الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قال ابن عباس: يعني المستهزئين. [وهم الذين ذكرناهم في قوله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [[الحجر: 95. قال الواحدي في "البسيط": (إنا كفيناك المستهزئين) بك، وهم خمسة نفر من المشركين: الوليد بن المغيرة. والعاص بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث. سلط الله عليهم جبريل حتى قتل كل واحد منهم أي: بآفة وكفى نبيه شرهم. هذا قول عامة المفسرين. اهـ. والأولى أنها عامة في كل مستهزئ.]]] [[ساقط من (د)، (ع).]]. ﴿إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا﴾ أي: ما يتخذونك إلا مهزوا به، كقوله: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا﴾ [البقرة: 67] وقد مرَّ. وقال السدي: نزلت في أبي جهل، مرَّ به النبي -صلي الله عليه وسلم- فضحك، وقال: هذا [[(هذا): ساقطة من (أ)، (ت).]] نبي بني عبد مناف [[بنو عبد مناف بطن من بطون قريش، من العدنانية. وهم بنو عبد مناف -ومناف اسم صنم وأصل اسم عبد مناف المغيرة- بن قصي بن كلاب بن مرة. ومن أفخاد بني عبد مناف: بنو هاشم وبنو المطلب وبنو عبد شمس وبنو نوفل. وكان بنو هاشم وبنو عبد شمس متقاسمين رئاسة بني عبد مناف. انظر: "نسب قريش" للمصعب الزبيري ص 14 - 15، "البداية والنهاية" 2/ 254 - 255، "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي ص 311، "معجم قبائل العرب" لكحالة 2/ 735.]] [[رواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" 5/ 630. وهي رواية ضعيفة، لأنها مرسلة، فلا يعتمد كونها سببًا لنزول هذه الآية. وقال الألوسي 17/ 48: وأنا أرى أن القلب لا يثلج لكون هذا سببا للنزول. اهـ. قال ابن عطية 10/ 148: وظاهر الآية أن كفار مكة وعظماءهم يعمهم هذا المعنى من أنهم ينكرون أخذ رسول الله -ﷺ- في أمر آلهتهم، وذكره لهم بفساد.]]. وقوله تعالى: ﴿أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ﴾ [فيه إضمار القول [[في (د)، (ع): (من القول)، والمعنى: أن فيه إصمار "يقولون"، فيكون المعنى: وإذا رآك الذين كفروا -إن يتخذونك إلا هزوا- يقولون: أهذا ...]]، وهو جواب إذا [[وفي جواب إذا وجه آخر وهو "إن" النافية وما في حيزها في قوله "إن يتخذونك" واستظهره أبو حيان. انظر: "البحر المحيط" 6/ 312. "الدر المصون" 8/ 155.]]. وقوله تعالى: ﴿إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا﴾ كلام معترض بين إذا وجوابه. قال ابن عباس في قوله: ﴿يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ﴾] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أ).]]: يعيب أصنامكم. ونحوه قال الكلبي [[ذكر ابن الجوزي 5/ 350 هذا القول من غير نسبة. وانظر. "تنوير المقباس" ص 202.]]. قال الفراء: وأنت قائل للرجل: لئن ذكرتني لتندمنّ. وأنت تريد: بسوء، فيجوز ذلك. وأنشد قول عنترة: لا تذكري فرسي وما أطْعَمْتُهُ ... فيكون جلدك مثل جلد الأجرب [[البيت في "ديوانه" ص 272: لا تذكري مهري ... وفي "معاني القرآن" للفراء 2/ 203: لا تذكري مهري ... جلد الأشهب. وفي "معاني القرآن" للزجاج 3/ 392 من غير نسبة: وفيه: (لونك) في موضع (جلدك). وعند الطبري 17/ 25: لا تذكري مهري ... الأجرب. وهو من قصيدة يقولها لامرأة له تذكر خيله وتلومه في فرس كان يؤثرها. انظر: "شرح ديوان" عنترة للشنتمري ص 272.]] أي: لا تعيبي [[في (أ)، (ت): (تعيين)، وعند الفراء في "معانيه" 2/ 203: لا تعيبين بأثرة مُهري.]] مهري فجعل الذكر عيبًا [["معاني القرآن" للفراء 2/ 203.]]. وقال أبو إسحاق: يقال: فلان يذكر الناس، أي: يغتابهم، ويذكرهم بالعيوب. [ويقال: فلان يذكر الله، أي: يصفه بالعظمة، ويثني عليه] [[ساقط من (ع).]]. وإنّما يحذف مع الذكر ما عقل معناه [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 392.]]. وقال أهل المعاني: الذكر لا يكون بمعنى العيب [[في (أ)، (ت): (اللعب)، وهو خطأ.]] في كلام العرب، وحيث يراد به العيب حذف منه السوء [[في (د)، (ع): (بشر).]]. كما [[(كما): ساقطة من (أ)، (ت).]] قال الزَّجَّاج؛ فلان يذكر الناس أي: يذكر مساوءهم وعيوبهم. وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ وذلك أنهم قالوا ما نعرف الرحمن [[قال ابن عطية في "المحرر" 10/ 148: وظاهر الكلام أن "الرحمن" قصد به العبارة عن الله تعالى، كما لو قال: وهم بذكر الله، وهذا التأويل أغرق في ضلالهم وخطئهم. وقال ابن جزي 3/ 55: "وهم كافرون" والجملة في موضع الحال، أي: كيف ينكرون ذمك لآلهتهم وهم يكفرون بالرحمن، فهم أحق بالملامة، وقيل -فذكر سبب النزول- ثم قال: والأولى أغرق في ضلالهم. وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي 3/ 279: وفي ذكر اسمه الرحمن هنا بيان لقباحة حالهم، وأنهم كيف قابلوا الرحمن -مسدي النعم كلها، ودافع النقم الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يدفع السوء إلا هو- بالكفر والشرك. اهـ]]. قال صاحب النظم: "هم" الثانية [[في (ت): (البائنة)، وهو خطأ.]] اختصاص، أي أنَّهم كافرون دون غيرهم، كما تقول في الكلام إذا قيل لك: [إنَّ زيدًا قال لك] [[ساقط من (أ)، (ع).]]: إنك ظالم، فقلت: بل زيدٌ هو ظالم. فهو اختصاص له من بين غيره لهذا الوصف [[ذكر الرازي 23/ 170 هذا المعنى باختصار.]]. وقيل [[انظر: "تفسير الرازي" 23/ 170، "البحر" 6/ 312، "الدر المصون" 8/ 155.]]: إنّه تأكيدٌ للكافرين، فقد [[في (د)، (ع): (وقد).]] وصفهم الله بغاية الجهل حيث هزئوا ممن جحد إلهية [[في (د)، (ع): (الإلهية).]] من [[في (ع): (ممن).]] لا نعمة له [[في (أ)، (ت) زيادة: (وهم يجحدون إلهية من لا نعمة له)، وهي خطأ.]]، وهم يجحدون إلهية مَنْ كُلُّ نعمة فهي منه [[في (أ): (فهي منه ومنه)، وفي (ت): (فهي منه منه).]] [[انظر: القرطبي 11/ 288.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب