الباحث القرآني

قوله: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ قال ابن عباس: يريد: بان لهم ما هم فيه من الضلالة وما جاء به محمد -ﷺ- من الهدى. ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾ قال مقاتل: ينكرون القرآن أن يكون من الله [["تفسيرمقاتل" 2/ 28 أ.]]. والمنكر بمعنى: الإنكار، والتأويل: أثر الإنكار من الكراهية والعبوس. وذهب بعضهم [[هو: الإمام الطبري رحمه الله. وقوله هذا في "تفسيره" 17/ 201.]] إلى أنَّ المنكر هاهنا مفعول الإنكار وليس بمعنى المصدر وقال: وتأويله: يتبين في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان من تغيّرها [[في (أ): (تغييرها)، وهو خطأ.]] عند سماع القرآن. قوله: ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ﴾ قال الليث: السطو: شدة البطش. والفحل يسطو على طروقته [[قوله في "تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24، 25 (سطا). وهو في "العين" 7/ 277 مادة (سطا). وطروقته: أنثاه. "لسان العرب" 10/ 216 (طرق).]]. وقال أبو زيد والفراء: كادوا يبطشون بهم [["تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24 عن الفراء وأبي زيد. وقول الفراء في "معاني القرآن" له 2/ 230.]]. ومنه يقال: الأيدي السواطي، التي تتناول الشيء. والساطي من الرجال الذي يسطو بقرنه فيبطش به ويتناوله. والله ذو سطوات أي: أخذات شديدة. ويقال: سطوت به وسطوت عليه [[انظر: (سطا) في "تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24، "الصحاح" للجوهري 6/ 2376، "أساس البلاغة" للزمخشري ص 439، "لسان العرب" 14/ 384.]]. وقال المبرد: يقال سطا زيد على عمرو وبعمرو. إذا تطاول عليه ليضع منه. وقال أبو إسحاق: يكادون يبطشون [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 438.]]. وقال مجاهد [[رواه الطبري 17/ 202 عن مجاهد مختصرًا.]] ومقاتل [["تفسيرمقاتل" 2/ 28 أ.]]: يكادون يقعون بمحمد -ﷺ- وأصحابه، وهو قوله: ﴿بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ أي: يبسطون إليهم أيديهم بالسوء. قوله: ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ﴾ قال المفسرون: قل يا محمد لهم: أفأنبئكم بشر لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون [["الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 56 ب.]]. ثم ذكر [[في (أ) زيادة (من) بعد قوله: (ذكر)، وهو خطأ.]] ذلك فقال: ﴿النَّارُ﴾. قال أبو إسحاق: أي هو النار أو هي النار، كأنهم [[في (ط)، (د)، (ع): (وكأنهم)، والمثبت من (أ) هو الموافق لما في المعاني.]] قالوا: ما ذلك الذي هو شر؟ فقيل: النارُ. قال: ويجوز الخفض على البدل من (شر) والنصب على أعني [[في (أ): (أعلى) والعبارة عند الزجاج: فهو على معنى: أعني النار.]]. قال: والرفع أثبت في النحو [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 438.]]. ونحو هذا قال الفراء: سواء ترفع (النار) لأنها معرفة فسرت الشر وهو نكرة، كما تقول: مررت برجلين: أبوك وأخوك. ولو نصبتها بما عاد من ذكرها ونويت بها الاتصال بما قبلها كان وجهًا. ولو خفضتها على الباء: أنبئكم بشر من ذلكم [بالنار، كان صوابًا. والوجه الرفع [["معاني القرآن" للفراء 2/ 230.]]. وذهب مقاتل في تفسير قوله: ﴿بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ﴾] [[ما بين المعقوفين كرره ناسخ (أ) مرتين.]] إلى غير ما ذكرنا وهو أنه قال: إن المشركين لما سمعوا القرآن قالوا: ما شأن محمد وأصحابه أحق بهذا الأمر منا والله إنهم لشر خلق الله، فأنزل الله ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ﴾ من النبي وأصحابه من وعده الله النار وصار إليها يعني الكافر فهم أشرار الخلق [["تفسير مقاتل" 2/ 28 ب.]]. وهذا تعسف وتفسير لا يساعده اللفظ. وقال بعض أهل المعاني: معنى الآية: بشر عليكم مما يلحق التالي منكم، أوعدهم الله تعالى على سطوتهم بأهل الحق عقوبة هي شر من سطوتهم بالذي يتلو القرآن [[ذكره الطوسي في "التبيان" 7/ 302، والقرطبي 12/ 96 ولم ينسبه لأحد.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب