الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ﴾ ﴿ذَلِكَ﴾: إشارة إلى ما تقدَّم من النبأ عن [[في (د): من.]] عيسى ومريم والحواريِّين. وقوله تعالى: ﴿نَتْلُوهُ عَلَيْكَ﴾. قال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله.]]: يريد: نخبرك به. جَعَلَ إخبارَه به [[(به): ساقطة من (د).]]، وإظهارَهُ له [[(له): ساقطة من: (ج).]]: تِلاوَةً، لأن التلاوة: إظهار وإخبار [[وإخبار: ساقطة من (د). قال ابن فارس: (التاء، واللام، والواو، أصل واحد،== وهو: الاتباع. يقال: (تَلَوته)؛ إذا تَبِعْتَه. ومنه: تلاوة القرآن؛ لأنه يُتبع آية بعد آية). "معجم مقاييس اللغة" 1/ 351 (تلو). وقال الراغب: والتلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة؛ تارة بالقرآن، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك، وهو أخصُّ من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة. ولا يقال: (تلوت رُقْعتك)، وإنما يقال في القرآن، في شيء إذا قرأته وجب عليك اتِّباعه). "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب: 167 (تلو)، وانظر: "اللسان" 1/ 444 (تلو).]]. ويجوز أيضًا أن تكون [[في (ب): (يكون).]] التلاوة [[(التلاوة): ساقطة من: (ب).]] لجبريل عليه السلام، والله تعالى يضيفها إلى نفسه [[(إلى نفسه): ساقطة من: (ب).]]؛ لأن تلاوة جبريل بأمر الله [تعالى] [[ما بين المعقوفين زيادة من (د).]]. ومثله: ﴿نَحْنُ [[(نحن): ساقطة من: (ج).]] نَقُصُّ عَلَيْكَ﴾ [[مقطع من آية 3 في سورة يوسف، وأية 13 من الكهف. وسياقها في سورة يوسف: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾.]]، وأمثاله كثيرة. ومعنى ﴿مِنَ الْآيَاتِ﴾: أي [[من قوله: (أي ..) إلى (.. لا تقرأ): نقله بتصرف واختصار عن "معاني القرآن" للزجاج: 1/ 421.]]: من العلامات الدالة على تثبيت رسالتك [[انظر هذا المعنى لـ ﴿الْآيَاتِ﴾، في "الصحاح" 6/ 2275 (أيا)، "اللسان" 1/ 182 (أيا).]]؛ لأنها أخبار لا يعلمها إلا قارئ كتاب أو من يوحى إليه، وقد علموا أنك أمِّيٌّ لا تقرأ. وقوله تعالى: ﴿وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾. يعني: القرآن. ولـ ﴿الْحَكِيمِ﴾ [[في (ج): (والحكيم).]] ههنا معنيان: أحدهما: أنه بمعنى: الحاكم، مثل: القدير، والعليم، ومعناه: ذو الحِكْمَةِ [[في (ج): (ذو القدرة).]] في تأليفه ونظمه، وإبانة [[في (ج): (وآياته).]] الفوائد فيه. [والحِكْمَة: أصله في اللغة: المنع عن الفساد. والقرآنُ حاكمٌ، على معنى: أنه بما فيه] [[ما بين المعقوفين زيادة من (ج)، (د). قال الزجاج: (وأصل (ح، ك، م) في الكلام: المَنْعُ. وسُمِّيَ الحاكمُ حاكمًا؛ لأنه يمنع الخصمين من التظالم. و (حَكَمَة الدابَّة)، سُمِّيت (حَكَمَةً)؛ لأنها تمنعه من الجِماح. وفي كتب السلاطين القديمة: (واحكُم فلانًا عن ذلك الأمر)؛ بمعنى: امنعهُ). تفسير أسماء الله الحسنى، للزجاج: 43. وانظر: "مقاييس اللغة" 2/ 91 (حكم)، "الزاهر" 1/ 207.]] من العِبَرِ والدِّلالات، مانع عن الكفر والفساد. وهذا كما وُصِفت الدِّلالةُ بأنَّها الدليلُ؛ لأنها بمنزلة الناطق بما فيها من البيان. وهذا الوجه، اختيار الزجَّاج [[في "معاني القرآن" له: 1/ 421. وانظر: "معاني القرآن" للنحاس 1/ 413.]]. الثاني: أنَّه بمعنى: المُحكَم، (فَعِيل) بمعنى: (مُفعَل). قال الأزهري [[في "تهذيب اللغة"1/ 885 (حكم)، نقله عنه بالمعنى.]]: وهو سائغ [[في (د): (شائع).]] في اللغة؛ لأن (حَكَمتُ) يجري مجرى (أَحْكَمت) في المعنى، فَرُدَّ إلى الأصل. ومعنى (المُحْكَم) في القرآن: أنه أُحكِم بالأمر والنهي، وبيان الحلال والحرام. قال الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ [هود: 1]. وهذا قول مقاتل [[في "تفسيره" 1/ 279.]]. قال: الحكيم: هو المُحكَمُ من الباطل. قال الليثُ [[قوله في "تهذيب اللغة" 1/ 885 (حكم).]]: وسمَّى الأعشى القصيدَةَ المحكَمةَ: (حكيمةً)؛ فقال [[في (ج): (وقال).]]: وغَرِيبَةٍ تأتي المُلوكَ حكيمةٍ ... قد قُلتُها ليُقالَ مَنْ ذا قالَها [[البيت، في ديوانه: 144، "تهذيب اللغة" 1/ 885 (حكم)، "اللسان" 2/ 951 (حكم). وأراد بـ (الغريبة): القصيدة.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب