الباحث القرآني

وقوله تعالى: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾ الخلع: النزع، يقال: خلع ثوبه خلعًا [[انظر: "تهذيب اللغة" (خلع) 1/ 1084، "مقاييس اللغة" (خلع) 2/ 209، "الصحاح" (خلع) 3/ 1205، "مختار الصحاح" (خلع) ص 78.]] والنعل: ما جعلته وقاية لقدميك من الأرض، يقال: نَعِلَ، يَنْعَلُ، فهو نَاعِل، وانْتَعَل بكذا [[انظر: "تهذيب اللغة" (نعل) 4/ 3614، "القاموس المحيط" (نعل) ص 1063، "لسان العرب" (نعل) 7/ 4477، "المفردات في غريب القرآن" (نعل) ص 449.]]. واختلفوا لم أمر بخلع النعل فروى ابن مسعود عن النبي -ﷺ- في هذه الآية قال: "كانتا من جلد حمار ميت" [[أخرجه الترمذي في "جامعه" كتاب اللباس، باب: ما جاء في لبس الصوف 7/ 240، وقال: (حديث غريب، وحميد هو ابن علي الكوفي ... منكر الحديث). وأخرجه مالك في "الموطأ" في ما جاء في الانتعال (795) موقوفًا على كعب الأحبار، وذكره ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 2/ 688، في ترجمة حميد الأعرج، وابن جرير في "تفسيره" 16/ 144، وقال: (في إسناده نظر يجب التثبت فيه). والذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 614، في ترجمة حميد الأعرج، والحاكم في "المستدرك" 2/ 379، وصححه، وقال الذهبي: (في الإسناد حميد بن قيس كذا وهو خطأ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي أحد المتروكين). وأورده ابن حجر في "الكافي" ص 108، والبغوي في "معالم التنزيل" 5/ 266، وابن كثير في "تفسيره" 3/ 159، والسيوطي في "تفسيره" 4/ 522. وسبب إعلال العلماء لسند هذا الحديث وجود حميد الأعرج فقد ضعفه جمهور العلماء. انظر: "الجرح والتعديل" 3/ 226، "الكامل" لابن عدي 2/ 688، "ميزان الاعتدال" 1/ 614، "تهذيب التهذيب" 3/ 53.]]. وهو [قول علي -رضي الله عنه-، وسفيان، وكعب والأكثرين [["تفسير القرآن" للصنعاني 1/ 14، "جامع البيان" 16/ 144، "النكت والعيون" 3/ 396، "زاد المسير" 5/ 273، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 159.]]. قال الكلبي: (كانت نعلاً، فقيل] [[ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).]] له: لا تدخل الوادي وهما عليك) [[ذكرت كتب التفسير نحو بدون نسبة. انظر: "الكشف والبيان" 3/ 16 ب، "بحر العلوم" 2/ 337، "الكشاف" 2/ 531، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 173، "التفسير الكبير" 22/ 17.]]. وقال ابن عباس: (يريد: باشر الأرض بقدميك فإنك بواد مقدس) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 144، "النكت والعيون" 3/ 396، "معالم التنزيل" 5/ 266، "زاد المسير" 5/ 273، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 173.]] وقال الحسن: (كانتا من جلد بقرة ذكية، ولكنه أمر بخلعها ليباشر تراب الأرض المقدسة فيناله بركتها) [["جامع البيان" 16/ 144، "زاد المسير" 5/ 273، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 173.]]. وهذا قول سعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، وابن جريج [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 14، "جامع البيان" 16/ 144، "النكت والعيون" 3/ 396، "معالم التنزيل" 5/ 266.]]. قال ابن أبي نجيح: (يقول: أفض بقدميك إلى بركة الوادي) [["جامع البيان" 16/ 144.]] [[قال الطبري في "تفسيره" 16/ 144: (وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: أمره الله تعالى بخلع نعليه ليباشر بقدميه بركة الوادي إذ كان واديًا مقدسًا، وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالصواب؛ لأنه لا دلالة في ظاهر التنزيل على أنه أمر بخلعهما من أجل أنهما من جلد حمار، ولا لنجاستهما ولا خبر بذلك عمن يلزم بقوله الحجة، وإن قوله: (إنك بالواد المقدس) يعقبه دليلًا واضحًا على أنه إنما أمره بخلعهما لما ذكرنا، ولو كان الخبر الذي روي عن ابن مسعود صحيحًا لم نعده إلى غيره، ولكن في إسناده نظر يجب التثبت فيه). وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" 4/ 192: (وأظهرها عندي والله تعالى أعلم: == أن الله أمره بخلع نعليه أي: نزعهما من قدميه ليعلمه التواضع لربه حين ناداه، فإن نداء الله لعبده أمر عظيم يستوجب من العبد كمال التواضع والخضوع، والله أعلم).]]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ أي: المطهر [["جامع البيان" 16/ 145، "بحر العلوم" 2/ 337، "النكت والعيون" 3/ 396، "المحرر الوجيز" 10/ 10.]]. قال ابن عباس في رواية عطاء: (قدسته مرتين) [["النكت والعيون" 3/ 396.]]. وهو قول عكرمة [[ذكرته كتب التفسير بدون نسبة انظر: "الكشف والبيان" 3/ 16 ب، "النكت والعيون" 3/ 396، "جامع البيان" 16/ 145، "معالم التنزيل" 3/ 213، "المحرر الوجيز" 10/ 10، "الكشاف" 2/ 531.]]. وقال في رواية الوالبي: (المقدس المبارك) [["جامع البيان" 16/ 145، "النكت والعيون" 3/ 396.]]. وذكرنا الكلام في هذا عند قوله: ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: 21]. وقوله تعالى: (طوى) قال ابن عباس: (هو اسم الوادي) [["جامع البيان" 16/ 145، "زاد المسير" 5/ 273، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 159، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 175، "الدر المنثور" 4/ 523.]]. وهو قول جميع المفسرين [["جامع البيان" 16/ 145، "ابن كثير" 3/ 159، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 175.]]. وقال الحسن: (أي طوى بالبركة مرتين) [["جامع البيان" 16/ 145، "النكت والعيون" 3/ 396، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 175، "الدر المنثور" 4/ 523.]]. فعلى هذا (طوى) مصدر من قولك: طويته طوى. قال عدي بن زيد [[البيت لعدي بن زيد التميمي. انظر: "جامع البيان" 16/ 145، "زاد المسير" 5/ 273، "مجمع البيان" 7/ 9، "روح المعاني" 16/ 170، "لسان العرب" (طوى) 5/ 2730.]]: أُعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ في غَيْرِ كُنْهِه ... عَليَّ طُوى مِنْ غَيَّك المُتَرَدَّدِ أراد إن لومك مكرر علي، والصحيح هو الأول. قال أبو إسحاق: ويجوز فيه أربعة أوجه، -يعني من القراءة -: ضم الطاء، وكسرها، والإجراء، وترك الإجراء [[قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: (طُوى) غير مجراة، مضمومة الطاء. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: (طُوى) مجراة، مضمومة الطاء. وقرأ الأعمش، والحسن: (طِوى) بكسر الطاء. انظر: "السبعة" ص 417، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 219، "العنوان في القراءات" ص 129، "النشر" 2/ 319، "القراءات الشاذة" للقاضي ص 66.]]، فمن أجرى فلأنه مذكر سُمّيَ بمذكر على فُعَل نحو: حُطَم وصُرَد، ومن لم يجري ترك صرفه من جهتين أحدهما: أن يكون معدولًا عن طاء، فيصير مثل عُمَر. والآخر: أن يكون اسمًا للبقعة، كما قال الله عز وجل: ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ [القصص: 30]. قال: وإذا كُسِرَ طِوى فهو مثل: مِعى، وضِلع. ومن لم ينون جعله اسمًا للبقعة) هذا كلامه [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 351.]]. وقال أبو علي: (الصرف من وجهين أحدهما: أن يجعل اسم الوادي فيصرف؛ لأنه مذكر سمَّي بمذكر. والوجه الآخر: أن يجعل طوى صفة، وذلك في قول من قال: إنه قُدس مرتين، فيكون طِوى كقولك: ثنى، ويكون صفة كقوله: ﴿مَكَانًا سُوًى﴾ [طه:58]، وقومٌ على، وجاء في (طوى) الضم والكسر، ما جاء في قوله: (مكان سوى) الكسر والضم، وكذلك يقال: ثِنى وثُنى. قال: ومن لم يصرف احتمل أمرين أحدهما: أن يكون (طوى) اسمًا لبقعة أو أرض وهو مذكر، فهو بمنزلة امرأة أسميتها باسم مذكر فيجتمع التعريف والتأنيث. والثاني: أن يكون معدولًا كعمر، فإن قلت: إن عمر معدول عن عامر، وهذا الاسم لا يعرف عمَّ عُدل، فإنه لا يمتنع العدل عما لم يخرجوه إلى الاستعمال، ألا ترى أن جُمَع وكُتَع معدولتان عما لم يستعملا، فكذلك يكون طوى) [["الحجة للقراء السبعة" 5/ 219.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب