُوا النِّساءَ واللَّحْمَ، وأرادُوا أنْ يَتَّخِذُوا الصَّوامِعَ، فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (لَيْسَ في دِينِي تَرْكُ النِّساءِ واللَّحْمِ، ولا اتِّخاذُ الصَّوامِعِ»)، وخُبِّرْنا «أنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ اتَّفَقُوا، فَقالَ أحَدُهم: أمّا أنا فَأقُومُ اللَّيْلَ لا أنامُ، وقالَ أحَدُهم: أمّا أنا فَأصُومُ النَّهارَ فَلا أُفْطِرُ، وقالَ الآخَرُ: أمّا أنا فَلا آتِي النِّساءَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلَيْهِمْ فَقالَ: (ألَمْ أُنَبَّأْ أنَّكُمُ اتَّفَقْتُمْ عَلى كَذا وكَذا؟)، قالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، وما أرَدْنا إلّا الخَيْرَ، قالَ: (لَكِنِّي أقُومُ وأنامُ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، وآتِي النِّساءَ، فَمَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»)، وكانَ في بَعْضِ القِراءَةِ في الحَرْفِ الأوَّلِ: «(مَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِكَ فَلَيْسَ (p-٤٢٤)مِن أُمَّتِكَ وقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ») .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «(لا آمُرُكم أنْ تَكُونُوا قِسِّيسِينَ ورُهْبانًا») .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: «إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَلَسَ يَوْمًا فَذَكَّرَ النّاسَ، ثُمَّ قامَ ولَمْ يَزِدْهم عَلى التَّخْوِيفِ، فَقالَ ناسٌ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كانُوا عَشَرَةً، مِنهم عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، وعُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ: ما خِفْنا إنْ لَمْ نُحْدِثْ عَمَلًا، فَإنَّ النَّصارى قَدْ حَرَّمُوا عَلى أنْفُسِهِمْ، فَنَحْنُ نُحَرِّمُ، فَحَرَّمَ بَعْضُهم أكْلَ اللَّحْمِ والوَدَكِ، وأنْ يَأْكُلَ بِنَهارٍ، وحَرَّمَ بَعْضُهُمُ النَّوْمَ، وحَرَّمَ بَعْضُهُمُ النِّساءَ، فَكانَ عُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ مِمَّنْ حَرَّمَ النِّساءَ، وكانَ لا يَدْنُو مِن أهْلِهِ، ولا يَدْنُونَ مِنهُ، فَأتَتِ امْرَأتُهُ عائِشَةَ، وكانَ يُقالُ لَها: الحَوْلاءُ، فَقالَتْ لَها عائِشَةُ ومَن عِنْدَها مِن نِساءِ النَّبِيِّ ﷺ: (ما بالُكِ يا حَوْلاءُ مُتَغَيِّرَةَ اللَّوْنِ، لا تَمْتَشِطِينَ، ولا تَتَطَيَّبِينَ؟ فَقالَتْ: وكَيْفَ أتَطَيَّبُ وأمْتَشِطُ وما وقَعَ عَلَيَّ زَوْجِي ولا رَفَعَ عَنِّي ثَوْبًا مُنْذُ كَذا وكَذا؟ فَجَعَلْنَ يَضْحَكْنَ مِن كَلامِها، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهُنَّ يَضْحَكْنَ، فَقالَ: (ما يُضْحِكُكُنَّ؟) قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، الحَوْلاءُ سَألْتُها عَنْ أمْرِها، فَقالَتْ: ما رَفَعَ عَنِّي زَوْجِي ثَوْبًا مُنْذُ كَذا وكَذا، فَأرْسَلَ إلَيْهِ فَدَعاهُ، (p-٤٢٥)فَقالَ: (ما بالُكَ يا عُثْمانُ؟) قالَ: إنِّي تَرَكْتُهُ لِلَّهِ لِكَيْ أتَخَلّى لِلْعِبادَةِ، وقَصَّ عَلَيْهِ أمْرَهُ، وكانَ عُثْمانُ قَدْ أرادَ أنْ يَجُبَّ نَفْسَهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أقْسَمْتُ عَلَيْكَ إلّا رَجَعْتَ فَواقَعْتَ أهْلَكَ)، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي صائِمٌ، قالَ: (أفْطِرْ)، قالَ: فَأفْطَرَ وأتى أهْلَهُ، فَرَجَعَتِ الحَوْلاءُ إلى عائِشَةَ قَدِ اكْتَحَلَتْ، وامْتَشَطَتْ، وتَطَيَّبَتْ، فَضَحِكَتْ عائِشَةُ، فَقالَتْ: ما لَكِ يا حَوْلاءُ؟ فَقالَتْ: إنَّهُ أتاها أمْسِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ما بالُ أقْوامٍ حَرَّمُوا النِّساءَ والطَّعامَ والنَّوْمَ، ألا إنِّي أنامُ وأقُومُ، وأُفْطِرُ وأصُومُ، وأنْكِحُ النِّساءَ، فَمَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)، فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكم ولا تَعْتَدُوا﴾ يَقُولُ لِعُثْمانَ: لا تَجُبَّ نَفْسَكَ، فَإنَّ هَذا هو الِاعْتِداءُ، وأمْرَهم أنْ يُكَفِّرُوا أيْمانَهُمْ، فَقالَ: ﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أيْمانِكُمْ﴾ [المائدة: ٨٩] الآيَةَ، [المائِدَةِ»: ٨٩] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: أرادَ رِجالٌ مِنهم عُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، أنْ يَتَبَتَّلُوا ويَخْصُوا أنْفُسَهُمْ، ويَلْبَسُوا المُسُوحَ، فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ والآيَةُ الَّتِي بَعْدَها.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ، وعَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ، وابْنَ مَسْعُودٍ، والمِقْدادَ بْنَ الأسْوَدِ، وسالِمًا مَوْلى (p-٤٢٦)أبِي حُذَيْفَةَ، وقُدامَةَ، تُبَتَّلُوا، فَجَلَسُوا في البُيُوتِ، واعْتَزَلُوا النِّساءَ، ولَبِسُوا المُسُوحَ، وحَرَّمُوا طَيِّباتِ الطَّعامِ واللِّباسَ، إلّا ما يَأْكُلُ ويَلْبَسُ أهْلُ السِّياحَةِ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، وهَمُّوا بِالِاخْتِصاءِ، وأجْمَعُوا لِقِيامِ اللَّيْلِ وصِيامِ النَّهارِ، فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَةَ، فَلَمّا نَزَلَتْ بَعَثَ إلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «(إنَّ لِأنْفُسِكم حَقًّا، وإنَّ لِأعْيُنِكم حَقًّا، وإنَّ لِأهْلِكم حَقًّا، فَصَلُّوا ونامُوا، وصُومُوا وأفْطِرُوا، فَلَيْسَ مِنّا مَن تَرَكَ سُنَّتَنا»)، فَقالُوا: اللَّهُمَّ صَدَّقْنا واتَّبَعْنا ما أنْزَلْتَ مَعَ الرَّسُولِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «إنَّ رِجالًا مِن أصْحابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ، مِنهم عُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ، حَرَّمُوا اللَّحْمَ والنِّساءَ عَلى أنْفُسِهِمْ، وأخَذُوا الشِّفارَ لِيَقْطَعُوا مَذاكِيرَهم لِكَيْ تَنْقَطِعَ الشَّهْوَةُ عَنْهم ويَتَفَرَّغُوا لِعِبادَةِ رَبِّهِمْ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ فَقالَ: (ما أرَدْتُمْ؟) قالُوا: أرَدْنا أنْ نَقْطَعَ الشَّهْوَةَ عَنّا، ونَتَفَرَّغَ لِعِبادَةِ رَبِّنا، ونَلْهُوَ عَنِ النّاسِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ، ولَكِنِّي أُمِرْتُ في دِينِي أنْ أتَزَوَّجَ النِّساءَ)، فَقالُوا: نُطِيعُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِأيْمانِنا الَّتِي حَلَفْنا عَلَيْها؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أيْمانِكم ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾ [المائدة»: ٨٩] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ الحَسَنِ العُرَنِيِّ قالَ: كانَ عَلِيٌّ في أُناسٍ مِمَّنْ أرادُوا أنْ يُحَرِّمُوا الشَّهَواتِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، مِن طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ عُثْمانَ قالَ: كانَ عُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وعَلِيٌّ، وابْنُ مَسْعُودٍ، والمِقْدادُ، وعَمّارٌ، أرادُوا الِاخْتِصاءَ، وتَحْرِيمَ اللَّحْمِ، ولُبْسَ المُسُوحِ، في أصْحابٍ لَهُمْ، فَأتى النَّبِيُّ ﷺ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ فَسَألَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ: قَدْ كانَ بَعْضُ ذَلِكَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(أنْكِحُ النِّساءَ، وآكُلُ اللَّحْمَ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأنامُ، وألْبَسُ الثِّيابَ، لَمْ آتِ بِالتَّبَتُّلِ، ولا بِالرَّهْبانِيَّةِ، ولَكِنْ جِئْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، ومَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»)، قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، «أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَواحَةَ ضافَهُ ضَيْفٌ مِن أهْلِهِ، وهو عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أهْلِهِ، فَوَجَدَهم لَمْ يُطْعِمُوا ضَيْفَهُمُ انْتِظارًا لَهُ، فَقالَ لِامْرَأتِهِ: حَبَسْتِ ضَيْفِي مِن أجْلِي، هو حَرامٌ عَلَيَّ، فَقالَتِ امْرَأتُهُ: هو عَلَيَّ حَرامٌ، قالَ الضَّيْفُ: هو عَلَيَّ حَرامٌ، فَلَمّا رَأى ذَلِكَ (p-٤٢٨)وضَعَ يَدَهُ وقالَ: كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَأخْبَرَهُ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: (قَدْ أصَبْتَ)، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة»: ٨٧] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ: ﴿لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكم ولا تَعْتَدُوا﴾ إلى ما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكم.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ المُغِيرَةِ قالَ: قُلْتُ لِإبْراهِيمَ في هَذِهِ الآيَةِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ هو الرَّجُلُ يُحَرِّمُ الشَّيْءَ مِمّا أحَلَّ اللَّهُ؟ قالَ: نَعَمْ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في الآيَةِ قالَ: هو الرَّجُلُ يَحْلِفُ ألّا يَصِلَ رَحِمًا، أوْ يُحَرِّمُ عَلَيْهِ بَعْضَ ما أحَلَّ اللَّهُ لَهُ، فَيَأْتِيهِ ويُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّ مَعْقِلَ بْنَ مُقَرِّنٍ قالَ لَهُ: إنِّي حَرَّمْتُ فِراشِي عَلَيَّ سَنَةً، فَقالَ: نَمْ عَلى فِراشِكَ، وكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ تَلا: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، والتِّرْمِذِيُّ، والدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ أبِي جُحَيْفَةَ قالَ: «آخى النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ سَلْمانَ، وأبِي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمانُ أبا الدَّرْداءِ، فَرَأى أُمَّ الدَّرْداءِ (p-٤٢٩)مُتَبَذِّلَةً، فَقالَ لَها: ما شَأْنُكِ؟ قالَتْ: أخُوكَ أبُو الدَّرْداءِ لَيْسَ لَهُ حاجَةٌ في الدُّنْيا، فَجاءَ أبُو الدَّرْداءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعامًا، فَقالَ: كُلْ، فَإنِّي صائِمٌ، قالَ: ما أنا بِآكِلٍ حَتّى تَأْكُلَ، فَأكَلَ، فَلَمّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبُو الدَّرْداءِ يَقُومُ، قالَ: نَمْ، فَنامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقالَ: نَمْ، فَلَمّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ قالَ سَلْمانُ: قُمِ الآنَ، فَصَلَّيا، فَقالَ لَهُ سَلْمانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ النَّبِيُّ: (صَدَقَ سَلْمانُ») .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِي قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يا عَبْدَ اللَّهِ، ألَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَصُومُ النَّهارَ وتَقُومُ اللَّيْلَ؟) قُلْتُ: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: (فَلا تَفْعَلْ، صُمْ وأفْطِرْ، وقُمْ ونَمْ، فَإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ بِحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ مِن كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيّامٍ، فَإنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ أمْثالِها، فَإذَنْ ذَلِكَ صِيامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ)، قُلْتُ: إنِّي أجِدُ قُوَّةً، قالَ: (فَصُمْ صِيامَ نَبِيِّ اللَّهِ داوُدَ ولا تَزِدْ عَلَيْهِ)، قُلْتُ: وما (p-٤٣٠)كانَ صِيامُ نَبِيِّ اللَّهِ داوُدَ؟ قالَ: (نِصْفُ الدَّهْرِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ في (المُصَنَّفِ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ أنَّ نَفَرًا مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، لَمّا تَبَتَّلُوا وجَلَسُوا في البُيُوتِ، واعْتَزَلُوا، وهَمُّوا بِالخِصاءِ، وأجْمَعُوا لِقِيامِ اللَّيْلِ وصِيامِ النَّهارِ، بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَدَعاهم فَقالَ: «(أمّا أنا فَإنِّي أُصَلِّي وأنامُ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، وأتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والطَّبَرانِيُّ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «دَخَلَتِ امْرَأةُ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ واسْمُها خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، عَلَيَّ وهي باذَّةُ الهَيْئَةِ، فَسَألْتُها: ما شَأْنُكِ؟ فَقالَتْ: زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ، ويَصُومُ النَّهارَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: (يا عُثْمانُ، إنَّ الرَّهْبانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنا، أما لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ، فَواللَّهِ إنَّ أخْشاكم لِلَّهِ، وأحْفَظَكم لِحُدُودِهِ لَأنا») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ أبِي قِلابَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (مَن (p-٤٣١)تَبَتَّلَ فَلَيْسَ مِنّا») .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، «أنَّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ أرادَ أنْ يَخْتَصِيَ، ويَسِيحَ في الأرْضِ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألَيْسَ لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، فَأنا آتِي النِّساءَ، وآكُلُ اللَّحْمَ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، إنَّ خِصاءَ أُمَّتِي الصِّيامُ، ولَيْسَ مِن أُمَّتِي مَن خَصى أوِ اخْتَصى») .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ قالَ: «دَخَلَتِ امْرَأةُ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلى نِساءِ النَّبِيِّ ﷺ فَرَأيْنَها سَيِّئَةَ الهَيْئَةِ، فَقُلْنَ لَها: ما لَكِ؟ فَقالَتْ: ما لَنا مِنهُ شَيْءٌ، أمّا لَيْلُهُ فَقائِمٌ، وأمّا نَهارُهُ فَصائِمٌ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ، فَلَقِيَهُ فَقالَ: (يا عُثْمانُ بْنَ مَظْعُونٍ، أما لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟) قالَ: وما ذاكَ؟ قالَ: (تَصُومُ النَّهارَ، وتَقُومُ اللَّيْلَ)، قالَ: إنِّي لَأفْعَلُ، قالَ: (لا تَفْعَلْ، إنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِجَسَدِكَ حَقًّا، وإنَّ لِأهْلِكَ حَقًّا، فَصَلِّ ونَمْ، وصُمْ وأفْطِرْ)، قالَ: فَأتَتْهُنَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأنَّها عَرُوسٌ، فَقُلْنَ لَها: مَهْ؟ قالَتْ: أصابَنا ما أصابَ النّاسَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ أبِي قِلابَةَ، «أنَّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ اتَّخَذَ بَيْتًا فَقَعَدَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَأتاهُ، فَأخَذَ بِعِضادَتَيْ بابِ البَيْتِ الَّذِي هو فِيهِ، فَقالَ: (يا عُثْمانُ، إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرَّهْبانِيَّةِ - مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا - وإنَّ خَيْرَ (p-٤٣٢)الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ») .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: «كانَتِ امْرَأةُ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ امْرَأةٌ جَمِيلَةٌ عَطِرَةٌ تُحِبُّ اللِّباسَ والهَيْئَةَ لِزَوْجِها، فَزارَتْها عائِشَةُ وهي تَفِلَةٌ، قالَتْ: ما حالُكِ هَذِهِ؟ قالَتْ: إنَّ نَفَرًا مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مِنهم عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ، وعُثْمانُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَدْ تَخَلَّوْا لِلْعِبادَةِ، وامْتَنَعُوا مِنَ النِّساءِ وأكْلِ اللَّحْمِ، وصامُوا النَّهارَ وقامُوا اللَّيْلَ، فَكَرِهْتُ أنْ أُرِيَهُ مِن حالِي ما يَدْعُوهُ إلى ما عِنْدِي، لِما تَخَلّى لَهُ، فَلَمّا دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ أخْبَرَتْهُ عائِشَةُ، فَأخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَعْلَهُ فَحَمَلَها بِالسَّبّابَةِ مِن إصْبَعِهِ اليُسْرى، ثُمَّ انْطَلَقَ سَرِيعًا حَتّى دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَسَألَهم عَنْ حالِهِمْ، قالُوا: أرَدْنا الخَيْرَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنِّي إنَّما بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، ولَمْ أُبْعَثْ بِالرَّهْبانِيَّةِ البِدْعَةِ، ألا وإنَّ أقْوامًا ابْتَدَعُوا الرَّهْبانِيَّةَ، فَكُتِبَتْ عَلَيْهِمْ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها، ألا فَكُلُوا اللَّحْمَ، وأْتُوا النِّساءَ، وصُومُوا وأفْطِرُوا، وصَلُّوا ونامُوا، فَإنِّي بِذَلِكَ أُمِرْتُ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «(مَنِ اسْتَطاعَ (p-٤٣٣)مِنكُمُ الباءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإنَّهُ لَهُ وِجاءٌ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، قالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرَّ بِفِتْيَةٍ فَقالَ: (مَن كانَ مِنكم ذا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لا فَلْيَصُمْ، فَإنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجاءٌ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلّا يَوْمٌ واحِدٌ، لَأحْبَبْتُ أنْ يَكُونَ لِي فِيهِ زَوْجَةٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، أنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ: أتَزَوَّجْتَ؟ قالَ: لا، قالَ: إمّا أنْ تَكُونَ أحْمَقَ، وإمّا أنْ تَكُونَ فاجِرًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ إبْراهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قالَ: قالَ لِي طاوُسٌ: لَتَنْكِحَنَّ أوْ لَأقُولُ لَكَ ما قالَ عُمَرُ لِأبِي الزَّوائِدِ: ما يَمْنَعُكَ مِنَ النِّكاحِ إلّا عَجْزٌ أوْ فُجُورٌ. (p-٤٣٤)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: مَثَلُ الأعْزَبِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ في فَلاةٍ تُقَلِّبُها الرِّياحُ هَكَذا وهَكَذا.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِلالٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: (تَناكَحُوا تَكْثُرُوا، فَإنِّي أُباهِي بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ القِيامَةِ») .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ قالَ: «لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، ولَوْ أذِنَ لَهُ في ذَلِكَ لاخْتَصَيْنا» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، والبَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ)، مِن طَرِيقِ عائِشَةَ بِنْتِ قُدامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ أبِيها، عَنْ أخِيهِ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ، أنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، «إنِّي رَجُلٌ تَشُقُّ عَلَيَّ هَذِهِ العُزْبَةُ في المَغازِي، فَتَأْذَنُ لِي يا رَسُولَ اللَّهِ في الخِصاءِ فَأخْتَصِيَ؟ قالَ: (لا، ولَكِنْ عَلَيْكَ يا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالصِّيامِ، فَإنَّهُ مَجْفَرٌ») . (p-٤٣٥)وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ عائِشَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهى عَنِ التَّبَتُّلِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سُمَرَةَ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهى عَنِ التَّبَتُّلِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنْ أنَسٍ «أنَّ نَفَرًا مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ سَألُوا أزْواجَ النَّبِيِّ ﷺ عَنْ عَمَلِهِ في السِّرِّ فَقالَ بَعْضُهم: لا أتَزَوَّجُ النِّساءَ، وقالَ بَعْضُهم: لا آكُلُ اللَّحْمَ، وقالَ بَعْضُهم: لا أنامُ عَلى فِراشٍ، وقالَ بَعْضُهم: أصُومُ ولا أُفْطِرُ، فَقامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: (ما بالُ أقْوامٍ قالُوا كَذا وكَذا، لَكِنِّي أُصَلِّي وأنامُ، وأصُومُ وأُفْطِرُ، وأتَزَوَّجُ النِّساءَ، فَمَن رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «(مَن أحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، ومِن سُنَّتِي النِّكاحُ») .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ مَيْمُونٍ أبِي المُغَلِّسِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «(مَن كانَ مُوسِرًا لِأنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنّا») . (p-٤٣٦)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ أيُّوبَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «(مَنِ اسْتَنَّ بِسُنَّتِي فَهو مِنِّي، ومِن سُنَّتِي النِّكاحُ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وأحْمَدُ، عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: «دَخَلَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ: عَكّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (هَلْ لَكَ مِن زَوْجَةٍ؟) قالَ: لا، قالَ: (ولا جارِيَةٌ؟) قالَ: ولا جارِيَةٌ، قالَ: (وأنْتَ مُوسِرٌ بِخَيْرٍ؟) قالَ: وأنا مُوسِرٌ بِخَيْرٍ، قالَ: (أنْتَ إذًا مِن إخْوانِ الشَّياطِينِ، لَوْ كُنْتَ مِنَ النَّصارى كُنْتَ مِن رُهْبانِهِمْ، إنَّ مِن سُنَّتِنا النِّكاحَ، شِرارُكم عُزّابُكُمْ، وأراذِلُ مَوْتاكم عُزّابُكُمْ، أبِالشَّيْطانِ تَتَمَرَّسُونَ؟ ما لِلشَّيْطانِ مِن سِلاحٍ أبْلَغَ في الصّالِحِينَ مِنَ النِّساءِ، إلّا المُتَزَوِّجِينَ، أُولَئِكَ المُطَهَّرُونَ المُبَرَّءُونَ مِنَ الخَنا، ويْحَكَ يا عَكّافُ، إنَّهُنَّ صَواحِبُ أيُّوبَ، وداوُدَ، ويُوسُفَ، وكُرْسُفَ )، فَقالَ لَهُ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ: ومَن كُرْسُفُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: (رَجُلٌ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ بِساحِلٍ مِن سَواحِلِ البَحْرِ ثَلاثَمِائَةِ عامٍ، يَصُومُ النَّهارَ، ويَقُومُ اللَّيْلَ، ثُمَّ إنَّهُ كَفَرَ بِاللَّهِ العَظِيمِ في سَبَبِ امْرَأةٍ عَشِقَها، وتَرَكَ ما كانَ عَلَيْهِ مِن عِبادَةِ رَبِّهِ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ اللَّهُ بِبَعْضِ ما كانَ مِنهُ فَتابَ عَلَيْهِ، ويْحَكَ يا عَكّافُ، (p-٤٣٧)تَزَوَّجْ وإلّا فَأنْتَ مِنَ المُذَبْذَبِينَ») .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في (شُعَبِ الإيمانِ) عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ المازِنِيِّ قالَ: «جاءَ عَكّافُ بْنُ وداعَةَ الهِلالِيُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يا عَكّافُ، ألَكَ زَوْجَةٌ؟) قالَ: لا، قالَ: (ولا جارِيَةٌ؟) قالَ: لا، قالَ: (وأنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ؟) قالَ: نَعَمْ، والحَمْدُ لِلَّهِ، قالَ: (فَأنْتَ إذَنْ مِنَ الشَّياطِينِ، إمّا أنْ تَكُونَ مِن رَهْبانِيَّةِ النَّصارى، فَأنْتَ مِنهُمْ، وإمّا أنْ تَكُونَ مِنّا فَتَصْنَعُ كَما نَصْنَعُ، فَإنَّ مِن سُنَّتِنا النِّكاحَ، شِرارُكم عُزّابُكُمْ، وأراذِلُ مَوْتاكم عُزّابُكُمْ، أبِالشَّيْطانِ تَمَرَّسُونَ؟ ما لَهُ في نَفْسِهِ سِلاحٌ أبْلَغُ في الصّالِحِينَ مِنَ النِّساءِ، إلّا المُتَزَوِّجُونَ المُطَهَّرُونَ المُبَرَّءُونَ مِنَ الخَنا، ويْحَكَ يا عَكّافُ، تَزَوَّجْ إنَّهُنَّ صَواحِبُ داوُدَ، وصَواحِبُ أيُّوبَ، وصَواحِبُ يُوسُفَ، وصَواحِبُ كُرْسُفَ )، فَقالَ عَطِيَّةُ: ومَن كُرْسُفُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: (رَجُلٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى ساحِلٍ مِن سَواحِلِ البَحْرِ، يَصُومُ النَّهارَ، ويَقُومُ اللَّيْلَ، لا يَفْتُرُ مِن صَلاةٍ ولا صِيامٍ، ثُمَّ كَفَرَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ بِاللَّهِ العَظِيمِ في سَبَبِ امْرَأةٍ عَشِقَها، فَتَرَكَ ما كانَ عَلَيْهِ مِن عِبادَةِ رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ، فَتَدارَكَهُ اللَّهُ بِما سَلَفَ مِنهُ، فَتابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ويْحَكَ، تَزَوَّجْ فَإنَّكَ مِنَ المُذْنِبِينَ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي نَجِيحٍ قالَ: قالَ (p-٤٣٨)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(مَن كانَ مُوسِرًا لِأنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنِّي») .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي نَجِيحٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(مِسْكِينٌ مِسْكِينٌ، رَجُلٌ لَيْسَتْ لَهُ امْرَأةٌ)، قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنْ كانَ غَنِيًّا ذا مالٍ؟ قالَ: (وإنْ كانَ غَنِيًّا مِنَ المالِ)، قالَ: (ومِسْكِينَةٌ مِسْكِينَةٌ، امْرَأةٌ لَيْسَ لَها زَوْجٌ)، قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنْ كانَتْ غَنِيَّةً أوْ مُكْثِرَةً مِنَ المالِ؟ قالَ: (وإنْ كانَتْ»)، قالَ البَيْهَقِيُّ: أبُو نَجِيحٍ اسْمُهُ يَسارٌ، وهو والِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي نَجِيحٍ، وهو مِنَ التّابِعِينَ، والحَدِيثُ مُرْسَلٌ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أنَسٍ، قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنا بِالباءَةِ، ويَنْهانا عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا، ويَقُولُ: (تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ، فَإنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الأنْبِياءَ يَوْمَ القِيامَةِ») .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(إذا تَزَوَّجَ العَبْدُ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الدِّينِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ في النِّصْفِ الباقِي») . (p-٤٣٩)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ أنَسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(مَن رَزَقَهُ اللَّهُ امْرَأةً صالِحَةً فَقَدْ أعانَهُ عَلى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ في الشَّطْرِ الباقِي») .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَ في بَنِي إسْرائِيلَ رَجُلٌ عابِدٌ وكانَ مُعْتَزِلًا في كَهْفٍ لَهُ، فَكانَ بَنُو إسْرائِيلَ قَدْ أُعْجِبُوا بِعِبادَتِهِ، فَبَيْنَما هم عِنْدَ نَبِيِّهِمْ إذْ ذَكَرُوهُ، فَأثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقالَ النَّبِيُّ: إنَّهُ لَكَما تَقُولُونَ، لَوْلا أنَّهُ تارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ وهو التَّزَوُّجُ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، «عَنْ شَدّادِ بْنِ أوْسٍ أنَّهُ قالَ: زَوِّجُونِي، فَإنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أوْصانِي ألّا ألْقى اللَّهَ عَزَبًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ مُعاذٌ في مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيهِ: زَوِّجُونِي، إنِّي أكْرَهُ أنْ ألْقى اللَّهَ عَزَبًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عُمَرَ قالَ: يُكَفَّنُ الرَّجُلُ في ثَلاثَةِ أثْوابٍ، لا تَعْتَدُوا، إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ.
{"ayahs_start":87,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُحَرِّمُوا۟ طَیِّبَـٰتِ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ","وَكُلُوا۟ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلࣰا طَیِّبࣰاۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِیۤ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ"],"ayah":"وَكُلُوا۟ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلࣰا طَیِّبࣰاۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِیۤ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق